عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2013, 11:02 PM   #9
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 04-28-2024 (10:40 AM)
 المشاركات : 1,671 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجاحظ أديب قتله علمه



ومن مروياته في كتاب البخلاء
حدثني جعفر ابن أخت واصل، قال: قلت لأبي عيينة: قد أحسن الذي سأل امرأته عن اللحم، فقالت: أكله السنور. فوزن السنور، ثم قال: هذا اللحم، فأين السنور? قال: كأنك تعرض بي! قال: قلت: إنك والله أهل ذلك: شيخ قد قارب المائة، وعليه فاضلة، وعياله قليل، ويعطي الأموال على مذاكرة العلم، والعلم لذته وصناعته. ثم يرقي إلى جوف منزله! وأنت رجل لك في البستان، ورجل في أصحاب الفسيل، ورجل في السوق، ورجل في الكلاء: تطلب من هذا وقر جص، ومن هذا وقر آجر، ومن هذا قطعة ساج. ومن هذا هكذا! ما هذا الحرص? وما هذا الكد? وما هذا الشغل? لو كنت شاباً بعيد الأمل، كيف كنت تكون? ولو كنت مديناً كثير العيال، كيف كنت تكون? وقد رأيتك فيما حدث تلبس الأطمار، وتمشي حافياً نصف النهار - قال: ثم أجمجم.
بلغني أنك فقدت قطعة بطيخ، فألححت في المسألة عنها، فقيل لك: أكلها السنور. فرميت بباقي القطعة قدام السنور، لتمتحن صدقهم من كذبهم! فلما لم يأكله غرمتهم ثمن البطيخة كما هي! قالوا لك: كان الليل. فإن لم تكن التي أكلته من سنانير الجيران، وكان الذي أكله سنورنا هذا، فإنك رميت إليه بالقطعة وهو شبعان منه. فأنظرنا ولا تغرمنا، نمتحنه في حال غير هذه. فأبيت إلا إغرامهم! قال: ويلك! إني والله ما أصل إلى منعهم من الفساد، إلا ببعض. وقد قال زياد في خطبته: إني والله ما أصل منكم إلى أخذ الحق، حتى أخوض الباطل إليكم خوضاً. وأما ما لمتني عليه اتفاقاً، فإنما ذهبت إلى قوله: لو أن في يدي فسيلة، ثم قيل لي: إن القيامة تقوم الساع، لبادرتها فغرستها. وقد قال أبو الدرداء في وجعه الذي مات فيه: زوجوني، فإني أكره أن ألقي الله عزباً. والعرب تقول: من إلى دماغه في الصيف، غلت قدرته في الشتاء.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس