295. إدّ إنتكرنت /محمد بن يوسف الأنصاري اليعقوبي السوقي

295. إدّ إنتكرنت /محمد بن يوسف الأنصاري اليعقوبي السوقي :
هو الشيخ العالم أبو محمد محمد المعروف بإدِّ إنْتَكرَنَّتْ ابن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن نوح بن محمد بن أشُلُّوم اليعقوبي السعدي ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل سعد بن عباة الأنصاري الخزرجي.
ترجم له الشيخ العتيق فقال :لم أقف على كثير من كلام القدماء عليه إلا أنه ولي كبير ظهر في زمان كانت رياسة السوقيين فيه لقبيلة أهل كَنْشَشِ فعاملوه بما يعامل به الرؤساء من ظهر بينهم بغير ما يألفون وما يشتهون وقابلوه بما يستطيعون من التكذيب والجفاء والتعزز عليه وعلى أتباعه فجرت بينهم وبينه ما جريات لا غرض لي في تفصيلها إلى أن كان عاقبة الأمر أن ظهر الله فضله ومنزلته كما يظهر على كل من عاند أولياؤه أنوارهم ومزاياهم ودام نوره في أعقابه وأعقابهم قرونا وكثر فيهم العلم والصلاح والولاية وأنواع العز والكرامة وسخر لهم من حولهم من القبائل وما زال ذلك يتزايد إلى أن سخر لهم سلاطين البلد من إولّمّدن وبني آلاّد فولهم قضاء كل من تحت حكمهم . وهذا خبره إجمالا وقدما قيل :
نعم الإله على العباد كثيرة
وأجلهن نجابة الأبناء

وأما تفاصيل خبره فذكر الشيخ محمد بن الهادي أنه رحل من بلاد تادمكة بعد أيام سنْ علي وفتنته إلى بلاد آير فلقي هناك شيخا من الصوفية يقال له الشيخ محمود البغدادي فأخذ عنه طريقة الصوفية ثم رجع إلى بلاده وصار من أئمة الطريقة ورأى الناس فيه من عجائب الكرامات ما دعاهم إلى الإقبال عليه إلا قليلا ممن أراد الله أن يجعل إنكارهم له سببا في ظهوره ، ورأيت بخط الشيخ حَبَّ نقلا من كتاب قدوة المعتقد للشيخ أبي أحمد الصادق ...ابن أويس من علماء إكَدَزْ في تعديده لتلاميذ الشيخ محمود البغدادي ما لفظه : ومن تلامذته أي الشيخ محمود البغدادي محمد بن يوسف الملقب بإدَّ ولم يترجمه وكلا هذين الشيخين يشير إلى أنه من أهل القرن التاسع أو العاشر لأنه معاصر للسيوطي وأبي الهدى وكلاهما عاش في التاسع إلى العاشر ولم أعثر على تاريخ وفاته ولا على شيء من أخبار بنيه قبل محمد المختار المعروف بأمَّدْ إلا كلمات يسيرة من بعض المؤلفين نصها: محمد المختار المعروف بأمَّدْ بن الولي الجليل محمد أحمد بن البشير ، وسيأتي في رسالة أمَّدْ وصفه أباه بالقضاء وجده البشير بالمشيخة وجد أبيه محمد يوسف بالقطب الرباني ووصفه لهم هو اللائق بالقبول والاكتفاء به .
قال حفيده الشيخ المحدث حماد الأنصاري : إن الشيخ المغيلي ومحمد بن يوسف التقوا بالسيوطي رحمة الله عليهم(1) .
قلت : وقفت على رسالة قديمة جدا لا يظهر فيها إلا بعض السطور من حفيد الشيخ أكأوّ الكنتي السوقي إليه نصها :
(....... بن محمد أحمد بن أكأوّ ....... سيده الولي القطب محمد بن يوسف ...إلخ .
وله رحمه الله نظم يسميه أهل السوق ( إيلاَفَنْ ) بدأه من الألف إلى الياء ونظم فيه التوحيد وقيل نظمه وهو صغير يدرس على شيخه أول حروف الهجاء والله أعلم :
الحمد لله والشكر لله
على نعم الله لا إله إلا الله

مر إلى أن قال :
تعالى الإله عن قول عداه
عزير ابن الله لا إله إلا الله

ثنى رب تغش لما تحت الفرش
إلى فوق العرش لا إله إلا الله

جل ذو الجلال عزاز الكمال
ليس بالمثال لا إله إلا الله

حلا في اللسان ذكر في القرآن
كلام الرحمان لا إله إلا الله

خلا من أجداد أم وأولاد
عن ذكر الأولاد لا إله إلا الله

دائم الوجود والبقى والجود
سهلْ يا وادود لا إله إلا الله

ذو العز والمجد والغنى عن ضد
ليس له ندّ لا إله إلا الله

رؤف رحيم تواب حكيم
لطيف حليم لا إله إلا الله

زده في الميزان تفز بالجنان
عود يا إنسان لا إله إلا الله

ستلزم كل لما تصلح إلا
ولا تطلب إلا لا إله إلا الله

شهدتك رب بأن الحبيب
محمد لا ريب لا إله إلا الله

مرّ إلى أن قال :
طول في القرآن كلام الرحمان
تنج من نيران لا إله إلا الله

ظهر للناس محا كل ناس
نفاق والبؤس لا إله إلا الله

رحمه الله تعالى وأفاض علينا من بركاته على سنة الهادي النبي الشفيع سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا .