|
المنتدى العام يختص بالمواضيع العامةباحة شاسعة تسع آراءكم وأطروحاتكم وحواراتكم، التي لم تسعفها المنتديات الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
من الصحافة العربية
الجوع والشبع راحة الأبدان في قلة الطعام، وراحة القلب في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام .. هكذا قال المثل .. ولكن ليس هناك من مشكلة أعوص من موضوع الغذاء. وليس هناك من كلام قيل أكثر عن موضوع الغذاء؛ فالإنسان لا يعيش دون طعام، لأن وجوده متوقف عليه، ولكن التغذية السيئة تقود للمرض، وكثرة الطعام تقود إلى البدانة. والغذاء يحوي الطاقة والأملاح والفيتامينات والعناصر الضرورية للحياة. ونظريات تخفيف الوزن زادت وتشعبت دون حل لمشكلة السمنة. وتبقى لذة الطعام من أبدع اللذائذ، لمن تعود عليها واستطاب أصناف الطعام، واعتادت أمعاؤه على هذه الرطوبات. ولكن اللافت للنظر أن الاعتدال قلما يطبقه البشر أو يعتادوه، والعدل كما يراه الفلاسفة هو ذلك الميزان بين التفريط والإفراط . وعقد (ابن خلدون) فصلاً مذهلاً عن علاقة الهواء والجغرافيا والطعام في أبدان الناس وأخلاقهم. ووصل إلى نتائج عجيبة في علاقة الهواء في مزاج الناس، حينما رأى أن السود أقرب للخفة والولع بالرقص، بسبب الحرارة وأن «طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه وطبيعة الحزن بعكس ذلك» ويحصل الشيء نفسه لمن يدخل الحمامات «إذا تنفسوا في هوائها واتصلت حرارة الهواء في أرواحهم فتسخنت، لذلك حدث لهم فرح، وربما انبعث الكثير منهم بالغناء الناشئ عن السرور. ويرى الرجل «أنه هذه الطبيعة تنطبق على أهل السواحل الحارة وأهل مصر «كيف غلب عليهم الفرح والخفة والغفلة عن العواقب، حتى إنهم لا يدخرون أقوات سنتهم ولا شهرهم، وعامة مأكلهم من الأسواق» خلافاً لسكان التلول الباردة» كيف ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن وكيف أفرطوا في النظر في العواقب». ويرى (ابن خلدون) أن نوعية الطعام والإقلال منه أفضل «فتجد الفاقدين للحبوب والأدم من أهل القفار أحسن حالاً في جسومهم وأخلاقهم من أهل التلول المنغمسين في العيش، فألوانهم أصفى وأبدانهم أنقى، وأشكالهم أتم وأحسن، وأخلاقهم أبعد عن الانحراف، وأذهانهم أثقب في المعارف والإدراكات» ويعتبر (ابن خلدون) أن نوعية الغذاء يلعب دورا في منح صفاء الذهن والذكاء، أو البلادة والغباء فيقول «والسبب في ذلك والله أعلم أن كثرة الأغذية وكثرة الأخلاط الفاسدة العفنة ورطوباتها تولد في الجسم فضلات رديئة تنشأ عنها بعد إقطارها في غير نسبة، ويتبع ذلك في انكساف الألوان وقبح الأشكال من كثرة اللحم، كما قلناه، وتغطي الرطوبات على الأذهان والأفكار بما يصعد إلى الدماغ من أبخرتها الرديئة؛ فتجيء البلادة والغفلة والانحراف عن الاعتدال بالجملة». وهذا الرأي الذي ذهب إليه (ابن خلدون) ولم يكن طبيبا يوحي بعبقرية عجيبة، حيث نعرف اليوم عند مرضى الكبد المصابين بدوالي مريء ويعالجون جراحيا بتفريغ دم الأمعاء مباشرة عبر مفاغرة وريدية من الوريد البابي الذي يدخل إلى الكبد، فيحرف مجراه ليصب في الوريد الأجوف السفلي، أقول يعرف الأطباء أنه يصاب بعُته عقلي لاحق، بسبب عدم تنقية البروتينات عن طريق الكبد، وهذا الكلام يمكن قلبه على نحو أكثر دقة. إذا كان الكبد هو الحاجز فيمكن إغراق الدوران بالبروتينات من اللحم وسواه بطريقتين؛ فإما كانت الجراحة دون حاجز، أو القفز فوق الحاجز بزيادة الطعام، مما يسبب الخمول وضعف التركيز، وهي ظاهرة يعرفها كل منا بعد وجبة ثقيلة؛ فيميل للنوم، ويقف التفكير. وعقد الإمام (الغزالي) فصلاً جميلاً عن فضيلة الجوع. وهذا الكلام له دلالته في موسم الصيام الممتد شهرا كاملاً في السنة الهجرية، في دورة تتكرر كل عام دون توقف، مما يدخل قلبا استراتيجيا لنظام الغذاء عند المسلم، هذا إذا استفاد فعلا منه وأدرك أنه أداة لقلب مشاعر الإنسان ليحقق التقوى. ولكن الكثير من الناس في هذه الأيام حولت رمضان للنوم والطعام والغباء والتسلية .. وليسوا سواء منهم أمة قائمة يتلون آيات الله وهم يسجدون ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا. خالص جلبي كاتب في جريدة الإقتصادية السعودية
|
08-28-2009, 01:10 AM | #2 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: من الصحافة العربية
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
|
|||||||||
l |
01-10-2011, 10:10 AM | #4 | |||||||||
|
رد: من الصحافة العربية
زعماء يصنعون التاريخ.. وآخرون (....)!! يوسف الكويليت
«لي كوان يو» حكيم سنغافورة ومؤسس نهضتها الحديثة، والجار لبلاد «مهاتير محمد» زعيم الإصلاح في ماليزيا، و«وينج هيسيا وبنج» مفجر نهضة الصين العظمى، ورجب طيب أردوغان راسم خطط الاستراتيجية المتطورة لتركيا، و«لويس لولا» الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته والذي أخرج سكان الصفيح إلىالدورة الاقتصادية التي جعلت من بلاده تابعا إلى متبوع، وأكبر قوة اقتصادية في الجنوب الأمريكي، ثم الزعيم الهندي «مان موهان سنج» الذي حول بلاده لتكون قطباً قادماً في الاقتصاد وأعلى خبراء البرمجيات في العالم، إلى جانب الخطط الهائلة لبلد يخرج من الفقر إلى دورة في أفلاك القوى العظمى كعضو عامل ومؤثر فيه.. جميع هذه الزعامات التاريخية، لم تكن نتاج بطولات عسكرية، أو جاءوا بانقلابات أوصلتهم لتلك الكراسي المتقدمة في دولهم، بل البعض جاء من ترشيح الحزب أو انتخابات قانونية من خلال أصوات شعبية كافأتها تلك القيادات بأن أخرجتها من أحزمة الفقر والقهر وقمع الحريات والفساد الاقتصادي والإداري، إلى أدوار فاعلة في بلدانهم أعطتهم شهادات التفوق، والغريب أن هذه الدول قبل عدة عقود كانت تقع في حزام العالم الثالث لتنتقل للعالم الثاني، فالأول دون أن تفقد هوياتها الوطنية والقومية، وهي دلالات أن القيادات الإصلاحية، إذا ما بادرت برفع مستويات شعوبها علمياً وفكرياً واحترمت كرامتهم، فإن العبور إلى عالم المعرفة والصناعة لا يحتاج إلا لإرادة تستجيب للتحدي وتخرج منه بقوائم الإنجازات العظمى.. في وطننا العربي، وقبل أن تكون الدبابة شعار الحرية والتحرر بأسماء مستعارة لمجاميع الضباط، كان الاقتصاد الوطني ينمو بشكل متصاعد، وكانت الأحزاب والبرلمانات والمحاكم ورجال الثقافة وأساتذة الجامعات يوضعون على قائمة التأثير الاجتماعي، ولم تكن السجون إلا للمجرمين، ولم تصادر حرية كاتب أو نقابات عمال حين يتم الإضراب في المطالبة بتحسين الأجور، أو خفض أسعار السلع، أو توسيع اعتمادات الوظائف، لأن القوانين كانت الفيصل بين الدولة وخصومها.. فالدول الزراعية كانت فوائض إنتاجها من الثروات الغذائية تصدر إلى العديد من الدول، وكان المؤسسون للعلوم والثقافة وبناة البنوك والصناعات من أصحاب المواهب والثروات، هم نتاج تلاقح الثقافتين العربية مع الغربية، وكان هدف الإصلاح والاستثمارات الوطنية تأتي تلقائية، وبمبادرات من أشخاص عصاميين وطّنوا ثرواتهم في داخل بلدانهم.. الحاضر الراهن لا يحتاج إشهار قوائم الاتهامات، لأن الواقع أقوى من حروف التشبيه، حتى أن أفعال المستقبل معطلة بمراسيم تعتمد التوقف عند الماضي فقط، ولذلك لم تكن خيبات الأمل إلا مسلسلا لا تنتهي أحداثه، والقائمة طويلة في مشروع الهزيمة الذي يتجدد زعاماتها كل ساعة ويوم.. http://www.alriyadh.com/2011/01/10/article593223.html |
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|