عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2011, 02:57 PM   #10
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنظار المعسر المدين



نشأة هذا الجبل الراسخ ـ رحمه الله:

إنه من نفل القول المأثور، أن توصف نشأة الطفل العلمية أنه نشأ نشأة علمية لدى آل السوق عبر قرون إلى عصر شيخنا من العصور، وذلك أصبح عادة تاريخية لديهم، وكأنهم نفس القائل:
وإني امرؤ عودت نفسي عادة***وكل امرئ جار على ما تعودا
قلت ما أجلها من عادة ـ عادة السوقيين في سبيل تحصيل العلم، والتبحر فيه ونشره....
وتلك وراثة ورثوها قدما***على رغم لأنف الحاسدين.
كما قاله أحد أسلافنا الشيخ العلامة محمد آلمين بن محمد الإدريسي السوقي الوامي في قصيدة تاريخية جميلة رائعة تناول فيها بعض خصائص أسلافه من آل سوق العلم الكبير ـ عن بعض أسلافه...
إن آل السوق بحور علم زاخرة، وجبال فنون العلوم الراسية الظاهرة.
تتفجر أنهار العلم من بين صخور تلك الجبال، تجري باسم القبائل العلمية في شتى العلوم في صدور كبار الرجال.
منا بياني ونحـــوي وصــــــــــــر***في ومنا قارئ مفـــسار
ومفقه بالمنطق اتضحت له الـ***ـأقسام والأشكال والأســوار
متكلم جدل خلا في حســــــــا***بي على وفق القــدى نظــار
ومرصع ومصرع ببيــــــانه***في نظمه أنــثره ســـــــــحار
ومحدث عرف الحديث رواية***ودراية فعنت له آثـــــــــــار
ومناظر عرف الأصول مفرعاً***عنها فعن إصدارها إصدار
كما قال أحد أسلافنا الشيخ العلامة محمود بن محمد الصالح الإدريسي الجلال السوقي في قصيدة تاريخية جميلة رائعة تناول فيها بعض خصائص أسلافه من آل سوق العلم الكبير:
قلت وعن مثل ذلك يقول القائل:
وليس يصح على الأذهان شيء***إذ احتاج النهار إلى دليل
كما قال القائل:
قال العالم العلامة الرحالة المؤرخ معالي الشيخ محمد ناصر العبودي عندما تناول ذكر أسياد الصحراء ـ الطوارق ـ قائلاً: ويساكنهم ويعيش معهم جماعة متميزة بالعلم والفهم ومحبة الأدب، هم السوقيون المنتسبون للسوق في تادمكة.
رحلته معاليه المسماة: سطور من المنظور والمأثور عن بلاد تكرور 146. ط: مطبعة النرجس.
هذا قيل من كثير من شهادات أعلام العلماء على تربع آل السوق فوق منصات العلم من بين مجتمعات صحرائنا الغالية، تلك بمثلها يدلي المدعي لحقائق شرف الأصالة العلمية سواء نالها من قبل علماء محيطه، أو قاله العلماء الآفاقيون عن أصله، كما تظاهرت شهادات أهل العلم لإحازة آل السوق السبق فيه، من ذلك ما في القديم مثل ما مر نقله عن صاحب فتح الشكور...
وفي الحديث كصاحب: سطور من المنظور والمأثور...
ففعلا ما قاله القائل الحكيم:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص***فهي الشهادة بأني كامل
قلت في مثل هذا الجو العلم النسيم، المتميز بالعلم والفهم ولد شيخنا في قبيلة علمية نافست شقيقاتها من آل السوق لأنهم المنارات العلمية الواضحة المعالم للداخل والخارج، كما سبق وسيأتي شيء منه ما دمت حيّا ـ بإذن الله.
فأصبحت قبيلة صاحب الترجمة مضرب مثل في التمكن والتفنن في العلوم خاصة فنون اللغة، تفننا لا يحتاج إلى برهان، إذ البرهان نفسه لا يحتاج إلى برهان آخر، إذ لو احتاج برهان إلى برهان، لاحتاج البرهان الآخر إلى برهان آخر أيضاً، وذلك من دواعي الدور والتسلسل، وذلك مرفوض نقلاً وعقلاً ويأبه الكل.
وما ورد من ذلك فهو من باب المزيد البياني الخارج مخرج التوكيد:...
عند الفطناء، من ذلك ما أورده القرطبي:
(وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال الاعرابي: لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا، وقال: وهل غير هذا ؟ قلت: نعم، يقول الله تبارك وتعالى: (فورب السماء والارض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) قال فصاج الاعرابي وقال: يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف ! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟..
وعلى كل حال فإن شيخنا نشأ نشأة علمية متينة متميزة، إذ من الدر الثمين اللقيط، ما قذفه إلى الساحل البحر المحيط:
أن شيخنا نبغ نبوغاً علمياً باهراً، إذ حول السادسة من عمره تجاوز المقدمة الآجرومية، وملحة الإعراب وقرط الندى وكتاب الجمل للزجاجي، بعد أخذه القرآن الكريم، إضافة إلى ألفية ابن مالك....
فقطع عن الدراسة سنة كاملة خشية عينة لامة، من مرضى النفوس الزالقة.
ثم بعد تلك السنة أو التي لها لاحقة، استأنف التدريس معه في بعض الفنون المقررة في مدراس آل سوق: العلوم الكبير، فأنهاها في السنة نفسها منها الكافية لابن مالك.
فقطع عن الدراسة سنة كاملة مرة أخرى ـ خشية ما تقدم، لكن لما وقعوا بين مرين تأخير هذا الطفل الميمون إلى سن البلوغ فيكمل مسيرة أسلافه في التحصيل العلمي المتين المتميز...
هذا أمر اختياري مخوف عليه من جهة تضيع وقت يقدر بعشر سنوات.
فبعد النظر في جوانب كثيرة منها هذا، توصلوا إلى حل جميل، وهو باب ضرب من الحيل الوسيلة إلى اتقاء عيون الحاسدين ـ نعوذ بالله منهم ـ فاتفقوا على تعميمه حول السن الثامن ليرى في العيون رجلاً لا يستغرب عن مثله أي مرحلة علمية هو فيها....
ولقد جمعت شيئاً من لطائف ما قيل في العمامة عند الطوارق، بعنوان: سل الحسام على هامة من تناول أعراض أهل اللثام.
فبهذه الحيلة واصل غوصه في بحور العلوم مرة، ومرة أخرى يتسلق جبال فنون العلم...
وما زال به لطف الله وعنايته حتى استقر على جدي بحور العلوم الإسلامية وهو طفل كما يشير إليه هذا البيت....
لا تفرحن بتبرع ابني زيننا***بصوابه من قبل رشد يؤنس
كما قاله أحد أعمامه الأعلام لأحد أعمامه الأعلام على وجه مأخذ كل واحد على الآخر، وهما من فحول الأعيان وقتئذ الكبار سناً وعلماً، ومع ذلك لما كان هذا الشبل من ذاك الأسد، خاض المعركة ضد هما، لتتسع الدائرة به، لكن جرى صنيعهما الجميل به مجرى احتيال عليه بحيلة الإقرار بحسن مأخذه، والثناء عليه تنويها بنجابته وهو في بداية سير سيرته العلمية مع الجواري الكنس: الذي أصبح به استفحال أمر النجابة العلمية، أن صار إلى هذا المستوى من العلم: من قبل رشد يؤنس.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس