عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2010, 01:43 PM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الخامسة:



الديباجة:

[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]

[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify][/justify][justify][/justify][justify]

إن تاريخ صحرائنا السياسي والعلمي والاجتماعي تاريخ عظيم، وإن كان مما ينبغي أن يسلط عليه الضوء، هو ما يتصل بتاريخ أفقنا المجيد، تاريخ ما يتعلق بالمؤسسات العلمية في صحرائنا الغالية، في تاريخها القديم والحديث.


من باب الأهم فالمهم، وإلاّ لو كان بالإمكان نشر نبذة منهما معاً، لتشرفنا بذلك ـ بإذن الله ـ فرحين به، لكن من أدلج بلغ المنزل.

اللهم بلغنا المنازل العالية في الدنيا والآخرة.
هذا وقد تناول بعض أهل العلم بأفقنا من العلماء شيئاً من تاريخ المؤسسات العلمية خاصة أعلامها الذين منهم من سنصحبه في الجولة الأولى ـ بإذن الله ـ ليحدثنا بنفائس جواهرها، ولا سيما جانب آل السوق، الذي سنستمتع بإتحافات سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ السنية ضمن جمانات إفاداته الجميلة السمط الحديث.
قلت ـ بادئ ذي بدء: إن صحراءنا الغالية تختلف بكثير من الصحاري، التي الغالب على أهاليها عدم الاهتمام بجانب التعليم، فضلاً التبحر في العلوم على نحو حواضر المشرق والمغرب.
فهي صحراء عزيزة تتمتع بالعلم والعلماء في كثير من القبائل الضاربة فيها
عروسة الصحارى المكللة بتاج فنون العلم العلية المنصب.
وإن كان عامة الصحاري الغالب عليها الجهل والأمية، وذلك لأسباب كثيرة، منها: البعد عن مواطن العلم وأهله.
ومنها: قلة استيطان أفراد أهل العلم فيها من بين أهلها لما في ذلك من نتائج البعد عن مواطن أهل العلم السيئة خاصة من طال به الأمد فيها، وهو أمر مشاهد، ليس هذا موضع الاستطراد فيه.
ومنها: بسط التصحر ذراعيه على سكان بادية الصحراء بالوصيد، إذ لا ينفلت منها إلاّ صناديد الصديد.
ومنها: ما جبل عليه أهلها من الجفاء إلاّ من رحم الله، جفاءً قد يصل أهل العلم لعدم معرفتهم قدر العلم وأهله، على نحو قول القائل:
أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا ** حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب
ومنها غير ذلك من الأسباب، ما جعل صحراءنا العزيزة تمتاز عن كثير من الصحارى بكثرة القبائل العلمية الشامخة بجهابذة من العلماء أولي الألباب.
وذلك لعدة أسباب ميمونة، منها: تخصص قبائل كثيرة بالعلم كدور عرفت به، وفرضه عليها النظام القبلي السائد في دول الطوارق قبل الاستعمار بقرون...
منها: ما تتمتع به تلك المؤسسات العلمية في صحرائنا الغالية بالاحترام، والتقدير والمكانة السامية بين سلاطين تلك الدول، وأمرائها، والمجتمع جميعاً إذ الناس على دين ملوكهم.
ومنها: جلالة المكانة السياسية المرموقة التي يتبوؤها رجال الدين في تلك الدول، من مقام وزاري ديني متميز، بل أرباب هذه الوزارة الجليلة المحكمة، أن إدارتها هي أهل الحل والعقد، بين سلاطين دولهم، وقد بينت شيئاً من ذلك في كتاب: مدينة السوق...
فضلاً عن الحصانة التي يتمتع به بقية أفراد أهل العلم بين الخاصة والعامة في تلك الدول، بل بلغوا الغاية المرموقة الحصينة بالتقدير والاحترام، والتبجيل والإكرام.
فأهل العلم في صحرائنا الغالية لهم مكانة عالية جدا، ليس هذا موضع الاسترسال في بيانها.
ولئن طال بنا العمر ـ بإذن الله ـ سنشارك في نفض الغبار عن مكانة تلك القبائل العلمية، خاصة آل السوق لما لهم من صدر الصلة.
إلاّ أننا الآن في صدد تسليط الضوء على مكانة قبيلة آل السوق، ومدينتهم مدينة السوق، التي ينتسب إليها من يصح في حقهم، معاني قول الإمام الشافعي ـ رحمه الله:
إن كنت في البيت كان العلم حيث معي*وإن كنت في السوق كان العلم في السوق
ومضة عن مكانة قبيلة آل السوق السامية:
إن مكانة القبيلة السامية، أو الشعب، أو الأمة، إنما تحصل بجلالة مآثر أفرادها،
فمن بعض مآثر آحاد أعلام مدينة السوق، ما تناوله:
أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي:
أد ورفق بن محمد بن محمد أطمت السوقي قبيلة، الأقدري منشئاً ومواطنا.
له شرح حسن مفيد في مجلد كبير على ألفية ابن مالك، سماه: هبة المالك على خلاصة ابن مالك.
جمع فيه ما تشتت في غيره من الشروح مما يعسر استحضاره غالباً في آن واحد، وتلقاه الناس بالقبول وحصل به النفع...
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور ص 96. ط: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت.
***
وقد توفي هذا العلم الشامخ سنة1111هـ
قلت: إن هذا الشرح النفيس، أخبرني الشيخ أبو عمر الشيخ الداعية عبد الملك بن أحمدُ الإدريسي السوقي المرسي، أنه أدرك نسخة منه بهذا الاسم في مكتبتهم التي هي من المظان الثرية آن ذلك بنفائس الآثار المخطوطة، السوقية وغيرها.
هذا ولا نفقد الأمل على الوقوف على شيء من تلك الآثار وغيرها: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ...
ومن باب التعرج إلى ما تضمنه كلام البرتلي، الذي يعد في عداد شهادات أهل العلم في القديم المأثور، وأما عن الحديث المأثور، فمنه قول سعادة الدكتور محمود زبير ـ حفظه الله ـ حين حدثنا عن شرحات المقدمة الآجرومية:
قائلا: ومن شروحها نفيسة، شرح للشيخ محمد الضغوغي، وفي النسخة المخطوطة: الطقوقي، لكن الصحيح الضغوغي السوقي.
مضيفاً في معرض التحقيقات قوله: وهو شرح من أنفس شروح المقدمة لدى المغاربة، وله نسخة في مركز أحمد باب التمبكتي، ولمؤلفه منظومة في التوحيد، وهو من أهل القرن الثاني عشر الهجري.
قلت حقاً ما قاله القائل: فمن يساوي بأنف الناقة الذنبا
لأن مكانة آل السوق العلمية العزيزة، ومقامها الأسمى:
لا يمتري فيه الصحيح المعرفة. كما قال القائل.
فكل من رام أن ينال من قدرهم تنقيصاً، فعن مثله يقال: للقارئ الكريم مقالة القائل الحكيم: ولا تمار جاهلا فتتعبا.
ومضة عن مكانة مدينة السوق السامية:
قلت والكلام يطول حول مآثر مدينة السوق، التي يحدثنا سعادته بحديثه العزيز، قائلا: السوق أهم المواقع الأثرية في جمهورية مالي.
مضيفاً قوله: ولقد زرتها في رحلة مع أحد السياح الغربيين.
ومن المعلوم: أن سيتقبلك لوحة إرشادية قبل مداخل كيدال، خاصة بهذه المدينة التاريخية الحضارة الإسلامية، الجميلة المعالم بآثارها العلمية، وأنك ستصحبك تلك الإرشادات إذا اتجهت إليها حتى تحتضنك مشاهدها الآثارية العلمية الإسلامية العربية.
ومن معروف أيضاً: أن ليست تلك الآثار من الزخارف التي لا معنى لها، كما أن تلك الآثارأيضاً ليست من صور الحيوانات، منقوشة على معالم جبال المدينة، كما يؤثر على مثل ذلك في مواطن آثار الأمم البعيدة عن العلم.
بل آثار مدينة السوق آثار علمية، ومن أجلها جانب الآيات القرئانية، والأحاديث النبوية، ودررا من الحكم، كل ذلك منقوش قرونا على جبال تلك المدينة العلمية، إضافة إلى جانب أسماء بعض الأعلام المنقوشة على مقابرهم، وتواريخ كثير منهم، منها ما يعود إلى القرن الخامس الهجري، وما بعده، كل ذلك بالخط العربي الجميل الجلي، في كثير من الأماكن.
هذا غيض من فيض، من إقرارات وشهادات أرباب الثقافات الإسلامية، والغربية عبر تلك الرحلات السياحية لمعاينة، ما عن مثلها يقول القائل:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما***قد حدثوك فما راء كمن سمعا
ومن البراهين أيضاً ما حدثنا الأستاذ موسى بظويش حين رافقنا إلى مدينة السوق، في رحلتنا إليها مع جمع من أبنائها البررة، من طلاب العلم المهرة، وللحديث عنهم وعن تلك الرحلة الجميلة، موضعها ـ بإذن الله.
وعلى كل حال فإن مجمل معاني ما تكلم به الأستاذ موسى بظويش عن أهمية مدينة السوق، وندرة وجود موطن الآثار العلمية الشاهدة لأهلها بالفضل العظيم، والتربع على عرش السيادة العلمية والتقدم القديم، الذي كان يتمتع به أربابها سلفاً وخلفاً خاصة في الازدهار العلمي المنقطع النظير في أفق صحرائنا الغالية، مثل ما لأهل هذه المدينة الجليلة المآثر.
إذ يقول المتحدث الأستاذ موسى بظويش عن شيء من مناقبها في حديثه الشيق، بقوله: رافقت سائحاً عربياً إلى مدينة السوق، منطلقين من كيدال، فما إن رأى ذلك السائح العالم العربي، آثار النقوش العلمية على القبور، وعلى أحجار الجبال، من كل الجهات المتصلة بمنطقة مدينة السوق، من الآيات القرئانية، والأحاديث النبوية، والحكم المأثورة النقوش...
فلما وقف على تلك المعالم الدالة على الحضارة الإسلامية، في الازدهار العلم، قال: ولقد مرت بي الطائرة في الجو قادماً من الجزائر، وكنت أحدث نفسي، هل وصل الإسلام هذا الشريط؟ وأنا في جو هذه الصحراء، التي ما ظننت أنها مرت بمثل هذه الحضارة الإسلامية، التي أعاينها عبر آثاره هذه المدينة...
ما أحسن تخلصاً بقول القائل في معرض الاستشهاد على جلالة أمثال آثار أهل هذه المدينة:
تلك آثارنا تدل عليا***فانظروا بعدنا إلى الآثار
وبهذه التمهيدات اللطيفة، سنقوم بنشر ورود ما اقتطفناه من بساتين معارف سعادة الدكتور محمود زبير حول تاريخ أهم مؤسسة علمية في أفقه ـ آل السوق ـ ليترك توقيعه على تقدم من أدركهم في العلوم على غيرهم، كما ترك من قبله من الأعلام توقيعاتهم المأثورة في ذلك ـ فصبر جميل




[/justify]
[/justify]


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 12-23-2010 الساعة 10:27 AM

رد مع اقتباس