عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-12-2010, 07:34 PM
عبادي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5455 يوم
 أخر زيارة : 05-02-2024 (09:53 AM)
 المشاركات : 386 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : عبادي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي طرق القوافل عبر الصحراء والممالك الإفريقية جنوبي الصحراء الكبري في المصادر العربية



رق القوافل عبر الصحراء والممالك الإفريقية جنوبي الصحراء الكبري في المصادر العربية في القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي



د. أحمد الياس



لعبت الطرق التجارية العابرة للصحراء الكبري أدوارا كبيرة وهامة في تاريخ المنطقتين الواقعتين علي طرفيها الشمالي والجنوبي ، فقد تم عبرها التبادل التجاري منذ اقدم العصور ومع نشاط الحركة التجارية اتصلت افريقيا جنوبي الصحراء بحضارات العالم القديم المطلة علي حوض البحر المتوسط .


ومنذ الألف الأخير قبل الميلاد خرج نطاق التبادل التجاري من محيطه الداخلي في إفريقيا إلي حوض البحر المتوسط ساهم فيه الفينيقيون واليونان والرومان وقد خلف لنا هؤلاء كثيرا من المعلومات تعتبر من أقدم المصادر عن مسالك الصحراء والشعوب القاطنة جنوبيها .


وإلي جانب ذلك فهناك بعض المصادر المحلية الهامة عن الطرق الصحراوية وهي عبارة عن النقوش والرسومات التي خلفتها الشعوب الصحراوية في فترات تاريخية متتالية .


وقد تمت دراسة الكثير من تلك الآثار فساعدت إلي حد كبير في تتبع طرق الصحراء وارتباطاتها القديمة بالمراكز والشعوب الإفريقية علي حوض نهري السنغال والنيجر (1).


غير أن العصر الذهبي لمصادر الطرق في إفريقيا جنوب الصحراء يبدأ بدخول الإسلام في شمال إفريقيا حيث استقر المسلمون في المغرب العربي منذ القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي ) وكثفوا اتصالاتهم بجنوبي الصحراء مابين حوض بحيرة تشاد شرقا والمحيط الأطلسي غربا وهي المنطقة التي تشملها هذه الدراسة .


وقد سجلت كتب التراث العربي معلومات غزيرة عن هذه المنطقة تعتبر من المصادر الاساسية لدراسة الطرق اليها وعلاقاتها – بالمغرب العربي وحوض البحر المتوسط .


وقد تضمنت تلك المعلومات الأنشطة الاقتصادية والثقافية والعلاقات الاجتماعية لسكان المنطقة والأنظمة السياسية التي سادت فيها.


جاءت هذه المعلومات في المصادر العربية الجغرافية القديمة التي درجت علي تقسيم العالم إلي اقاليم وتتم دراسة الأقليم من جوانب متعددة مثل مظاهر السطح والمناخ والنبات والحيوان والسكان بانشطتهم الاقتصادية والثقافية والنظم السياسية .


وقد حملت تلك المؤلفات الجغرافية أسماء مختلفة أشهرها " المسالك والممالك " وكتب البلدان " وصورة الأرض في الطول والعرض " وأحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم "


كما وردت بعض المعلومات أيضا في المؤلفات التي تحمل اسم " كتب العجائب " وعجائب البر والبحر " كما تمثل المعاجم الجغرافية القديمة وكتب الرحلات مصادر أساسية لدراسة مراكز ومدن وعواصم افريقيا جنوبي الصحراء وتناولت كتب الطبقات ايضا الكثير من المعلومات عن تاريخ العلاقات عبر الصحراء الكبري وقد جاءت هذه المعلومات بصورة واضحة ووافية في كتب طبقات الاباضية لعلاقات اتباع هذه الفرقة القوية بافريقيا جنوبي الصحراء .


ولم تهتم مصادر التاريخ العام كثيرا بطرق الصحراء وتاريخ العلاقات عبرها وبالممالك الإفريقية جنوبي الصحراء كما يلاحظ ذلك مثلا عند الطبري وابن الأثير .


والمؤلفات التاريخية التي اهتمت بهذا الجانب هي الكتب الخاصة بتاريخ المغرب وتاريخ مصر مثل مؤلفات ابن خلدون وابن الخطب وابن ابي ذرع وابن اياس والمقريزي .


أما كتب الموسوعات فقد سجلت كثيرا من المعلومات الهامة عن ممالك إفريقيا جنوبي الصحراء وعلاقاتها السياسية بدول شمال إفريقيا وكيفية مخاطبة الملوك الأفارقة كما حفظت لنا بعض نصوص تلك المراسلات .


لقد فضلت تناول هذه المصادر في موضوعين ينتهي القسم الأول بالقرن السادس الهجي ويغطي القسم الثاني مابعد القرن السادس الهجري ولما كانت اقدم المصادر العربية التي تتناول موضوع الدراسة ترجع إلي القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي ) فسنبدأ بشيء من التفصيل بمصادر ذلك القرن .


مصادر القرن الثالث الهجري (9م)


اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن واضح ت 284 هـ / 897 م استفاد اليعقوبي من تجواله في شمال إفريقيا وبخاصة في الدولة الرسمية التي كانت تسيطر علي أغلب محط الطرق الواقعة شمالي الصحراء فجمع بذلك معلومات قيمة ضمنها كتابه البلدان الذي انتهي من تأليفه في مصر عام 278 هـ / 891م (2).


واليعقوبي أول جغرافي عربي أمدنا بمعلومات مباشرة عن الطرق الصحراوية فأشار إلي طريق الذهب من سجلماسة إلي مملكة غانة عبر المنطقة الغربية من الصحراء الكبري .


كما تناول ايضا الطريق الشرقي من فزان عبر كوار جنوبا الي حوض بحيرة شاد ، ووضح نشاط الأباضية التجاري علي هذا الطريق من مركزهم الصحراوي ( مدينة زويلة ) واشار إلي الأمم الافريقية التي ارتبطت عبره .


وأضاف اليعقوبي في كتابة التاريخ معلومات عن الممالك الإفريقية جنوبي الصحراء فتحدث عن غانة واتساعها وجعل مملكة كانم ومملكة مالي ومملكة كوكو من أعظم ممالك السودانفي ذلك العهد (3).


ابن الفقيه :


أبوبكر أحمد بن إبراهيم ت 290 هـ ، 903م


انتهي ابن الفقيه من تأليف كتابه " البلدان " عام 290 هـ وقد كان الكتاب يضم خمسة أجزاء لكنه معروف اليوم فقط في مختصره الذي أتمه علي الشيرزاي عام 412هـ - 1022م .


يتضمن الكتاب معلومات عن مملكة غانة والطريق الشرقي الذي يخرج من الواحات المصرية عبر كوار نحو النيجر ثم يتجه غربا نحو غانة(6) كما أشار أيضا إلي الطريق الغربي من السوس الأقصي إلي غانا والمعلومات التي أوردها ابن الفقيه قليلة بالقياس الي ماذكره اليعقوبي الخوارزمي .


أبوجعفر محمد بن موسي ( ت حوالي 272هـ - 885م ) لم يأت الخوارزمي – الذي ينتمي إلي جماعة فلكي المامون بمعلومات مفصلة عن الممالك الإفريقية والطرق في كتابة ( صورة الأرض (7) الذي اكمل تاليفه 221 – 232 هـ / 36- 847م .


ذكر الخوارزمي بعض مراكز جنوب الصحراء مثل غانة وكوكو وزغاوة محددا مواقعها بخطوط الطول والعرض وبالرغم من اعتماده علي بطليموس إلا أنه اضاف بعض المراكز الجديدة (8) وله خريطة كبيرة وضح عليها خط الاستواء وظهرت عليها مدينتا عانة وكوكو ونهر النيجر .


ابن الصغير المالكسي ( القرن الثالث الهجري )


عاش ابن الصغير في الدولة الرسمية وأرخ لائمتها في القرن الثالث الهجري في كتابه تاريخ أئمة الدولة الرسمية وتعرض للتجارة والمراكز التجارية وعلاقات الدولة عبر الصحراء مع ملوك إفريقيا مثل السفارة التي بعثها الإمام أفلح بن عبدالوهاب إلي أحد الممالك الإفريقية(9).


واذا استثنينا اليعقوبي نجد أن معلومات كتاب القرن الثالث الهجري عن طريق الصحراء والممالك الإفريقية جنوبي الصحراء قليلة بل أهملها بعضهم مثل ابن خرداذبه في كتابه ( المسالك والممالك ) والفرغاني في كتابه ديوان علم النجوم عندما تحدث في الفصل التاسع عن المدن التي حدد مواقعها في الاقطار فلم يذكر سوي مدينة جرمة التي ذكر أنها عاصمة الحبشة ويقصد بها دولة كانم .


ويبدو أن السبب في ذلك بعد المنطقة وصعوبة الوصول إليا ولذلك يلاحظ أن اغلب ما كتب عن مسالك الصحراء ارتبط بمواطن الذعب في مملكة غانة وجنوبها وهي المناطق التي حاول التجار الوصول إليها ونقل الأخبار عنها.


مصادر القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي )


تقدم علم الجغرافيا في هذا القرن تقدما سريعا وتعددت المؤلفات التي تخصصت في الجغرافيا الوصفية وتناولت المسالك والجانب الكوزمجرافي وصف الكون وحمل هذا النوع في الغالب اسم العجائب والغرائب الي جانب مؤلفات الجغرافيا الفلكية .


وقد شهد هذا القرن تطورا أخر بظهور الجغرافيا الاقليمية التي تناولت اقليم المغرب فجاءت دراستها وافية شملت معلوماتها مناطق واسعة في الصحراء وبالرغم من أن معظم هذه الأعمال مازال مفقودا إلا أن ماوصل إلينا عن طريق الكتاب المتأخرين من تلك المصادر ساهم في دراسة المنطقة .


ابن حوقل النعيمي أبوالقاسم ت 367/ 977/


يعتبر ابن حوقل من أشهر مؤلفي هذا القرن الذين تناولوا مسالك الصحراء فترك لنا معلومات قيمة في كتابه صورة الأرض (10) الذي جمع مادته في إفريقيا أثناء تجواله واشتغاله بالتجارة (11) فقد طاف في بلاد المغرب حتي درعة مابين عامي 336- 340هـ /947 – 951م ودخل الصحراء الكبري حتي اودغست فكان بذلك أول جغرافي عربي يصل إلي تلك المناطق .


وقف ابن حوقل علي احوال المنطقة فجاءت معلوماته دقيقة عن الجزء الغربي من الصحراء الكبري ويبدو من خلال وصفه أن النشاط التجاري ربط المنطقة كلها ربطا تاما مابين سجلماسة واودغست غربا حتي زويلة شرقا وبين ارتباط سلع المنطقة بتجارة حوض البحر المتوسط.


غير أن معلومات ابن حوقل عن الطريق الغربي من سجلماسة إلي غانة جاءت قليلة مما يجعلنا نرجح الرأي الذي يشكك في وصوله إلي اودغست (12) رغم ماذكره في كتابه أنه دخلها (13) ولذلك فإن معلوماته عن ممالك إفريقيا جنوب الصحراء مختصرة جدا حتي بالنسبة لمملكة غانة فلو كان ابن حوقل قد وصل اودغست لتمكن من جمع أخبار غزيرة عن أحوال المنطقة ، ولاعطي صورة واضحة عن مملكة غانة التي كانت علي بعد مراحل قليلة من أودغست خاصة ,انها كانت مثار اهتمام عالم حوض البحر المتوسط لاعتماده كبيرا علي الذهب الذي تصدره .


وقد أشار ابن حوقل فقط إلي مراكز جنوبي الصحراء مبينا المسافات بينها وبين غانا شرقا حتي كوكو شرقا حتي فكوار فمصر (14).


البلخي :


أبوزيد حمد بن سهل ( أوائل القرن 4هـ/ 10م) وضع البلخي كتابه ( صورة الأقاليم) في شيخوخته حول عام 309/ 921م (16) كتب البلخي عن معادن الذهب التي وصفها بأنها قريبة من مدينة سجلماسة وتحدث قليلا عن طريق الذهب كما اشار إلي زويلة عبر المناطق الشرقية من الصحراء الكبري لكنه لم يتطرق إلي ممالك ومراكز إفريقيا .


الاصطخري :


أبواسحق محمد إبراهيم ( النصف الأول من القرن 4هـ / 10م) يحمل مؤلف الاصطخري الجغرافي اسمين ( مسالك الممالك (18) والثاني ( كتاب الاقاليم ) (18) وتتفق مادة الكتابين فيما يتعلق بموضوع البحث فيما عدا بعض الإضافات والاختلافات الطفيفة وفي نهاية كتاب ( مسالك الممالك ) مكتوب ( انتهي كتاب الاشكال ).


ركز الاصطخري اهتمامه في كتاباته علي ديار الإسلام والقليل من المعلومات التي ذكرها عن الصحراء اعتمد فيها علي البلخي اعتمادا اساسيا وتوجد خريطة في كتاب الاقاليم ظهرت عليها مدينة زويلة .


المسعودي :


ابوحسن علي ابن الحسين ت 346 هـ / 957م بالرغم من غزارة ماكتبه المسعودي في الجغرافيا إلا أن معلومات عن غرب إفريقيا قليلة بالقياس إلي ماكتبه عن بحر القلزم وساحل الزنج فلم يرد شيء يتعلق بموضوعات في كتابه التنبيه والأشراف ، لكنه حفظ لنا في كتابه ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ) ماكتبه ابو اسحق ابراهيم الفزازي في القرن الثاني الهجري عن مملكة غانة (19).


والكتاب الذي وردت فيه بعض المعلومات عن العلاقات التجارية عبر الصحراء ومملكة غانة هو كتاب العجائب الذي ارتبط مختصره باسم ابن وصيف شاه الذي اشار إليه حاجي خليفة تحت اسم ابراهيم بن وصيف شاه المصري(20) وحدد شاكر مصطفي وفاته لعام 596 هـ / 1200م ونسب إليه عجاب الدنيا وذكر أنه يسمي كذلك كتاب العجائب الكبير (21).


وذهب كراتشكوفسكي إلي أن ابن وصيف شاه عاش في بداية القرن السابع الهجري (13) ولا يوافق علي اسناد كتاب العجائب إلي ابن وصيف شاه ويستبعد اطلاقا أن يكون الكتاب للمسعودي (22).


غير أن البكري اشار إلي ابن وصيف شاه ونقل عنه في مخطوطه كتاب " المسالك والممالك " في أكثر من موضع مما يوضح أن ابن وصيف شاه ألف كتابه قبل عام 460هـ/ 1067م وهو الوقت الذي الف فيه البكري كتابه (23).


والاسباب التي ادت بالبكري مصطفي وكراتشكوفسكي إلي جعل تاريخ حياته متأخرا في القرن السادس الهجري 12 م وما بعده هو أن المؤلفات التي حملت اسم ابن وصيف شاه تناولت اخبارا حتي عام 609هـ - 1209م كما في كتاب جواهر البحور عام 688 هـ كما في كتابه مختصر العجائب الذي يمتد أحيانا حتي عام 923هـ / 1417م (25).


وبناء علي اشارات البكري لابن وصيف شاه فإن تاريخ حياته يرجع إلي النصف الأول في القرن الخامس الهجري أو قبله 11 م وقد اضيفت إلي مؤلفاته اخبار لاحقة غطت الفترات التي شملتها تلك الإضافات وامتدت حتي القرن العاشر الهجري 16 م كما في كتابه مختصر العجائب .


وكتاب مختصر العجائب الذي نحن بصدد الحديث عنه هنا يرجح بعض الكتاب انه هو نفسه كتاب ( الجمان في مختصر أخبار الزمان ) يسمي أحيانا أخبار وعجائب البلدان (26).


ومخطوطه مختصر عجائب البلدان لابن وصيف شاه في معهد أحياء المخطوطات العربية(27).


مكتوب علي البطاقة الملحقة بها في أول القلم محتويات كتاب عجائب الدنيا للمسعودي ، ومكتوب في أول المخطوط بها مختصر عجائب الدنيا للمسعودي .


وتوجد مخطوطة أخري لابن وصيف شاه في معهد المخطوطات تحت اسم زبدة محاسن مرآة الزمان واستخراج نفائس دور ما احتوته من عدائب لابن وصيف شاه .


والمادة الموجودة في المخطوطين – علي الأقل فيما يتعلق بموضوع البحث هي نفس المادة التي اثبتها يوسف كمال في اطلسه تحت اسم أخبار الزمان للمسعودي (29) ويدل كل ذلك علي كتاب العجائب الذي اختصره ابن وصيف شاه هو كتاب المسعودي الذي يسمي اخبار الزمان ويشار إليه احيانا أخري تحت اسم مرآة الزمان .


المقدسي :


ابوعبدالله محمد بن ابي بكرت 390هـ / 999م شرح المقدسي في مقدمة كتابه احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (30) منهجه وتحدث عن مصادره وأسفاره وانتقد من سبقوه لعدم مراعاتهم الدقة أو لعدم ذكرهم تفاصيل الاقاليم .


ولم ترد في كتابه اشارات للطرق عبر الصحراء بل ربط زويلة وسلماسة بمراكز المغرب الكبري فقط ، لكنه تطرق إلي نظم التعامل التجاري جنوبي الصحراء واعتمد في معلوماته علي البلخي والاصطخري .


ابن رسته وسهراب :


أما كتاب ابن رسته ( الأعلاق النفسية (31) وكتاب سهراب ( عجائب الاقاليم السبعة ) (22) فلم يتعرضا لمسالك الصحراء والتجارة فالأول ركز كلامه علي طرق شرقي العالم الإسلامي بينما تناول الثاني مراكز الصحراء الشمالية فقط .


مؤلفات مفقودة :


من المؤلفات الجغرافية الهامة المفقودة في هذا القرن :


1- كتاب المسالك والممالك لأحمد بن محمد الرازي ت 344هـ/ 955م


2- كتاب مسالك افريقيا وممالكها لابي عبدالله محمد بن يوسف ت 362هـ / 973 (33)


ترجع أهمية الكتابين إلي أن مؤلفيها مغربيان عايشا حركة التجارة وتجار الصحراء فتمكنا من جمع المعلومات عن العلاقات التجارية والممالك الإفريقية وقد استفاد من هذه المعلومات الكتاب المتأخرون مثل البكري .


3- المسالك والممالك للحسن بن أحمد المهلب ت / 380/990 م عاش المهلب بمصر حيث الف كتابه وقدمه للخليفة الفاطمي العزيز ، ولذلك عرف كتابه بالغريزي وهو من أوائل الكتاب الذين وصفوا الممالك الإفريقية وصفا دقيقا (34) فتناولت مادته المراكز التجارية وممالك الصحراء وطرقها .


والمهلبي صاحب أقدم وأهم نص عن مملكة كوكو ودخول الإسلام فيها في وقت مبكر يرجع إلي النصف الأول من القرن الرابع الهجري 11 أو قبله (35) وقد استفاد من المهلبي كل من ياقوت الحموي وأبوالفداء والقلقشندي فحفظوا لنا نصوصا قيمة من ذلك المؤلف .


مصادر القرن الخامس الهجري:


توفرت المعلومات عن مسالك الصحراء التجارية والمراكز في هذا القرن لازدياد الارتباط التجاري عبر الصحراء بين دول شمال إفريقيا وممالك إفريقيا جنوب الصحراء التي استقبلت اعدادا كبيرة من المسلمين ، فقد أدي قيام دولة المرابطين إلي توحيد منطقة نهر السنغال بالمغرب الأقصي في وحدة سياسية كما حاولت دولة كانم مد حدودها شمالا عبر كوار نحو واحات فزان .


ومن اشهر مؤلفي هذا القرن :


البكري :


أبوعبدالله بن عبدالعزيز ت / 487 هـ اكتملت الصورة عن مملكة غانة " وتجارتها وأحوال سكانها ونظام الحكم فيها وعلاقاتها عبر الصحراء بمؤلف البكري " المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والمغرب " (36) الذي انتهي من تأليفه عام 360 هـ/ 1067م وهو جزء من كتاب المسالك والممالك .


تعرض البكري بتفصيل دقيق للصحراء المغربية وغرب إفريقيا فتناول الطرق بمراحلها واماكن جود المياه والمخاطر التي تواجه القوافل واورد تفاصيل وافية عن دور المراكز التجارية في النشاط التجاري ولكن يلاحظ علي كتابة البكري أن المعلومات تقل بصورة واضحة فيها كلما اتجه من غرب افريقيا شرقا نحو انحناءة نهر النيجر الوسطي وحوض بحيرة تشاد .


وربما كان السبب في ذلك هو مصادره التي تركزت معلوماتها علي الجزء الغربي من المنطقة ، فقد اعتمدت معلوماته علي التجار الذين ارتبطوا في عصر المرابطين خاصة في الفترة الأولي من قيام الدولة ارتباطا قويا بين حوض نهر السنغال الأندلس حيث ألف البكري في ذلك الوقت كتابه بالإضافة إلي الوثائق الرسمية التي توفرت في الأندلس في ذلك الوقت عن غرب إفريقيا .


ولا يبدو أن البكري دخل الصحراء الغربية أو مملكة غانة كما رجح بعض الكتاب (37) فبرغم التفاصيل الوافية لمعلوماته إلا أنه لم تحمل اي إشارة إلي دخوله المنطقة ، ومايوضح مصاحبته للقوافل التي اسهب في وصفها ، فقد ذكر البكري اربعة طرق عبر الجزء الغربي من الصحراء الكبري فلو كان قد سلك أحد الطرق جنوبا لاتضح ذلك في كتاباته عنها .


البيروني :


ابو الريحان محمد بن أحمد ت 440 هـ / 1048م


يغلب علي مؤلفاته البيروني طابع الجغرافيا الفلكية ويبدو ذلك واضحا في كتابه " الآثار الباقية عن القرون الخالية " والكتاب الذي يدخل في نطاق موضوعنا هو صفة المعمورة (38) وقد جاءت فيه بعض الإشارات إلي الطرق ومراكز التجارة والسلع التجارية وتوجد خريطة للأقاليم في الكتاب ظهرت عليها مناطق جنوب الصحراء في الاقليم الثالث.


المنجم : اسحق بن الحسين ت : اخر القرن الخامس الهجري 11م المنجم جغرافي اندلسي وضع كتابه " أكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة بكل مكان (39) قبل عام 454هـ / 1062م وبالرغم من أن المنجم اندلسي إلا أن المعلومات التي اوردها عن التجارة والطرق قليلة انحصرت في وصفه لبعض المناطق جنوبي الصحراء وتحدث عن وفرة الذهب والتجارة الصامتة .


كتب طبقات الأباضية :


تميزت طبقات الأباضية بانها تضمت سير واخبار الكثيرين من الفقهاء الذين ترددوا عبر الصحراء إلي الممالك الإفريقية منذ القرن الثالث الهجري وقد ربطت اولئك الفقهاء صلات قوية بتلك المناطق كانت الدعوةإلي الإسلام من أقوي اسبابها.


كانت التجارة عاملا هاما في تلك الصلات حيث مثلت التجارة المهمة الرئيسية لمعظم اولئك الفقهاء الذين ارخت لهم كتب الطبقات وكان اولئك التجار يستقرون لفترات طويلة في مراكز وممالك جنوبي الصحراء الي المسالك الإفريقية منذ القرن الثالث الهجري وقد ربطت اولئك الفقهاء صلات قوية بتلك المناطق كانت الدعوة إلي الإسلام من اقوي اسبابها.


كانت التجارة عاملا هاما في تلك الصلات حيث مثلت التجارة المهمة الرئيسية لمعظم اولئك الذين ارخت لهم كتب الطبقات وكان اولئك يستقرون لفترات طويلة في مراكز وممالك جنوبي الصحراء ويتجولون في الأماكن الداخلية من افريقيا فارتبطت سيرهم بتلك الانحاء ويعبر كتابا ، الورقلاني ابي زكريا يحيي بن ابي بكر ( القرن الخامس الهجري (40) وكتاب الوسياتي ابي الربيع عبدالسلام ت / 471(41) من أقدم طبقات الاباضية التي تضمنت أخبار الصحراء والأنشطة الثقافية والتجارية .


مصادر القرن السادس الهجري (12م )


الإدريسي ابوعبدالله محمد بن محمد بن عبدالله ت / 560هـ / 1164م


الأدريسي من أبرز مؤلفي القرن وترك لنا معلومات قيمة في كتابيه :


1- صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس (42)


2- انس المهج وروض الفرج وهذا الكتاب من مؤلفات الأدريسي غير المشهورة فهو لازال مخطوطا لم يطبع والنسخة الموجودة في معهد احياء المخطوطات العربية مفهرسة تحت اسم عبدالله بن محمد بن محمد الشريف القرطبي المتوفي عام 560هـ (43)


استفاد الأدريسي من معلومات الجغرافيين السابقين منذ القرن الثالث الهجري كما اعتمد علي مصادره الخاصة فيما يتعلق بجنوبي الصحراء الكبري والتي اشار إليها كثيرا مثل احد التجار الثقاة الذي تجول في السودان نحو عشرين عام (44) واخبرني أهل المغرب الاقصي ورجلان (45) واخبرني بعض من دخل المدينة(46) واخبرني ( الثقافة من متجولي التجار ) (47) اورد الأدريسي في الكتاب الأول – صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس معلومات قيمة وتفاصيل دقيقة عن ممالك إفريقيا جنوب الصحراء والمراكز والمسافات بينها في لاقاليم بصورة واضحة تساعد علي تحديد مواقعها.


وتناول الطرق الصحراوية عبر جميع مناطق الصحراء وافاض الحديث عن النشاط التجاري ووصف القوافل واعدادها والسلع التي تنقلها في ذهابها وايابها بتفصيل دقيق لم يسبقه إليه احد ممن وصلتنا اعمالهم .


ويعتبر الأدريسي أول من أمدنا بمعلومات وافية عن الجزء الأوسط من الصحراء الكبري بخلاف المؤلفات السابقة والتي ركزت علي الصحراء الغربية حيث الطريق المباشر الي الذهب في اعالي نهري السنغال والنيجر .


وفي الكتاب الثاني أورد الأدريسي معلومات مختصرة وهو الهدف الذي من أجله ألف الكتاب فقد ذكر في مقدمته( فإنك قد سألتني أن أولف لك كتابا مختصرا في مسالك الأرض وممالكها )


ركز الإدريسي في هذا المختصر علي الاقاليم واقسامها وبيان المدن والمسافات بينها مع رسم خريطة توضيحية لكل اقسام الاقاليم ساعدت هذه الخرط علي تحديد مواقع المراكز والطرق.


أبوحامد الغرناطي :


أبوعبدالله محمد عبدالرحيم بن سليمان الأندلسي ت / 565هـ / 1170م ورد لقب أبي حامد الغرناطي بصورة مختلفة في مجموعة المخطوطات المنسوبة آليه فاحيانا يلقب بالقبسي الغرناطي واحيانا اخري بالربيع القيسي كما لقب ايضا بالمازني ونسب إليه عدد من المخطوطات مثل :


1- المعجب عن بعض غرائب المغرب (48)


2- عجائب المخلوقات (49)


3- نخبة الأذهان في عجائب البلدان (50).


ولم أتمكن من رؤية المخطوطات المذكورة أعلاه لكنني رأيت ثلاث نسخ من مخطوطة أخري حملت اسم ( تحفة الألباب ونخبة الاعجاب ) الموجودة بالمكتبة الوطنية بباريس ومكتوب عليها ( تأليف الإمام ابن عبالله محمد بن عبدالرحيم ابن سليمان الربيع القبسي الغرناطي ).


والنسخة الثانية موجودة في الخزانة الملكية بالرباط مكتوب عليها تأليف( ابي عبدالله محمد بن عبدالرحيم بن سليمان الربيعي)(51) والنسخة الثالثة علي مايكروفلم بمعهد المخطوكات العربية (52) مصورة عن نسعة ف يجامعة كمبردج تحت رقم (02.6.902 ) وهي تحم اسم ( عجائب البلدان ) ومكتوب علي الصفحة الأولي تاليف( ابوحامد محمد بن عبدالرحيم الأندلسي (53) والمادة الموجودة فيها تطابق المادة الموجودة في النسختين اعلاه مما يؤكد أنها نفس العمل تحت اسم مختلف معلومات عن الطريق منها إلي غانة غير دقيقة إذ جعل المسافة علي هذا الطريق نحو ستة أشهر وكتب عن غانة وتكرور وغدامس كما تناول التجارة والسلع عبر الصحراء كل ذلك في المنطقة الغربية من الصحراء الكبري ولم يتعرض إلي المنطقة الشرقية من الصحراء .






 توقيع : عبادي السوقي

أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياه مثاليه أمتلك المعرفة فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له

رد مع اقتباس