عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2013, 08:45 AM   #10
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إتحاف الأحيا بذكر مناقب ومآثر ملخيا



المدخل



إنه لما كاد أن أكمل زيارة قبائلنا ما عدا من ترك لي رسالة عند بعض قرابتنا نحن وإياهم فيه تعزر زيارتهم من قبلهم هم، لعذر مقبول نقلا وعقلا.
بل هاتفني هو بذلك، فحرمت زيارة واجبة لهم علي كابن لهم ـ قدر الله ما شاء فعل.
وسلامي من بعيد كلما***عز إلقاء سلامي من قريب
هذا فما إن زرت قبيلة من قراباتنا السوقيين، أو قبيلة من ذوات العهد الحسن بقراباتنا، ومن في معناهم من ذوي الأخوة الإسلامية الصادقة إلا وجدت في نفسي من الانشراح والسرور، ما لا يعلم منتهاه إلا العليم بذات الصدور.
تالله ما جئتــــكم زائرا***إلا رأيت الأرض تطــــوى إليّ
فكانت خاتمة زياراتي لقبائلنا ختام مسك بزيارة قبيلة: ملحيا ـ آل يحيى.
الذين لما زرتهم قبيل المغرب، فقهت قول الخنساء في أخيها السخي المضياف الكريم الضيف:
يذكرني طلوع الشمس صخرا***وأذكره عند غروب الشمس
إنه حقا ما ورد في البيت من معاني الفضائل في إكرام الضيف.
حين ذكرت الخنساء بالغروب، إكرام أخيها صخر ضيوف المساء المختلفي الأجناس والدروب.
ذلكم أننا لما أقبلنا إلى الخيم ـ خيم آل يحيى ـ خيم المكارم ومحاسن الشيم.
وجدنا نجوم الحي بازغة في سماء الفضائل، وعلى وجه ساحات أرض زينت بمهاد جميل البساط على سنة أوائل الأمجاد.
واستقبلتنا كوكبة المكارم على إثر كوكب وقاد الشيخ الفاضل الشهير السيد، الشيخ الملقب إفدت ـ محمد.
ترى الجود يرجي ظاهرا فوق وجهه***كما زان متن الهندواني رونق
فما لبثنا غير ساعة دخل علينا المغرب بسننه، فبعد أن سلمت من الفرض إماما حمدت الله على نعمه العظام ومننه.
في كلمة دعوية مرتجلة، تناولت فيها فضل العلم وأهله على أوجه عجلة، تناولت ما على العالم من مسئوليات دينية عظيمة، من اتباع الهدى القويم، ونشره ـ نشر الهدي المستقيم، كما تظاهرت ببيانه نصوص الكتاب والسنة، وما أثر عن سلف الأمة...
العلم قال الله قال رسوله***قال الصحابة هم أولو العرفان
ثم تخلصت إلى فضل السوقيين ودورهم العلمي الرصين، بقول صادق كقول قائل أمين.
لهم سلف خيار من خيار***أولو بر كــــدأب الصــالحينا
ثم انتهت الكلمة إلى دور علماء آل يحيى في المغرب والمشرق ـ دورا أجل جمالا من العقد النفيس على نحر حور العين.
ونبهت بأني في هذا المقام، وفي هذه الكلمة ما أنا إلا طالب بين مشايخه الفضلاء الكرام.
ألتمس منهم تصويب الأخطاء، ويشكرون شكر الآباء ابنهم ما حمدوا له من العطاء.
وأنا في تلك الكلمة التي أريد أن أجعلها علقة على عمود العودة إلى جهة رحلي، فإذا بالشيخ السيد محمد إفدت نهض نهضة الكرام المكرمين، مستشعرا في قيامه ـ أثناء الكلمة ـ استشعار أمر حسن جليل يتنفل برغائبه من مؤكد السنن الصحاح الحسان لدى العالمين.
فإذا هممت بأمر سوء فاتئد***وإذا هممت بأمر خير فاعجل
ومضيت في سرد النصوص، تارة عامة وتارة من أدلة الخصوص...
حتى طالت الكلمة الأمثال السائرة، في تناول المناقب الجليلة الظاهرة، في معرض فضائل آل السوق بصفة عامة، وحينا آخر في مناقب ـ ملحيا ـ آل يحيى بصفة خاصة مبينة مسندة أداء لأمانة نقول تامة.
فعززت ذكر الأمثلة السائرة بذكر خريجين من مدرستهما عالمين علمين شامخين.
* الشيخ العلامة العلم النحرير محمد الطيب الأنصاري اليحيوي السعودي.
* الشيخ العلامة العلم الأديب عبد القدوس الأنصاري اليحيوي السعودي.
رحمهما الله تعالى رحمة واسعة ـ لما قدماه في خدمة العلم وأهله من مجمله ومفصله.
وذكرت بعض خصائص كل واحد منهما على وجه التنبيه، وما يتعلق بصغر سنهما حين استفحل علمهما ما يكفي في بيان حقيقة جلالة قدرهما الفطن النبيه.
فهما من مفاخر المشاقة والمغاربة، فكيف بأفقهما ـ فسما كل بمقام قبائله ـ قبائل السوقيين، فضلا عن قبيلته المكرمة أصلا وفرعا ـ إلى سماوات المجد والمفاخر السامية المرتبة.
وأنا في ذلك كله أتحين فرصة ختم الكلمة الدعوية التاريخية بعودة من هو يحيي ليلة المكارم بأجل معاني قول من قال:
جود الكرام إذا ما كان عن عـــدة***وقـــد تأخر لم يسلم من الكدر
فاختصرت الكلمة لكي أنفلت قبل أن لا أقيد بقيود الفضائل والمكارم فأكون ممن على أعمدتها قُيدَ، إذ قديما قال أولو النهى والفضل : ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
فأبطأ في العودة إلى الكلمة في المسجد، فإذا هو في خلوة مجد يتأمل فيها فهارس عناوين الكرم الجميل، ذي الفضل الجليل، لينتهي إلى فعل أروع الأمثلة في خيراته.
إن السحائب لا تجـدي برواقها***نفـــعا إذا هي لم تمطر على أثر
فظهر ظهور كوكب وهاج بعد بضع من الدقائق، فلما أخذ مقامه في المسجد حينه انتقلت إلى ختم الرقائق.
ثم شرعت في القيام من مصلاي أمام الفضلاء الأخيار، ممهدا للرجوع إلى موطن رحلي أسمى معاني الاستسماح الصادق الأعذار.
فإذا العذر الذي عرضته الذي منه التعجيل إلى جهة رحلي ترده ليلة المكارم بعذر ذي سلطان عليه، فصدق فيها قوله لي، وقولي له في بيت القائل:
ولا شك أن الخير فيك سجية***ولكن خير الخير عندي المعجل
ومن قرأ أدب الكرام يجد أن الكرم والسخاوة في اليسر، أسهل بكثير منه في العسر.
هذا ومما يذكر هنا لتأكيد شرف المكارم وعزتها في مواطن، أن من رأى أثرياء وسادة المجتمعات الهاربة في العالم إلى مخيمات اللاجئين في مشارق الأرض ومغاربها رحم حالهم...
إذ الجميع كانت مصادر حياته الطيبة من المصادر العزيزة المتناهية الرفاهية، فأصبحت في يد هيئات إغاثية غربية وغيرها تمدهم بما: لا يسمن ولا يغني من جوع.
ولا عار أن زالت على المرء نعمة***ولكــن عارا أن يزول التجمل
فالرجل السخي البار بسلفه وخلفه المضياف، والجواد الكريم المقام من مقامات السادة الأشراف ـ من صافح في مثل هذه الحياة يد المكارم بضيافة متناهية في الحسن فيما يذبح، وما لا يمكن أن يحصر وصفه الجميل أو يشرح.
فمن وفق لمثل ذلك الكرم والفضل المبين، لحري أن يخلد ذكر مورده العذب في العالمين، بقول
صاحب بيت آخر محكم بتجربة مجربة لدى أرباب القوافل.
إذا كدرت عليك أمـــور ورد***فجزه إلى مـــــوارد صافـــيات


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 08-29-2013 الساعة 10:24 AM

رد مع اقتباس