الموضوع: إن كيدهن لعظيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2010, 02:18 AM   #13


الصورة الرمزية عبدي أق تلي
عبدي أق تلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2725
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 العمر : 39
 أخر زيارة : 12-03-2011 (07:58 PM)
 المشاركات : 234 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إن كيدهن لعظيم



- والتفتت إليه وقالت : أنت تحبني .. أليس كذلك ؟
- وتولَّت العيون الجواب ، وسكتت لغة الكلام ، من أين للألسن أن تفهم لغة العيون ؟!
- وأرادت مرة أخرى أن تبوح له بما في نفسها .. ولكن في اللحظة التي فتحت فيها فمها لتتكلم ، دخل الخادم يحمل الدواء في قدح . هذا الدواء يفيد يا سيدتي ..
- وكانت لا تزال تنظر إلى يسار .. فأسرع يتناول الدواء من الخادم ، واعتدلت في الفراش ، وقرب يده بالقدح ، وقال : اشربي .. بسم الله. فشربته على دفعات .. ثم عادت فتمددت ، وسحبت الغطاء ، وأخذ صدرها يعلو ويهبط ، وسمعها تئن أنينًا خافتًا وتتوجع
ثم هدأ صدرها ، واستسلمت للنوم ..
- وبقي يسار ينظر إليها وكأنه في حلم .. ثم التفت إلى الخادم ، وسأله بصوت خافت : منذ متى وهي على هذه الحال ؟
-فأجاب الخادم : منذ يومين يا سيدي .
-قال يسار : وهل تناولت دواء خلال اليومين ؟
- فهز رأسه قائلاً : هذه أول مرة تتناول فيها الدواء ...
- وسكت مريد قليلاً ثم أضاف : لقد كانت تلح علي أن أدعوك .. منذ اليوم الأول لمرضها .
- ونهض يسار ، وهو يلقي عليها نظرة عطف وحنان ، وقال : سأعودها غدًا .. إن شاء الله .
- وفي اليوم التالي لم يشعر يسار إلا وهو يقف على باب بيتها في نهاية سوق الخبازين ، وكان الوقت قد قارب المغرب .. ورفع يده يهم بطرق الباب .. ولكنه توقف .. وأخذت يده تهبط بهدوء ، حتى استقرت إلى جانبه . ثم استدار عائدًا .. من حيث أتى .. ومشى خطوات .. بطيئة ، ثقيلة ، متمهلة .. ثم وقف .. لقد شعر بشيء خفي يشده إلى الخلف .. إلى بيت حسناء ، فالتفت ينظر إلى الدار
- وعاد مرة أخرى ، وقد عزم على أن يطرق الباب ولكنه قبل أن يتقدم إلى الخطوة الثالثة تذكر ..
- تذكر حديث الشيخ في آخر مرة حضر فيها إلى المسجد .. وتذكر كيف ضرب الشيخ مثلاً للسائرين إلى الله ..
- ترى أين مكانه ؟ هل هو في حال المتدحرج من الجبل ؟! وإلى أين وصل ؟ أتقف هذه المرأة في طريقه ؟
- وغضب يسار وهو يرى أنه قد أهين بجره إلى هذا الطريق .. وعزم على أن يقابل حسناء ليرى ماذا كانت تريد أن تقول له .. ولكي يصرخ في وجهها ، سيقول لها صراحة : أنا أكرهك سوف يتخلص منها بلا ريب .. وأسرع الخطى .. وطرق الباب .. وانتظر .. انتظر طويلاً .. فلم يفتح الباب !!
- وطرق مرة أخرى .. وتمنى لو سمع صوتًا .. أي صوت .. فلم يسمع إلا شقشقة العصافير على النخلة الباسقة التي تجاوزت في ارتفاعها سطح الدار .. وأراد أن يعود .. ولكن .. حسناء كانت تقف وراء الباب تنظر إليه من ثقب صغير فلما هم بالانصراف فتحت الباب .. وبدت له بشعرها الكستنائي الطويل الناعم الذي أرسلته على كتفيها ، وعينيها الكحيلتين ، وأنفها الصغير المستقيم ، ووجهها الذي عادت إليه العافية فأكسبته بهاءً ورواءً . ورحبت به بابتسامة غمرت كل أعضائها ، وبصوت كالهمس قالت : تفضل .. وقبل أن يعتذر ، رآها تترك الباب مفتوحًا ، وتتقدمه إلى غرفة الاستقبال .. ولم يشعر إلا وهو هناك ، وحسناء تشير إليه بكل رقة وتدعوه للجلوس . ثم تركت الغرفة ، وعادت بعد قليل وقد حملت إليه في صينية مستديرة قدحًا من عصير الرمان


 
 توقيع : عبدي أق تلي

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب


رد مع اقتباس