الموضوع: تفصيص العقيق...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2011, 10:37 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفصيص العقيق...



التمهيد:
بادئ ذي بدء: مما يجدر به التلميح هنا في هذا المقام، هو الكلام بالإشارة إلى فضل العلماء على غيرهم.
لأن مما لا ريب فيه، هو فضلهم على من سواهم ـ فضل العلم الجليل المطلق، إذ هو أمر تظاهرت فيه نصوص الوحيين وهو القول الحق.
كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
ثم ما أوحي ـ على محمد نبي الهدى ـ من الهدى المنير المبين ـ خير من عَلّم وعُلّم، المقول له في القرآن المجيد: اقرأ بسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*اقرأ وربك الأكرم*الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم*.
يقول الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ عند قوله تعالى: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط "...
الثانية - في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء.
وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم: " وقل رب زدني علما " فلو كان شئ أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن العلماء ورثة الانبياء).
وقال: (العلماء أمناء الله على خلقه).
وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحل لهم في الدين خطير.
قلت: ثم استند إلى الكتاب والسنة، فيما صنف فيه العلماء الربانيون من المتقدمين والمتأخرين درراً تتلألأ على عظم فضل الله على أهل العلم بالعلم في معرض عظائم النعم والمنة.
فكان التعرج إلى سوق شيء منها على وجه الاستطراد ضرب من تحصيل الحاصل، لدى بسطاء طلبة العلم لعدم خفاء ذلك كبقية معرفة الضروري من المسائل.
فضلاً لدى غيرهم، فأغنى ما في تلك التصانيف المصنفة، وما هو مبثوث في باقي مصنفات علماء الأمة المشرفة.
مما هو من معناه قول القائل الحكيم:
وقّّر مشايخ أهل العلم قاطبة***حتى توقر إن أفضى بك الكبر
واخدم أكابرهم حتى تنال به***مثلاً بمثل إذا ما شارف العُمُر
قلت: والأصل في توقير العلماء التقرب إلى الله للنصوص الواردة في بيان فضلهم عند الله، وعظم مقامهم في حياة الأمم، لدورهم الكبير في بيان الهدى من الضلال، ونقلهم العلم إلى أجيال عصورهم لينهلوا من معين مناهلهم الزلال.
ثم كل ما يترتب على ذلك من حسنات الدنيا قبل حسنات الآخرة في معرض توقيرهم فهو من فضل الله المحض الذي يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه***بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى***يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل
فباب النقص في الإنسان باب لم يسلم منه إلاّ الأنبياء والرسل، وغيرهم داخل في معنى حديث: كل بني آدم خطاء...
فيدخل فيه العالم والجاهل على حد سواء في جواز الوقوع في الخطأ...
إلاّ أن العالم رزق بسب العلم قوة التحصن من الخطأ، بخلاف الجاهل فلذلك ذم الجهل...
وصدق الله إذ يقول: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ }
ولأجل هذا المقام العظيم عظم خطر خطأ العالم على خطأ الجاهل.
لأن العالم قدوة للناس خاصة في دينهم، فلذلك شدد في حقه بالتمسك بسنن الهدى ليكون أسوة حسنة، وإلاّ أصبح في أثر من آثاره التي جانبه الهدى فيها يقال فيها مقالة الأثر المشهور: اتقوا زلة العالم.
هذا في زلة واحدة، فما البال إذا أصبحت زلات، ويزيد الأمر شدة في الخطورة، وعظم جرمه إذا كان الخطأ في أصول الدين كالعقيدة والتوحيد...
وقد يقع ذلك اجتهاداً من بعض العلماء، فإذا أعاد النظر، أو نبه به فيما أخطأ فيه اجتهاده، كان الرجوع منه عما وقع فيه خطاً هو الأمر الواجب الابتدار إليه.
نقلاً وعقلاً، على حد قول القائل الحكيم:
وإذا الفتى قد نال علماً ثم لم***يعمل به فكأنه لم يعلم
فإن لم يوفق بالاهتداء إلى إدراك ما جانب فيه الصواب حتى لقي الله تعالى به، فإنه ممن يقال في حقه: إنه قد أفضى إلى ما قدم...
وإن وقف إلى إدراك ما لم يهتد إلى الصواب فيه فيما مضى من عمره، ثم منّ الله عليه بإدراكه فليحمد الله بالتوبة النصوح: ويتوب الله على من تاب.
وهذا الباب باب واسع يستوي فيه العالم والجاهل، لقوله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.
وليس العمى طول السؤال وإنما***تمام العمى طول السكوت على الجهل
وبهذا رجع بي مطاف الأسئلة المطروحة في مجلس شيخنا والدنا وعمنا البار، العالم الجليل أحد الأعلام الكبار، الشيخ العلامة، والحبر الفهامة، محمد العتيق بن شيخ المشايخ الجبل الشامخ سعد الدين الإدريسي السوقي الجلالي ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
موطئين له مما يقال في مثله: يذكر فيشكر. من التنويه إلى فضائل الفضلاء في حياتهم، إذ الفاضل، حقاً من يبتغي وجه الله والدار الآخرة بتلك الفضائل.
فيكون ذكرها في حياتهم، وعدم ذكرها بالنسبة لمقامهم الكريم سيان، وهو سبيل المؤمنين المتقين عباد الرحمن.
لذا فإني منذ أن نيطت عني التمائم، وأدركت حسن معاني المكارم، لم يزل ذيوع اسم الشيخ العتيق، بدر علم وفضل في أفق صحرائنا البريق، حتى يسر الله لي التشرف بلقائه الكريم، فكان الأمر كأني القائل:
لما التقينا فلا والله ما سمعت***أذني بأحسن مما قد رأى بصري
إذ التقيت بالشيخ العتيق ـ بادئ ذي بدء ـ في مدة كريمة امتدت إلى نحو أسبوعين، فأكرم بمدة امتدت بعالم علامة علم جليل، أحد العلماء المتواضعين الزهاد العباد، الرطبة ألسنتهم آناء الليل وأطراف النهار بآي الذكر الحكيم، ذي الحسب الكريم والنسب الشريف، فهو في الحقيقة ممن يقال في حق جلالة مقامه العلمي والاجتماعي: هو غني عن التعريف.
وهو من العلماء الذين رزقوا جانباً كبيراً من الأخلاق الرضية المرضية، والمكارم الجميلة السنية، ذو الفضائل العديدة البهية، خاصة في العلوم النقلية والعقلية...
بقية أعيان علماء التاريخ الأعلام، البحور في شتى فنون العلم الزخار العظام
له التفنن المتين في العلوم الإسلامية من الفقه والأصول والنحو واللغة والتفسير...
وكان من المشاركين في التصنيف في كثير من مسائل العلم خاصة في الفقه والفتوى والتاريخ التي تتجلى فيه مهارته العلمية الفائقة لا سيما فن التاريخ الذي أبدع فيه بما لم يسبق إلى مثله في أفق صحرائنا الغالية....
ككتابه: الجوهر الثمين، الذي ما إن رآه ذو المعرفة إلاّ تلقاه باليمين...
فهو من الكتب التي يقال في مثلها من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق...
هذا غيض من فيض في حق الشيخ العتيق، لأنه من العلماء الذين أذعن أقرانهم لفضلهم وجلالة قدرهم في العلوم، ومآثر المناقب، لما لهم من قصب السبق، فهم بالتقدم أولى وأحق....
من ذلك ما قاله الشيخ العلامة العالم الرباني السلفي الداعية الشيخ عالي بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ قائلاً في حق الشيخ العتيق...
ولا أرى أحداً منهم يـدرسني***علم اللسان ومفروض ومســــنون
إلاّ ابن همَّيّا عبد الله ديدنــــه***كــتابه ومـــواساة المســـــــــاكين
له المباحث لا يدري الجواب لها***إلاّ العتـــيق وجارُ ثم زين الدين
والقصيدة طويلة نقلتها مشافهة عن الشيخ الداعية أبي عمر عبد الملك بن أحمد بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحم الله ـ وبارك في الخلف.
هذا لما وكنت من المحظوظين بلقاء الشيخ العتيق ـ جعله الله ممن طال عمره وحسن عمله ـ في رحلة ميمونة بملاقاته، سيأتي ذكر تاريخها فيما نحن بصدده ـ إن شاء الله.
كان من شأني أن بلغت بي السعادة بلقائه، ما جعلني أجمع بين الحسنين، طرح الأسئلة المتنوعة فيتفضل علي فضيلته فيتفضل عليّ بالإجابة، وبين أن فتح لي كوالد إكراماً منه حقيبة معه إلاّ أنها حاوية نفيسة لبعض نفائس الآثار، في صفحة صفحتين صفحات إلى شيء من مصنفاته الغالية، التي شرفني ببعضها إهداء أيضاً، ومد به يد الإكرام بإجازته الغالية إلي إجازة رواية عامة ما أجيز به، وزانها أن كانت من خطه، وجمّنها بجمانة كريمة بـ:أجزت ابن عمي...
متمماً حسن صياغة جوهرها بختمه عليها، ولها ـ بإذن الله ـ موضع نشر مسكها ضمن ما سعدت به من إجازات بعض علماء المشرق والمغرب لي...
هذا فيض الإكرام من الشيخ العتيق بلغ به المد المعين فوائد مقيدة في صفحات مفردة بها، أطالها كثرة طلبي منه، فتفضل عليّ بدرر من نفائسها منها: صفحتان بوجهيهما مخطوطتان بالخط السوقي الجميل، لعله خط الشيخ نفسه...
ضمتا تقييد مصنفاته النفيسة خاصة في الفقه والتاريخ....
التي كأن تلك الصفحتين هما اللتان اطلع عليهما الشيخ العلامة العالم الرباني السلفي الشيخ إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ قائلاً في حق ما حوتهما من آثار الشيخ العتيق النفيسة ـ جعله الله ممن طال عمره وحسن عمله:
ما بذا ساد يوم ساد عتيق***بل بفكر في الأمهات أشاعه
فتلك الصفحتان الغاليتان ارتأيت نشرهما، هنا في منتديات مدينة السوق التاريخية الغالية الموقرة المكرمة....
إذ لعلهما من النسخ اليتيمة، التي يتحايل الدهر على تضييعهما، كما ضيع ما لا يعد من نفائس علماء صحرائنا الغالية خاصة آثار علماء آل السوق، فلكيلا أكون أنا مشاركاً في إثم تاريخي أبرئ ذمتي بنشر عودهما الطيب، وهما مزبورتان بما يلي نصهما، كما هي من غير تعليق:
((((((((((((((((((((بسم الله
ذكر مولفات الفقير إلى مولاه المستغني به عمن سواه محمد العتيق ابن الشيخ سعد الدين الجلالي.
أطولها، وأهمها كتاب:
1-الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين.
وهو مبني على مقدمة وثمانية أبواب، وخاتمة.
المقدمة في ثلاثة أبحاث.
الباب الأول: في تعريف الأجناس الذين أعزم على تاريخ أخبارهم.
من البيض والسود المجاورين لهم.
الباب الثاني: في الكلام على مدينة تَادَمَكَتْ، وفيه عشرة فصول.
الباب الثالث: في الكلام على الجيل المسمى بلسان العربي: أهل السوق.
وبلسان التوارق ـ الطوارق ـ: كَلَسُّوكْ. وفيه فصول.
الباب الرابع: في الكلام على السوقيين الدغوغيين ـ الضغوغيين.
وفيه ثلاثة فصول، وفيه تراجم بعض العلماء المشاهير منهم.
الباب الخامس: في الكلام على من ينتمي إلى القرشية من غير الدغوغيين، وفيه ثلاثة فصول، وفيه تراجم العلماء من أبناء الثمانية، وفيه الكلام على بني أَيِتَّ.
الباب السادس: في الكلام على السوقيين الأنصار، وفيه خمسة فصول.
الباب السابع: في الكلام على العرب المخالطين للتوارق، وفيه فصول.
الباب الثامن: في الكلام على السود وفيه ثلاثة فصول.
الخاتمة: في الكلام على قرية ـ مدينة ـ: أهل السوق، التي خربها أهل قاو، وتشتمل على ثلاثة فصول.
والكتاب يزيد على ست مائة صفحة.
ويليه مما يتعلق بالتاريخ:
2-الأجوبة المهمة عن مسائل نُوري الأنصاري، عن أشياء تتعلق بقبائل من أهل الصحراء.
وتلك المسائل جلها يتعلق بقبيلة أهل السوق، ومنها ما يتعلق بغيرهم، ويقع في 48ص.
وما سوى التاريخ جله أجوبة عن أسئلة تتوجه إليه من أهل الآفاق، ومن تلك الأجوبة.......


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-16-2011 الساعة 11:22 AM

رد مع اقتباس