المعلقة السادسة والأربعون
المعنونة بعنوان:
دعم الدور الأصلح بتعاليم: وإذا استنصحك فانصح
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله البر الكريم
وهو الذي من على من يشاء بمزيد من الفضل في معرض طلب الحق.
وذلك لما يترتب على معرفة الحق من حق المتابعة، إذ الحق أحق.
وعلى ذلك هرع الفضلاء البررة بأنفسهم وبأممهم إلى طلب معرفة الحق ـ ليتبعوه ـ بوسائل شتى منها معاني الأثر المشهور: رحم الله من أهدى إلي عيبي.
الأستاذ الفاضل الدغوغي ـ بارك فيك وفي مجهدك التاريخي البار.
أشكر لك ما عرضته في معرض طلب الكمال ـ وإن كان ذلك لله تعالى نحسبك كذلك والله حسيب الجميع ـ إلا أن من لا يشكر الناس على ما من الله عليهم من فضل خاص وعام، فليتهم نفسه بمرض الحسد ـ شر مرض ديني ودنيوي ـ نعوذ بالله منه، ومن كل سوء.
الأستاذ الفاضل أنا سعيد بنشر أي موضوع جاد مفيد، سواء كان في معرض بيان الحق من الباطل، كما شاركت بمشاركات فيه سابقة، أو أي موضوع في بيان ما خفي من مواضيع تاريخية هامة، كما شاركت بها أيضا، خاصة بمثل هذه التراجم لأعلامنا الذين بروا بنا لما تركوه من علم متوارث منهم إلى من بعدهم، ومن بعدهم إلى من بعدهم...
وهكذا إلى من أدركناهم من أعلام وأهل علم أفقنا الغالي، كل ذلك يدعو إلى كشف اللثام عنهم، فما بالنا وهم آباؤنا فتأكد علينا برهم العظيم من الدعاء لهم بالمغفرة، وجمع ما أمكن من آثارهم ومآثرهم، تخليدا لذكرهم، وإتاحة فرصة قراءة آثرهم للقراء، والوقوف على محاسنهم ـ رجاء التأسي بصالح مآثرهم، علما وعبادة، وصلة قرابة، وورعا وزهدا، وما لا يمكن حصره من ذلك...
هذا وكنت قد علقت على الموضوع تعليق التشجيع، والفرح بالموضوع والتنويه إلى ندرة مثل ما عرض من فكره، لأسد بذلك التعليق مسد تعاليق مكررة في معنى واحد.
لكن لما طلبت النصيحة هنا، والدين النصيحة، فقد لاحظت ما يلي:
· تجريد كثير من أعلام السوقيين المذكورين عن النسبة السوقية ـ النسبة التاريخية الشهيرة العطرة لما لأهلها من المآثر الحسان العظام ـ فنسبتهم السوقية تلك إن تركت أفقدت تمييز حسنيّنا بحسنيّ غيرنا، وأنصاريّنا بأنصاريّ غيرنا.
كما يفقد ما لأجله أنشئ هذا الموقع من النهضة الجديدة بالتعريف عن السوقيين...
ولا يتم ذلك بذكر من يذكر منهم نشرا بلا قيد النسبة السوقية إليه...
لذا ف لو حاول المحاول الاعتذار عن الباحث بأن ذلك العلم منقول كذلك؟
فما دور الباحث إلا أن يضيف من عنده، إضافات علمية من عنده، بقلت: كذا وكذا...
التي منها قلت: إن هذا العلم من علماء أهل السوق، أو السوقيين...
وإن كان بعضهم يذكر مقيدا باسم قبيلته، إلا أنه لا يفيد أيضا إلا من يعرف قبائل السوقيين، وإلا فلا...
· من النقل ما ظاهره أنه من معقولك، لكن بدون ذكر مصدرك لتلك المعلومات...
هذا ولا يخفى على جانبك الكريم فضل حكمة: من بركة العلم إضافة القول إلى قائله.
· إهمال ذكر مصادر منقولك، وإن وضعت له أرقاما، وهي طريقة...
إلا أن خير البر عاجله، كذكر كل منقول بمصدره في الموضوع نفسه، لما ينبي على ذلك من مناقشة المصدر نفسه إن دعت الحاجة إليها...
· أما الملاحظات التي تعتبر من الكمال المطلق فوقتها بعد نهاية الموضوع، إذ: الحكم على الشيء فرع من تصوره.
وفي الختام لا يسعني إلا القول بـ: جزاك الله أولا وآخرا عن تاريخنا ما يجزي المحسنين.
ثم امض على سبيل إتمام هذا الموضوع البار ـ بارك الله فيك وفي جهودك، ونفع بك ـ إن ربي لسميع الدعاء.
أخوكم/يحيى السوقي