عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 04:24 PM   #5


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام



الموضوع يا أخي عبادي بما أنه ليس من أطروحاتك لم يعد يشجعني كثيرا على الكتابة، فصاحبه ليس معنا حتى أناقشه بالحدة، ومع ذلك ألخص ملاحظاتي على الكاتب هكذا:
1. العنوان:
يكشف عن فقر لغوي كبير، ومنهجي كذلك، فكل ذوق سليم للعربية يمج هذه العبارة، بل يكاد فهمها يستعصي (حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية وفي الإسلام )، إنه لا يدرس هذه الحقوق في الإسلام فقط، ولا في الغرب فقط، بل يحاول ممارسة الدراسة المقارنة، وأظن الجميع يعرف كيف تصاغ عناوين الدراسات المقارنة، فما محل "في" هذه من الإعراب، والبيان، والمنهج، والعقل ...؟؟؟ وكذلك كلمة "ألمفاهيم" التي تكفي عنها كلمة "الفلسفة". ؟؟؟
هذه الملاحظة المنهجية اللغوية لم آت بها عبثا من أجل الوقوع في شخصية الكاتب العلمية، بقدر ما أردت لفت الانتباه إلى مسألة خطيرة، هي أن المسائل الكبرى "الحساسة" أصبحت ميدان كل من هب، ودب بلا شروط.
2. هدف الدراسة:
من الواضح أن الدراسة ترمي إلى إجراء مقارنة بين المنظورين الغربي، والإسلامي، ولكن ميل الكاتب إلى الجانب الغربي تفضحه اللغة من العنوان الذي قدم فيه الغرب على الإسلام، بل منح الغرب "المفاهيم"، بينما بقي "الإسلام" في الطرف مجردا منها .... إلى لب الدراسة الذي استغربت منه أشد الاستغراب، فالكاتب عرض علينا بدون اقتصاد في القول كل ما يعرف من الحقوق في الفلسفة الغربية، بينما اقتصر كل الاقتصار عندما تعلق الأمر بالإسلام.
إذن النتيجة سافرة جدا، ولم يخفها حتى الأسلوب الأكاديمي، وهذا أكبر خطر يهدد البحث العلمي، "سلطة الأيديولوجية على الكاتب"، التي تتناقض تماما مع "الموضوعية" الشرط الأول في الدراسات الجادة.
تلك النتيجة تقول: "إن الغرب هو الذي أبدع للإنسان حقوقا، بينما لم يزد الإسلام عليه سوى مزيد من التحقير والإهانة ...".
3. المصادر:
من أجل ذلك كله اكتقى كاتبنا بموهبته الإلهامية، المكتسبة من التعبئة الإعلامية المجانية ضد الإسلام، فلم يتعب نفسه بالرجوع ولو دقيقة واحدة إلى مصدر واحد من المصادر الإسلامية، كي يعرف أن الإسلام مبتكر الحقوق في البشرية، سواء طبقها المسلمون أم لا، إذ عرف في أدبياته:
- حق الله على عباده.
- حق العباد على الله
- حق الأنبياء .....
- حق الوالد على ولده.
- حق الولد على الوالد.
- حق السلطان على الرعية.
- حق الرعية على السلطان.
- حق الجار.
- حق صاحب السبيل.
- حق ال...... إلى أخر جميع الأطياف.

كل ذلك مفصل في الكتب الفقهية، قبل جان جاك روسو، وهيجل، و.... إلى الكاتب المحترم.
فمن "حقوق البحث العلمي" التي يهضمها الكاتب الرجوع إلى تلك المصادر ليستقي منها "مادة الحقوق في الإسلام: كلها، ثم يقارنها بما في الغرب، حينها حق له النقد، والاستنتاج... بكل موضوعية.
لكن تراه ماذا فعل؟؟
لقد رجع كما صرح به هو إلى "كتب الأدب العربي المعاصر" ههههه، لا أدري هل هذا حهل، أو استهزاء ؟؟
أعرف أن المستشرقين يسمون الثقافة الإسلامية كلها بما فيها من فلسفة، وعلوم، حديث، وفقه .... "الأدب العربي"، كما فعل رئيسهم بروكلمان في كتابه الشهير "تاريخ الأدب العربي"، الذي لم يقتصر فيه على الأدب فقط، وذلك كما هو واضح تصنيف شوفيني، ساخر، منتقص من الآخر العربي المسلم، ولا يعبر عن أدنى درجة الاحترام لحق الإنسان.
4. خلاف لفظي:
ما استحضره الكاتب من حقوق في الإسلام علق عليه، وانتقص منه لأنه "مجرد واجبات"، لا "حقوق"، يا زلمي لتسمها "بروقا، أو شاكولا .." يكفي أن الهدف واحد، والدلالة واحدة .... ألا ترى معي أن التعبير الإسلامي أشد إيقاعا، وأكبر دلالة، فهي ليست حقوقا، تواضع الناس عليها، بل "واجبات" يفرضها "الله" الذي لا يستهين المسلمون عادة بما فرض عليهم، هذا له دلالته أنطولوجيا بغض النظر عن مذهبك أنت الباحث في "وجود الله، وعدمه".
إذا كنا نتحدث بلغة الحقوق، فمن حقي أنا كقارئ إبستمولوجي استخلاص ما يلي:
لقد دفع كره الإسلام كاتبنا المحترم إلى التعبير عن مشاعر الغيظ، والكراهية، والتعصب، فأبدع قصيدة يمدح فيها الفلسفة الغربية، ويهجم على الإسلام، ولم يقم بدراسة أكاديمية موضوعية منصفة.
وشكرا على حسن التفاهم.





 
 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا

التعديل الأخير تم بواسطة محمد أغ محمد ; 11-09-2011 الساعة 07:09 PM

رد مع اقتباس