يا من تريدون إحياء الأخلاق الجاهلية؛ لئن لم تحكمكم أخلاقكم الإسلامية وتفتخروا بها فاعلموا أن الاعتزاز بالباطل يحسنه غيركم، وكما أن لنا سفهاء فكذلك أنتم لكم سفهاء، ولكن العقلاء الذين أحجمهم إيمانهم هم الذين يعلمون أن إثارة مثل هذه الأمور بين كل فترة وأخرى ما هو إلا من نزغات الشيطان وألاعيبه، وليس عبثاً أن ورد الأمر الشرعي بالرد على من تعزى بأمور الجاهلية أن يرد عليه بأن يُؤمر بِعضِّ هَنِ أبيه تصريحا لا تلميحاً ، كما روى غير واحد من أصحاب المسانيد من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمِعْتُمُوهُ يَدْعُو بِدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِّ أَبِيهِ، وَلَا تَكْنُوا "، فأربعوا على أنفسكم، وما نالكم قد نالنا قبلكم، ويعلم الله أننا لا نفرح أن تثلم مكانتكم قيد شبر، لأننا جميعا شركاء في الأفراح والأتراح، فما فيه رفعتكم هو رفعة لنا، وما فيه من هضم لحقوقكم هو هضم لنا.
فما لكم لاتعقلون.