العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-18-2009, 05:46 PM
اليعقوبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5731 يوم
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : اليعقوبي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وجهة نظر ...قبل تأصيل فقه الخلاف




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد فقد رأيت عناية بعض الإخوة الأفاضل في الآونة الأخيرة بتأصيل ما يسمى بفقه الخلاف تأصيلا ومعالجة بأكثر من عنوان وأسلوب وطريقة... ولا شك أن هذا العمل جهد مشكور .. تمس إليه الحاجة.. وتدعو إليه الظروف .. ويستدعيه الواقع المرير الذي نعيشه.
وقد بدا لي أن أساهم في هذا الموضوع بوجهة نظر سأنصب عليها من شواهد الواقع ما أظنها به تكون ناطحة سحاب في برجها كشاف.. لا يخفى على ذي عين أو عينين.. ومع ذلك من لم يبصرها كما هي .. فما هو بأعشى قيس ولا همدان ..ولا أعمى معنى ولا حسا... إنها وجهة نظر فحسب.
تشخيص المشكلة: لا يخفى على أحد ما نواجهه معاشر طلاب العلم على تفاوت مراتبنا من سوء الاختلاف وسيئ الخلاف ... فمن فتح عينيه أو أصاخ بأذنيه ملأهما صورا ونماذج من ذلك.
ولعلي أصوره في عدة نقاط، منها ما يتعلق بالمسائل، ومنها ما يتعلق بالأدلة، ومنها ما يتعلق بالمخالف، ومنها مايتعلق بأسلوب الحوار والنقاش.
أما المسائل: فلا يتصورها أو يصورها كثير من هؤلاء كما هي ، وقد يخرج عنها إلى ما يريد فيطاعن في الفضاء فيكون البطل الشجاع، وإن كان في القلوب الخروع.
وأما الأدلة: فتعرفون أنها تحتاج إلى نظرين: الثبوت والفهم ، وقد يكون الشيخ ممن لا يدي له بالتثبت ولا اهتمام بالتصحيح والتضعيف.. وإن كان آية فمن الآيات أن يكون المناقش في فهمها هي والسنة ـــ رادا للكتاب والسنة معارضا لهما؛ لأن فهم الشيخ لهما هو : الكتاب والسنة، وقد تجعل المسألة عقدية (شاءت أو أبت) فيزاد سطر أوصاف الشيخ بــ: والسلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وإن كان الخلاف بين الأخذ بظاهر الحديث (خصوصا) ومجمل قواعد الدين تمت للشيخ صفات القدسية بإضافة: وأهل الحديث والأثر.
وأما ما يتعلق بالمخالف: فهو بالتالي مبتدع ..مخالف لمنهج السلف...عدو للسنة.. متبع لهواه... وانس نفسك وتسل إذا علمت أن من علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من أخذ من هذه الألفاظ بحظ وافر أكثر مما تأخذ بقدر أعلميته منك.
وأما أسلوب الحوار: فهو هجومي .. يناقش النيات والأعمال.. وما يخطر بالبال وما لا تتصوره أنت المخالف... ويقرأ بين السطور وما وراء الخبر بلا حدود لغوية ولا شرعية ولا حضارية، فهو اتجاه معاكس، وتخبط وتشاكس..
أمثلة واقعية: اعلم أن هذا التصوير ليس خيالا ولا تخرصا ولا فرضيات .. إنما هو نتيجة انغماس في صفوف مختلف أجناس ومدارس طلاب العلم من مختلف البلدان منذ ما يقارب خمس عشر سنة .. رأيت منها وسمعت ما حكيت بعضه .. فإليك أمثلة ومنك التعليق:
1) بدعني أحدهم بسبب حكايتي عن بعض مشايخنا (العلماء) تطبيق قاعدة: التنصيص على بعض أفراد العام على يدل على التخصيص على حديث (وتربته طهورا) ، ولا تنس أن تعلم أن مبدعي طالب لي يدرس علي الآجرومية.
2) رأيت أحدهم يناقش من صلى النافلة بعد صلاة العصر، فسمعته يقول له: هذه صلاة لا يقبلها الله منك، والقائل له طلاب ودروس.. (زعم).
3) رأيت أحدهم يعمل في الصلاة أمرا (في صحيح البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله لا يفعله) فلما نبهته قال لي : إن فلانا صحح هذا الحديث.. واتهمني بمعاداة السنة لمخالفة فلان بعد موافقة البخاري!!!!
4) كنا صياما وقامت الصلاة وما زلنا نأكل وواصلت أكلي (جزاني الله خيرا) وما انتهيت منه إلا وقد فاتتني الجماعة وجاء صاحبي ووجدني أتهيأ للصلاة فعيرني بأني قدمت بطني على صلاتي .. وكاد أن يفسقني .. وقد ذكرت له حديث ابن عباس أو ابن عمر الذي يحفظه (أشعب) لكنه شرحه لي بما يطول شرحه.
سبب هذا الواقع المر: لقد فكرت في هذا الموضع تفكيرا عميقا وحاولت الاستفادة من التجربة المنوه بها آنفا، وقد توصلت إلى نتيجة أدعي أن استصحابها ضروري في معالجة هذه الظاهرة
وهذه النتيجة لا أدعي عليها (براءة الاختراع) لكني أعتز بأن الله هداني إليها بفضله ومنته.. وازدادت ثقتي بها لما عرضتها على بعض مشايخنا فأقرها.. وعلى كثير من أصفيائي من طلاب العلم فوافقوني عليها.
ولن أذكر لك هذه النتيجة مجردة.. لكن خذ ثلاثة أمثلة:
(1) رجل درس مختصرا في فقه أحد المذاهب (وله حظ من علوم الآلة) ثم درس كتاب الطهارة والصلاة في أمات وموسوعات المذاهب الفقهية.. وكتب الحديث والأحكام وطالع الشروح .. ودرس ما يتعلق بها في كتب أحكام التفسير... وقرأها في كتب الفتاوى ... وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا (إدريسي .. أنت أو غيرك) في مسألة نقض الوضوء بلحوم الإبل، أو القنوت في الفجر، أو وجوب الوتر.. هل يتفاجأ بأي شيئ ستقوله أو بأي دليل أو نقل تذكره.. أجبني لاحقا.
2) رجل درس الآجرومية ثم القطر ثم الخلاصة ثم الكافية وحفظها وأتقنها ثم كان همه جمع وقراءة ودراسة تراث ابن مالك وابن هشام والجديد والقديم في كتب النحو ... ثم درس ودرّس وحاور وناقش وأعرب وأغرب وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا إدريسي أنت أو غيرك في إعراب: أو مخرجي هم ، وأكلوني البراغيث.. وإن هذان لساحران.. ونحوها ... هل يتفاجأ بوجه أو توجيه أو تأويل أو تقدير أو إضمار ... أجبني لاحقا.
3) رجل أخذ حظا وافرا من العربية (نحوها وبلاغتها وغريبها) ومن السنة (متونها وأسانيدها ومرفوعاها وموقوفها وآثارها) ثم كان همه دراسة تفسير البقرة فقرأها في كتب التفسير القرآن وبالسنة وبالآثار وبالرأي وبالعربية والفقهية والجامعة والحديثة والقديمة وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا أيها الإدريسي في تفسير آية المحصر أو الوصية أو الحيض ... هل تفاجئه بتأويل أو وجه أو تعليل أو ترجيح.
.....وليقس ما لم يقل ....
أما بعد: فليس عندي شيئ جديد أقوله بعد هذه الأمثلة وقد فهمت منها أخي طالب العلم أن الأزمة ليست في طريقة الحوار وإن كانت فيها فليست هي المناط ولا نقطة الضعف إنما النقطة والسطر والكتاب والمجلدات: الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل

ولا تمار جاهلا فتتعبا*** وما عليك عتبه فتعتبا

فتخيل لو ناقشك أحد في إثبات أنك تسمع بعينك وترى بأذنيك ألا تفاجأ ألا تضطرب ألا تتهمه بخفة العقل إن لم يكن ممازحا.. أو بالسحر أو بالشعوذة.
هذه المعلومة قد تكون أغرب لدى طبيب الأذن والحنجرة من كثير من بدهيات العلم لدى كثير من المناقشين والمحاورين.. فما ذا تنتظر منهم يا مغترب..
الخاتمة: هذه خواطر كانت تجيش بصدري وأتحدث بها أحيانا مع بعض من يشكو إلي أو أشكو إليه حال طلاب العلم...وهي أولا وأخيرا وجهة نظر رغم اعتزازي بها لا أوالي على قبولها ... نعم يسعدني تلقي انتقادات وملاحظات طلاب العلم عليها.. والله الموفق وعليه التكلان.






 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 05-18-2009, 07:03 PM   #2
عضو مؤسس


م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي متألق , وكما عهدناك.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد فقد رأيت عناية بعض الإخوة الأفاضل في الآونة الأخيرة بتأصيل ما يسمى بفقه الخلاف تأصيلا ومعالجة بأكثر من عنوان وأسلوب وطريقة... ولا شك أن هذا العمل جهد مشكور .. تمس إليه الحاجة.. وتدعو إليه الظروف .. ويستدعيه الواقع المرير الذي نعيشه.
وقد بدا لي أن أساهم في هذا الموضوع بوجهة نظر سأنصب عليها من شواهد الواقع ما أظنها به تكون ناطحة سحاب في برجها كشاف.. لا يخفى على ذي عين أو عينين.. ومع ذلك من لم يبصرها كما هي .. فما هو بأعشى قيس ولا همدان ..ولا أعمى معنى ولا حسا... إنها وجهة نظر فحسب.
تشخيص المشكلة: لا يخفى على أحد ما نواجهه معاشر طلاب العلم على تفاوت مراتبنا من سوء الاختلاف وسيئ الخلاف ... فمن فتح عينيه أو أصاخ بأذنيه ملأهما صورا ونماذج من ذلك.
ولعلي أصوره في عدة نقاط، منها ما يتعلق بالمسائل، ومنها ما يتعلق بالأدلة، ومنها ما يتعلق بالمخالف، ومنها مايتعلق بأسلوب الحوار والنقاش.
أما المسائل: فلا يتصورها أو يصورها كثير من هؤلاء كما هي ، وقد يخرج عنها إلى ما يريد فيطاعن في الفضاء فيكون البطل الشجاع، وإن كان في القلوب الخروع.
وأما الأدلة: فتعرفون أنها تحتاج إلى نظرين: الثبوت والفهم ، وقد يكون الشيخ ممن لا يدي له بالتثبت ولا اهتمام بالتصحيح والتضعيف.. وإن كان آية فمن الآيات أن يكون المناقش في فهمها هي والسنة ـــ رادا للكتاب والسنة معارضا لهما؛ لأن فهم الشيخ لهما هو : الكتاب والسنة، وقد تجعل المسألة عقدية (شاءت أو أبت) فيزاد سطر أوصاف الشيخ بــ: والسلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وإن كان الخلاف بين الأخذ بظاهر الحديث (خصوصا) ومجمل قواعد الدين تمت للشيخ صفات القدسية بإضافة: وأهل الحديث والأثر.
وأما ما يتعلق بالمخالف: فهو بالتالي مبتدع ..مخالف لمنهج السلف...عدو للسنة.. متبع لهواه... وانس نفسك وتسل إذا علمت أن من علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من أخذ من هذه الألفاظ بحظ وافر أكثر مما تأخذ بقدر أعلميته منك.
وأما أسلوب الحوار: فهو هجومي .. يناقش النيات والأعمال.. وما يخطر بالبال وما لا تتصوره أنت المخالف... ويقرأ بين السطور وما وراء الخبر بلا حدود لغوية ولا شرعية ولا حضارية، فهو اتجاه معاكس، وتخبط وتشاكس..
أمثلة واقعية: اعلم أن هذا التصوير ليس خيالا ولا تخرصا ولا فرضيات .. إنما هو نتيجة انغماس في صفوف مختلف أجناس ومدارس طلاب العلم من مختلف البلدان منذ ما يقارب خمس عشر سنة .. رأيت منها وسمعت ما حكيت بعضه .. فإليك أمثلة ومنك التعليق:
1) بدعني أحدهم بسبب حكايتي عن بعض مشايخنا (العلماء) تطبيق قاعدة: التنصيص على بعض أفراد العام على يدل على التخصيص على حديث (وتربته طهورا) ، ولا تنس أن تعلم أن مبدعي طالب لي يدرس علي الآجرومية.
2) رأيت أحدهم يناقش من صلى النافلة بعد صلاة العصر، فسمعته يقول له: هذه صلاة لا يقبلها الله منك، والقائل له طلاب ودروس.. (زعم).
3) رأيت أحدهم يعمل في الصلاة أمرا (في صحيح البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله لا يفعله) فلما نبهته قال لي : إن فلانا صحح هذا الحديث.. واتهمني بمعاداة السنة لمخالفة فلان بعد موافقة البخاري!!!!
4) كنا صياما وقامت الصلاة وما زلنا نأكل وواصلت أكلي (جزاني الله خيرا) وما انتهيت منه إلا وقد فاتتني الجماعة وجاء صاحبي ووجدني أتهيأ للصلاة فعيرني بأني قدمت بطني على صلاتي .. وكاد أن يفسقني .. وقد ذكرت له حديث ابن عباس أو ابن عمر الذي يحفظه (أشعب) لكنه شرحه لي بما يطول شرحه.
سبب هذا الواقع المر: لقد فكرت في هذا الموضع تفكيرا عميقا وحاولت الاستفادة من التجربة المنوه بها آنفا، وقد توصلت إلى نتيجة أدعي أن استصحابها ضروري في معالجة هذه الظاهرة
وهذه النتيجة لا أدعي عليها (براءة الاختراع) لكني أعتز بأن الله هداني إليها بفضله ومنته.. وازدادت ثقتي بها لما عرضتها على بعض مشايخنا فأقرها.. وعلى كثير من أصفيائي من طلاب العلم فوافقوني عليها.
ولن أذكر لك هذه النتيجة مجردة.. لكن خذ ثلاثة أمثلة:
(1) رجل درس مختصرا في فقه أحد المذاهب (وله حظ من علوم الآلة) ثم درس كتاب الطهارة والصلاة في أمات وموسوعات المذاهب الفقهية.. وكتب الحديث والأحكام وطالع الشروح .. ودرس ما يتعلق بها في كتب أحكام التفسير... وقرأها في كتب الفتاوى ... وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا (إدريسي .. أنت أو غيرك) في مسألة نقض الوضوء بلحوم الإبل، أو القنوت في الفجر، أو وجوب الوتر.. هل يتفاجأ بأي شيئ ستقوله أو بأي دليل أو نقل تذكره.. أجبني لاحقا.
2) رجل درس الآجرومية ثم القطر ثم الخلاصة ثم الكافية وحفظها وأتقنها ثم كان همه جمع وقراءة ودراسة تراث ابن مالك وابن هشام والجديد والقديم في كتب النحو ... ثم درس ودرّس وحاور وناقش وأعرب وأغرب وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا إدريسي أنت أو غيرك في إعراب: أو مخرجي هم ، وأكلوني البراغيث.. وإن هذان لساحران.. ونحوها ... هل يتفاجأ بوجه أو توجيه أو تأويل أو تقدير أو إضمار ... أجبني لاحقا.
3) رجل أخذ حظا وافرا من العربية (نحوها وبلاغتها وغريبها) ومن السنة (متونها وأسانيدها ومرفوعاها وموقوفها وآثارها) ثم كان همه دراسة تفسير البقرة فقرأها في كتب التفسير القرآن وبالسنة وبالآثار وبالرأي وبالعربية والفقهية والجامعة والحديثة والقديمة وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا أيها الإدريسي في تفسير آية المحصر أو الوصية أو الحيض ... هل تفاجئه بتأويل أو وجه أو تعليل أو ترجيح.
.....وليقس ما لم يقل ....
أما بعد: فليس عندي شيئ جديد أقوله بعد هذه الأمثلة وقد فهمت منها أخي طالب العلم أن الأزمة ليست في طريقة الحوار وإن كانت فيها فليست هي المناط ولا نقطة الضعف إنما النقطة والسطر والكتاب والمجلدات: الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل

ولا تمار جاهلا فتتعبا*** وما عليك عتبه فتعتبا

فتخيل لو ناقشك أحد في إثبات أنك تسمع بعينك وترى بأذنيك ألا تفاجأ ألا تضطرب ألا تتهمه بخفة العقل إن لم يكن ممازحا.. أو بالسحر أو بالشعوذة.
هذه المعلومة قد تكون أغرب لدى طبيب الأذن والحنجرة من كثير من بدهيات العلم لدى كثير من المناقشين والمحاورين.. فما ذا تنتظر منهم يا مغترب..
الخاتمة: هذه خواطر كانت تجيش بصدري وأتحدث بها أحيانا مع بعض من يشكو إلي أو أشكو إليه حال طلاب العلم...وهي أولا وأخيرا وجهة نظر رغم اعتزازي بها لا أوالي على قبولها ... نعم يسعدني تلقي انتقادات وملاحظات طلاب العلم عليها.. والله الموفق وعليه التكلان.



************************************************** ************
ما شاء الله !!تبارك الله رب العالمين .
إنها وجهة نظر جد سديدة , وقد كشفت النقاب عن فوائد عديدة , لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
أما نتيجة هذا النظرة الفاحصة من الأخ اليعقوبي فهي -كما وصفها- ينبغي استصحابها لكل طالب علم , وهي من أعلام النبوة , ومن أكبر الشواهد على صدق هذا الكتاب الذي بين أيدينا .
فكم من معالج لهذه القضية حاول إرجاع أسبابها إلى الجهل , والبعض إلى التعصب , والبعض الآخر إلى الأغراض وعدم الإخلاص . الخ..
لكن يبدو أن السبب الجوهري فيها أنها تجل من تجليات إرادة الله الكونية .
قال الله -تعالى-: ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ).
نسأل الله أن يجعلنا ممن يشمله الاستثناء , وأن يوفقنا للاتفاق على كتابه وسنة نبيه على فهم أصحاب رسوله وتابعيهم ( سلفنا الصالح ) وأن يعيذنا من مضلات الفتن , ماظهر منها وما بطن .
كما نسأله أن يضرب لنا بسهم وافر من العلم النافع والعمل الصالح , وأن يجعل ما علمنا حجة لنا لا علينا .
كما أنبه نفسي أولا , والإخوة المشاركين في هذا المنتدى ثانيا , إلى حقيقة مهمة جدا , وهي أن الكلام في الشرعيات يختلف عن الكلام في الاجتماعيات , فالعلم يحمله العدول , ومصطلح ( العدل ) يمكن وصفه بأنه من أعظم الكلمات , ومن أوسعها مدلولا , ولن نعدو أن نكون من محبي هؤلاء ( ومن أحب قوما فهو منهم ) و( رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ) أما مقام التوقيع عن رب العالمين , فهو مقام له أهله , نسأل الله ألا يحرمنا جميعا من رحمته .
المقصود أننا في هذا المنتدى يمكن لنا أن يستفيد بعضنا من بعض , ويثير بعضنا إشكالات عند البعض , نراجع فيها العلماء أو كتب العلماء , وسنجد عند ذلك الخير الكثير , ويكون أنفع لنا من إقحام أنفسنا في متاهات , ندعي فيها الفصل في قضايا , قد تكون قيمتنا الحقيقية منحصرة في مجرد استيعاب بعض ما قيل فيها , فلنستخدم عقولنا ؛ لفهم النصوص ولكن إلى حد .
وليكن منطلقنا حب الاستفادة والإفادة , وهدفنا الوصول إلى التقارب- على الأقل -في الرؤى الشرعية وغيرها , فإن ذلك هو الذي يضمن لنا النجاح في الدنيا والآخرة .
وأنا فخور جدا , بل شكور جدا لما بدأ يظهرعلى ساحة هذا المنتدى , من عقول وعواطف , لا شك أن المعرفة بوجودها -لحد ذاتها -تعتبر مغنما , ولكن بعد ما نحسن الاستفادة منها , ستكون الغنيمة أوفر .
فلنستصحب هذه الأحاسيس لنلتقي فنرتقي .
ولنشكر الأخ اليعقوبي جميعا فإنه .......................


 
 توقيع : م الإدريسي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-18-2009, 07:07 PM   #3


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تعليق على الهامش



نسيت أن أختم بقول الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: (ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نَقَلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا :

بإدمان الطلب،
  1. والفحص عن هذا الشأن،
  2. وكثرة المذاكرة والسهر،
  3. والتيقظ،
  4. والفهم مع التقوى،
  5. والدين المتين،
  6. والإنصاف،
  7. والتردد إلى مجالس العلماء،
  8. والتحري والإتقان،
وإلا تفعل:




فدعْ عنك الكتابة لست منها = ولو سوَّدت وجهك بالمدادِ
قال الله عز وجل:{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.


فإن آنست يا هذا من نفسك:


  • فهماً،
  • وصدقاً،
  • وديناً،
  • وورعاً....
وإلا فلا تتعنَّ،
وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب،
وإن عرفت أنك مُخلِّطٌ مُخبِّطٌ مُهْمِلٌ لحدود الله فأرحنا منك، فبعد قليل ينكشف البَهْرج،ويَنْكُبُ الزَغَل،ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فقد نصحتك.فعلم الحديث صَلِفٌ، فأين علم الحديث؟وأين أهله؟كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)
قلت: هو يتحدث عن علم الحديث لكن طريقة كل علم ما ذكر رحمه الله وطالب العلم من وصف ..ومعاذ الله أن تجد من هذا وصفه وهو (يزايد) في مناقشاته أو يتفاجأ بالبدهيات..أو يعد الغرائب تحقيقا.


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-18-2009, 09:50 PM   #4
عضو مؤسس


الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي بارك الله فيك وزادك علما وعملا صالحا



التعليق على مثل مقالك لا يكون - والحال أنه لم يبق من نهاية الدوام من الدقائق إلا عدد الصلوات المفروضة - ، بل لابد له من وقت يسع الفرض والنفل والواجب والمستحب ، فهنيئا لك ، ولعلي أجد وقتا - ولو بعد حين - فأضيف حاشية ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-18-2009, 10:32 PM   #5
مراقب عام القسم الأدبي


السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فقد رأيت عناية بعض الإخوة الأفاضل في الآونة الأخيرة بتأصيل ما يسمى بفقه الخلاف تأصيلا ومعالجة بأكثر من عنوان وأسلوب وطريقة... ولا شك أن هذا العمل جهد مشكور .. تمس إليه الحاجة.. وتدعو إليه الظروف .. ويستدعيه الواقع المرير الذي نعيشه.
وقد بدا لي أن أساهم في هذا الموضوع بوجهة نظر سأنصب عليها من شواهد الواقع ما أظنها به تكون ناطحة سحاب في برجها كشاف.. لا يخفى على ذي عين أو عينين.. ومع ذلك من لم يبصرها كما هي .. فما هو بأعشى قيس ولا همدان ..ولا أعمى معنى ولا حسا... إنها وجهة نظر فحسب.
تشخيص المشكلة: لا يخفى على أحد ما نواجهه معاشر طلاب العلم على تفاوت مراتبنا من سوء الاختلاف وسيئ الخلاف ... فمن فتح عينيه أو أصاخ بأذنيه ملأهما صورا ونماذج من ذلك.
ولعلي أصوره في عدة نقاط، منها ما يتعلق بالمسائل، ومنها ما يتعلق بالأدلة، ومنها ما يتعلق بالمخالف، ومنها مايتعلق بأسلوب الحوار والنقاش.
أما المسائل: فلا يتصورها أو يصورها كثير من هؤلاء كما هي ، وقد يخرج عنها إلى ما يريد فيطاعن في الفضاء فيكون البطل الشجاع، وإن كان في القلوب الخروع.
وأما الأدلة: فتعرفون أنها تحتاج إلى نظرين: الثبوت والفهم ، وقد يكون الشيخ ممن لا يدي له بالتثبت ولا اهتمام بالتصحيح والتضعيف.. وإن كان آية فمن الآيات أن يكون المناقش في فهمها هي والسنة ـــ رادا للكتاب والسنة معارضا لهما؛ لأن فهم الشيخ لهما هو : الكتاب والسنة، وقد تجعل المسألة عقدية (شاءت أو أبت) فيزاد سطر أوصاف الشيخ بــ: والسلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وإن كان الخلاف بين الأخذ بظاهر الحديث (خصوصا) ومجمل قواعد الدين تمت للشيخ صفات القدسية بإضافة: وأهل الحديث والأثر.
وأما ما يتعلق بالمخالف: فهو بالتالي مبتدع ..مخالف لمنهج السلف...عدو للسنة.. متبع لهواه... وانس نفسك وتسل إذا علمت أن من علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من أخذ من هذه الألفاظ بحظ وافر أكثر مما تأخذ بقدر أعلميته منك.
وأما أسلوب الحوار: فهو هجومي .. يناقش النيات والأعمال.. وما يخطر بالبال وما لا تتصوره أنت المخالف... ويقرأ بين السطور وما وراء الخبر بلا حدود لغوية ولا شرعية ولا حضارية، فهو اتجاه معاكس، وتخبط وتشاكس..
أمثلة واقعية: اعلم أن هذا التصوير ليس خيالا ولا تخرصا ولا فرضيات .. إنما هو نتيجة انغماس في صفوف مختلف أجناس ومدارس طلاب العلم من مختلف البلدان منذ ما يقارب خمس عشر سنة .. رأيت منها وسمعت ما حكيت بعضه .. فإليك أمثلة ومنك التعليق:
1) بدعني أحدهم بسبب حكايتي عن بعض مشايخنا (العلماء) تطبيق قاعدة: التنصيص على بعض أفراد العام على يدل على التخصيص على حديث (وتربته طهورا) ، ولا تنس أن تعلم أن مبدعي طالب لي يدرس علي الآجرومية.
2) رأيت أحدهم يناقش من صلى النافلة بعد صلاة العصر، فسمعته يقول له: هذه صلاة لا يقبلها الله منك، والقائل له طلاب ودروس.. (زعم).
3) رأيت أحدهم يعمل في الصلاة أمرا (في صحيح البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله لا يفعله) فلما نبهته قال لي : إن فلانا صحح هذا الحديث.. واتهمني بمعاداة السنة لمخالفة فلان بعد موافقة البخاري!!!!
4) كنا صياما وقامت الصلاة وما زلنا نأكل وواصلت أكلي (جزاني الله خيرا) وما انتهيت منه إلا وقد فاتتني الجماعة وجاء صاحبي ووجدني أتهيأ للصلاة فعيرني بأني قدمت بطني على صلاتي .. وكاد أن يفسقني .. وقد ذكرت له حديث ابن عباس أو ابن عمر الذي يحفظه (أشعب) لكنه شرحه لي بما يطول شرحه.
سبب هذا الواقع المر: لقد فكرت في هذا الموضع تفكيرا عميقا وحاولت الاستفادة من التجربة المنوه بها آنفا، وقد توصلت إلى نتيجة أدعي أن استصحابها ضروري في معالجة هذه الظاهرة
وهذه النتيجة لا أدعي عليها (براءة الاختراع) لكني أعتز بأن الله هداني إليها بفضله ومنته.. وازدادت ثقتي بها لما عرضتها على بعض مشايخنا فأقرها.. وعلى كثير من أصفيائي من طلاب العلم فوافقوني عليها.
ولن أذكر لك هذه النتيجة مجردة.. لكن خذ ثلاثة أمثلة:
(1) رجل درس مختصرا في فقه أحد المذاهب (وله حظ من علوم الآلة) ثم درس كتاب الطهارة والصلاة في أمات وموسوعات المذاهب الفقهية.. وكتب الحديث والأحكام وطالع الشروح .. ودرس ما يتعلق بها في كتب أحكام التفسير... وقرأها في كتب الفتاوى ... وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا (إدريسي .. أنت أو غيرك) في مسألة نقض الوضوء بلحوم الإبل، أو القنوت في الفجر، أو وجوب الوتر.. هل يتفاجأ بأي شيئ ستقوله أو بأي دليل أو نقل تذكره.. أجبني لاحقا.
2) رجل درس الآجرومية ثم القطر ثم الخلاصة ثم الكافية وحفظها وأتقنها ثم كان همه جمع وقراءة ودراسة تراث ابن مالك وابن هشام والجديد والقديم في كتب النحو ... ثم درس ودرّس وحاور وناقش وأعرب وأغرب وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا إدريسي أنت أو غيرك في إعراب: أو مخرجي هم ، وأكلوني البراغيث.. وإن هذان لساحران.. ونحوها ... هل يتفاجأ بوجه أو توجيه أو تأويل أو تقدير أو إضمار ... أجبني لاحقا.
3) رجل أخذ حظا وافرا من العربية (نحوها وبلاغتها وغريبها) ومن السنة (متونها وأسانيدها ومرفوعاها وموقوفها وآثارها) ثم كان همه دراسة تفسير البقرة فقرأها في كتب التفسير القرآن وبالسنة وبالآثار وبالرأي وبالعربية والفقهية والجامعة والحديثة والقديمة وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا أيها الإدريسي في تفسير آية المحصر أو الوصية أو الحيض ... هل تفاجئه بتأويل أو وجه أو تعليل أو ترجيح.
.....وليقس ما لم يقل ....
أما بعد: فليس عندي شيئ جديد أقوله بعد هذه الأمثلة وقد فهمت منها أخي طالب العلم أن الأزمة ليست في طريقة الحوار وإن كانت فيها فليست هي المناط ولا نقطة الضعف إنما النقطة والسطر والكتاب والمجلدات: الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل

ولا تمار جاهلا فتتعبا*** وما عليك عتبه فتعتبا

فتخيل لو ناقشك أحد في إثبات أنك تسمع بعينك وترى بأذنيك ألا تفاجأ ألا تضطرب ألا تتهمه بخفة العقل إن لم يكن ممازحا.. أو بالسحر أو بالشعوذة.
هذه المعلومة قد تكون أغرب لدى طبيب الأذن والحنجرة من كثير من بدهيات العلم لدى كثير من المناقشين والمحاورين.. فما ذا تنتظر منهم يا مغترب..
الخاتمة: هذه خواطر كانت تجيش بصدري وأتحدث بها أحيانا مع بعض من يشكو إلي أو أشكو إليه حال طلاب العلم...وهي أولا وأخيرا وجهة نظر رغم اعتزازي بها لا أوالي على قبولها ... نعم يسعدني تلقي انتقادات وملاحظات طلاب العلم عليها.. والله الموفق وعليه التكلان.





بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
قرأت وجهة نظرك أيها اليعقوبي, ووجدت أنك قد وفقت في هذا الطرح الجميل الذي كان غزالة تجربتك منذ سنوات, وعصارة فكرك الذي جال وصال في معمعان فقه الخلاف وتوصل إلى هذا الحد من النضوج الفكري, والترقي في مراقي الصعود في سماوات العلم ولم أقصد في كلامي قطع ظهرك, ولكنها خطرات تلجلجت في القلب, ونطق بها اللسان وكتبتها يدي.
وأرجو منك أنت والإدريسي أن تستمرا كما في سابق نقاشكما في استعمال الأسلوب الحسن مع (منهج السلف) فقد أعجبني جلده في طرح ماعنده والذي يبدو أنه يقصد به النصيحة, وأعجنبني منكما التمسك بمبدء الحوار الهادئ الهادف, وأحيي فيكما هذه الروح في التعامل مع المخالف و أرى أنها سابقة لم نعهدها تعد ضمن حسنات هذا الموقع.


 
 توقيع : السوقي الخرجي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-19-2009, 08:34 AM   #6


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الإخوة الفضلاء.. الإدريسي والباقلاني والخرجي
أشكر لكم مروركما الكريم ولي عودة إلى منادمتكم على هامش هذا المقال
أسأل الله التوفيق لي ولكم


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-19-2009, 01:50 PM   #7
مشرف منتدى الحوار الهادف


أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 10-28-2024 (10:35 AM)
 المشاركات : 1,680 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حيا الله الشيخ اليعقوبي وجزاه خيرا على تكرمه بإهدائنا تجاربه وخلاصة مشواره العلمي وكذالك على تشخيصه لقضية من أهم القضايا التى تتسبب في القطيعة بين طلبة العلم وكذالك أشكره على تحديد أو توصيف هذا الداء العضال
والذي يجمع كل الشرور ولكل داء أعراض ومن أعراض هذا الداء الكالح السواد والذي يصعب تحديد مكانه في الجسد حتى يتم بتره الكبر نعم الكبر
فقد قال بعض السلف:
ما ترك أحد حقا / إلا لكبر في نفسه؛ ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال : " لا يدخل الجنة من فيقلبه مثقال ذرة من كبر" ثم فسر الكبر بأنه: بطر الحق، أي : رده، وغمط الناس: وهو احتقارهم وازدراؤهم
. سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم‏ "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر‏"‏‏ هل هذا الحديث مخصوص بالمؤمنين أم بالكفار ‏؟‏ فإن قلنا مخصوص بالمؤمنين فقولنا ليس بشيء؛ لأن المؤمنين يدخلون الجنة بالإيمان‏.‏
وإن قلنا مخصوص بالكافرين فما فائدة الحديث ‏؟‏
فأجاب‏:‏
لفظ الحديث في الصحيح "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏"‏‏ فالكبر المباين للإيمان لا يدخل صاحبه الجنة كما في قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏60‏]‏ ومن هذا كبر إبليس وكبر فرعون وغيرهما ممن كان كبره منافيا للإيمان وكذلك كبر اليهود والذين أخبر الله عنهم بقوله‏:‏ ‏{‏‏أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏87‏]‏‏.
‏‏ والكبر كله مباين للإيمان الواجب فمن في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يفعل ما أوجب الله عليه ويترك ما حرم عليه بل كبره يوجب له جحد الحق واحتقار الخلق وهذا هو ‏[‏الكبر‏]‏ الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم حيث سئل في تمام الحديث‏.
‏‏‏ "‏‏فقيل‏:‏ يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا‏.‏ فمن الكبر ذاك ‏؟‏ فقال‏:‏ لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس‏"‏‏ وبطر الحق جحده ودفعه وغمط الناس ازدراؤهم واحتقارهم فمن في قلبه مثقال ذرة من هذا يوجب له أن يجحد الحق الذي يجب عليه أن يقر به وأن يحتقر الناس فيكون ظالما لهم معتديا عليهم فمن كان مضيعا للحق الواجب؛ ظالما للخلق‏.‏‏ لم يكن من أهل الجنة ولا مستحقا لها؛ بل يكون من أهل الوعيد‏.


 
 توقيع : أبوعبدالله

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-19-2009, 06:09 PM   #8
عضو مؤسس


الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي وجهة نظر - على وجهة نظر



وجهة نظر - على وجهة نظر
فقه الوفاق
حقيقة وقفت وقفة إعجاب ، وحييت تحية إكبار لما ظهر لي من المداولات العلمية بين الإخوان فقد كنت أحب الجميع ، ولكن زدناهم حبا ،إذ نحن ندعي في أنفسنا الحب المجرد ، للعلم المجرد ، فاللهم بارك في علمهم جميعا وعلمنا ما ينفعنا
أخيرا قرأت موضوع فقه الخلاف للإدريسي وقرأت بعض التعاليق ، وخصوصا التعليقة المختصرة المفيدة لأبي عبد الله
وأخيرا انتهيت إلى موضوع اليعقوبي المختصر البديع الجديد
وكالعادة لا أشتغل في المواضع ذات الأهمية العلمية بتتبع نقاط من قبلي للرد عليها أو التعليق ، إلا إذا أراد ذلك بالفعل أو بالقوة كالسؤال أو نحو ذلك ،
إنما العادة مني إبداء وجهة نظري فقط بشيء يمت إلى الموضوع بصلة –ولعلي أفيد القراء بشيء ولو قل -
إذن ، لن أنص معكم في فجوة فقه الخلاف ، وإن كانت مثل مد البصر ، وكنتم عتاق خيلها ،-دمتم - بل سألوح لكم بيدي ، وبطرف ثوبي لتلقوني وألقاكم عند النتيجة التي أراكم حولها تدندنون ...
لا أقول فقه الخلاف ، فقد قلتموه ونظرتموه بل أقول : فقه الوفاق ، فقه الصف المرصوص ، فقه الجسد الواحد ، فقه قلب الرجل الواحد ...
من البدهيات عند القراء أننا خصصنا – أعني المسلمين من ...إلى ... -مساحة نظرية ذات أزرار وأكمام فسيحة لفقه الخلاف ،
بل وللوحدة الإسلامية بوجه أعم ،
أو بصيغة أخرى : التقريب أو التقارب ،
لم يكن ذلك جديدا في الإسلام منذ ولد الخلاف ، إن جد شيء فإنما جد شيء من الترتيب والتقنين الميداني ، وربما وشيء من التقبل نسبيا
ولكن عند التطبيق دائما نجد كل الجهد وكل العناء ، حيث إن كل حزب ، أو مسمى أو طائفة أو اتجاه يريد أن يكون كل ما أنفق للتقارب كله أخيرا لإحقاق ما يراه له حقا و...
فما الذي يجعلنا ندعو دائما إلى فقه الخلاف وأهمية الحوار ؟
الإجابة إليكم ،
وأضيف لكم أنه لو فقهنا الوفاق حق فقهه لما احتجنا إلى فقه الخلاف
من المؤسف أنه كثيرا ما ننظر إلى الاعتصام بحبل الله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )أو ينظر حالنا أومآل حالنا على الأقل على أن الآية قدرية تعجيزية ، لا شرعية تنفيذية ،
هذا إذا استعرنا المصطلحات العقدية ،
وإن أردنا الأصولية فأقل ما نطلق أنه من باب التكليف بما لا يطاق
من تطبيقات ذلك : أنه كثيرا ما يحاول بعض الناس شيئا يشبه سياسة تقريبية بين طرف وآخر فيجد أن النتيجة ادعاء استحالة رفع الخلاف ، وأن الستر الذي هتك لا يرقع، وأن الزجاج الذي انصدع لا يلتئم وقد يكون الطرفان جميعا من علماء الخلاف والوفاق –اسحب هذا المثال على سائرالخلافات العلمية وغيرها...وهكذا
إن قول الله تعلى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) هي أصل الوفاق ، هي أصل فقه الاجتماع ، هي الركيزة الأولى للوحدة الإسلامية بكل أشكالها وصورها وأبعادها وأعماقها وخلفياتها وأمامياتها
أرى أنه لوكان الوفاق مستحيلا لما أمر الله بالاعتصام في هذه الآية
ولن يقوم الوفاق أبدا بين الأمة الإسلامية إلا على أساسين :
الأساس الأول : الإيمان والتقوى ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
الأساس الثاني : الأخوة الإيمانية ( إنما المؤمنون إخوة ) (فأصلحوا بين أخويكم ) ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ( المسلم أخو المسلم )
ولن تقوم الأخوة الإيمانية إلا بالاعتصام بحبل الله
وألفت الانتباه إلى أننا إذا نظرنا إلى طائفة من الاختلافات الإسلامية وجدنا أن المختلفين لا يؤول خلافهم غالبا في حجم ما عندهما من الأساس الأول ، ولكن ما أكثر ما تغيب الأخوة الوجدانية الإيمانية ، ومن ثم يلبس الأساس الأول كل لبوس حتى يصبح وهو الحرباء بعينها ( أو يلبسكم شيعا )
كثيرا ما يتمسك المختلفان ببعض الأحاديث مثل : (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ...) أكملوا فإنكم حافظون –ولله الحمد-أونحوها
أوآية ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )فيريان الحديث والآية قدر لهما لابد منه- وبحفاوة -، وكنتيجة مباركة للخلاف الذي أعطش حلاقيمهما وأسعل صدورهما وجفت به ألسنتهما فشفاههما
وللإرفاق بهم –رفق الله بالمسلمين – نسأل هل هذا الاختلاف القدري –كما ترونه – أمي –نسبة إلى أمة –أم طائفي ؟
وللتوضيح نطرح سؤالين أحدهما: لأهل السنة والآخر لغيرهما من أهل القبلة
فنقول لأهل السنة :هل هذا القدر قدر على أهل السنة والجماعة فيما بينهم أم هو قدر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة ؟
ونقول لأهل القبلة عامة
هل أنتم من أهل السنة أم لا ؟عهدناكم تدعونها –ولو سميتموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان – إن أجبتم بنعم ،
اتجه لكم السؤال الأول ، وإن أجبتم بلا، فسيطول الحديث ...
وبأي أجاب هؤلاء وهؤلاء
فما علاقة ذلك بترك التشبه بأولئك المتفرقين الذين نهينا عن التشبه بهم ( ولا تفرقوا ) وذلك ما نريد أن نصل إليه هنا ؟
إذن ، دعوني لأرجع إلى أن أخوة المسلمين ووفاقهم هي الهدف ،
يستهدفها الشيطان ،
يستهدفها الآخر ،
يستهدفها المسلم نفسه ،
تستهدفها نفس المسلم نفسها
فالله الله في أخوة الإسلام
إن الشيطان كثيرا ما يسعى إلى استعباد الناس - وإن ولدتهم أمهاتهم أحرارا- ينشئ بينهم منازعات فكرية ، وانفصامات حزبية ، وفروقات طبقية ، ومباهات وطنية ، وتميزات رفاتية تراثية ما النتيجة ؟
ينتهون إلى ضبابات وهمية ، فيجترون من الأثقال ما لا نسب له – أعرفه – في الإسلام
إن قاعدة الولاء والبراء من الصعب تطبيقها على المسلمين فكيف بأهل السنة فيما بينهم ،؟ ولن يقوم الولاء إلا على دعيمة من أخوة إيمانية وجدانية ، ولن يزول البراء إلا بالوفاق
إنه كثيرا ما تدعى الحرية – وتخطب وتمهر مهر الحسناء- لكن إذا عدنا إلى مخزوننا الشرعي وجدنا أن لا حرية لنا حتى في أفعال قلوبنا ، فلا بد من إخضاعها للإيمان والتقوى ، ومن ثم تخضع للوئام والوفاق ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات )( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )
إنه بالحجم الذي نخدم فيه الوفاق نصل إلى الوفاق ، ولن نعدم سلالمه ،ولن يسقط من أمسك بأدنى أدراجها إذا أخلص النية لله وأراد وجه الله والدار الآخرة ‘ فإن سقط في الأولى فلن يسقط في الأخرى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
لا ينبغي أن ننظر إلى الوفاق على أنه خارق معجزي ، أو كرامي ، بل أو سحري ، أو اختراع برائي
الأمر في حد ذاته يسر لمن يسره الله له ، فاقرأ معي ظاهر هذا الحديث ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره ... )
ما أحلاها من كلمات ،
وما أحلى الأخوة والوفاق
بما تقدم يظهر جليا أن الأخوة بين أهل العلم آكد ، وينبغي أن تؤسس بصورة واضحة عريضة الخطوط ، فشبكة الالتفاف بينهم أكثر خطوطا ومن ثم يجب توظيف فقه الخلاف إيجابيا ، وتوظيف آداب الحوار على نحو يرفع من شأن الأمة الإسلامية ، وتوظيف المناظرة بالتي هي أحسن ،
ومن ثم تخلص الأمة إلى الوفاق فتتربى الأجيال القادمة على أسعد مما تربت عليها التي قبلها
وفي نفس الوقت لابد من التركيز على فقه خلافي محايد في منهجه وطرحه ونتائجه
إن مسألة التقريب بين المسلمين ، سواء سمينا فقه الخلاف ، أو فقه الوفاق ، أو فقه (الخلافاق )مسألة من صلب الإسلام ، تنتظر الحسنات على بوابتها من قال كلمة للجمع بينهم ،
ويا ما أسعد الإسلام يوم يعود عليه اليوم الإسلامي للوفاق الإسلامي ،
وأترك أمامكم المجال لتوظيف فقه الخلاف أو الوفاق لتوحيد الكلمة في ظلال كلمة التوحيد
وعلى مذهب الباقلاني اليعقوبي المكي أختم لكم بهذه القصة كنموذج للخلاف بين مسلمين عاقلين –ربما رشيدين ، ربما عندهم قليل من قليل من العلم –
قبل أيام معدودة فقط صليت ببعض المسلمين ، ولما تحللنا من الصلاة خلص بي أحدهم نجيا ، متهما بعدم الطمأنينة في الصلاة ، آمرا بالإعادة ومهددا بأنه إن لم أعد فهو معيد –ولا محالة – وأخيرا ضج ، وانضم إلينا المصلون يسألون ، لعلهم يخافون على الإمام أن يضرب أو ما إلى ذلك
هادنت الرجل ، وقرأت عليه ما تذكرت من مخزوناتي الذهنية العلمية ، - والأمر لا يزال على شدة -
لعل في أثناء ذلك ركبني الشيطان متسللا إلى مجرى الدم فدخل فغضبت كل الغضب واستعرضت له كل ما أملك من العضلات
وإن قضيت العجب فالعجب أن الرجل لا يعرف لا الطمأنينة ولا غيرها ،
أخيرا استفتيت المصلين ، فتوصلت إلى أن سبب الخلاف أنه يتأخر كثيرا عن الإمام ، ولما ذا ؟
وإن تعجب فعجب ، لأنه بدين سمين ....وقلما تكون حركة الخفيف كحركة الثقيل
وأخيرا تقبلوا تحياتي ومداخلتي


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 05-19-2009 الساعة 06:18 PM

رد مع اقتباس
قديم 05-19-2009, 07:39 PM   #9
عضو مؤسس


م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من الخلاف إلى الوفاق



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي الجلالي مشاهدة المشاركة
وجهة نظر - على وجهة نظر
فقه الوفاق
حقيقة وقفت وقفة إعجاب ، وحييت تحية إكبار لما ظهر لي من المداولات العلمية بين الإخوان فقد كنت أحب الجميع ، ولكن زدناهم حبا ،إذ نحن ندعي في أنفسنا الحب المجرد ، للعلم المجرد ، فاللهم بارك في علمهم جميعا وعلمنا ما ينفعنا
أخيرا قرأت موضوع فقه الخلاف للإدريسي وقرأت بعض التعاليق ، وخصوصا التعليقة المختصرة المفيدة لأبي عبد الله
وأخيرا انتهيت إلى موضوع اليعقوبي المختصر البديع الجديد
وكالعادة لا أشتغل في المواضع ذات الأهمية العلمية بتتبع نقاط من قبلي للرد عليها أو التعليق ، إلا إذا أراد ذلك بالفعل أو بالقوة كالسؤال أو نحو ذلك ،
إنما العادة مني إبداء وجهة نظري فقط بشيء يمت إلى الموضوع بصلة –ولعلي أفيد القراء بشيء ولو قل -
إذن ، لن أنص معكم في فجوة فقه الخلاف ، وإن كانت مثل مد البصر ، وكنتم عتاق خيلها ،-دمتم - بل سألوح لكم بيدي ، وبطرف ثوبي لتلقوني وألقاكم عند النتيجة التي أراكم حولها تدندنون ...
لا أقول فقه الخلاف ، فقد قلتموه ونظرتموه بل أقول : فقه الوفاق ، فقه الصف المرصوص ، فقه الجسد الواحد ، فقه قلب الرجل الواحد ...
من البدهيات عند القراء أننا خصصنا – أعني المسلمين من ...إلى ... -مساحة نظرية ذات أزرار وأكمام فسيحة لفقه الخلاف ،
بل وللوحدة الإسلامية بوجه أعم ،
أو بصيغة أخرى : التقريب أو التقارب ،
لم يكن ذلك جديدا في الإسلام منذ ولد الخلاف ، إن جد شيء فإنما جد شيء من الترتيب والتقنين الميداني ، وربما وشيء من التقبل نسبيا
ولكن عند التطبيق دائما نجد كل الجهد وكل العناء ، حيث إن كل حزب ، أو مسمى أو طائفة أو اتجاه يريد أن يكون كل ما أنفق للتقارب كله أخيرا لإحقاق ما يراه له حقا و...
فما الذي يجعلنا ندعو دائما إلى فقه الخلاف وأهمية الحوار ؟
الإجابة إليكم ،
وأضيف لكم أنه لو فقهنا الوفاق حق فقهه لما احتجنا إلى فقه الخلاف
من المؤسف أنه كثيرا ما ننظر إلى الاعتصام بحبل الله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )أو ينظر حالنا أومآل حالنا على الأقل على أن الآية قدرية تعجيزية ، لا شرعية تنفيذية ،
هذا إذا استعرنا المصطلحات العقدية ،
وإن أردنا الأصولية فأقل ما نطلق أنه من باب التكليف بما لا يطاق
من تطبيقات ذلك : أنه كثيرا ما يحاول بعض الناس شيئا يشبه سياسة تقريبية بين طرف وآخر فيجد أن النتيجة ادعاء استحالة رفع الخلاف ، وأن الستر الذي هتك لا يرقع، وأن الزجاج الذي انصدع لا يلتئم وقد يكون الطرفان جميعا من علماء الخلاف والوفاق –اسحب هذا المثال على سائرالخلافات العلمية وغيرها...وهكذا
إن قول الله تعلى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) هي أصل الوفاق ، هي أصل فقه الاجتماع ، هي الركيزة الأولى للوحدة الإسلامية بكل أشكالها وصورها وأبعادها وأعماقها وخلفياتها وأمامياتها
أرى أنه لوكان الوفاق مستحيلا لما أمر الله بالاعتصام في هذه الآية
ولن يقوم الوفاق أبدا بين الأمة الإسلامية إلا على أساسين :
الأساس الأول : الإيمان والتقوى ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
الأساس الثاني : الأخوة الإيمانية ( إنما المؤمنون إخوة ) (فأصلحوا بين أخويكم ) ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ( المسلم أخو المسلم )
ولن تقوم الأخوة الإيمانية إلا بالاعتصام بحبل الله
وألفت الانتباه إلى أننا إذا نظرنا إلى طائفة من الاختلافات الإسلامية وجدنا أن المختلفين لا يؤول خلافهم غالبا في حجم ما عندهما من الأساس الأول ، ولكن ما أكثر ما تغيب الأخوة الوجدانية الإيمانية ، ومن ثم يلبس الأساس الأول كل لبوس حتى يصبح وهو الحرباء بعينها ( أو يلبسكم شيعا )
كثيرا ما يتمسك المختلفان ببعض الأحاديث مثل : (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ...) أكملوا فإنكم حافظون –ولله الحمد-أونحوها
أوآية ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )فيريان الحديث والآية قدر لهما لابد منه- وبحفاوة -، وكنتيجة مباركة للخلاف الذي أعطش حلاقيمهما وأسعل صدورهما وجفت به ألسنتهما فشفاههما
وللإرفاق بهم –رفق الله بالمسلمين – نسأل هل هذا الاختلاف القدري –كما ترونه – أمي –نسبة إلى أمة –أم طائفي ؟
وللتوضيح نطرح سؤالين أحدهما: لأهل السنة والآخر لغيرهما من أهل القبلة
فنقول لأهل السنة :هل هذا القدر قدر على أهل السنة والجماعة فيما بينهم أم هو قدر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة ؟
ونقول لأهل القبلة عامة
هل أنتم من أهل السنة أم لا ؟عهدناكم تدعونها –ولو سميتموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان – إن أجبتم بنعم ،
اتجه لكم السؤال الأول ، وإن أجبتم بلا، فسيطول الحديث ...
وبأي أجاب هؤلاء وهؤلاء
فما علاقة ذلك بترك التشبه بأولئك المتفرقين الذين نهينا عن التشبه بهم ( ولا تفرقوا ) وذلك ما نريد أن نصل إليه هنا ؟
إذن ، دعوني لأرجع إلى أن أخوة المسلمين ووفاقهم هي الهدف ،
يستهدفها الشيطان ،
يستهدفها الآخر ،
يستهدفها المسلم نفسه ،
تستهدفها نفس المسلم نفسها
فالله الله في أخوة الإسلام
إن الشيطان كثيرا ما يسعى إلى استعباد الناس - وإن ولدتهم أمهاتهم أحرارا- ينشئ بينهم منازعات فكرية ، وانفصامات حزبية ، وفروقات طبقية ، ومباهات وطنية ، وتميزات رفاتية تراثية ما النتيجة ؟
ينتهون إلى ضبابات وهمية ، فيجترون من الأثقال ما لا نسب له – أعرفه – في الإسلام
إن قاعدة الولاء والبراء من الصعب تطبيقها على المسلمين فكيف بأهل السنة فيما بينهم ،؟ ولن يقوم الولاء إلا على دعيمة من أخوة إيمانية وجدانية ، ولن يزول البراء إلا بالوفاق
إنه كثيرا ما تدعى الحرية – وتخطب وتمهر مهر الحسناء- لكن إذا عدنا إلى مخزوننا الشرعي وجدنا أن لا حرية لنا حتى في أفعال قلوبنا ، فلا بد من إخضاعها للإيمان والتقوى ، ومن ثم تخضع للوئام والوفاق ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات )( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )
إنه بالحجم الذي نخدم فيه الوفاق نصل إلى الوفاق ، ولن نعدم سلالمه ،ولن يسقط من أمسك بأدنى أدراجها إذا أخلص النية لله وأراد وجه الله والدار الآخرة ‘ فإن سقط في الأولى فلن يسقط في الأخرى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
لا ينبغي أن ننظر إلى الوفاق على أنه خارق معجزي ، أو كرامي ، بل أو سحري ، أو اختراع برائي
الأمر في حد ذاته يسر لمن يسره الله له ، فاقرأ معي ظاهر هذا الحديث ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره ... )
ما أحلاها من كلمات ،
وما أحلى الأخوة والوفاق
بما تقدم يظهر جليا أن الأخوة بين أهل العلم آكد ، وينبغي أن تؤسس بصورة واضحة عريضة الخطوط ، فشبكة الالتفاف بينهم أكثر خطوطا ومن ثم يجب توظيف فقه الخلاف إيجابيا ، وتوظيف آداب الحوار على نحو يرفع من شأن الأمة الإسلامية ، وتوظيف المناظرة بالتي هي أحسن ،
ومن ثم تخلص الأمة إلى الوفاق فتتربى الأجيال القادمة على أسعد مما تربت عليها التي قبلها
وفي نفس الوقت لابد من التركيز على فقه خلافي محايد في منهجه وطرحه ونتائجه
إن مسألة التقريب بين المسلمين ، سواء سمينا فقه الخلاف ، أو فقه الوفاق ، أو فقه (الخلافاق )مسألة من صلب الإسلام ، تنتظر الحسنات على بوابتها من قال كلمة للجمع بينهم ،
ويا ما أسعد الإسلام يوم يعود عليه اليوم الإسلامي للوفاق الإسلامي ،
وأترك أمامكم المجال لتوظيف فقه الخلاف أو الوفاق لتوحيد الكلمة في ظلال كلمة التوحيد
وعلى مذهب الباقلاني اليعقوبي المكي أختم لكم بهذه القصة كنموذج للخلاف بين مسلمين عاقلين –ربما رشيدين ، ربما عندهم قليل من قليل من العلم –
قبل أيام معدودة فقط صليت ببعض المسلمين ، ولما تحللنا من الصلاة خلص بي أحدهم نجيا ، متهما بعدم الطمأنينة في الصلاة ، آمرا بالإعادة ومهددا بأنه إن لم أعد فهو معيد –ولا محالة – وأخيرا ضج ، وانضم إلينا المصلون يسألون ، لعلهم يخافون على الإمام أن يضرب أو ما إلى ذلك
هادنت الرجل ، وقرأت عليه ما تذكرت من مخزوناتي الذهنية العلمية ، - والأمر لا يزال على شدة -
لعل في أثناء ذلك ركبني الشيطان متسللا إلى مجرى الدم فدخل فغضبت كل الغضب واستعرضت له كل ما أملك من العضلات
وإن قضيت العجب فالعجب أن الرجل لا يعرف لا الطمأنينة ولا غيرها ،
أخيرا استفتيت المصلين ، فتوصلت إلى أن سبب الخلاف أنه يتأخر كثيرا عن الإمام ، ولما ذا ؟
وإن تعجب فعجب ، لأنه بدين سمين ....وقلما تكون حركة الخفيف كحركة الثقيل
وأخيرا تقبلوا تحياتي ومداخلتي
************************************************** ***********
الإخوة المباركين : الخرجي وأبا عبد الله والأدرعي , شكر الله لكم جميعا , فقد أجدتم وأفدتم , ونصحتم وأرشدتم , وأجملتم وفصلتم , ونظرتم وطبقتم , واستدللتم ومثلتم , ووعدتم ووفيتم , ونبهتم وبصرتم , وشجعتم وحمستم , فأثرتم وحركتم , وأصبتم وأصبتم , وأصبتم .
فشكرا لكم جميعا .


 
 توقيع : م الإدريسي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمة السوقي ـــ وجهة نظر محمد أغ محمد منتدى المصطلحات 18 12-19-2011 08:44 PM
حينما يضيع فقه الخلاف. م الإدريسي المنتدى الإسلامي 1 05-15-2009 11:15 PM
فقه الخلاف ابن الوادي المنتدى الإسلامي 2 03-09-2009 02:07 PM