مواقف مشرقة.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لانبي بعده.
وبعد:

فإنني بهذه المناسبة أود أن أتحفكم ببعض الدرر التي عثرت عليها في مكتة الوالد أحمدا بن عبدُ السوقي الادريسي مانصه:
وفي تاليف للقاضي محمد الأمين بن القاضي هماهما السوقي الأنصاري اليعقوبي قائلا: وقد قال لي شيخنا محمد - حنا- بن محمد المختار -أمتال- إعلم أن الشيخ المختار الكنتي قالي لي ذات يوم
وأنا أسأله عن الوقائع التي تقع عندنا كثيرا إلى أن قلت له: ما تقول في حيلة ما بأيدي هؤلاء (التوارق) مما يأخذون من أموال مساكين (بلادنا) فقال حلال لهم ما يأكلون من أموالهم لأن ذلك لم يبلغ من حقهم شيئا من أجل أن طعمتهم وملبوساتهم وما يصدقون نساءهم على أولئك المساكين ؛ لأنهم حالوا بينهم وبين الأعداء ثم بعد ذلك حالوا بينهم وبين أن يصادر بعضهم بعضا, بالظلم فاتخذ العلماء المساجد والمكاتب للصبيان, وتعلم العلم حتى علمه بعض النساء ورعيت الرعايا واتجر المتجرون , أين شاؤا وكيف شاؤا, وازدرع المزدرع كذلك لايمسهم أحد بسوء.
وإن أغار عليهم مغير ما, تبعه هؤلاء (الموازيغ) حتى يموتوا أو يستنقذوا ما بيده ثم يردوه لربه بلاعوض ولا مقاسمة, مع أن من رد مالا لمن غُصب منه فله أجرته بالغة ما بلغت.
قيل :ثلثه, وقيل: نصفه, وقيل: كله.
وهذه الأقوال كلها في كتب الفروع فراجعها إن شئت.
والقاعدة أن من أوصل نفعا لغيره بإذنه أو بغير إذنه فله أجرته, وأي نفع أعظم من هذا.
ولما استخلف أبوبكر رضي الله عنه قال لأصحابه ذات يوم: تعلمون أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي وإني انشغلت بإمر المسلمين ففرضوا له دينار من بيت المالكل يوم, وفرضوا لعمر بعده أربعة
دنانير, ولعثمان ثمانية هــ.
قال رحمه الله تعالى: إذا تقرر هذا فهل أخذ شاة واحدة للحلب أو الذبح من شياه كثيرة أو ناقة من إبل كثيرة أو بقرة من بقر كثيرة أو عبد من أعبُد, أو ملئ ظرف من طعام هل هذا يساوي بعض ما ذكناه لا والله لم يكن ليساويه ولكن هذا كله لانقوله لهم مخافة أن يزيدواما هم عليه من الظلم , بل نخوفهم ونحذرهم كل التحذير مخافة الوقوع في أكبر من ذلك, وكفى بالله شهيدا.

موضوع مضيئ ومشرق حيث سلط الضوء على بعض اهم ما يتهم به شيوخ كل السوك ألا وهو محاباتهم لإموشاغ كأصحاب سلطة من سلطات الطوارق.
وبي هذه الإشراقة تم إلقاء الضوء على بعض الأسباب التي لأجلها سكت بعض شيوخنا عن بعض التجاوزات التي يقوم بها بعض أبناء المنطقة

المعلقة الخامسة والثلاثون

المعنونة بعنوان:

نشر الوثائق المختومة بشرف مآثر الطوارق

الأستاذ الفاضل، الأديب الشاعر السوقي الخرجي ـ بارك الله فيك وفي جهودك.
الأستاذ الفاضل، أشكرك على هذا المقال، شكر من أسدى إلى الأجيال جوهرة من مآثر تاريخ مجتمع أفقنا العزيز الجليل الجميل الجواهر ـ الحسان الخصال...
قلت: إن بمثل هذا المقال في مآثر الطوارق عموما وخصوصا أهل الشأن فيهم، يدون تاريخهم المجيد مقالا مقالا، هذا أمر.
وأمر آخر، أن هذا المجهود ينبغي أن يطول كل ما يتعلق بتاريخ سكان أزواد، لما لهم من حق أكيد على كتابه المؤرخين الأبرار، والذي لا يمكن الوقوف عليه إلا بعد جمعه، كتاريخ من تواريخ الأمم، التي تتلى مآثرها المشرفة في القديم والحديث.
علما أن تاريخ كل أمة ما لم يجمع، فهو من التاريخ المفقود، وكلما كان مصدره النقل الشفهي، فهو إلى الضياع أقرب يوما بعد يوم، لأن كل من يحفظ منه شيئا، إن مات، أو طعن في السن طعنا يورثه الاختلاط يقينا أو بغالبية الظن، أفقد ذلك الثقة به، كنقل يحظى بقيمته التاريخية الاعتمادية.
هذا وكل مجتمع تاريخه عنده من: الشعب إلى القبيلة إلى الأسرة، إلى فرد منها.
وكل من الشعب وغيره، هو أدرى بتاريخه من غيره، كما قيل: أهل مكة أدرى بشعابها.

فلذا ينبغي على أرباب القلم العربي، وغيره في صحراء أزواد، أن يدونوا تاريخ أفقهم شعبا شعبا قبيلة قبيلة، أسرة أسرة، فردا فردا، ليحصل من جميع المدونات مادة تكشف اللثام عن مجد وتاريخ أفقنا سكان صرحاء أزواد، ليوقف على مآثر كل:
· عالم.
· عابد.
· زاهد.
· تائب.
· سلطان.
· أمير.
· قائد.
· بطل.
· سيد.
· غني.
· محسن.

· إلى غير ذلك من أرباب المقامات الجليلة في كل مجتمع متى وجدت فيه، كما ينبغي الحفاظ عليها كمآثر حميدة، فيطولها النشر نشرا بارا بأهلها، ضمن تاريخ أفقنا تاريخا يتناول عموم: صحراء أزواد:
· سلطة سطلة.
· منقطة منطقة.
· قبيلة قبيلة.
· فردا فردا.
· سودا وبيضا.
· مسميات مواطن كل منطقة.
· تحديد كل موطن منها، ولو بالتقريب.
· سكان كل موطن منها من أي تكتل كان.
· دور المجتمع الخليط في كل موطن، علما وسيادة ومهنة...
· أصالة كل مجتمع فيه من غيره، لإيداع التاريخ كل حقيقة.
· تاريخ هجرات قبائل تلك المجتمعات من منطقة إلى أخرى.
· أصول كل مجتمع من تلك القبائل، من حيث الأنساب، حسب ما تدعيه كل أسرة ـ بادئ ذي بدء.
· أسواق كل منطقة، مع التعرج إلى قدمها من غيرها، كفائدة تاريخية ذات الصلة بأصالة وحضارة سكان صحراء أزواد، في جميع أرجائها في القديم والحديث.
· نوع البضائع فيها من ملابس، وحديد، وحلي، والأسواق التي تجبى منها إليها، من مجتمعات البلدان التي تحد أفقنا، من جميع الجهات...
· نوع ما يمد أفقنا به مجتمعات تلك الجهات من سلع التجارة، لدى أفقنا من البهائم وغيرها.
· علاقة مجتمعات أفقنا بغيرهم دينيا وسياسيا واجتماعيا، واقتصاديا.
· مواطن آبار مجتمعات أفقنا الشهيرة، وذكر من حفرت في عصره، من أرباب تلك الآبار، وطرق حفرها، ووسائلهم التقليدية في ذلك، مع ذكر تاريخ نشأة الآبار بعدها إلى هذا العصر، عصر حفر الآبار بالوسائل التقليدية.
· موارد مياه كل مجتمع، حسب أنهار موسم الأمطار، ومدة انتهاء ماء كل نهر من شتاء وصيف...
· مواطن السبخة، وما في معناه خاصة الشهيرة، وذكر خصائص كموطن من نوع الكلأ والعشب فيه...
· ثروات أفقنا، وذكر نوع ما يمتاز به موطن عن آخر، وطرق رعايتها، خاصة ما يتعلق بجانب البهائم، ومكافحة أمراضها بعلاجات شعبية تقليدية مجربة.
· ذكر تاريخ أي مهنة كمهنة صناعة الآلات، من السيوف والحلي، والصناعات الخشبية من الرواحل، والهوادج، وغير ذلك من الصناعات المهنية، كحفر الملح، وجلبها إلى مجتمعات صحراء أزواد، ومهن أخرى كالزراعة، والطب، وغير ذلك، وذكر أرباب السبق في ذلك، والقبائل الشهيرة بذلك.
· ذكر نوع العملة المتعامل بها بين المجتمع، لا سيما في أسواقها، قبل ظهور العملات الدولية الحديثة.
· وغير ذلك مما هو من تاريخ أفقنا، الذي ينبغي علينا أن نكشف عنه النقاب، من باب قول من قال:
ما حك جلدك مثل ظفــــــرك***فـــــتول أنت جميع أمـــــرك

قاله وكتبه الراجي عفو ربه ورضاه، الغني عمن سواه، أحد أبناء صحراء أزواد/

يحيى السوقي

بتاريخ

3/1/1435هـ

وقدمرلي هذاالمقال في صحيفة مستقلة بخط والدناالشيخ المنيربن محمدأحمد"مدآ"السوقي الفامبلقي بغيرزيادة ولانقصان تحياتي لكم،،