أكتب إليكم ناقلا من مجلة العصبة ادب وفنون العدد7,8 الصادرة من ساوباولو الارجنتين **يصدرها أدبا المهجر.آب سنة 1339 ميلادي السنة الخامسة **
أقدم هذا البحث لعشاق اللغة العربية عامة ولي آل السوق خاصة راجيا ان ينال إعجاب القارء..
الحــــلقة الأولــــــي(1)
مباحث لغــــوية للإستاذ جورج مسرة (ص631-إلي632)
وقد إطلعت عليه أخيرا وأختار لكم منه مايلي:
ســـــوف لا
آه من سوف لا! فإنها غالبة اليوم على أقلام الكتاب فينقل الواحد عن الآخر لفظة أو عبارة دون تحقيق ولا تدقيق . فإذا غلظ واحدغلط بعده خمسون ومائة دون أن يشعرو ..
(سوف) أيها القارئ الكريم اللبيب لا يفصل بينهما وبين الفعل لأنهما بنزلة السين منه فلا تفصل عنه فبماذا ننفي الفعل إذاً ؟
ننفيه بلن فهي وحدها تقوم مقام( سوف لا) كماء في سورة التوبة52
{قل لن يصيبنا إلا ماكتب اللّه}
الــرؤيـــا
قال أبو الطبيب:
مضي الليل الـــذي لك لا يمضي *** رؤياك أحلى في العيون من الغمض
قلّ الذين مرو بهذا البيت دون أن ينتقدو فيه(رؤياك) قائلين أن الرؤيا ما يراه الإنسان في نومه أى الحلم , وكان الصواب أن يقول الروية التي هي بالعين أو المرأى نقول أن هـــذا تمحُّل وتنعت وقلة اطلاع كما يمكن التحقيق مما يأتـــي:
لفعل رأي مصادرمنها الرويا والرؤية والرأى .فالرؤياخصما اللغويون بما يراه الإنسان في المنام , والرؤية بالعين , والرأي بالقلب أو في الفقه..
هـــذا هو المشهور ولكن فات أولئك النقاد أن بعض المصادر يوضع مكان بعض..
فقد جاء في سورة المزمل{وأذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً} فإنه وضع تبتيلاً مكان تبتلاً مراعة للفواصل..
ومثـــله في سورة ســـباء 19:{ومزقناهم كل ممزق}
ومثله قول حصين المري:
فــــقلت لهم ياآل ذبيان مالكم*** تفاقدتم لا تقدمون مقدما
فممزق ومقدم مصدران ميميّان قد أستعيرا مصدري فعلين لفعين آخرين .
ومثله قول المخـــل اليشكري:
فدفعتها فتدافعــــــت***مشي القطاة إلي الغديرٍ
يريد أنه دخل على المتجردة امرة النعمان فدفعها على سبيل المداعبة فمشت وبعضها يدفع بعضاً متبخترة كما تمشي القطاة . وتدافع في الاصل مطاوع دفع إلا أنه قد يوضع كلٌ منها موضع صاحبه تجاوزاً
ومثل ذالك قولهم تقبل العامل العمل تقبلاً أى التزمه بعقد فانهم استعارو فيه مصدر تفــــعّل . وقيل في رؤية العين رأي كما قيل في الفقه , فقد جاء في سورة آل عمـــران قوله: 13{يرونهم مثليهم رأي العين}
وقال الراجز:ورأي عيني ّ الفتي أباكا*** يعطي الجزيل فعليك ذاكا
كذالك قيل في روية العين رؤيا كماقيل في النوم. قال الراعي:
فكبر للرؤيا وهش فؤاده *** وبشر نفساً كان قبل يلومها
وقال ابو الوفا:
رؤياه روح حياتي إذ أمثلها *** جسم عن الروح يخلو فهو كالعدم
يتضح من هـــذه الأمثلة أن أبا الطيب لم ينفرد في وضع مصدر موضع آخـــر .
مع ذالك تعامى الشراح عن هذه الحقيقة وراحوا ينتقدونه براعته ... فـــسبحان الله
أحوكم:محمد محمد الادريسي ابو عصم