علقة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله البر الكريم
هو الرب لا إله إلا هو العظيم الجليل، من يدعو إلى دار السلام، ويهدي إلى سواء السبيل.
فصلوات الله وسلامه على الرسول محمد نبي الهدى، وصحابته الخيرة ومن بهديه اهتدى.
فكل خير في اتباع من سلف***وكل شر في ابتداع من خلف
ورحم الله أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، من قال قائلهم:
وخير أمور الدين ما كان سنة***وشر الأمور المحدثات البدائع
بيت عظيم، كان الإمام مالك ـ كما أثر ـ كثيرا ما ينشده ـ رحمه الله رحمة من أحيا حياته بالسالفات على الهدى.
هذا ومن السالفات على الهدى: رعاية العهود الكريمة، فإحياء العهود الكريمة برعايتها بين ورثة تلك العهود هو إحياء لسنة من السنن المميتة، وإماتة لبدعة من البدع المتفشية، الواجب إماتتها في كل عصر ومصر ـ وصدق الصادق المصدوق: حسن العهد من الإيمان.
كما رواه البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ في صحيحه.
الأستاذ الفاضل محمد المختار ـ بارك الله فيك بركة الأخيار
الأستاذ الفاضل إنه قد ذكرني حسن أدبك وروعته، صدق قول من قال:
من قبل رؤيتكم نلنا محبتـــــكم*
كما قد تجلى في مقالك ما يحيي حقا صدق شوق معاني قول من قال:
والأذن تعشق قبل العين أحـــــــــــيانا*
فدعا ما وُفقتَ به من خلق الفضلاء إلى اتقاء جمال أدبك بحقيقة قول من قال:
فسرنا ما سمعناه وأحـــــيانا*
وبذلك أستسمحكم أدبا في ضم فضل القلب إليكم:
أشكر لك أستاذي الفاضل (محمد المختار) حفاوتك (بنا)، وترحيبك (بترحيبنا)، متفكراً بك قول الشاعر:
لو كنت أعرف فوق الشكرمــــنزلة*
أوفى مــن الشكر عند الله في الثمـــــــــــن*
أخلصتهـا لك من قلبي مهذبـــــــــةً*
حذواًعلى مثل ما أوليت من حــــــسن*
درة من حسن أدبكم:
أستاذي الكريم؛ إن لأهل السوق علينا واجب الحب والخدمة وهو قدر قلامة يُرد لهم على واجبهم في حفظ الدين والعلم، بفضلهم كانت لنا الصلة بالسابقين الأولين...
إنني في بحث مع:::مشايخي من أهل السوق.
ذكرني حسن أدبكم هذا ـ أدب فضل الإقرار من أهل الفضل لأهل الفضل ـ ما: يروى عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحديثين ركابيهما وأنت أشرف [6] منهما؟ قال لَهُ: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل، [وأنا ذو فضل].كما ذكره جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
لذا فنحن نقول في حقك بعد حق سلفك الكنتيين ـ فرقدي الزمان ـ علما وفضلا ما قلتَه في حق إخوانهم الأشقاء السوقيين سلفا وخلفا.
هذا فإني في هذه العلقة لا أملك لك في معرض التنويه بحسن ذكر فضل معاصريك من السوقيين، بعد ذكر فضل سلفهم إلا أن أقول لك: سبقت به ونحن مقلدوه. لذا فأنت لك علينا حقا ما لأهل الفضل بالسبق إليه، ونغبطك على ذلك.
وعلى كل حال فأنت قد أحييت لنا في هذا العصر ـ ولله الحمد ـ صدق قول من قال:
لا يعرف الفضل لأهل الفــضل***إلا أولو الفضل من أهل العقل
هيهات يدري الفضل من ليس له***فضل ولو كان من أهل الـنبل
كما ذكر شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب.
هذا ولما تشرفنا بمعرفتكم عن موقعكم هذا، فأفدنا بما لديكم عن القبيلتين الشقيتين مفردا أو مثنى، كما نرجو أن تشرف باسم موقع سمى بالكنتيين، لنغرف منه المعارف.
كما نرجو أن تشرفنا بما ترى من أسمائك الكريمة الصريحة الصحيحة، لنحتفظ بها علنا أن نتوصل بها إليك إذا استقر الأمن في أفقنا، لنستفيد منكم علما وأدبا... كما يسرنا أن تفتح لك في موقعك هذا نافذة لنشر أي معرفة من معارفكم الحسان. كما نكرر: نحن ننظر إليك نظر من يمدنا بمثل ذلك من تاريخ أفقنا الغالي، لا سيما تاريخ علماءالكنتيين والسوقيين وغيرهما متى ما وجدت إلى ذلك سبيلا.
هذا وقبل الختام: نحن الضيوف وأنت ربالمنزل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاوآخر.
أخوكم/يحيى بن إبراهيم السوقي