منتديات مدينة السوق - عرض مشاركة واحدة

10-15-2010, 02:02 PM

التمهيد:

قلت، بادئ ذي بدء: هذه الترجمة، وما يجري مجراها سنصحب فيها قلماً محلى بمحاور السير الخالص ـ بإذن الله ـ دون التعرج إلى تكرار إفادة القارئ الكريم الآفاقي بما أسلفناه بترجمة الشيخ هسبا ـ رحمه الله.
اسمه:
هذا العالم، هو من الأعلام المشاهير باسم العلم الصريح، فاسمه ـ رحمه الله ـ بَزِّ بن هسبا الفلاني القابري ـ رحمه الله.
ولم أعلم له لقباً، أو كنية ظهرت في معرض الألقاب والكنى اشتهر بهما، أو بأحدهما، فضلاً أن تزاحم شهرة اسم علمه، فضلاً أن تطغى عليه.
ولادته:
إن تاريخ الولادة مما يصعب تحديده لكثير من الأعيان المتأخرين من أهل القرن الثالث عشر الهجري، وما قبله.
ولكن من فضل الله أن تدارك حفاظ نقلة التاريخ تواريخ الولادة والوفاة لأعيان القرن الرابع عشر الهجري، الذين منهم صاحب الترجمة الشيخ العلامة بزّ ـ رحمه الله ـ المولود عام 1931م.
ولقد أفادني سعادته أن هذا التاريخ هو الذي كان اطلع عليه في جواز سفره ـ رحمه الله تعالى.
شيوخه:
توطئة:
وهي أن هذه الكوكبة من المشايخ الفطاحلة الأجلة، هم شيوخ والده الشيخ هسبا ـ رحمهما الله.
ويتجلى في مشاركته والده في بعض شيوخه الكبار عدة لطائف تاريخية، منها:
* ما تمتع به هذا النجل النجيب من التربية الكريمة في بيت علم وفضل، بل في قبيلة علم وفضل..
* حرص الشيخ هسبا على تربية ابنه على العلم تربية مبكرة، تجعله في مستوى أخذ الفنون المتقدمة على كبار شيوخ والده ـ رحمهما الله.
* نجابة هذا النجل في العلوم الإسلامية منذ سن الشباب..
* علو مكانة هذا النجل المبارك في التحصيل العلمي المتميز الرصين.
وهناك لطائف أخرى يعزف عنها قلم السير إلى ذكر مشيخة صاحب هذه السيرة المسكية العطر بمسرد شيوخه أعيان الأعلام.
**- الشيخ العلامة والده هسبا القابري ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه المقامات الحريرية، والأشعر الست.
هذا ولم يسعفنا التاريخ بمن تلقى في يده القرآن الكريم، كمرحلة أولية في حياته التحصيلية المتينة..
فضلاً أن نحيط علماً بمن وضع له حروف الهجاء على اللوح الخشبي الطفولي التاريخي الجميل الدور بين محاضر أفق صحرائنا الغالية.
**- الشيخ العلامة محمد المختار الجكني ـ صاحب أضواء البيان ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه النحو، والمنطق، والتفسير.
وكان ذلك قبل هجرته إلى بلاد الحرمين، وكان نازلاً عندهم وقتئذ، كما أفادني بذلك سعادة الدكتور زبير ـ حفظه الله.
**- الشيخ العلامة محمد بن زينُ الجكني ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه الآجرومية، وملحة الإعراب، والخلاصة.
**- الشيخ العلامة زين الدين بن محمد الصالح إنْقُنّا بن حازَّ السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله تعالى.
قرأ عليه الخلاصة إعادة، ولامية الأفعال، والكافية، والشافية لا بن الحاجب، وأصول الفقه، وجمع الجوامع، والمنطق، والمعاني، وسعد الدين.
**- الشيخ العلامة محمد السالك بن خَيِّ الموريتاني ـ رحمه الله تعالى.
قرأ الأصول، وشرح ابن عقيل، والبهجة المرضية للإمام السيوطي.
قلت: هذا ما مدني به التاريخ من مشيخة صاحب الترجمة في أفق المغرب، وهذا التلميذ النجيب الذي أصبح من العلماء الأعلام كان له اتصال مباشر بالمشرق عن طريق رحلاته إلى الديار المقدسة للحج، ولعله استفاد من كبار علماء الحرمين في تلك الرحلات، لكن لم يسعفنا التاريخ بشيء من ذلك عليه برهان مبين، وسيأتي ذكر علاقته ببعض علماء الحرمين خاصة علماء أفقه آل السوق ـ إن شاء الله ـ في محور رحلاته ـ رحمه الله رحمة واسعة.