العودة   منتديات مدينة السوق > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي خاصة بطلاب العلم الشرعي ومحبيه، والقضايا الدينية

Untitled Document
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-08-2009, 01:21 PM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5745 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تقريب الخطى لكل من نهض في ملاحقة أصحاب الأخطا



الجمانة الرابعة:
تقريب الخطى لكل من نهض في ملاحقة أصحاب الأخطا


الحمد لله الذي منّ على عباده برفع الجناح، عن كل من ركب منهم ظهر الخطأ الصريح إذا لم تتعمده النيات الصحاح، مبشراً ربنا عباده بالصفح الأكيد عن كل من تعلق الخطأ به، قائلاً سبحانه وهو البر الرحيم: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ}.
فله الثناء الحسن والشكر على مننه المتتالية، وآلائه السحاء مزن البر والهدى المتتابعة، فيما دعا إليه من السراط المستقيم، والتوجيه الرشيد الحكيم، لكل من وقع في حبال الخطأ الدقيق والجسيم العنا، مرشداً عباده إن جانبوا الصواب بالتضرع بين يديه سبحانه، قائلاً: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}.
ثم هذه بعض جمل من النصائح المتعلقة بجمانة تقريب الخطى، الواردة مورد قول الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
خاصة أننا ـ بإذن الله ـ مقدمون على نشر تراثنا السوقي حسب معطيات الطاقة، الذي منه ما هو مدون متناثر، ومنه ما هو في صدور العالمين يتناقلونه مشافهة، ومنه ما يحتاج إلى أن ينفض عنه غبار التصحر ليخرج بثوب قشيب، ومنه غير ذلك.
وكل ذلك يحتاج إلى الاجتهاد المتردد صاحبه بين صواب بتوفيق من الله تعالى، وبين خطأ محض مأجور فيه إن استعمل أدوات الصواب بنية خالصة لله تعالى.
فلذا ارتأيت أن أورد بعد هذه التعريفات المختصرات، ما لخصته واختصرته ـ حسب ما تدعو إليه الحاجة في هذا المقام من: موسوعة الخطب والدروس للشيخ علي بن نايف الشحود.
تعريفات الخطأ:
*- التَّعْرِيفُ: الْخَطَأُ لُغَةً نَقِيضُ الصَّوَابِ.
قَال فِي اللِّسَانِ: الْخَطَأُ وَالْخَطَاءُ ضِدُّ الصَّوَابِ، وَفِي التَّنْزِيل: { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ } (1) عَدَّاهُ بِالْبَاءِ لأَِنَّهُ فِي مَعْنَى عَثَرْتُمْ أَوْ غَلِطْتُمْ.
وَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ عَدَل عَنْهُ، وَأَخْطَأَ الرَّامِي الْغَرَضَ لَمْ يُصِبْهُ. وَخَطَّأَهُ تَخْطِئَةً نَسَبَهُ إِلَى الْخَطَأِ وَقَال لَهُ أَخْطَأْتَ.
وَقَال الأُْمَوِيُّ: الْمُخْطِئُ مَنْ أَرَادَ الصَّوَابَ فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ، وَالْخَاطِئُ مَنْ تَعَمَّدَ لِمَا لاَ يَنْبَغِي.
وَالاِسْمُ الْخَطِيئَةُ عَلَى فَعِيلَةٍ، وَذَلِكَ أَنْ تُشَدَّدَ الْيَاءُ وَتُدْغَمَ فَتَقُول خَطِيَّةٌ وَالْجَمْعُ خَطَايَا (2).
وَفِي النِّهَايَةِ وَالْمِصْبَاحِ: يُقَال خَطِئَ. فِي دِينِهِ خَطَأً إِذَا أَثِمَ فِيهِ، وَالْخِطْءُ: الذَّنْبُ وَالإِْثْمُ.
وَأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذَا سَلَكَ سَبِيل الْخَطَأِ عَمْدًا .
*- وَالْخَطَأُ اصْطِلاَحًا: فِعْلٌ أَوْ قَوْلٌ يَصْدُرُ عَنِ الإِْنْسَانِ بِغَيْرِ قَصْدِهِ بِسَبَبِ تَرْكِ التَّثَبُّتِ عِنْدَ مُبَاشَرَةِ أَمْرٍ مَقْصُودٍ سِوَاهُ (3)، أَوْ هُوَ: مَا لَيْسَ لِلإِْنْسَانِ فِيهِ قَصْدٌ (4). الموسوعة الفقهية الكويتية.
*- الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
الْخَطَأُ: - الْخَطَأُ لُغَةً: ضِدُّ الصَّوَابِ وَضِدُّ الْعَمْدِ أَيْضًا، وَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عَنْهُ، وَأَخْطَأَ الرَّامِي الْغَرَضَ: لَمْ يُصِبْهُ. الخ (5) الموسوعة الفقهية الكويتية.
ثم سأترك القراء الكرام مع هذه المخططفات، المنتخبة من كتاب:: موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود، قائلاً:
*- القواعد المهمة المتعلقة بذات الخطأ وطبيعته: كل ابن آدم خطاء. وهذه قاعدة مأخوذة من نص نبوي كريم، تدل عليها نصوص كثيرة، ويشهد لها الواقع في كل زمان ومكان، ويشهد لها الواقع في حال كل فرد في تقلبات أحواله، وفلتات لسانه، وأعمال جوارحه. ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: {كل ابن آدم خطّاء}، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه وحسنه، وابن ماجة بسند حسن، الخ
*- قال الترمذي - رحمه الله - في تعليقه على بعض المعاني المتصلة بهذا الحديث: " لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم، مع ما كانوا عليه من العلم والحفظ والضبط، لا يسلم أحد من الوقوع في الغلظ والخطأ " وهذه أدلتها كثيرة.
قال الشافعي رحمه الله:" قد ألَّفَت هذه الكتب ولم آلوا فيها جهداً - أي قد اجتهدت فيها مبلغ غايتي - ولابد أن يوجد فيها الخطأ لأن الله يقول: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً }".
والمزني تلميذه وصاحبه قال:" لو عورض كتابٌ سبعين مرة - أي مراجعة وتدقيقاً وتحقيقاً - لوجد فيه خطأٌ، أبى الله أن يكون كتاب صحيحٌ غير كتابه"
*- ومما قاله ابن القيم أيضاً في هذا المعنى:" كيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوماً جهولاً "، أي بيّن الله أن الإنسان في طبعه ظلومٌ وجهولٌ، فكيف يكون مبرأ من الوقوع في الخطأ، وسئل الإمام أحمد عن بعض الأئمة أيغلط؟! فقال: " أليس هو من الناس ما دام من الناس فإنه لا يأمن من الخطأ ولا يسلم منه "، وعن الإمام مالك: " من ذا الذي لا يخطئ ".
وكما قال القائل:
من ذا الــــذي ما ســـاء قط ومـــــن له الحسنى فـــــــقط
*- القواعد المتعلقة بالمفاهيم: الأخطاء ولوازمها
وهذه مسألة مهمة ؛ فإن لبعض الأقوال لوازم، وأهل العلم من أهل السنة يقولون: " إن لازم القول ليس بلازم لقائله إلا أن يلتزمه "، أي لو قال كلمة وهذه الكلمة تدل بمدلولاتها على معانٍ فيها أخطاء كبيرة، وهو لم يكن يقصد هذه ولا يلتزمها ؛ فإنه لا يلزم بهذه الأقوال ولا بتوابعها. ومعنى ذلك أنه يقول بمذهب كذا ومذهب كذا، وأنه يرى كذا وكذا، ونجعل من هذه تسلسلات كثيرة، لا يعني ذلك نوع من الإغضاء عن الأخطاء، وإنما معاملتها بموجب القاعدة الصحيحة والنظر في أمرها.
ولكن الشاهد عدم التلازم بين الفعل، وكل لوازمه إلا أن يكون في ذلك أصل بين أو قرينة تدل على هذا، وقال في هذا الشأن شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا وجدنا أن هناك قرينة تدل على أنه لا يقصد ذلك، أو لم يفعله عن معرفة بخطورته وعن حكمه ؛ فإننا نصرف عنه هذا القول. قال أهل العلم: " فإن لازم القول ليس بلازم لصاحبه ". خطوات في إلزام الخطأ. أولاً: أن يذكر اللازم للقائل فيلتزمه
فيقال له: إن فعلك هذا يؤدي أو يلزم منه كذا وكذا ؛ فإن قال: نعم أنا أعرف هذا وألتزمه، فهذا اللازم لازم له وإن نفاه فلا يكون لازما له.
ثانياً: أن يذكر اللازم للقائل فينفي التزامه به إذا قلنا له إن قولك هذا يؤدي إلى كذا، قال: " لا أنا لا أقصد هذا، وإنما قلت هذا ولا أظنه كذلك " فلا نُلزمه به.
ثالثاً: إن كان اللازم مسكوتاً عنه: وهو أن يقول القول ولم يقل له أحد هل تقصد كذا هل تقصد كذا، فلا يلزم به، ولا يمنع ولا ينبغي أن ينسب إليه، وفي هذا كما قال شيخ الإسلام:" الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب له إذا لم يلتزمه؛ فإن كان أنكره ونفاه كانت إضافته إليه كذبٌ عليه".
وهذا أيضاً قاله الشيخ السعدي عندما قال:" والتحقيق الذي يدل عليه الدليل أن لازم المذهب الذي لم يصرح به صاحبه، ولم يشر إليه ولم يلتزمه ليس مذهباً؛ لأن القائل غير معصوم وعِلْم المخلوق مهما بلغ فإنه قاصر، فأي برهان يلزم القائل ما لم يلتزمه ويقوِّله ما لم يقل؟! " فهذه قضية مهمة وأساسية.
*- القاعدة الثانية: الأخطاء ومدلولاتها
لا بد أن نعرف مدلول الكلام، ومدلول الفعل، وهو الذي يجعلنا بعد ذلك ننظر فنقول:" هل تفهم هذا؟ هل تلتزمه؟" لكن كثيراً من الناس كما قالوا:" وما آفة الأخبار إلا رواتها".. يرى فعلاً فهو في اجتهاده، أو بقصور علمه، أو بعدم حسن فهمه يظنه من الأمور التي يقع بها الجرح، ويترتب عليها في تصوره ما يترتب عليه من أمور وليس كذلك، ولعلنا نضرب أمثلة بمسائل مشابهة.
فينبغي أن نعرف ما الذي يؤثر من القول والعمل، ونفهم مدلوله ؛ حتى نستطيع أن نحكم به.. الشافعي سمع رجلاً يجرح رجلاً فسأله، فقال: رأيته يبول قائماً، وما في ذلك ما يوجب الجرح ـ قد يكون فيه مخالفة للسنة.. قد يكون عنده عذر.. قد يكون به مرض وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بال عند سباطة قوم قائما ـ فقال: لأنه قد يقع عليه الرشش على ثوبه ثم يصلي، قال: هل رأيته يصلي قال: لا ولكني أظنه سيفعل.. اترك ظنك لك، ولا تسترسل في المسائل ومدلولاتها، وتكبرها دون أن يكون هناك ما يستدعي هذا الأمر، وكما قيل:
وكم من عـــــائب قــولاً صحيحاً وآفته من الفــــهم الســـقيم
وهناك مقالة لابن تيمية تبيِّن هذا وتدل عليه: " كثير من الناقلين ليس قصده الكذب، لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم وسائر ما به يعرف به مرادهم قد يتعسر على بعض الناس ويتعذر على بعضهم " هو يقول لك: " فلان أفتى بكذا " هل سمعته يقول؟ يقول: "نعم سمعته "، إذاً أعطنا نص كلامه، فإذا أعطاك نص كلامه ربما وجدت أن النص عكس ما كان ينقله أو ينسبه، فلا ينقل قولاً بغير لفظه، ثم يخطّئ به، ولم يفهم بعد مراده، وكم سمعنا أن فلاناً من العلماء أفتى بكذا، فإذا ذهبت تقرأ نص كلامه، لم تجد فيه ما فهمه هذا المستنبط، أو هذا الذي طالع مثل هذه الفتوى، وقال السبكي: " كثيراً من يسمع لفظة فيفهمها على غير وجهها فيُغير على الكتاب والمؤلف ومن عاشره ومن استن بسنته "، مع أن المؤلف لم يرد ذلك الوجه الذي وصل إليه هذا، وهذه مسائل بدأت تكثر وتشيع عند من لا يتأنّى ولا يتروَّى ومن ليس عنده علم، وليس قضية التخطئة، أو الحكم بالصواب والخطأ كلأًً مباحاً لكل أحد، ينبغي أن تكون لأهل العلم، وينبغي لأهل العلم الغزير، ولأهل العلم الغزير من أهل العمل منهم، وأهل العمل من أهل التقوى منهم، كل هذا؛ حتى نستطيع أن نأخذ الأمور على قواعدها السليمة.
ومن هذه المسائل الخطأ فيما هو من أمور الاجتهاد.. فهناك أمور ومسائل اجتهادية - أي الاجتهاد فيما هو سائغ والخلاف فيها معتبر والأدلة فيها متكافئة، والقائلون بها من أهل العلم هنا وهنا كثر - فلا ينبغي أن يكون هناك أيضا تخطئة؛ لأنه لا بد أن يعلم مدلول هذه المسألة هل هي بنص وإجماع، فالمخالف فيها ينبغي أن يكون له تنبيه أو تذكير، حتى ولو كان هناك تأديب يستلزم ذلك أو زجر؛ فإن كانت من مسائل الاجتهاد، فمسائل الاجتهاد عند أهل العلم ليست من مسائل الإنكار، كما قال سفيان:" ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحداً من أخواني أن يأخذ به"، فإذا وثق برأي العالم واطمئن له فلا إشكال عليه، وكما قال أيضاً: إذا رأيت الرجل يعمل العمل مما اختلف فيه وأنت ترى غيره، فلا تنهه، لكن لك أن تناظره وتجادله لإصابة الحق، أو لترجيح قولك.
أمثلة ومواقف نبوية عن الأخذ بمدلول الخطأ:
قصة معاوية بن الحكم الأسلمي: جاء فصلّى ثم عطس فحمد الله بصوت عال، قال: فجعلوا يحدون النظر إليّ ـ أي الصحابة ينكرون عليه، قال بعض أهل العلم وكان هذا قبل النهي في الالتفات في الصلاة ـ فلما رأيتهم كذلك قلت: واثكل أماه ما لكم تنظرون إليّ، قال: فجعلوا يضربون على أفخاذهم، فعلمت أنهم يسكتونني فسكت، فلما قضيت صلاتي ناداني النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بأبي هو وأمي، والله ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن منه قط، فوالله ما نهرني ولا كرهني ولكن قال: (إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس). هنا علّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مثل هذا ينبغي أن نعرف ما هو أمره، وما هو حاله، وما هي الملابسات التي حوله..
قصة صاحب السنبلة:
روى النسائي - رحمه الله - في سننه بسند صحيح، أن رجلاً دخل على حائطٍ، ففرك سنبلة منه، فجاء صاحب الحائط فأخذ كسائه وضربه، فأتى الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعدي عليه - يعني يريد أن يأخذ له حقه - فأرسل إلى الرجل فقال له: ما حملك على هذا؟! قال: دخل حائطي فأخذ سنبلة وفركها، فقال صلى الله عليه وسلم: أما علّمته إذ كان جاهلاً....
*- القاعدة الثالثة: الأخطاء وتفاوتها.
ليس كل خطأ كبيراً، وليس كل خطأ ليست له توبة، وليس فيه مخرج لا بد أن نعرف أن هناك مراتب، الله جل وعلا يقول: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، فالذنب الأكبر هو الشرك بالله، وهذا أيضا قد يكون أحياناً عن جهل يحتاج إلى تعليم، أليس بعض الناس من حديثي العهد بالإسلام قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وما كان من بني إسرائيل مع موسى عليه السلام، فلا بد أولاً من بيان الحق، وأن هذا الأمر فيه شرك حتى ينتبه ويرتدع، وقد يظن هو جهلاً أو متابعةً لغيره أن الأمر ليس كذلك، فالمسألة ينبغي أن تكون ذات وضوح وبينة.
هناك أخطاء في المسائل الكبيرة المجمع عليها والمعلومة من الدين بالضرورة، سواء كانت من مسائل الاعتقاد أو من مسائل العمل كالصلوات وتحريم الخمر وغير ذلك مما تواترت به الأدلة، وأصبح موضع الإجماع معلوم من الدين بالضرورة، ودون ذلك المسائل الفرعية، وغير المسائل الفرعية المسائل الاجتهادية، ثم جانب الشخص يتفاوت الخطأ منه، فجاهل يحتاج إلى تعليم، وغافل يحتاج إلى تذكير، ومقصر يحتاج إلى نصح وتنبيه، وصاحب هوى وشهوة يحتاج إلى زجر وغير ذلك، وهناك أيضاً تفاوت الخطأ في الحقوق.. هناك خطأ في حق الله عز وحل، وهناك خطأ في حقوق الآدميين، الخطأ في حق الله مع جلالته وعظمته يكفي فيه التوبة والاستغفار لسعة مغفرته، إن كانت صادقة وإن كانت خالصة لله عز وجل أي التوبة. وحقوق العباد يستلزم لها حقوق أخرى، فلا بد أن نعرف ذلك وندركه، فلا ينبغي أن نعامل الخطأ الكبير كالخطأ الصغير، فشعب الإيمان أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، فليس من الحكمة أن تنكر على من قصّر في أدنى شعب الإيمان بمثل الإنكار على من أخطأ في مسائل التوحيد أو انحرف في أمور الاعتقاد، أو ارتكب كبائر محرمة تحريماً قطعياً بنصوص صريحة صحيحة ونحو ذلك، وهذا أمر بيّن. وهناك فرق بين مخطئ مجاهر، وبين مخطئ مستتر.. الذي يجاهر بالخطأ يختلف حاله عن الذي يستتر به، فالمستتر يكون عنده إقرار بالخطأ لو نصح، وأن الخطأ عنده خطأ وأن المنكر منكر، ولا زال فيه بقية حياء من الناس، وعنده شيء من الخوف من الأمور التي فيها انتشار الخطأ، وأما المجاهر أمر مختلف عن المستتر، إذن هناك أمور متفاوتة، فلا بد من التنبيه لها ومعرفتها.
القاعدة الثانية: خير الخطّائين التوّابون.
يتبع



 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل السوقي الأسدي يوم 03-09-2009 في 01:20 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2009, 04:04 PM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



القاعدة الثالثة: ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم
وهذه مسألة مهمة، من ارتكب حراما أو وقع في الإثم وهو جاهل ولا يعلم، وهو غافل لا يقصد، وهو مريد للخير ولكن تلبس الأمر عليه فكيف لنا ـ وقد عافاه الله من الجُناح ورفع عنه الإصر والإثم وأزال عنه الذنب - أن نحمله نحن ما رفعه الله عز وجل عنه؟! نعم يحتاج إلى تبيين، ويحتاج إلى تعليم، ثم تقام عليه الحجة إن عاد بعد العلم، وإن قارف بعد البيان، ولكن كما أخبر الحق عز وجل: { ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم } والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليها)، أي رفع ما يترتب على الوقوع في الذنب خطأً أو نسياناًَ.
بعض المطالب في العمل والتعامل مع الأخطاء:
أولاً: ضرورة تمام التثبت
فإنه كثير ما ينسب إلى القائل خطأ، وليس بواقع فيه أو قائل له، وإنما سمعنا ما سمعنا، ونقلنا ما نقلنا من غير تثبيت ولا تحري، لا بد أن نعرف أن التبيّن والتثبّت أمر مشروع بنص القرآن الكريم: { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين }.
قال الشوكاني رحمه الله:" المراد من التبيّن التعرف والتفحص، ومن التثبت الأناة وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر".
بل قد وردت في الآيات القرآنية ما يدل على الأثر السيئ، والعاقبة الوخيمة، عند عدم التثبت، وعند إشاعة القول على عواهنه، وعند إطلاق المسائل ونسبتها إلى الناس دون بيان وإيضاح، أو دون استفسار واستبيان.
قال الله جلّ وعلا: { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم }، يكون من هؤلاء إجحاف وإرجاف، وأيضاً وقوع اتهام غير صحيح، وتعدّي في غير موضعه.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بئس مطية الرجل زعموا)، والحديث عند أبي داود. والأمر في هذا يطول، والآثار فيه كثيرة جداً.
ولعلنا نذكر قصة أبي سعيد الخدري لما جاء فاستأذن على عمر ثلاثاً ثم مضى، ولحقه عمر فقال له: مالَكَ!، قال: استأذنت ثلاثاً ثم مضيت، فقال عم: ولمَ؟، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من استأذن ثلاثاً فإن أذن له وإلا فليرجع)، فقال له عمر: أما إنك لو لم تأتني بمن يشهد أنه سمع مثلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعلتك نكالاً، فذهب أبو سعيد إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه شيء من الخوف، فلما قال ذلك للأنصار، فقالوا كلنا يشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فقال له عمر بعد ذلك: أما إني لم أتهمك ولكنه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
تثبت كان بين الصحابة مع أنهم أهل صدق، وأهل حق وأهل تثبت، وأهل تروي، لكن المسألة تحتاج إلى مثل هذا، وقد قال أهل العلم إن هذه صفة لازمة للمؤمن التقي الورع، وإنها إذا غابت فهي صفة غائبة عن الأحمق الغر الجاهل.
وقال الطبري - رحمه الله - فيما يدل على أن هذه الخصلة تدل على أنها من صفات أهل الإيمان، قال: " خص الله بذلك القوم الذين يوقنون ؛ لأنهم أهل التثبت في الأمور والذين يطلبون حقائق الأشياء على يقين وصحة ".
والحسن البصري يقول: " المؤمن وقاف حتى يتبين ".
و من المقالات الجميلة في هذا، التي تصلح أن يفصل فيها للاستفادة والتوقي من الوقوع في بعض الأحوال والأخطاء، يقول ابن حبان: " من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدها ممن خفي عليه أمره:
1 ـ سرعة الجواب.
2 ـ ترك التثبت.
5 ـ الوقيعة في الأخيار.
6 ـ الاختلاط بالأشرار. "
ويقول الشيخ السعدي:" من القول الخاطئ الخطر قبول قول الناس بعضهم في بعض، وما يبني عليه السامع حباً وبغضاً، ومدحاً وذماً، (لو وقع) لحصل بهذا الغلط أمور كانت عاقبتها الندامة".
فكم أشاع الناس عن غيرهم أموراً لا حقائق لها، ولا أصل لها، فالواجب على العاقل التحرّز والتنبه وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد ورزانته وعقله، فدينه يعرف به؛ لأنه يعرف أن التسرع سوف يلصق تهمة بآخر أو يظلم فيها إنساناً، أو يحمل على إنسان ويبغضه وهو غير مستحق لذلك منه، ويعرف به رزانته وعقله؛ لأن التسرع طيش وحمق كما مر بنا، ويقول مصطفى السباعي كلمة جميلة تدلنا على بعض طبائع الناس، وبعض ما قد يشيع فيهم فيقول: " لا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته من ألف فم حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد بعينه؛ حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من خلوه من الغرض والهوى
وأيضاً في شأن التثبت، مسألة وهي قضية العزو.. من أين لك هذا؟ من أين جئت به؟ من أخبرك به؟ وأما الغمغمة والهمهمة فلا تكفي في هذا، وأما التوثيق على الجهالة فأصل عند أهل الحديث غير مقبول؛ فإنك تسأل بعض الناس: من أخبرك بهذا؟ يقول: أخبرني من لا أتهمه، قد تقول له: من ليس متهماً عندك قد يكون متهماً عند غيرك! ويقول: أخبرني من أثق به، فنقول: من هو حتى يعرف حاله؟ فهذه مسألة مهمة.
ولقد قال أهل العلم كلاماً جميلاً، وأشير إلى مقدمة صحيح مسلم فإن فيها نقولاً نفيسة في هذا الباب، ومنها قول عبد الله بن المبارك - رحمه الله - عندما قال: " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
لك أن تقول قال فلان، ولكن إذا جئت نريد أن تعطينا الخطام والزمام، قل من قال هذا ومتى قاله لك؟ وكيف قاله لك؟ حتى نعرف، أما أن ترسل القول هكذا فلا ينبغي أن يقال هذا.
وقد قال ابن تيمية رحمه الله في هذا المعنى: " من أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فليسم القائل والناقل وإلا فكل أحد يقدر على الكذب "، حتى في أهل الباطل، لا بد أن تنسب القول لهم، وأن تتحرى أن هذا القول هو قولهم، وأن هذا المذهب هو مذهبهم، وان تعزوه إلى كتبهم، وأن تسنده إلى علمائهم ثم بعد ذلك تقول هذا القول، ولعل الأمثلة في هذا شهيرة في بعض المسائل التي تنسب إلى الأئمة، وقد نبه على بعض هذا الشيخ أبو بكر أبو زيد في كتابه: " التعالم في الفكر و الكتاب".
ومن هذا في التثبيت معرفة حال الناقل: وهذه مسألة مهمة أيها الأخوة، فبعض الناس يقبلون في أهل الصلاح قول أهل الفساد، وفي أهل الدعوة قول أهل الشهوة.
*ـ من أحوال التثبت. أولاً: التثبت في الأقران والمتنافسين
من مسألة الاحترازات والتثبت مسائل الأقران، والذين يكونون متنافسين حتى من أهل العلم والخير والصلاح والتقى؛ فإن النفوس أحياناً يكون فيها مغاضبة أو فيها منافسة، فإذا سمعت قولاً من قرين في قرينه، فخذ قاعدة قالها أهل العلم:" كلام الأقران يطوى ولا يروى".
وقد قال بعض أهل العلم في هذا كلاماً نفيساً، قال:" دع عنك ما قاله فلان في فلان، وفلان مع فلان، وفلان مختلف فيه؛ فإنهم كانوا أهل علم وأمرهم إلى الله عز وجل".
قال السبكي رحمه الله في هذا: " إياك إلى ما كان بين أبي حنيفة والثوري وبين مالك وابن أبي ذئب، وبين أحمد بن صالح والنسائي، وبين أحمد بن حنبل والمحاسبي وهلم جرّا، ثم قال: فإنك إذا اشتغلت بذلك خفت عليك الهلاك؛ فإن القوم أئمة أعلام، ولكلامهم محامل، وربما لم نفهم بعضه، ولا يسعنا إلا الترضيّ عليهم والسكوت عن ما جرى بينهم".
*- التثبت وأهل الاختصاص.
بحث المسائل لإصابة الحق لا بد أن يكون من المختصين بالعلم من أهل العلم، وطلبته بقواعد أهل العلم.
وهناك مسائل كثيرة تعترض هذا، هناك غضب يعتري النفوس أحياناً، فما أقوله وأنا غاضب، أو عندما استثار بقول قائل أو بفعل معين، فلا يأخذ هذا القول ويسلم ويعتبر، وإنما ينبغي مراعاة هذه الأحوال كلها.
وأيضاً لا بد كما قلنا (من معرفة) حال الناقل وحال المنقول فيه، فإن كان المنقول عنه القول أو المنقول عنه هذا الفعل.. نعلم خيره وكثرة صلاحه، ونعلم ويغلب على ظننا أنه ما يقصد مثل هذه الأمور من الشر أو الفساد، فإن هذا له أثره في التثبت؛ حتى نتمم هذه القواعد الكاملة في هذا، ولا بد أيضاً من البيان كما قال ابن جرير رحمه الله: " لو كان كل من اُدِّعِيَ إليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار ؛ لأنه ما منهم إلا ونسب إليه ما يرغب به عنه "، إما لاختلاف هوى أو للتنافس، أو لاجتهاد خاطئ. وما من واحد من الأئمة إلا وأنت واجد أنه قيل فيه قولاً عظيماً، حتى نسب كثير من أهل العلم كالشافعي إلى التشيع، وعبد الرزاق والحاكم وغيرهم من أئمة كبار، ولو أنك تأخذ هذا من غير هذا التثبت الذي قلناه، لوقعنا في كثير من الأمور الخطيرة التي ينبغي التنبه لها.
*- التثبت وإحسان الظن.
مسألة إحسان الظن، وهي مسألة مهمة قد نكون قد ألممنا ببعض الأمور فيها، ولكننا نفصل القول فيها قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} قضية مهمة، وقد أشرنا مراراً إلى حديث أبي هريرة: (اجتنبوا الظن فإن الظن أكذب الحديث)، ذكر ابن حجر رحمه الله:" لما جعل الظن أكذب الحديث مع أن الكذب من أكبر الكبائر؟ فجعل الظن أكبر هذا الكذب؛ لأن الظان ظن السوء يظن أنه يحسن صنعا، وهو لا يرى أنه أخطأ، أما الكاذب فهو يكذب وهو يعلم أنه مخطئ"، أيضاً هذه المسائل دقيقة، وفيها دقائق من أمور المراقبة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تهذيب وتنبيه وتذكير للمخالفين في هذا الباب: (يا معشر من آمن بلسانه ولمّ يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته, ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) وفي رواية في جوف رحله، رواه أبو داود في السنن. لماذا ذكرنا الحديث الذي ذكر أمر التتبع؛ لأن تسلسل الظن أنه يقول ظننت ثم يقول أريد أن أتحقق، وقد ورد النهي عن هذا، وقد جاء كلام السلف في هذا مؤيداً لكلام الفاروق رضي الله عنه، لا تظنن على كلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً، وهذا كله يتعلق بسلامة الصدر، وإحسان الظن بأهل الإيمان يحتاج إلى نقاء النفس وطهارة القلب.
*- ما يدخل تحت حسن الظن: عدم التعرض للنوايا
من هذا الجانب وهذا الباب من إحسان الظن عدم التعرض للنوايا، يقول القائل قولاً فنقول يقصد به كذا، وهل شققنا عن قلبه؟ لم تكن هناك قرائن كثيرة (متحفة)، وشواهد كثيرة ظاهرة، وألفاظ صريحة ناطقة، فما لنا نحمل القول ما لم يحتمل، ونحمِّل أنفسنا من الإثم المتوقع ما لا نحتاجه، والأصل في هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري في حديث الرجل الذي جاء واعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: اتق الله واعدل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله!، ثم ولّى فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله دعني أضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم.
و(منه) أيضاً حديث أسامة بن زيد المشهور في بعثه في صحيح مسلم والذي قال فيه: فهويت بالسيف، فقال لا إله إلا الله، فقتلته، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقتلته بعد أن قال لا اله إلا الله، فقال أسامة: إنما قالها متعوذاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلاّ شققت عن قلبه!.
*- التماس العذر.
لا يكون ذلك إلا مع حسن الظن، وخاصة إن وقع الخطأ من أهل علم أو أهل صلاح؛ فإنه يغلب على الظن أنه وقع منه سهواً أو بغير قصد أو نحو ذلك، ومن هذا الباب أمر مهم وهو المقارنة بالمثل والمقياس بالنفس، وإن كنت تقول إن هذا وقع منه كذا، فهل أنت مثله أو دونه تستجيز على نفسك أن تقع في هذا الخطأ أو تقوم بهذا الخطأ، فتقول: معاذ الله ؛ فإن نفيت عن نفسك فانف عن أخيك؛ فإن هذا من باب أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
فهذه مسائل مهمة ينبغي أن ينصف فيه من نفسه، وأن يعذر فيه من وقع فيه الكلام بسوء الظن، وكما قال أهل العلم:" إن التماس العذر لأهل الخير أمر راجح لا مرجوح".
قال السبكي:" إذا كان الرجل مشهودٌ له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تعود منه ومن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح وحسن الظن به وبأمثاله، ومثل هذا أيضاً ما وقع من بعض الأئمة في بعض الأمور والاجتهادات..
يتبع


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-09-2009 الساعة 01:22 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-08-2009, 04:06 PM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




*- القواعد والمطالب المتعلقة بالتعامل مع المخطئ.
تأتي هذه القواعد بعد أن نكون قد أحسنّا الظن والتمسنا العذر، لكن إذا حصل الخطأ وكان خطأ واضحاً كيف نتعامل معه؟
أولاً: النصح. وأهل العلم بيّنوا هذا في كثير من مقالاتهم، وفرّق ابن رجب بين النصيحة والتعيير، هناك نصيحة وهناك فضيحة كما يقولون، والنصيحة مهمة، ومن أهم أسباب تفشي الأخطاء، أننا لا نأخذ في سبيل النصح، ولا نسير في طريق الغيرة على الحرمات كما ينبغي، وكلما عظمت محبة أخيك عندك، كلما كثر نصحك له، وبعض الناس يأخذ القاعدة على العكس، كلما عظمت محبتي لأخي تغاضيت عن خطئه، ولم أحرص على نصحه.
عجباً للإنسان كيف ينصح البعيد ولا ينصح القريب؟ وكيف ينصح البغيض ولا ينصح الحبيب؟ هذه قسمة ضيزى، ومقياس مرجوح وميزان مختل، ينبغي أن يكون التواصي بين أهل الحق والإصلاح والإرشاد والدعوة أكثر، وهذا جرير يقول: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)، وفي بعض الروايات، فزادني: (النصح لكل مسلم).
قال بلال بن سعد في شأن هذه النصيحة وأهميتها بالنسبة للإنسان:"
وأفضل الناس صديق إذا لقيك أخبرك بعيب فيك، خير من صديق إذا لقيك وضع في يدك درهمين".
فهذه مسألة مهمة، ولا بد أن يكون النصح بالرفق وبالتيسير، وحتى إذا ما زادت الصلة كان النصح أقوى، وربما أحياناً يكون أغلظ؛ لأن ما بينك وبينه من المودة يكون عاصماً عن النفرة بإذن الله عز وجل، وهذا عمر بن عبد العزيز يقول لعمر ابن المهاجر يطلب منه النصح يقول:" إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلابيبي ثم قل لي ماذا تصنع؟"، وهذا أمر واضح وبيّن.
*- اليسر لا العسر.
المسألة تحتاج إلى اللطف لا الشدة، واللين لا الغلظة، واليسر لا العسر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه).
وقصة النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما كان يلقي اليهود في مكان التحية قولهم:" السام عليكم "، يقصدون الموت . ويدعون على النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت عائشة تغضب وترد عليهم فوراً فتقول:" بل الموت عليكم واللعنة"، وكان من النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه عائشة على الحكمة في الرد حين أمرها بأن تكتفي بقولها" وعليكم".
وقصة الأعرابي الذي بال في المسجد، والذي قام عليه الصحابة يزجروه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: (لا تزرموه) أي لا تقطعوا عليه بوله، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف: (إن مثلي ومثلكم كمثل رجل ندّت له ناقة فجاء هذا يسوقه من هنا وهذا من هنا فجاء صاحبها وقال خلوا بيني وبينها ثم أخذ يتقرب إليها بشيء من خشاش الأرض، حتى استطاع أن يتألفها ويردها إليه).
ما دمنا عرفنا الخطأ فلا بد أن يكون هناك رفق في علاجه.

*- التعليم والإرشاد.
فلا يكفي الرفق وحده، بل لا بد أن نعلمه ونفقهه أن هذا الخطأ ونعلمه أن الخطأ هو كذا ونرشده، والنبي - صلى الله عليه وسلم في قصة المسيء صلاته ماذا صنع؟، قال له ارجع فصل ثم لم يحسن الصلاة، فقال له: أعد، ثم لم يحسن، حتى علمه خطوات الصلاة واحدة واحدة، وكيف يحسن صلاته وأهمية الطمأنينة. وقصة جبير بن نفيل، وأنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر له بوضوء فتوضأ فبدأ بفيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تبتدئ بفيك فإن الكافر يبتدئ بفيه) ثم علمه الوضوء.
*- علاج الخطأ بالصواب.
وليس علاج الخطأ بالخطأ، فينشأ عن الخطأ خطأ (آخر) في العلاج، وينشأ عن مجموع الخطأين أخطاء أخرى، وهذه قضية خطيرة تكلم عنها العلماء إذا كان الإنكار يترتب عليه منكر أكبر؛ لأن الأسلوب كان غير موفق أو الظروف والملابسات لم تكن مناسبة، فيكون التصويب أو هذا الإنكار خطأ في حد ذاته، وهذه مسألة دقيقة لا بد من مراعاتها، ولها أمثلة كثيرة... فهذه مسائل تحتاج إلى بصر وبصير.
*- الرجوع عن الخطأ فضيلة.
هذه مسألة مهمة بعض الناس تنازعه نفسه بأنه يقول إنه أخطأ، أو يظهر له الحق فتأبى نفسه أن تقر به، أو يلوح له الصواب فيستكبر أن يتابعه، إما أن القائل بالصواب دونه في المرتبة والفضل (أو غير ذلك) وإن كان محقاً، وهذه مسألة خطيرة دقيقة، وهي من المسائل النفسية التي متى وقع المسلم أو المؤمن فريسة لها ولم يتخلص منها؛ فإنها تورد صاحبها إلى المهالك والمخاطر العظيمة؛ لأن الاستكبار عن الحق والتعالي عليه بعد وضوحه أمر ليس هيّناً.
ولعلنا نشير بذلك إلى حديث مسلم أن الرجل كان يأكل بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك، فقال له: لا أستطيع - لعله تكبر أن يغير أمام الناس أن يستجيب للنبي صلى الله عليه وسلم أمام الناس - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا استطعت، فما استطاع أن يرفع يده إلى فمه.
وهذه قضية دقيقة ولنا من أمثلة السلف واعترافهم بالحق شيء عظيم، أمثلة تدل على تجردهم عن الهوى وعلى إذعانهم للحق يقبلونه ممن كان صغيراً أو كبيراً؛ فإن الحق عندهم أكبر من كل الناس، والحق أكبر من كل كبير والحق من كتاب الله، وسنة رسوله حاكم وليس محكوماً، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو من هو كان يستشير أصحابه، وربما ابتدئوا بالمشورة فمضى بقولهم وأخذ بمشورتهم، ولم يستنكف عن ذلك ولم يستكبر عليه الصلاة والسلام، فكيف بمن دونه وليس بأمر اختياري بل في خطأ وقع وثبت، فلا بد من الرجوع للحق، كما أوصى عمر في وصيته الشهيرة التي أقام عليها ابن القيم رحمه الله فصولاً كثيرة في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين كان من وصيته التي قال فيها: " لا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق؛ فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".

والرجوع للحق فضيلة كما يقولون. يقول الشوكاني رحمه الله:" من آفات التعصب الماحقة لبركة العلم أن يكون طالب العلم قد قال بقول في مسألة كما يصدر ممن يفتي أو يصنف يناظر غيره ويشتهر ذلك القول عليه ؛ فإنه يصعب عليه الرجوع إلى ما يخالفه وإن علم أنه الحق، وتبين له فساد ما قاله، ولا سبب لهذا الاستصعاب إلا تأثير الدنيا على الدين ؛ فإنه قد يسول له الشيطان أو قد تسول له نفسه الأمارة بالسوء، أن ذلك ينقصه ويحط من رتبته، ويخدش في تحقيقه ويغض من رئاسته وهذا تخيل مختل وتسويل باطل ؛ فإن الرجوع للحق يوجب له من النبالة والجلالة وحسن الثناء ما لا يكون في التصميم على الباطل، بل ليس في التصميم على الباطل إلا محض النقص والإزراء بصاحبه، والاستصغار لشأنه ؛ فإن منهج الحق واضح كالمنار يفهمه أهل العلم ويعرفون براهينه. وقد قال أهل العلم في ذلك مقالات كثيرة)).
إلى هنا وقف بنا قلم التصرف بالاختصار والتلخيص من موسوعة الخطب والدروس التي جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود ـ أجزل الله له الأجر والمثوبة في الدارين ـ لما بذله من مجهود علمي رصين نصوح.
مقتصراً فيها عن بعض الجمل التي يحسن بطالب الحق والمعرفة الوقوف عليها، والاستفادة منها، لأن الحكمة ضالة المؤمن. مذيلاً عليها على وجه الاستخراج منها أيضاً ما يلي:
1- أهمية معرفة الصواب من الخطأ، أو العكس، والتأكد منهما حسب معاييرهما في ميزان النقل الصريح، أو العقل الصحيح، أو بهما جميعاً قبل كل شيء.
2- عدم إعطاء الخطأ قدراً أكبر من حجمه، لقوله تعالى: {وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.
3- أهمية بذل النصح لله ـ تعالى ـ حسب مقاصد الشرع الحكيم، لأن: الدين النصيحة.
4- تفضل الناصح بالنصيحة للمنصوح له على وجه لا يعلمه إلاّ الله علام الغيوب، كما أرشد إليه ديننا الحنيف من ذلك قول الإمام الشافعي:
تعمَّدني بنصــــــــــحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجمــــــاعة
5- فضل ستر أخطاء أخيك المسلم لأنها عيوب دينياً، أو اجتماعياً بأن لا تظهرها لأي أحد، لقول القائل:
إذا ضاق صدر المرء عن كتـم سره فصدر الذي يستودع السر أضــــيق
6- حسن الظن بأخيك خيراً مع التسامح في الله تعالى، ثم في الرحم،هذا إن أخطأ الصواب بالفعل لكن من غير قصد، مستصحباً الاتزان التام، والنزاهة عما لا يليق بمقام الكرام، مها بلغ الخطأ من الجلالة في نظر المخطّئ. مذكراً نفسي وجميع إخوتي بالحديث الجليل العفو: (اللهم أنت عبدى وأنا ربك): فيه أن ما قاله الإنسان من مثل هذا - من دهش، وذهول - غير مؤاخذ به إن شاء الله.إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض.


ثم ليكن الجميع على ثقة تامة بمعنى قول الشاعر، ليؤنس وحشته، وممتثلاً بما تخلص إليه، في قوله:
سألت الــــــــــناس عن خل وفيّ فــــــــقالوا ما إلى هذا سبــــــــيل
تمسك إن ظفرت بــــــــــــود حرّ فـــــــــإن الحرّ في الدنيا قلـــــيل
وقول الآخر:
لكل شيء عدمـــــــــــــته عوض وما لفقد الصديق من عـــــــوض
هذا في أهمية التعلق بالأخلاء، فما بالك بأن لا يستمسك بالرحم بين ذوي القرابة المنوه بعظم شأنها عند الله كما في قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
واحرص على حفظ القلوب من الأذى فرجوعها بعد التنافر يصـــعب
إن القلوب إذا تنـــــــــــــــــــافر ودها شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
هذا الجانب الذي لمح إليه معنى البيتين ليس على الإطلاق إذ قد تتكلف به صلة الرحم بعد تقوى الله تعالى، والمحبة فيه، والتواصي بالحق وتواصوا بالصر.
يا أخي في لله تعالى، ثم في الرحم الثابت:
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير ســــــــلاح
7- العفو عموماً ممن أخطئ في حقه لوجه الله ذي الجلال والإكرام، إن كان الخطأ متعلقاً به رغبة في أجر العفو المنوه بشرفه وفضله في قوله سبحانه: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.
هذا شأن العفو على عموم الناس فما بالكم بذوي المودة والقربى. هذا ونحن معشر أبناء مدينة السوق، المقول عن خصال سلفكم النزيهة الكريمة مقالة العالم العلامة الشيخ الكبير الكنتي ـ رحمه الله ـ عنهم:
إذا قيل أي الـــناس خير قـــــــــبيلة فأنتم خيار الناس ما ارتـــفعوا قدرا
بل ومما يرصع به بيته الجليل الثنا، وميض البقر ذي السنا ـ بيت العالم النحرير، والحبر الشهير، العلامة اللغوي الأديب، الفهامة اللوذعي المفوه الخطيب، أحد الأعيان في العلوم السويين، والأعلام المتفننين في عصره البارزين السوقيين، الندراء العلماء النجباء، والنبلاء الفقهاء النبهاء الشيخ محمد آلمين بن محمد الوامي الإدريسي ـ رحمه الله ـ منوهاً على بعض فضائل بيت من بيتات قبائل السوقيين، في قصيدة طويلة متينة رائعة، قائلاً ببيت القصيد:
لهم ســـــلف خيار من خـــــيار أولو بـــر كــدأب الصـــــالحينا
أوردته هنا من باب عطف الخاص على العام.

قاله من لا يسعه إلاّ الانضمام لركب زوار موقعكم الموقر
محبكم /أبو العباس السوقي


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-09-2009 الساعة 01:24 PM

رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 01:15 AM   #4


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي اليوم الأول يوم التخفيف




(اليوم الأول يوم التخفيف) هذه العبارة يرددها المشايخ السوقيون، ويلقوننها لطلابهم حتى في أعوام متأخرة من طلبهم للعلم...
ولا شك أن مشاركتكم أيها (السوقي الأسدي ) دروس في غاية الروعة والجمال (وليست درسا) لا أقصد حجمها ، بل أهميتها العلمية والعملية.
وهذا ما يجعلنا (نحن الطلاب) نقول لك : رفقا بنا يا شيخنا.. أعطنا على قدر فهومنا، وعلى قدر هممنا لا على قدر ما عندكم من العلم والمعرفة والحرص...
أخي الفاضل أرجو أن تجد همستي طريقا معبدا إلى أذنكم ومن ثم إلى قلبكم (الواسع) في طريق تطبيقها كاستراتيجية للكتابة في المنتديات ...

وتقبل فائق تقديري ومزيدا من تشجيعي ...
شقيقك اليعقوبي


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 01:25 PM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



من أنت أيها الطائف؟ المتفضل بدرر فتاوى الحجج في العمر حول كعبة النصيحة واللطائف؟، من برق أنت؟ ومن أين بزغ لي نجم أنت؟ ثم من ومن؟ الخ؟ آ اليعقوبي الأخ؟ الصديق الحميم، بعد تحية أهل الجنة ـ عليكم ـ السلام الكريم ـ شكر الله لكم همستكم الرنانة جرس المحبة المرتقب، أشهد الله حبكم وحب أبناء الأنصار، عموماً خير من : تبوأ ـ بالإيمان والإخاء الصادق والمحبة في الله ـ الدار. أهلا بكم وسهلاً، نعم صدقتم في عزوكم، في باب شواهد الاعتبار بالمتابعة.
إننا بالفعل ممن لقّنا عند مشايخنا البررة الكرام أهل المقام الشريف، تلك المقالة التربوية الشهيرة: يوم البداية يوم التخفيف.
لكن ذلك لا يعارض ما يقدم بين يدي كل أمر عظيم، مرتلاً : المزمل والمدثر، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-09-2009, 07:03 PM   #6


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي مشاهدة المشاركة
من أنت أيها الطائف؟ المتفضل بدرر فتاوى الحجج في العمر حول كعبة النصيحة واللطائف؟، من برق أنت؟ ومن أين بزغ لي نجم أنت؟ ثم من ومن؟ الخ؟ آ اليعقوبي الأخ؟ الصديق الحميم،
[font=simplified arabic]نعم يعقوبي، وأخ وحميم ... لكن دع الغطاء كما هو... لعلنا أن نستتر عن أنظار مشايخنا فناخذ راحتنا، وإلا فلو كشفنا الغطاء عن (هرير) أنى له أن يحاور (أسدا) (سوقيا) (أندلسيا)!!!!!!!!!!!!!!

[/font]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي مشاهدة المشاركة
بعد تحية أهل الجنة ـ عليكم ـ السلام الكريم ـ شكر الله لكم همستكم الرنانة جرس المحبة المرتقب، أشهد الله حبكم وحب أبناء الأنصار، عموماً خير من : تبوأ ـ بالإيمان والإخاء الصادق والمحبة في الله ـ الدار.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأشهد الله على محبتكم (ومحبتك) في الله والرحم، ولله ولقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السوقي الأسدي مشاهدة المشاركة
ـ الدار. أهلا بكم وسهلاً، نعم صدقتم في عزوكم، في باب شواهد الاعتبار بالمتابعة.
إننا بالفعل ممن لقّنا عند مشايخنا البررة الكرام أهل المقام الشريف، تلك المقالة التربوية الشهيرة: يوم البداية يوم التخفيف.
لكن ذلك لا يعارض ما يقدم بين يدي كل أمر عظيم، مرتلاً : المزمل والمدثر، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
[font=simplified arabic]الشيخ أعلم بما يقول ...


مع تحيات: اليعقوبي
[/font]


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-11-2009, 01:34 PM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



يا ابن أولاء الذين: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}. من آووا ونصروا، الصريحة المناقب الجليلة الواردة من الوحي المبين فيهم الظاهرة الآثار عليهم.
يا بشراي: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.
ثم امض على سبيلك في إتمام قضاء عمرة صلة الرحم ـ بارك الله فيك ـ بالطواف حول كعبة النصائح.... )) أكرم بها من منطقة حوت بنا. أنا؛ وأنت؛ وهيان؛ وبيان، وفـــــــــــرتـــــــــنـــــــا ؛؛؛ وهــــــــر: وهــــل أفـــــــنى شبـــــابي غــــــير هــــر.
على أني ما انقضى تعجبي من نكرة تام معرفة في سياق أعرف المعارف من المبهم منك أيها الأخ اليعقوبي، متحسساً بيوسف وأخيه بأمي أنت وأبي، ومستطرفاً في ستر شخصك الكريم بلطافة أهمية إكنان الأعيان الكرام عن الأنظار إذا تشرف بهم المقام الجليل، بحديث: أتدرون من السائل قلت الله ورسوله اعلم قال فإنه جبريل...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع