الموضوع: مسارح الصيد ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2011, 01:10 PM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مسارح الصيد ...



الصلة:
يغوص البحر من طلب اللآلي***ومن طلب العلا سهر الليالي
إنه لما كان من أمر من يطلب حقاً اللؤلؤ أن يغوص في بحاره، كان لزاماً على كل من طلب أمراً عزيزاً مما ليس في يده أن يطرق أبواب الصبر والمشاق بجواره.
والأمر يشتد عزة إذا يتعلق بأهل الشأن الكبار لذلك الأمر في كل عصر، لأنه بذهابهم يفوت إدراكه ـ سبحان من: يرسل الأخرى إلى أجل مسمى.
فلذلك حرص ألباء العصور كل الحرص على أن لا يسبقهم الأجل المحتوم ـ ويفعل الله ما يشاء ـ قبل أن يستفيدوا من كبار أهل الشأن، كما يشير إليه قول ابن علاف في رثائه للمبرد ـ رحم الله الجميع ـ بما تلخص من قصيدته بقوله:
ذهب المبرد وانقضت أيامه***وليذهبن إثر المبرد ثـــــــــــــعلب
فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا***للدهر أنفسكم على ما يسلب
وتزودا من ثعلب فبكأس ما***شرب المبرد عن قريب سيشرب
أوصيكم أن تكتبوا أنفاســـه***إن كانت الأنفاس مما يــــــــــكتب

فرجوعاً إلى ما نحن بصدده من الموعد الكريم مع الشيخ السيد بايْ بن سيديَا لَمين ـ سيدي الأمين ـ السوقي التنغاكلي ـ حفظه الله من كل مكروه.
إذ بعودة السوق الأسبوعي عدت في يومه لأن من سوء الحظ كما قال القائل:
فمن الحماقة أن تصيد غزالة * وتتركها بين الخلائق طالقة
فبعد أن دخلنا بسيارة مع من كان معي الرفقاء الكرام، وبدأنا بمقدمات الشاي الأخر على أصول الطوارق، المقول في عالميته:
فلأجل ذا أفنيت ما جمعت يدي***لأحبتي رشدا وما لم أجمع
ثم قمت قيام المتبادر إلى ميقات المواعد البارة، حسب الإيفاء بشروطها المنقولة والمعقولة، فما إن استقر بي مجلس ذلك الموعد الكريم، إذا أفاجئ بأفول أحد الأقمار العلمية الشيخ العلامة العلم عبد الغفار ـ الشهير بآلياضْ ـ التنغاكلي ـ رحمه الله.
وقد أفجعت الأمة بخبر وفاته ـ رحمه الله ـ أمس يوم الموعد، الذي يعاندني به الزمان على نحو قول القائل:
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فدخلت بسنن التاريخ المؤكدة في واجب التعزية الشرعية بذي القرابة المؤكدة.
خاصة في مواسات من أصوبوا بمثل هذا المصاب الجلل بموت أحد أعلام العلماء المشاهير...
لأن هذا العلم البارز، نجل أعيان الأعلام البارزة، هو الشيخ عبد الغفار بن يوشع بن المنتقى بن أعالي بن أبو بكر المعروف ببَكِّي ـ رحم الله الكل.
كما وجدته في عنوان تأليف تناول درراً من الأجوبة السديدة عن حكم الحج بالطائرة، منها هذه الملخصات العاطرة:
(((بسم الله الرحمن الرحيم
إنه من الأخ عبد الغفار إلى الشيخ ابن الشيخ بادِ إني أقرؤك السلام.
وبعد فإني بلغني عنك سوال؟
ولكني لا أدري أهو عن حلية الحج في الطائرة؟
أم هو عن استنباطها من الآيات التي لا يتعرض لها إلاّ ذو حظ عظيم...
وإن كان عن الأول، وهو الحلية؟؟؟
فإن كان دليل الحرمة أنها ليس فيها أمناً؟ فهي لا جرم أن الأمن فيها أكثر.
ألا ترى أن الرصد واللصوص لا يتعرضون لها...
مع تعرضهم للسيارة التي لا تجد مساعداً على إنكارها.
وإن كان الثاني، وهو الاستنباط من الكتاب العزيز، فاعلم أنه لا محالة أن الطائرات من نعم الله تعالى عن أن يكون في خلقه ما لم يقدر، قال الله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها....
إلى أقال في قصيدته البائية الجوابية الرائعة، ما ملخصها:
وإن تقولا لنا ثـــــم في غرر***فالراكبون جمـــــالات عــــــلى ريب
فضلاً على نفر صاروا تسير بهم***سيارة قلـــما تنجو من العــــطب
ألست تعلم أن الله نص على***ذكر الطــــوائر في كتابه العــــــرب ي
إذن فها هو قوله: ويخلــــق ما***لا تعلمون دلــــيل غير مضــــطرب
ألسن من نعم إن كنّ من نـــعم***فنعمة الله لا تحصى بلا عــــــــــجب
وهاك نصاً: وأنزلنا الحديد إلـخ***لا عطر بعد عروس أيها العرب ي
إذ ليس يمتن بالحرام خالقنا***فاركب مع القوم كي تنجو من الغضب
هذا تأليف عبد الغفار بن يوشع بن المنتقى بن أعالي بن أبو بكر المعروف ببَكِّي ـ رحم الله الكل.
وهذا التأليف ظفرت بشيء منه الملخص منه ما تقدم.
فأصبحت في موعد يذكر في مثله، بقول القائل:
يامن بدنياه اشتغل ... وغره طول الأمل
الموت يأتى بغتة ... والقبر صندوق العمل
اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة إذا صرنا إلى ما صار إليه هذا العلم، الذي نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ـ اللهم آمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-06-2011 الساعة 10:22 AM

رد مع اقتباس