الشكر والتقدير
بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مدير منتديات مدينة السوق، الأستاذ الفاضل أبو عبد الله ـ بارك الله فيك وفي مرورك الجليل.
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل واحفظنا من الزلل.
الأستاذ الفاضل أبو عبد الله أشكرك لتشجيعك الجميل الجليل في تحقيق الحق إنك مررت مرورا يحسن بكل مسلم أن يقوم بمثله في نصرة الحق على الباطل، مرور أشاد بأهمية بيان الهدى، من ضلال أهل البدع والأهواء ـ جعلنا الله وإياك وجميع المسلمين ممن ينصر دين الله تعالى ـ ابتغاء وجه الله الكريم ـ فيذب عنه ما أحدثه المحدثون.
خاصة فيما يتعلق بحق المولى ـ جل في علاه ـ إنه أعظم الحقوق على الإطلاق.
فكل منكر جرما دون منكر طال ما يتعلق بجنب الله ـ تعالى شأنه وتقدست أسماؤه وصفاته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: كانُوا لَا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كانُوا يَفْعَلُونَ
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى: قَوْلُهُ تَعَالَى:" كانُوا لَا يَتَناهَوْنَ".
أَيْ لَا يَنْهَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا:" لَبِئْسَ مَا كانُوا يَفْعَلُونَ" ذَمٌّ لِتَرْكِهِمُ النَّهْيَ...
خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ...
ثُمَّ قَالَ:] كَلَّا وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ.
وَخَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا. وَمَعْنَى لَتَأْطُرُنَّهُ لَتَرُدُّنَّهُ...
قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَالْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرْضٌ لِمَنْ أَطَاقَهُ.
تفسير القرطبي.
هذا ولقد أصبح بيان الهدى يتأكد يوما بعد يوم خاصة على طلبة العلم، فيتأكد أمر وجوب بيانه حينما تفشو المنكرات، فيجب ردها ببيان الحق وإزهاق الباطل في كل عصر ومصر خاصة ما ينشر في هذا العصر من المنكر عبر هذه الوسائل التواصلية الشديدة الهجمات على الدين من قبل بعض أبناء المسلمين هم أنفسهم، فضلا عن غيرهم.
فالسكوت عن منكر من تلك المنكرات خاصة في مثل ما يسمى، بـ: موقع ـ موقع كل طائفة بعينها منكر على الجميع ممن رزق معرفة الهدى والقدرة على بيانه.
لذا فليخش الساكتون أمام رد منكرات ما ينشر في موقعهم من وعيد الآتية المذكورة، في عدم بيان الهدى فيه أمام أي ضلال ينشر في موقعهم.
فضلا أن يقوم بعضهم بنشره فيه تحت أي زعم: فالحق أبلج والباطل لجلج.
كما لا ينبغي لكل مسلم له قدرة أن يسكت عن أي منكر رآه، لا سيما منكر يمس ما يتعلق بجنب الله تعالى، بمنكر من القول وزور.
هذا فدين الله رعاته هم المسلمون الصادقون في إسلامهم في كل جيل من لدن جيل أجل جيل من أجيال هذه الأمة على الإطلاق جيل الصحابة الصادقين في اعتناقهم الإسلام دينا قيما، فرفعوا رايته العلية فوق كل اعتبار، ودافعوا عن حياضه دفاع البررة الأخيار، ولو على حساب نفوسهم، كما قال قائلهم ـ رضي الله عنهم أجمعين:
ولست أبالي حين أقتل مسلما***على أي جنب كان في الله مصرع
أسأل الله تعالى لكل مسلم أن يرزقه اتباع الهدى، حتى يموت على الهدى، وإيانا فيحشرنا جميعا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ـ اللهم آمين.