عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2010, 02:46 AM   #7


الصورة الرمزية أبوعبدالله المدني
أبوعبدالله المدني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 393
 تاريخ التسجيل :  Dec 2009
 أخر زيارة : 03-27-2012 (02:44 PM)
 المشاركات : 22 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رسالة هامة وعاجلة لأدباء المنتدى.. أرجو سرعة التجاوب معها



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
أخيرا تكرمت علينا بطلعتك البهية أيها اليعقوبي الرائع... أنا لا أملُّ أقول: ليتني أستطيع أن أعجن اليعقوبي في الأدرعي في الخرجي في الإدريسي ... كم ستكون رائعة هذه الخلطة...تقوى وورع.. علم وأدب .. حكمة وجلد.. خبرة وشجاعة.. كم رغيفا نحتاج أن نخبز من هذه العجينة الغريبة حتى نقلب حال أمتنا رأسا على عقب؟.. حتى تشبع من سغب... وتتعلم من جهل... وترقى من عدم.
يقول الله تعالى: (.. إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فمتى يجتمعان؟ ألم يقل عبقري الإسلام عمر: (إلى الله أشكو ضعف التقي وجلد الفاجر).
لا أخفيك -وإن كنت أخجل من قول ذلك- أني كدت أفقد الأمل في أن يتجاوب أحد من المدعوين مع ندائي... ظللت أياما أختلس النظر بين كل فينة وأخرى إلى صفحات المنتدى... كمن يبحث عن عزيز فقده.. ولا يلبث البصر أن يرتد إلي خاسئا وهو حسير... وظللت أرقب موضوعي في قائمة الإحصاءات وهو يهوي إلى الأسفل.. تتبعه عيني وهو يتجه نحو الأفول.. فلما أفل قلت لا أحب الآفلين.. ودون أن يحاجني أحد قلت: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا. ثم طويت أوراقي وقلت في نفسي: كفى الله المؤمنين القتال.
حتى طلعت فجأة فكنت يدا من خلال الموج مدت لغريق...
ملاحظاتك يا أخي محل اعتباري وتقديري... وثق أن لها مكانا في جدول رحلتنا سيأتي لا محالة.. ولكن قاتل الله الاستعجال.
الأطروحات التي ذكرت احتياجها للدراسة والبحث مادتها قائمة وافرة... ومؤهلاتها ولله الحمد حاضرة.. ولن نحتاج أكثر ممن يحمل العبء حتى نحمله إياه... ومع ذلك أعدك أنه متى وجدت الأمر فعلا يستدعي بحوثا تفصيلية من هذا النوع فستجدها بين يديك فورا... ولكن في هذه المرحلة يكفينا -فيما أحسب- الإضاءات الوحيية التالية ... فليأخذ بها كل واحد منا ولينطلق.. وعلى بركة الله، ولا يتلفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون:
1. الدعوة إلى الله بإخلاص على بصيرة وعلم: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان والله وما أنا من المشركين)
2. الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادي والهادف: (ادع إلى سبيل ربك بالحكم والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن..)
3. مراعاة الأولويات وحال المدعوين وظروفهم: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فاخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم)
4. الصبر والمصابرة وعدم استعجال النتائج: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)
5. عدم احتقار الجهد المبذول ما دام أنه منتهى الطاقة وغاية الوسع: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها..) (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم...)
6. عدم إقرار المنكر والسعي في تغييره قدر الإمكان: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فقلبه)
ورغم أني على يقين أنها ليست معارف جديدة لكثير من رواد منتدانا العامر بالعلماء والدعاة والأدباء، إلا أنني أأكد بكل يقين أنها تكفي في سجالنا الحاضر حتى نتأهل للمرحلة التالية.
وهي المرحلة التي تصر عليها أيها اليعقوبي بقولك (المرجعية).. وهل ينكر أحد ضرورة القيادة والتنظيم لكل جهد مثمر؟ بالطبع لا.. ولكن ما حيلة فاقد الشيء إلا السعي لإيجاده أولا؟ أم يخدر مشاعره بقوله هو موجود؟ علينا أن نوجد القيادة.. من خلال خلق حاجتنا إلى هذه القيادة... بممارستنا الحياتية المنتظمة.. بحدود قدراتنا وإمكاناتنا الحاضرة... فالحاجة أم الاختراع... وما دمنا لم نشعر بعد بأننا ناضجون كما يجب حتى نقول لبعضنا كما قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له: (والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ولا نبالي..) فلا يمكن أن تكون لنا مرجعية.
هذا المستوى من النضج القيادي هو الذي نحتاجه حتى تكون لنا قيادة مثمرة... فهل ترى أن المسلمين جميعا فيهم هذا المستوى من النضج.. حتى تتوقعه لدى فئة لا تكاد تجمعهم إلا بعض ألفة ... أقصى ما تستطيع أن تصفها به الصداقة والمجاملة .. لا أكثر.
المرجعية تعني الإلتزام .. والطاعة الكلية.. لكل ما يصدر عن هذه المرجعية.. فهل ترانا متأهلون الآن لهذا النوع من الإلتزام... ولمن نوجهه؟
ومع ذلك فإني أجزم أن الطريق إلى هذا المستوى الذي يبدو بعيدا في مدى النظر اليوم... ممهد وواضح.. فقط لنسير فيه... مهده وأوضحه لنا قدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم.. فقد ربى أصحابه عبر سنوات من الصبر والمصابرة... تخللتها عقبات وهنات... ونعى فيها على بعضهم العجلة كما ننعي على أنفسنا اليوم... بل قد بلغ به نفسه الحزن مديات كبرى.. ولكن في نهاية المطاف قال له أصحابه تلك الكلمة التي لم تطمئن نفسه حتى سمعها.. وهو يخوض أول مواجهة حاسمة بينه وبين أعدائه.
بالتربية والصبر أيها الإخوة.. وبتقاسم الأدوار.. واستشعار عظم المسئولية... واستحضار الإخلاص لله تعالى.. نحقق لا محالة كل ذلك.
قد تستطيع يا يعقوبي أن تقيم نظاما نظريا تحبره وترتبه وتزينه... وقد يساعدك الحظ وأنت ذو اسم لامع.. وشاعرية مؤثرة... في أن يشاطرك الفكرة عدد من المعجبين بك.. وربما كنت موفقا أكثر وكان معجبوك مخلصون حقا.. فكم يا ترى سيصمد تنظيمك؟ وهل سيبقى فترة من الوقت تكفي لتثمر شجرته وتورق أغصانه... والمشاريع في تجارب الأمم لا تنجح حتى يكون لها عمر... تماما كالشجرة لا يمكن أن تعطي الثمر حتى تتمكن في الأرض.. وتمد جذورها في عمق التراب.. علمتنا التجارب أنه لا مناص من وجود دافع قوي لاستمرار العمل... هذا الدافع لا يولد بمجرد النظرية والدعوة إليها... لا يولد إلا من خلال حراك تربوي جاد ومستمر...يبدأ وينمو على عيني شريعة الله الخالدة.. يأخذ وقته... ثم ينجب ثلة من فئة ذلك الرغيف الذي صنعناه من عجيتنا الغريبة، والله من وراء القصد.


 

رد مع اقتباس