عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-13-2010, 12:04 AM
ابن الوادي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل : Nov 2008
 فترة الأقامة : 5648 يوم
 أخر زيارة : 03-04-2018 (09:47 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابن الوادي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
إضاءات على درب الهوية



بسم الله الرحمن الرحيم
من الصعب على الإنسان أن يعيش منعزلا عن وسط يحميه ويدافع عنه يشاركه أفراحه وأحزانه ويواسيه في أتراحه يتقوى به ويضحي في سبيله بماله وبنفسه ويسعى في تحسين أوضاعه .
ذلك ما يسمى بالمجتمع بدءا من الأسرة الصغيرة - أفراد العائلة – مرورا بالأسرة المتوسطة – الأعمام وأبناؤهم – والأسرة التي تليها - من يجمعهم جد واحد – ثم من تجمعهم تسمية واحدة ثم الجوار ثم الأحلاف ..
كل ذلك ما يسعى إليه دعاة وحدة البيت السوقي وإن شئت فقل – الكل السوكي – وإن شئت فقل – السوكي – فلا مشاحة في الاصطلاح غير أن لي على موضوع الوحدة إضاءات أسأل الله أن يوفقني لتجليتها :
v التركيز على الانتماء إلى مدينة السوق أو السوك أو تاد مكة .
من المهم أن نعلم أن كل مشروع وحدوي تجميعي لا يستند إلى رابط معين أيا كان فإنه محكوم عليه بالفشل مسبقا لا محالة لذلك تمت غربلة كل الروابط المتاحة فوجد أن رابط السوقية أو – كل السوك – أقربها إلى الإمكان وإلى الواقعية لأسباب منها :
1. كونه الاسم المشتهر على الأسر المستهدفة .
2. كونه أقرب إلى الواقعية وإلى الإمكان , حيث يؤدي الإنتساب إلى النسب الكبرى إلى فضفاضية العنوان وخواء المحتوى فعلى سبيل المثال آل البيت من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل مجرد حصرهم فكيف يمكن تجميعهم تحت تحالف واحد ؟! أضف إلى ذلك تباين مصالحهم وتباعد أقطارهم وعدم اهتمام الكثير منهم بأنسابهم وإلى غير ذلك من الأسباب , ومثل ذلك قل في الأنصار ومن على شاكلتهم , وإن نزلت قليلا فقلت أبناء الفاتحين مثلا كذلك لم تسلم من الفضفاضية وعدم الواقعية ما لم تنسبها إلى قطر معين ما يضطرك إلى تحجيم التحالف عكس الهدف المنشود .
3. فيه إشعار بالاعتزاز إلى الأرض مما يكون له أثر فعال إيجابي لدى المجتمعات المراد التأثير فيها إذ الانتساب إلى الإدريسية أو الأنصارية أو الفهرية فيه غرابة على أهل البلد ما يؤدي إلى ضعف التأثير عليهم وأن ينظروا إلى ذلك الشخص نظرة الأجنبي الطارئ الغريب .
4. فيه استغلال لمكانة السوقي عند أهل المنطقة سواء كانوا طوارقا أم سنغاي أم فلان فكلمة السوقي عندهم تعني : الفقيه , الواعظ , المعلم , القاضي , المسالم الذي لا يتجرأ على مال غيره أو دمه من غير حق , ما يخوله التوسط عند كل هذه الشعوب وبينها وإصلاح ذات البين فيها .
5. كونه أقرب رابط يمكن استغلاله في المشروع الوحدوي إذ يضم أسرا متعددة بعضها يشترك في عمود نسبي واحد مثل أبناء إبراهيم الدغوغي وأبناء أبي الهدى وسلالتي أيوب ويعقوب الأنصاريتين وبعضها تربطها مصاهرات وعلاقات خؤولة أو تنضوي تحت تحالفات قديمة ومعاهدات راسخة رسوخ الأعلام أو علاقات جوارية أضف إلى ذلك تباين أصولهم فمنهم من يرجع إلى الأدارسة ومنهم من يرجع إلى الأدارعة ومنهم من يرجع إلى الأنصار ومنهم من يرجع إلى الفهريين ومنهم من يرجع إلى الطوارق أهل البلد الأصليين فتجميع هذا المزيج المتعدد الأطياف والمشارب تحت راية واحدة يعد إنجازا كبيرا وفتحا مبينا ولا يمكن ذلك بعد أن جمعتهم كلمة التوحيد إلا تحت مسمى السوقية .
علما بأن السوقية ليست رمزا مقدسا يعادى من أجله ويوالى عليه وإنما هي مجرد وسيلة لتحقيق هدف أسمى من ذا وذاك ألا وهو امتثال قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... ) الآية واعتماد مبدأ ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ... ) الحديث
فإذا وجد من بيننا من يتحسس من كلمة السوقي ويمجها فلا نرغمه على إساغتها ما وجدنا إلى ذلك سبيلا بل نكتفي منه بموافقتنا في المبدأ العام ألا وهو الاجتماع ونبذ الفرقة وأسبابها ونحليه بما شاء من الألقاب .
v إمكانية نجاح دعوات التجميع والتآلف :
نعم من الممكن جدا أن نجتمع تحت راية واحدة وأن نتعاون ونتكاتف نحو مصالحنا ومصالح مجتمعاتنا شريطة أن يتخلى كل منا عن هستيريا ( الأنا ) وأن نعتمد مبدأ ( أنا ضعيف بنفسي قوي بإخواني ) لقد آن الأوان أن ندرك أن الفرقة شر وفتنة وذل ومهانة .
نعم لا بد لنا أن نعي أنه لا عزة لشخص ترك إخوانه وذهب يمنة ويسرة يتحالف مع هذا ويتودد إلى ذاك .. لا أدعو إلى قطع العلاقات الجوارية والتحالفية كلا بل أدعو إلى تعزيزها وتقويتها بالتماسك والتكاتف أكثر فأكثر من الداخل حتى يصبح لتلك التحالفات ثقل ووزن معتبر فقيمتك في الخارج إنما هي انعكاس لقيمتك من الداخل فانظر ما ذا تختار .
v مقياس النجاح والفشل :
قد يشكك البعض منا في إمكانية نجاح مثل هذه الدعوات ولكن بأي مقياس ؟ لا أدري إلا أن يكون على مقياس استعجال الثمرة أوان البذر .
نحن الآن في طريقنا إلى تهيئة المكان قبل البذر فيه فلا ينبغي علينا أن نشكك حتى في مقدرتنا على تنظيف المكان قبل الحفر فيه فالنجرب قوتنا وآراءنا قبل الخوض في التخذيل والتثبيط هل نحن أقل شأنا من غيرنا هل نحن فعلا نريد أو لا نريد هل تنقصنا الشجاعة اللازمة في مثل هذه المواقف والظروف بل إني أقول مجرد هذه الصحوة وهذه الهبة من هذه الفئات المتباعدة الأقطار والمختلفة الثقافات في رؤيتها ضرورة رأب الصدع وتعزيز العلاقات خير دليل على نجاح المشروع ولكن علينا بالصبر وعدم استعجال القطاف فربما قطفه غيرنا ونحن تحت الثرى ولكن لنا شرف البذر



 توقيع : ابن الوادي

[img3]http://pv2qqw.bay.livefilestore.com/y1p0ITUxHGlenHQKidjsgCjGg18L9lPV0yLSPK3i5oKvsjqqxZ m0eOuJCOrGsm4D0ppSAe7oxyj1JE[/img3]


آخر تعديل ابن الوادي يوم 01-13-2010 في 12:57 AM.
رد مع اقتباس