أيها الإخوة الأعزاء إليكم هذه الأرجوزة السوقية التي أنشأتها موازنة لأرجوزة أخينا الشريف الأدرعي المشهورة
ويسرني أن أنبهكم بادي بدا على أنني تكلمت فيها على المجتمع السوقي بشكل عام قبل جلائه عن مدينته الأصلية ،فلذلك نوهت بالخصال السوقية الأصلية الموروثة من ءابائنا من العرب دون الأخلاق التي تطبعوا عليها بعد احتكاكهم بالقبائل الأخرى
وإليكموها
السوق إن لم يك فيه زمزم **********بفضله القدموس قدما يجزم
السوق ماالسوق هناك الكرم *********يلفى ولا توبن ثم الحـــــرم
هنا يبور الظلم والتظلــــــــم *********كما يروج العلم والتعلــــــم
إن جئته ومبتغاك المغنـــــــم *********تغنم ،فثم النوق ثم الغنـــــم
أو بعويص جئته لايفهــــــــم *********حلته أذكياء منك أفهــــــــم
كبارنا بحار علم طــــــــــوم *********وفي عبابها الصغار عـــوم
تلتقط الأمثال ،بل والحكـــــم *********من ألسن لهم نئاها البكـــــم
ما زالت الأيام عنهم ترســـم *********مناقبا بها المطايا ترســـــــم
إنا ،وإن كانت بنانا الخيـــــم *********لم تعدنا إلى سوانا الشيــــــم
بنا ،ولو صب الملام اللــــوم *********توقظ من نوم الضلال النوم
وفي سماء العز نحن أنجــــم *********تهدي فريقا، وفريقا ترجـــم
وصرحنا المجدي سام أقـــدم *********راس أساسه ،فليس يهــــدم
كأنما نادى مناد ،أنـــــــــتــمو ******** خير الورى ،فذاكمو لاتكتمو
إن غطت الأفواه منا اللثــــــم *********فما بنا عن العلى تلعثــــــــم
تنفق أعمار وتنضى الهمـــــم *********ليظهر الحق وتعلى القمــــم
يتلو كتاب الله منا المعظــــــم *********حفظا ، ومثل نظمنا لا ينظم
وحذقنا في الخط أمر يعلـــــم ********أفتى به القرطاس ، بل والقلم
لانعرف الإحجام حين نعــــزم ********وما برحنا بالوفا نلتـــــــــزم
وجارنا محترم مكــــــــــــــرم ********حوم الأذى من حوله محــرم
تهمي عليه من لدنا النعــــــــم ********تجبى إليه كالفلوس النعـــــــم
تدري العفاة أننا لا نكظــــــــم ********دونهم الباب ، وغيظا نكظــم
تأوي إلينا كاليتيم الأيـــــــــــم ********إذ لم نزل منا عليهم قيــــــــم
يؤمنا من أنهكتـــــــــــه الإزم ********كأنما ساحاتنا الملـــــــــتــزم
ونحن ءال السوق قوم عـــممو *******بالفضل قدما ،وبذاك عمــــمو
وخصمنا صم الصفا كم يلقــــم *******ولا يزال ذاك منا ينقـــــــــــم
ولا يداني القوم جودا هـــــــرم *******سيان في ذا حدث وهــــــــرم
مجلسنا فيه الوقار يعلـــــــــــم ******* وليست الأعراض فيه تكلــــم
ننزه النفوس عما يصـــــــــــم *******وبسبيل المصطفى نلتـــــــــزم
عن القبيح في الأنوف شمـــــم *******والفحش في الآذان عنه صمــم
هذا ومما بالدليل يدعــــــــــــم *******أن جفاننا ضخام تفعــــــــــــــم
يستأصل النهم منها النهــــــــم *******وكالنهار ذا ، فلا ينبهــــــــــــم
كائن بلحمان النعاج البـــــــرم *******أزت ،فزال عن ذويه القـــــــرم
سائل سني المحل أنحن نحـــرم؟ ****** ضيفا بهم ضاق الفضا،أم نكرم
تجبك مافي هاؤلاء بــــــــــــرم *******وقبل خلق الخلق ذاك مبــــــرم
منا بنوإدريس ، من زيدهـــــــم *******قد شاركته في العلى هندهــــــم
قوم، كرام، قادة ، فضلهــــــمو *******يعرفه الناس ، فمن مثلهـــــــمو؟
لا بدع إن فات السوى جـــدهم *******فسبط سيد الورى جدهـــــــــــم
الحسن القرم الهمام العلــــــــم *******الواهب اللهى ،الشجاع ،العيلــم
منا بنو الأدرع ، من هم قمـــم *******لم تعلها كر العصور الأمـــــــم
هم الألى بهم يعان المسلـــــــم *******إذا به يوما ألم المـــــــــولـــــــم
وفسر ءاي الذكر لا يعـــــلـــم *******إلا لديهمو، وذا مــــســــلــــــــم
منا بنو عقبة ، من أولاهـــــــم *******سبقا بميدان العلى ،مولاهـــــــم
كل فتى منهم كريم ، منعـــــم *******يكسو ويروي دائما ويطعــــــــم
وطفلهم في مهده يحتــــــــــرم *******فهو كمن به ألم الــــــهـــــــــرم
لاتنس قوما قد صفا حبهــــــــم *******للمصطفى ، ونصره دأبهـــــــم
عليهمو أثنى الكتاب المحكـــــم *******لديهمو بالعدل قدما يحكــــــــــم
أولئك الأنصار ، من، سواهـــم *******غير بني مضر، ما ساواهـــــــم
ندعى إلى الجلى ، وتجلى الغمم *******بنا ،وكم صينت لدينا الذمــــــم
ورب معوج بنا يقـــــــــــــــوم ******* ونحن بالقسط أناس قـــــــــــوم
ولا يصرر لدينا الدرهـــــــــــم *******ولكلوم الدهر نحن مرهــــــــــم
ومن يحالفنا فليس يسلــــــــــــم *******ومن يبارزنا فأنى يسلــــــــــــم
قومي أولئك فمن مثلهمـــــــو؟ ********صفوة صفوة الخلائق هــــــــم
ماولدت شنقيط أو يلملـــــــــم ********فيما مضى من هو منهم أعلـــــم
يا ربنا أبقهمو ،نقهمـــــــــــــو ********لقهم الرضى غدا ، رقهـــــــــــم

1. قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعلى ـ لسانك أسدك إن أطلقته فرسك ، وإن أمسكته حرسك