عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2011, 01:14 AM   #9


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عند خلية النحل ..خاطرة



خاص بأداس:
لإضاءة هذا النص الذي لا يكفيني ما فيه من الإيحاء، والاختزال، ومن ثم الغموض، لا بد من إلقاء عدة محاضرات حول تطور اللغة العربية، بتطور العرب أنفسهم، وحول المناهج، والتيارات الأدبية، والنقدية، التي لم يأت هذا النص إلا استجابة لبعضها، إلا أن تلك المحاضرات أيضا لا تغني شيئا إذا لم تعزز بعدة قراءات للمنتوج المعرفي، والأدبي في العصر الحديث، .... وبعد هذا يأتي سؤال قدرة القارئ على معانقة ، ومعايشة النص.
لكـــن سأحاول حسب الطاقة أن ألخص بضع ملاحظات علها تضيء النص قليلا:
أولا: ينطلق هذا النص من التيار الرمزي، ومن أسلوب الأقصوصة، ومن ساحة نظرية النص، التي طورها المعلم الكبير رولان بارت، ومن نظرية التلقي .... وأهم ما يوظفه انطلاقا منها، الاختزال، والرمز.
ثانيا: يؤمن صاحب هذا النص انطلاقا من تلك النظريات بتعدد القراءات للنص، وأنه ليس على المبدع سوى أن يسجل مشاعره الخاصة بلغة مختزلة، ومعبرة جدا، وعلى القراء أن ينتجوا الدلالة بعيدا عن المؤلف الذي لم يعد يمتلك النص المنجز.
ثالثا: يعبر هذا النص عن ذوق جميع النقاد المعاصرين عموما، والحداثيين خصوصا، الذين ينظرون إلى الشعرية لا من جهة الوزن" بل من جهة اللغة بالدرجة الأولى، اللغة التي تكتسب صفتها "الأدبية" ومن ثم "الشعرية" من خلال الاستعارات، والمجازات، والرموز ... وتبعتد مهما أمكن عن "اللغة العادية".
رابعا: وبكل ذلك تصبح اللغة "ممثلة" و"مصورة"، للحدث، للشعور، ل..... لكنها ليست صورة طبق الأصل، بل صورة مشوهة، او مزينة، أي "التحوير". وبهذا ستؤدي النصوص دور "الأفلام" تماما، فالفيلم لا ننظر إلى "هندام الأشخاص الممثلين" فيه بقدر ما ننظر، ونتفهم الأدوار ، او الأفكار التي يحاول هذا الممثل توصيلها .... إن "الممثل في الفيلم" مثل "ألاستعارة" في اللغة تماما. بحيث نجزم فعلا أن ممثل البخاري في مسلسل حياة البخاري ليس هو المحدث المشهور الذي مات منذ قرون. فقد استعرنا له "شخصا/ كلمة" يقوم بدوره .... إلخ.
خامسا: بعد استيعاب كل هذا يمكن ان نوضح القول أكثر بشرح مدلول النص، وأهدافه، ومراميه، وموضوعه .... فهو محاولة متواضعة مني لتصوير معاناة الإنسان الطوارقي المعدوم، بمشانق بعضها من نفسه، والبعض الآخر من قبل المستعمرين "العرب/ فرنسا/ مالي" ... إلخ، والنص الذي بين أيدينا من النصوص التي ترسم لنا كيف أهمل نفسه هو، ولم ينظر إلى الحياة كما هي، ولم يتخذ الأسباب المعقولة، و"ترك الأسباب" هو ما يصوره تربعه اليومي امام خلية النحل ... صباح مساء" علها تمطر عليه عسلا مجانا ... دون ان يبذل أي جهد ... المسكين جد حائر، يتخبط بين النخيل، والبساتين"، ولا يجيد استهلاك، واستخراج التمر من النخل، فكأنه لم "يفهم لغتها"، أي: لا يجيد ... لم يحاول أن يتعلم الطريقة، بل هاجر إلى مصدر آخر للحياة، هو "المشروبات" "العنب ... الماء..." واختار الذهاب أيضا إلى "مشروبات غالية" "متطورة" لا تناسب مستواه المعيشي، ولا ننسى ما في هذا من إشارة إلى "هجرة الطوارق إلى ليبيا"، و"الجزائر ... والسعودية ... ونيجريا ..." بعد ما لم يتمكنوا من العيش في مالي ... إلى آخر ذلك من الدلالات ...
لقد بقي المسكين هكذا حائرا، مظلوما، مضطهدا ... وأكبر من ذلك جهله، الذي أفقده الحكمة.
وأخطر من كل ذلك أنه لم يكتشف ضلاله، وتيهه، أي لم يعرف بانه حائر إلا بعد فوات الأوان تقريبا، أي "في الدقيقة الأخيرة فقط اكتشف أنه يعيش في مدينة الأحلام منذ حقبة من الزمن.
أظن هذا كافيا ... مع أنه ما زال النص مفعما بتاريخ الطوارق.
ولا تنس أيضا أن تأويل اليعقوبي مقبول جدا ... وهكذا... فيمكن ليعقبوبي آخر إنتاج معنى ثالث...
وبعد ما فهمت هذا يمكن أن أهديك نصا آخر وعليك أن تفهمه على هذا المنطق، اخترته لك لأنه أوضح بكثير من هذا، وأطلب منك ان تعي إيحاءه هو بعنوان:
"ما ذا علمني؟"
{الرجل عاشق اللون الأخضر، كره إلى ذوقي الخضرة، والزهرة،
وحبب إلى وجداني كسر الأواني،
وإحراق الورود البريئة، والإغراق في الخطيئة.
بالخلاصة علمني كيف أموت، وكيف أميت.
ومات رحمه الله قبل أن يعطيني ولو درسا واحدا في قانون التنفس الطبيعي...
ولذلك لم ....}




 
 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا


رد مع اقتباس