عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2011, 11:41 AM   #10
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



لآلي من تاريخ قبيلة: كل جنششي:
فلا يحسب التمتام أني هجوته**ولكنني فضلت أهل المكارم
هذا من أبيات الحكمة العتيقة، لأن ذكر فضائل زيد الواقعة منه ذم لعمرو العري عنها والبعيدة منه في الحقيقة.
فالمآثر الحسان إذن، هي الذخائر الجميلة، التي يتعرج إليها في معرض ذكر تاريخ محاسن أهلها النجباء النخب، أولي المقامات العلية والدرجات الرفيعة السنية الرتب:
فا ليس الجمال بمئزر**فاعلم وإن ردّيت بـردا
إن الجمال معــادن**ومنــــاقب أورثن مـــجدا
وقبل الشروع فيما نحن بصدده، لا بد هنا من وقفة لطيفة وهي: أنني عند ما أتناول درراً من لآلي تاريخ آل سوق المجوهرات العلمية، قبيلة قبيلة، لا يعني ذلك أنني ظفرت بجزء يسير كنز من كنوز تلك المجوهرات النفيسة القديمة الأزمنة الكثيرة المواطن فتلكم الأفق، بل الأمر من باب ما معنى القول المشهور: يكفي من العقد ما أحاط العنق.
لا تطلب الحسن إن الحسن آفته**أن لا يزال طوال الدهر مطلوبا
أصول القبيلة:
قلت: إن قبائل صحراء: أسياد الصحراء، في مضارب الطوارق، كثير منها قبائل عرب، لا سيما قبائل السوقيين العتيقة الحسب، الكريمة المحتد الجليلة النسب.
لأن غالب أنساب قبائل السوقيين إما أنساب آل بيت النبوة الأشراف، أو أنساب قبائل الأنصار الجليلة الأوصاف، التي منها:
قبيلة كل جنششي الكريمة، وهي قبيلة مكرمة مرفوعة النسب على قسميه:
أحدهما: قسم نسب بيوتاته الأنصار.
ثانيهما: قسم نسب بيوتات آل بيت النبوة الأطهار.
وأما قسم الأنصار منهم، فهم:
· بيت الشيخ رتبة عمدة الترجمة، وعامة القبيلة...
وأما قسم الأشراف، فهم أدارسة، وبيوتاتهم هي:
· بيت الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ العلامة خَلْمَتّا الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
· بيت الشيخ الشهير العباس الجنششي الإدريسي ـ رحمه الله.
هذه هي بيوتات الأشراف، في قبيلة كل جنششي من ذرية إبراهيم الضغوغي الإدريسي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
قلت: ومن الدرر الملتقطة ما أتحفني به شيخي المؤرخ ربيعة الرأي عبد الله بن محمد آحمدْ الشهير بإين تملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله ـ كان كثيراً ما يتحفنا مداخلة كريمة حالة الإملاء عن الشيخ رتبة بمعلومات تاريخية جميلة متعلقة بهذه القبيلة الكريمة، التي منها، أن قال لي، ما ملخص معانيه: إن الشيخ العباس الإدريسي السوقي الجنششي الآنف الذكر ـ رحمه الله ـ كان من الأعيان المشاهير، الأعلام الأكابير، مستجاب الدعاء، بحيث بلغ الأمر بكثير من عامة الطوارق الذين في أفقه، أن واحداً منهم إذا اشتكى من ضر، ولم يتمكن من ملاقاة الشيخ العباس ليدعو له، قال للذي وجده ممن يظن أنه من أهل العلم والصلاح: ادع لي أي: دعاء رقية، وسأعطي الشيخ العباس آلَمْ أي: ـ جملاً، باللسان الطارقي ـ أجرة رقيتك.
قلت: هذه من غرائب البدع المتعلقة باعتقادات العامة الفاسدة في حق: أهل العلم والفضل والصلاح.
وذلك لأمرين:
الأمر الأول: أن أجرة الرقية المشروعة إنما هي حق للراقي نقلاً وعقلا، كما يدل عليه حديث اللديغ.
الأمر الثاني: أن إجابة الدعاء هي حق لله ـ جلّ في علاه ـ لا حق فيها لملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً من دونهم..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر. الآية.
وغير هذه الآية من نصوص الكتابة والسنة الدالة على أن إجابة الدعاء من كشف الضر، والإنعام بالخير، هو من حق تعالى دون غيره من خلقه ملكاً كان أو نبياً من الأنبياء..
فالله وحده هو المجيب للدعاء، كما قال سبحانه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون.
فائدة توحيدية جليلة:
قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:
ثم الرقى من حمة أو عــــين**فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته**وذاك لا اختلاف في سنيته
منتهياً إلى تلخيص ما تخلص إليه بقوله:
فتحصل من هذا: أن الرقى لا تجوز إلاّ باجتماع ثلاثة شروط، فإذا اجتمعت فيها كانت رقية شرعية، وإن اختل منها شيء كان بضد ذلك:
الأولى: أن تكون من الكتاب والسنة، فلا تجوز من غيرهما.
الثاني: أن تكون باللغة العربية محفوظة ألفاظها، مفهومة معانيها، فلا يجوز تغييرها إلى لسان آخر.
الثالث: أن يعتقد أنها سبب من الأسباب، لا تأثير لها إلاّ بإذن الله ـ عز وجل ـ فلا يعتقد النفع فيها لذاتها، بل فعل الراقي السبب، والله هو المسبب إذا شاء.
معارج القبول شرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد ص402-410.
ط: مؤسسة الريان.
قلت: إن باب الرقى باب لم يسلم من البدع الضالة المضلة، بل بعضها بلغت حد البدع الجاهلية الشركية.
التي بلغ الشرع في الزجر عنها ما تناوله بعض نصوصها من أصول المنع، كقوله ـ عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. رواه الإمام أحمد ـ رحمه الله.
لذا فإن الأصل في باب الرقى المنع، وما ورد مشروعاً ورد مورد الرخصة، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها: رخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الرقية من كل ذي حمة. رواه البخاري ـ رحمه الله.
وقول جابر ـ رضي الله عنه: نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله إنها كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال ((فاعرضوها)) فقال: ما أرى بها بأسا... رواه مسلم.
وقول بريد بن الحصيب ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: لا رقية إلا من عين أو حمة.
رواه ابن ماجه مرفوعاً وصححه الألباني، ورواه مسلم وغيره موقوفا.
فباب الرقى باب ليس مفتوحاً على مصرعيه بالجواز المطلق، بل يكفي في الحذر منه، ما جعل السلف الصالح يختلفون في جواز النفث بالرقى المشروعة، كما ينقلنا الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ إلى جني قطوف دانية منها قوله:
واختلف في النفث عند الرقى، فمنعه قوم، وأجازه آخرون.
قال عكرمة: لا ينبغي للراقي أن ينفُث، ولا يمسح، ولا يعقد.
قال إبراهيم: كانوا يكرهون النفث في الرقى.
وقال بعضهم: دخلت على الضحاك، وهو وجع فقلت: ألا أعوذك يا أبا محمد؟ قال: بلى، ولكن لا تنفث..
وقال ابن جريج لعطاء: القرآن ينفخ به، أو ينفث؟ قال: لا شيء من ذلك، ولكن تقرؤه هكذا. ثم قال بعد: انفث إن شئت.
وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها، فقال: لا أعلم بها بأسا.
ثم خرج القرطبي إلى مخرج التحقيق، كعادته وهو بذلك حقيق ـ جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى من ترك علماً ينتفع به ـ فقال ـ رحمه الله: وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة.
روت عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينفث في الرقية رواه الأئمة.
الجامع لأحكام القرآن 20/258 ط: دار الفكر.
لذا فإنه مما ينبغي على الخاصة والعامة الحذر كل الحذر في باب الرقى، خشية وقوع الراقي لنفسه، أو لغيره المرقي أو هما معا في البدع الموبقات ـ نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويتوفانا على الدين الحنيف ملة أبينا إبراهيم حنيفا..
كما أنه يجب على من ابتلي بالرقى للغير أن يراجع ما ورد في بابها مما هو مستنده الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، ليعمل بالمشروع على بصيرة، ويبعد عما ليس بمشروع ليسلم من ضلال متوقع، إن لم يقع في ضلال متحقق ـ والعياذ بالله.
وأنه يجب عليه أيضاً نصيحة من تحقق له وقعه في غير الرقى المشروعة.
عن عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم، وغيره.
ودن بكتاب الله والسنن التي**أتت عن رسول الله تنجو وتربح


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس