عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2011, 05:46 PM
عضو مؤسس
م الإدريسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5525 يوم
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : م الإدريسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قبيلة (كل تبــــــــــــورق) ومضة تاريخية



قبيلة كل تبورق:kel tabouraq


بين يدي الموضوع:


من مظاهر الاجتماع السوقي الواضحة للعيان, والتي تدل على أنه مستقل بمميزات تخصه, كون القبيلة عندهم تتألف من عدة أسر, ليس من الضروري أن تكون راجعة في عمودها النسبي إلى جد واحد, ولكنها تجتمع في موطن واحد، وتتلاحم وتتشابك بالأرحام والعهود والمصالح, لمدد طويلة حتى تبدو, وكأنها فروع دوحة واحدة، ولربما تجد أسرا من جدود متعددة يكون الالتحام بينها أمتن وأقوى من أبناء الجد الواحد، مما يدل على أن الألفة هي واسطة الاجتماع عندهم، والتكاتف بين الأسر, هو الذي يجعلها قبيلة, تشترك في الآمال والآمال, وليس الرابط العصبي, أو القومي, بل يستحيل أن تجد تجمعا سوقيا, يحتل فيه الرابط العصبي الدرجة الأولى, بل التأثير الحقيقي عندهم يكون لروابط أخرى, مثل العهود, والاتفاق في المبادئ الشرعية, أوالمواقف التاريخية, بحيث يميل أحدهم إلى ابن قبيلته بالمعنى السابق أكثر من ميله إلى أبناء عمومته من القبائل الأخرى, وهذه الحالة عند السوقيين, ليست مستغربة منهم عند من يعرف مفهوم القبيلة في البلاد المغربية, فما السوقيون إلا جزءا من المغاربة أنسابا وثقافة, أضف إلى ذلك أن من سمات المجتمع السوقي كونه في الغالب مؤلفا بين أسر ترجع أنسابها إلى الأنصار, وأسر ترجع إلى الأشراف, ومعروف ما بين الأشراف والأنصار من التمازج التاريخي الذي سبق الإسلام في بعض حالاته, وزاده الإسلام ترسيخا وضواعا, ابتداء من المؤاخاة التي آخى بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين المهاجرين والأنصار, فهذه السمة هي أيضا مما طغى على الرابط العصبي عند السوقيين, فالجار الأنصاري أكثر اعتزازا بجاره الشريف من ابن عمه الأنصاري, الذي في جوار أشراف آخرين, والعكس صحيح, مما أدى بمفهوم ما يسمى بالقبيلة عند السوقيين إلى نوع من اللغزية, يصعب فهمه على من لم يعايشه, ويسبر حقائقه, فكون زيد أنصاريا وعمرو أنصاريا, لا يعني عند السوقيين أنهما من قبيلة واحدة, بل قد يكون بكر الشريف أو الفهري, هو الذي يشترك مع زيد الأنصاري في حقيقة ما يسمى بالقبيلة عند السوقيين, فتجد أن زيدا وبكرا كلاهما ينتسب بجانب نسبه السابق إلى محلة أخرى مشهورة, قد تكون بئرا, أو جبلا, أو موطنا مشهورا, وهذه النسبة الموطنية, هي التي تحدد العلاقة القبيلة بينهما, بغض النظر عن انتمائهما النسبي, ومن النماذج لهذه الحالة قبيلة (كل تبورق) فهي عبارة عن أسرة من الحسنيين= أدارسة+أدارعة, وأسرة من الأنصار, اجتمع أجدادهما منذ قرون, فصاروا متلازمين في الحل والترحال, ويشتركون في الآمال والآمال, وتجمعهم المنازل والأوطان, حتى أصبحوا يعرفون باسم واحد وهو (كل تبورق) وسوف نلقي الأضواء على أصل هذه التسمية فيما يلي.


أصل التسمية (بكل تبورق):


سميت هذه القبيلة بهذا الاسم بسبب استيطانهم لمحلة على شاطئ نهر النيجر تسمى: (تبورق) وتبورق في اللغة الطارقية نوع من أنواع الشجر, ترجمه بعض مشايخنا بـ(السمرة) وبعضهم بـ(الإهليلج) وسميت به هذه المحلة؛ لكثرته فيها, وقد استوطنت هاتان الأسرتان هذه المحلة وما حولها لمدة تزيد على القرنين, فعرفتا بها, واشتهرتا بـ (كل تبورق) وتعني باللغة الطارقية (أهل السمرة) أو (أهل الإهليلج) فكل من تناسل من الأشراف والأنصار الذين سكنت أسلافهم هذه المحلة طول المدة السابقة, فإنه يصدق عليه, وعلى أحلافه ومواليه أنه من (كل تبورق).


مبدأ التسمية وتاريخها:


تحدث الشيخ المحمود بن الشيخ حماد عن الخط التاريخي لتواجد أجداد هذه القبيلة في الصحراء الأزوادية, فقال: " كان مساكن أسلافنا في الزمن القديم ببلاد (تغارست) ـ يعني بعد الجلاء عن مدينة السوق بعد خرابها في القرن العاشر, كما سيتضح من خلال كلامه ـ, ثم لم يزالوا منتقلين في الصحراء, مع الانحياز إلى جهة اليمن (الجنوب) كأنهم مع جرية البحر (نهر النيجر) وهي متيامنة دائما, فكانوا يبتعدون عن مهب الشمال, ويستقبلون مهب الجنوب, فسكناهم أولا بـ (غيرغ) إذ هي التي كانت موطن جدنا ءامن بن علي بن يحيى, بعد جلاء الناس من السوق, ثم صاروا إلى بوادي (الكصب) ثم بوادي (إنبورغن) والصحاري الواسعة التي في شرق (إنبورغن) بينها وبين قرية (كدال) ثم بوادي (قاوه) ونحن بها إلى الآن في عام 1390هـ". مخطوط


في هذه الأسطر اختزل الشيخ المحمود محطات تواجد أصول هذه القبيلة في الصحراء الأزوادية, وقد اختزل في هذه الأسطر حقبة استمرت أربعة قرون, وهي ما بين جلاء جد الشق الإدريسي من الأسرة الحسنية مع من جلا عن مدينة السوق, بعد خرابها على يدي الفاجر سني علي في القرن التاسع الهجري, وذلك الجد هو جدهم ءامن بن علي بن يحيى , وبين عام 1390هـ. مخطوط


ملاحظة: يذكر هنا أن علي بن يحيى السابق, هو أول جد لهذه الأسرة تغرب من أوطانه في المغرب إلى صحراء ما يسمى في الوقت الراهن بجمهورية مالي, كما أنه هو أول وآخر من نزل السوق من أجداد أدارسة (كل تبورق) وغيرهم ممن ينتمون إليه من قبائل السوقيين.


وكما هو واضح, فإن النقل السابق لم يتعرض فيه الكاتب لجد الشق الثاني من الأسرة الحسنية, ولا لجد الأسرة الأنصارية, فهل كانا مع جد الشق الإدريسي عند جلائهم من السوق أم لا؟ لم يتعرض لذلك فيما سبق, لكن وجدت في كلام له آخر أن الشق الأدرعي من الأسرة الحسنية اجتمع مع بقية هذه القبيلة في عهد الشيخ محمد بن سيدي بوبكر, والذي كان استقرار هذه الأسر في (تبورق) في عهده, في القرن الثاني عشر, أما الأسرة الأنصارية, فبعض جدودها هو أول من اكتشف (تبورق) واختارها لاستيطان القبيلة, ورغب فيها خاله وابن عمته محمد بن سيدي بوبكر الإدريسي السابق, كما يدل عليه ما يأتي:


" قال الشيخ المحمود بعد تلخيصه السابق متحدثا عن نمط الحياة عند القبيلة قبل استقرارهم في (تبورق): " وكانوا أولاَ أهل آبار, إلى أن سافر الشيخ محمد المختار والد الأمين الأنصاري الأيوبي, فمر بالموضع الذي يسمى (تبورق) وهي (السمرة) بلغة العرب, وكان منزل قوم من معارفه وأهل وده, فلبث عندهم ما شاء الله, وفي خلال لبثه تأمل البلد, فوجده من أرفه البلاد, وأطيبها هواء, وأجمعها لأصناف المراعي, فأعجبه, وآنقه, ثم لما قفل, بادر إلى خاله, وابن عمته, ومربيه: جدنا محمد بن سيدي بوبكر, فرغبه في البلد المذكور, فكان ذلك سبب ارتحاله إليه, وسكناه به هو وقومه, ومن يومئذ سمانا الناس بـ(أهل السمرة) = (كل تبورق), وكنا في الابتداء (أهل غيرغ) = (كل غيرغ), ثم (أهل غرغو) = (كل غرغو), وكان منزلهم بقرب البحر حيال جزيرة تسمى (ها) على صورة ضمير المؤنثة الغائبة متصلا". مخطوط


نستفيد من النقل السابق أن ارتباط الأسرة الأنصارية ببقية قبيلة (كل تبورق) قد سبق اشتهارهم بهذه التسمية, وذلك ما يتضح من كون هذا الأنصاري ابن أخت وخال محمد بن سيدي بوبكر, والذي كان شيخ القبيلة حينها, إضافة إلى كونها نشأ تحت تربيته أصلا, لكن لم يسعفنا النقل بتحديد نقطة البداية لهذا الارتباط, وقد يكون قديما قدم تاريخهم في إفريقيا, والذي يعنيني فقط هو الاشتراك في الانتماء لـ(تبورق) وهو نص في المطلوب, لا يشوبه أي إشكال, فالأنصاري هو الذي اكتشف (تبورق) وهو الذي سعى في انتقال القبيلة إليها, واستقرارها فيها, حتى اشتهرت بهذه التسمية.


(كل تبورق) في (تبورق):


اتسمت حياة هذه القبيلة بعد نزولها في (تبورق) بشيء من الانضباط والاستقرار, فلم يعودوا يتتبعون الآبار بحثا عن السقي لمواشيهم, بل اعتمدت حياتهم على النهر, وجزره في جزء من السنة, وعلى الواحات المنتشرة بشاطئه الشرقي في الجزء الآخر, فيستقرون في الجزر في زمن الصيف, وأوقات شدة الحر, فإذا بدأ موسم الأمطار ينتجعون في الواحات التي على شاطئه بمواشيهم, ولا يبتعدون عن الشاطئ, وإليك وصف المحمود لنمط حياتهم بعد النزول في (تبورق), يقول: " ثم إنهم بعد الحلول هناك ـ يعني في (تبورق) ـ قسموا السكنى بين البر والبحر (نهر النيجر) على سبيل المناوبة, فمن حين انقراض أيام العجوز, إلى نزول الوسمي يستقرون بالجزائر البحرية, وفيما بعد نزول الأمطار يستبقون للنجعة في الرياض والحدائق البرية, هكذا حالهم دائما من عهد جد الوالد محمد بن سيد بوبكر, إلى أن توفي الشيخ الوالد, وبعد وفاته بسنين. ـ يقصد والده حماد بن محمد بن محمد بن سيدي بوبكر, ووفاته كانت سنة 1356هـ ـ رحمهم الله ـ ثم رجعنا إلى الآبار, ولله الأمر من قبل ومن بعد".مخطوط


يفهم من النقل السابق أن قبيلة (كل تبورق) لم تبتعد عن الساحل الشرقي لنهر النيجر, من لدن عهد الشيخ محمد بن سيدي بوبكر في القرن الثاني عشر, إلى عهد حفيده حماد بن محمد في منتصف القرن الرابع عشر, ولكن هل سبق لقبيلة (كل تبورق) أن استوطنت في الساحل الغربي من النهر (أربندا) هذا ما يجيبنا عنه الشيخ المحمود في كلامه الآتي:


كل تبورق والساحل الغربي(أربندا):


قال الشيخ المحمود: "وانتجاعهم لا يكون إلا في ساحل البحر (نهر النيجر) الشرقي حتى دخل عام 1319هـ فحينئذ عبروا إلى الساحل الغربي؛ لسبب يقتضيه في أيام الشيخ محمد أبي شعيب ـ رحمهما الله ـ وفي آخر سنة العبور, توفي, فمكثوا ستا وعشرين سنة, ثم عدنا إلى الساحل الشرقي بأمر الشيخ ـ رحمه الله ـ, ثم لم نزل مترددين بين الساحلين, سنة ننتجع في هذا, وسنة في ذلك, حتى مضت أعوام, ثم استقر بنا القرار في الشرقي, ونحن فيه عام الكتابة, وهو عام 1390هـ وما قطنا قط غربي البحر فيما قبل التاريخ المذكور, منذ هبط جدنا ءامن ـ رحمه الله ـ إلى هذه البلاد, بل من أول الدهر إلى آخره". مخطوط


يفيد النقل السابق أن القبيلة قد انتجعت إلى الساحل الغربي (أربندا) في عهد الشيخ محمد بن محمد المعروف بـ(حام) أبي شعيب, سنة من السنوات لم يحددها, وأن ذلك الانتقال كان لسبب لم يبينه أيضا, قد يكون خوفا من الغارات, وقد يكون بسبب جدب الساحل الشرقي, وعدم صلاحيته للانتجاع في تلك السنة, كما قد أفاد أنها استقرت في الساحل الغربي لمدة 26 سنة, والشيخ أبو شعيب هو الذي خلف أباه محمد بن سيدي بوبكر على مشيخة القبيلة, وخلفه ابنه نوح, ثم ابن أخيه حماد, الذي خلفه الشيخ المحمود المتحدث.


كما قد أفاد النقل أن القبيلة بعد الست والعشرين سنة التي قضتها في الساحل الغربي (أربندا) في عهد الشيخ (حام) لم تعد تلتزم بالانتجاع في ساحل واحد, بل أصبحت تتردد في نجعتها بين الساحلين سنة في الشرقي, وسنة في الغربي, حتى كان آخر المطاف أن استقر بها الاستقرار في الساحل الشرقي, وما زالت فيه إلى يومنا هذا.


قبيلة كل تبورق ونهر النيجر:


سبق الحديث عن (كل تبورق) ونهر النيجر في عهد الشيخ محمد بن سيد بوبكر, وإلى عهد الشيخ حماد, لكن هل سبق للقبيلة أن سكنت في جزر نهر النيجر قبل عهد الشيخ محمد, وقبل نزولهم بـ(تبروق)؟ يجيب المحمود عن هذا السؤال فيقول: " وأيضا, ما سمعت من أسلافنا من سكن الجزائر (جزر نهر النيجر) أو حل بها, ولو في سنة واحدة, قبل حلولهم بأرض السمرة, إلا أن جدنا محمد بن سيدي بوبكر, عبر في بعض السنين ـ يعني قبل نزوله بـ(تبورق) إلى الجزيرة التي تسمى (إرو), ومعه ما عند أهل بيته من سائمة البقر, وترك الإبل بأرض (تجللت) في كلاءة أخيه محمد أحمد بن سيدي بوبكر, فكان من قضاء الله ـ تعالى ـ أن توفي أخوه إلى رحمة الله قبل تلاقيهما, وكان أمر الله قدرا مقدورا, فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون عنه ساعة ولا يستقدمون".


من هذا نستفيد أن علاقة القبيلة بجزر نهر النيجر, لم تسبق عهد الشيخ محمد بن سيدي بوبكر, فقد كانت حياتها تعتمد على الآبار, وكانت الرقعة الجغرافية التي يترددون فيها هي بَوادي (إنبورغن) و(الكصب) وأعمال (تنبكت) في ضواحي (تغارست) ولم يسكنوا في غير هذه المناطق قبل الاستعمار.


وقد سردت النص هنا كله مع طوله؛ لكونه شديد الوضوح في بيان أصل وسبب تسمية الناس لهذه الأسر بـ (كل تبورق).


ويمكن أن نستنتج من هذا النص التاريخي ما يلي:


1- أن قبيلة (كل تبورق) بعد جلاء الناس عن السوق مرت بثلاث مراحل:


المرحلة الأولى: مرحلة الانتقال, والاعتماد على الآبار, واستمرت من عهد جدنا ءامن بن علي في القرن التاسع, بعد سقوط مدينة السوق, إلى عهد جدنا الشيخ محمد بن سيدي بوبكر, وبينهما سبعة آباء.


2- أن تنقلهم وارتحالهم في تلك الفترة انحصرا في الصحاري الواقعة في أعمال (تنبكت) و (قاوه).


3- أنهم اشتهروا قديما بأسماء أخرى غير (كل تبورق) مثل: (كل غيرغ) و (كل غرغو).


4- أن (غيرغ) كانت هي ثاني موطن لأسلافنا بعد مدينة السوق, وعندنا رواية تاريخية, أوردها الشيخ المحمود في ترجمة جدنا ءامن بن علي بن يحيى, تدل على أن نزوله بغيرغ, كان بإقطاع من أمير (سنغاي) الذي كان في زمنه, وأن ذلك كان بسبب كونه من أهل البيت النبوي.


5- أن (غيرغ) كانت ببلاد (تغارست) من أعمال (تنبكت) .


6- أن هجرتهم في البلد كانت من الشمال إلى الجنوب دائما.


7- أن شهرتهم بـ (كل تبورق) بدأت من عهد جدنا الشيخ محمد بن سيدي بوبكر.


8- أن نزولهم بـ (تبورق) كان في عهد الشيخ جدنا محمد بن سيدي بوبكر, في القرن الثاني عشر.


9- أنه كان بإيعاز من الشيخ الأنصاري الأيوبي والد محمد الأمين.


10- أن العلاقة بين الشيخ جدنا محمد, والشيخ الأنصاري كانت متينة قبل ذلك أكثر من المجاورة, فالشيخ محمد خال الأنصاري وابن عمته ومربيه.


11- أن السكنى بـ (بتبورق) كانت لأسباب طبيعية, تتعلق بمناخها وصلاحيتها للاستقرار.


12- أن الموقع الجغرافي لـ (تبورق) كان على شاطئ النهر (نهر النيجر) حيال جزيرة معروفة تسمى (ها).


المرحلة الثانية: مرحلة الاستيطان والاستقرار, وهذه المرحلة استمرت من عهد جدنا الشيخ محمد بن سيدي بوبكر, في القرن الثاني عشر أو أوائل الذي بعده, إلى ما بعد وفاة والده الشيخ حماد بن محمد بن محمد بن سيدي بوبكر عام 1356هـ بسنين, وأن حياتهم في هذه المرحلة انحصرت فيما يلي:


1- الاستقرار بالجزر البحرية طيلة فصل الصيف والخريف.


2- التنقل بين الواحات على الشاطئ طيلة زمن الأمطار.


3- أنهم لم يعبروا إلى الساحل الغربي (أربند) إلا في عام 1319هـ في عهد الشيخ محمد (حام) بن محمد بن سيدي بوبكر, أبي شعيب.


4- أن ذلك العبور لسبب يقتضيه لم نعرفه بالتحديد.


5- أن الشيخ (حام) توفي أواخر عام 1319هـ


6- أن فترة سكنى القبيلة بالساحل الغربي لنهر النيجر (أربند) استمرت 26سنة, يعني أنها استمرت إلى عام 1345هـ


7- أن القبيلة لم تنزل الساحل الغربي من لدن فجر تاريخها في صحراء أزواد قبل عهد الشيخ (حام).


8- أن القبيلة لم تنزل في جزر نهر النيجر قبل نزولهم بـ (تبورق) إلا في سنة واحدة عبرت بسائمتها من البقر إلى جزيرة تسمى (إرو).


9- أن بعض أعيان القبيلة في تلك السنة كانت سكناه في (تجللت) من أجل مناسبتها لسائمة الإبل.


10- أن محمد أحمد بن سيدي بوبكر توفي بـ (تجللت).


11- أن العبور إلى الساحل الشرقي في المرة الأخيرة, كان بأمر من الشيخ حماد بن محمد ـ رحمه الله ـ والد الشيخ المحمود.


المرحلة الثالثة: التردد بين الساحل الشرقي (أوظا) والساحل الغربي (أربند) وهذه المرحلة قد استمرت أعواما, كلها في عهد الشيخ حماد.


>


المرحلة الرابعة: الرجوع إلى حياة الارتحال والتنقل بين الآبار للرعي.


وهذه المرحلة كانت كلها في الساحل الشرقي لنهر النيجر, وفي بوادي (قاوه), وكانت في عهد الشيخ حماد إلى عهد ابنه المحمود المتحدث.


المرحلة الخامسة: مرحلة الاستقرار في الساحل الشرقي, وهي مستمرة لحين كتابة الكاتب.


وقد تلت ذلك صفحات أخرى هي ألصق بمواضع أخرى منها بهذا الموضوع, سوف نتكلم عنها تحت العنوان المناسب.


وقد خلد الشيخ المحمود بن الشيخ حماد الحسني الإدريسي التبورقي بطاقة تعريفية لنفسه في مقدمة نظمه لجمع الجوامع لابن السبكي في أصول الفقه, والذي سماه: الجوهر اللامع في نظم جمع الجوامع, أو: الأحداق والمسامع في نظم جمع الجوامع, فقال:


أما فهذا ما أروي والخضر=وسمي وبالمحمود أيضا أشتهر


حماد ينميني وولد القاري=مع صنوه بطني وأهلو داري


دوح انتسابي إن ترم مغارسه=فاعدل إلى بحبوحة الأدارسة


أيضا قبيلي من يلاقيهم أبي=عند ابن يحيى بن الدغوغي الأبي


ومالك بدر المعالي لي إمام=والموطن الأصلي حاذى (ها) أمام


أرجو أن أكون قد قدمت حلقة من التاريخ السوقي.
وللاطلاع على الطريق التي وصل منها أجداد هذه الفصائل إلى (تبورق) يرجى التركيز على الخط الأخضر من الخارطة:
ملاحظة: الخارطة موجودة في ص:393 من كتاب إفريقيات لنقولا زياده nicola ziadeh والكتاب دراسات في المغرب العربي والسودان الغربي.

> نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


آخر تعديل م الإدريسي يوم 06-09-2011 في 06:08 PM.
رد مع اقتباس