إليكم قصة صاحب لجرة التي أسأل الله أن تنال إعجابكم :
كان فيما مضى رجل فقير يحمل جرته كل صباح ليملأها ماءا من النهر و في يوم من الأيام خرج كعادته لإحضار الماء و صادف خروجه و فد الأمير و الذي كان من أسخى أمراء عهده برفقة مجموعة من شعراء المدينة فتبعهم صاحب الجرة حتى وصل إلى باب القصر فسأله الأمير عن حاجته فأجابه :
رأيت الناس قد انفضو إلى ***بحرك الظامي فأتيت بجرتي
فأعجبته فصاحة الرجل فأمر حاجبه أن تملأ له الجرة ذهبا...
و حسده الشعراء على ذلك فرد على الأمير ناصحا له إن هذا الرجل فقير و لا علم له بالمال و نخشى يا مولاي أن يضيعه ، أجابه الأمير قائلا : المال ماله وليفعل به ما شاء...
ذهب الرجل إلى سوق المدينة و بدأ يرمي دنانير الذهب للعامة من الناس فوصل خبره إلى الأمير فاستدعاه ليؤنبه على فعله مستفسرا ...
فأجابه الفقير و ببرودة أعصاب :
يجود علينا الخيرون بمالهم*** ونحن بمال الخيرين نجود
فكان لهذا البيت وقعا عند الملك أكبر من سابقه فأمر أن تملأ له الجرة عشرة مرات ذهبا
الحسنة بعشر أمثالها
أيهما أجود :
الفقير الذي قسم هبة الأمير على العامة
أم الأمير الذي جاد عليه بهذا القدر من المال بالرغم من معرفته بمصيره