عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2011, 08:19 AM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



التوطئة:
فما استعصى على قوم منال**إذا الإقدام كان لهم ركابا
قلت: إن السفر قطعة من العذاب، على وجه العموم، فإذا كان في الصحاري والبراري، ووديانها زمن الأمطار، فلا ترتقب السلامة الطلقة من المشاق إن كان السفر في السيارات، وإن كان في الجمال وما في معناها كان أشق.
فلا مفر من العناء إذن، إلاّ الرضا بقدر الله وقضائه..
فكم من هموم بعد طول تكشف**وآخر معسور الأمور له يُسر
ولقد مضت بنا الرحلة حيث توجهت بعد مرور وادي: إينلاتا ـ بادئ ذي بدء ـ ومنه إلى منطقة: إين تديني، منها إلى مدينة تغارست، وبينهما مراحل محددة الأماكن بأسمائها، ومن أهمها في هذه العجالة، بَخْيا.
وهي هضبتان من رمال، إحداهما أصغر من الأخرى، وعندي أنها أخطر ما في طريقة تغارست على الإطلاق.
لأن إينلاتا، في غير زمن الأمطار أحسن مكان في طريق تغارست لصلابة أرض واديه، وهو مجال فسيح تتخيل أنك في طريق معبد صناعي لما تجده من سرعة السيارة، وراحة الركاب فيها أكثر من غيره، بخلاف ((بخيا)) الصغيرة والكبيرة، فإنك مقبل على حقيقة المشقة لا محالة ـ إن شاء الله ـ حين العودة، بخلاف الذهاب إلى تغارست، لأن السيارات في انحدار منها لا تتغرز في رمالها السيارات الجيدة، بخلاف العودة فإن السيارة في صعود تلال من الرمال كأنها هضبات عالية الارتفاع، وترى أثر السيارات على وجه صعودها كأن تلك الآثار في كثرتها وتشعبها وضعف اتباع سبلها: أساطير الأولين.
ولقد أوقفتنا عدة مرات عند العودة لتغرز سيارتنا في رمالها عدة مرات، خاصة عند بخيا الكبرى مع ما تتمتع به سيارتنا من صغر الحجم، ونظافتها ظاهرا وباطنا، لا سيما محركاتها ـ تبارك الله فيها.
إذا اشتد عسر فارج يسراً فإنه**قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
هذا وبعد رحلة مصحوبة بضروب من معاني النصب والتعب، دخلنا مدينة تغارست، بعد جهد جهيد.
فلا تقولن لي ديار**للمرء كل البلاد دار
ولما أصبحنا من أهلها، حين احتضنتنا عصراً بمدينتها التاريخية، التي سيشار إلى شيء من تاريخها، خاصة زمن الاستعمار، وما بعده، ومتى أسست كمركز حكومي استعماري طاغ قبل الاستقلال، وأين كان مقره في غرب النهر، وكيف وصلها الحاكم الاستعماري النصراني ـ بادئ ذي بدء ـ كل ذلك موضع ذكره ـ بإذن الله: البدر المشهود في سيرة السيد الشريف هود.
لأنه ـ رحمه الله ـ سيد من سادات مجتمعاتها الأعلام..
ثم مضينا إلى منطقة: بانْقِيلْ ـ موطن قبيلة كَلْ جَنْشَشي ـ بعد أن وصلت غرب نهر النيجر، في عهد قديم، واستقرت فيه.
ولم أر في كنوز الناس ذخرا**كمثل مودة الحر الكريم
إن ربيعة الرأي شيخي المؤرخ لما قاربنا مشارف مقر القبيلة ـ بانقيل ـ وجه بتوجيه كريم، تتعلق بآداب رفيعة، لا يليق أن لا يتمتع بها الضيف العزيز في عرف ساداة أسياد الصحراء، من لباس زينة الرجل الطارقي الكريم لديهم الزينة الفاخرة، إضافة إلى نصائح اجتماعية جليلة أخرى، بعد نزول لطيف نسترد به شيئاً من الراحة، قدر وقت يقدر بفعل الشاي الأخضر، ليرد علينا أيضاً شيئا من النشاط.
لكل شيء زينة في الورى**وزينة المرء تمام الأدب
وكأننا على موعد سابق مع الشمس في دخولنا القبيلة كضيوف، والشمس في حيننا تتضيف ـ الغروب المعروف.
وسابقنا الشمس مغرب منزل سيد القبيلة ابن سيد من ساداتهم السيد محمد الشهير بمُوها بن الشيخ شيبة الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله.
فإذا هو والشمس قد سبقناهما إلى بيته الكريم، إذ كان في خطى له في الحي، وحين رآنا أقبل علينا إقبال أخ شقيق شفيق، وسيد نجيب، ودود لقرابته حبيب.
فنزلنا في منزل أنس ومودة وبتنا إخوان الصفاء، وتناولنا ليلتنا كؤوس المحبة والإخاء.
لكل امرئ هم يسير وراءه**ويتبعه في عمره كخياله
وبعد أن صلينا الفجر، وبدت الشمس تستقبلنا بنهار يومها خشيت أن يكون يوم غبن وغرر، فانتهزت فرصه، لأنني بخيل كل البخل أن يذهب من غير تقييد بعض تاريخ هذه القبيلة المكرمة، حتى كأني المقول عنه:
وقالوا كيف حالك قلت خير**تُقضّى حاجة وتفوت حــاج
نديمي هرتي وأنيس نفسي**دفاتري ومعشوقي السراج
وكان السيد موها، من قرابتي الأصدقاء، وأصحابي السادة الأجلاء.
فقلت له ما معناه: إن صلة الرحم جرتني إلى ذرى قبلتكم الكريمة جر الزيارة، ثم أتطلع من ورائها إلى أخذ ما أمكن من تاريخ القبيلة بر منكم إليّ وزيادة.
فأرشدني برفع مناي إلى الشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرام الأفاضل الشيخ رتبة بن الشيخ المعمر من شيوخ القبيلة علماً وسنا ـ حفظه الله تعالى.
ما العزم أن تشتهي شيئا وتتركه**حقيقة العزم منك الجــد والطــــلب
كم سوفت خدع الآمال ذا أرب**حتى انقضى قبل أن ينقضى له الأرب


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس