عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-21-2009, 10:26 PM
أبو ياسر الأنصاري غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 80
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 فترة الأقامة : 5494 يوم
 أخر زيارة : 06-16-2012 (11:47 PM)
 العمر : 63
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبو ياسر الأنصاري is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة جبان ، رجاء اقرؤوها



أغفيت – منذ أسابيع – إغفاءة طرحتني خارج ملعب المنتدى بعد أن كان الساحة الخضراء الوحيدة التي أقضي فيها أحلى أوقات الفراغ ،ولم يدر بخلدي أن إدارة النادي ستحتفل بعيد ميلاده قبل عيد الفطر المبارك ، وتمنح أبطاله أوسمة متنوعة ما بين – إبداع – إتقان – وتميز،وتمنح حاضرها الغائب {الكاتب } الذي خرج عن التغطية مع نهاية العام الدراسي وساما جديدا هو { بياض بالأصل }؛!
وبما أن الذاكرة تستعيد أهم الصور التي تم التقاطها آنفا فقد خيل إلي أنني طرحت مذكراتي وبحث تناسيه،ذي لم يزل قيد الإعداد – على طاولتي ورحت إلى المنتدى من جديد ، لألتقط بقايا نفاضة الجراب فما راعني إلا اليعقوبي يقود الأدرعي بتلابيب درعه الفضفاض إلى محكمة الجرائم النحوية ، زاعما أنه رفع الماضي وفعل ..وفعل ،وقبل أن أدلي بشهادتي في القضية وجدت أن قاضي التحقيق { الشيخ أداس السوقي } قد بت في القضية ،وبرأ المتهم ، رفض اليعقوبي الحكم وراح يردد :
علي نحت القوافي من معادنها

وما علي إذا لم تفهم الإبــــل

عندها أمعنت النظر فوجدت نفسي أمام قائمة ألغاز وعلامات استفهام ذكرتني بالامتحان الذي أحاول تناسيه ، رجعت إلى معجمي فضاق ذرعا بالإجابة عنها ، نظرت إلى من حولي نظرة استعطاف واستنجاد فإذا بدرة السوق تردد في أبيات لم أحفظها:
..................... ................... حييت يا جمل
فعلمت أنها تعنيني فأنا ممن لم يفهم من ابيات اليعقوبي إلا ما فهمته تلك الإبل،وتذكرت أن رد التحية واجب فقلت على عجل:
ألا يا درة من آل سوق عليك ورحمة الله السلام
ألقيت على الأبيات نظرة فاحصة زاغ منها بصري ولما أفهم
فكدت أتهم نفسي بالجنون أو الشرود الذهني لولا أن الإدريسي هدأ من روعي وزعم أن كل ما طالعته في المنتدى مجنون، وأنه قرر ـ على رزانته ـ أن يجن مع المجانين.
خطوت خطوة أخرى إلى الأمام، فرأيت غبار المعركة يغطي كل شيء، اللهم إلا شررا يتطاير، ورجلا يكر، وآخر يفر، وبارجات تقذف أبراجا، وجهودا للتهدئة تذهب أدراجا.
وما أنس فلا أنسى أبياتا رددها أبطالنا قبل أن يحمى الوطيس حيث رفع اليعقوبي عقيرته وأنشد:
هذا وإن أك لا محالة خائفا

فالغول أرهب لا اليراع الراعفا

فقال الأدرعي في حماسة تصل إلى حد التهور:
ولما رأيت الحرب حربا تجردت

لبست مع البردين ثوب المحارب

وهنا نعى علينا العم أداس هذا الإحجام عن أرض المعركة:
لكن قومي ـ إن كانوا ذوي عدد ـ

ليسوا من الشعر في شيء وإن هانا
عندها قنعت وجهي حتى لا تصل إلي شظية من الشرر المتناثر هنا وهناك ونجوت برأس طمرة ولجام



 توقيع : أبو ياسر الأنصاري

سبحانك اللهم وبحمدك لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم

رد مع اقتباس