الموضوع: حوار هادف
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2009, 02:01 PM   #10
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أشكر الخالف كالموافق



أود أن نعرف مبدئيا أو أن نتذكر أن الاختلاف في وجهة النظر ، وتقويم أي فكرة وطرحها أرضا
إما أن يخضع للناموس الإلهي الذي جعله الله ميزان الكون -وهو الوحي -له أخذا وردا ،
وهذا لا إشكال فيه -كما تعلمون -وعلى الرأس والعينين والمكتبة الإسلامية كلها في التعريف بذلك
إنما الإشكال في اختلاف فهومات الناس له ،
فمنهم من يفهم عن عمق ،
ومنهم من يفهم دون ذلك ،
ومنهم من يتكيف فهمه مع سعة ثقافاته الدينية وانفتاح ذهنه ووضوح رؤاه
هذا في الشرعيات والعقليات على حد سواء
ولاختلاف هذه الفهومات في فهم النص حصل للأمة الإسلامية هذا الركام العظيم الذي نفتخر به -وحق لنا -
وإما أن يكون المختلف فيه غير منصوص عليه في الوحي ولم نجد فيه أثرا للصدر الأول مثل ما تمليه علينا أفكارنا من الأمور التي ما تنزل بها سلطان من السماء -كتعريف السوقيين -وغيره من أمور الحياة العادية التي ليس لها إلا لزها بقرن تحت عمومات سنختلف ربمافي فهمها - نظر إلى تفاوت في أرصدة أذهاننا ومنطلقاتنا ونوايانا ،ونتوصل أخيرا ربما بعد كد الذهن إلى إدخالها - تحت باب العقليات ونبدء ندخل في الأقيسة والآراء (مدرسة أهل العراق في الفقه ) والكوفيين في النحو

أظن أن تعريف أي معرف لا يتعبد بتعريفه كالطهارة - مثلا - يكفيه فقط أن يدخل في تلك العمومات التي قررت أن الاختلاف فيها لو حصل فلا إشكال إذا صحت نية الجميع وتبادل المختلفان آداب الخلاف من نزاهة القول وحسن الطوية والتركيز على المسألة المختلف فيها دون تعديها مما هو معروف من الآداب في كتب آداب البحث والمناظرة وكتب ضوابط الخلاف

أما إذا حصل الاختلاف في منطلق الفكرة فعند ذلك يصعب العلاج لأن الاختلاف ليس في النص المدروس ، إنما هو في جزئية فكرية ربما كل واحد من المختلفين يدعي أن ما عنده فيها هو الصحيح وأنه مستدل ، وربما يتهم الآخر بأنه معاند أو نحو ذلك مما يطلقه المتناظران أو يطلق عليهم كتقعيد للمناظرة
وفي نفس الوقت الذي يصعب فيه العلاج يهون فيه الأمر لأن مصادرة الأفكار من أصعب العمليات البشرية أي باعتبار الأفكار في مكان مكين كلما أنضبته تفجر منه ينبوع -هذا إذاصح مناط الفكرة عند صاحبها وتأكد اعتقاده لها -وكان صاحب الفكرة يحسن حملها ودعمها

وكما يصعب العلاج في المنطلق يصعب إذا حصل في الهدف لأن الهدف لا يمكن الوصول إليه إلا عبر وسيلة وآلية معينة ولايمكن الوصول أيضا إلا بعد الانطلاق وقد عرفنا عسر الاتفاق في الإنطلاقة في الفهم
من هنا استحسنت خلاف أي أحد لي حتى في فهم الشريعة لأني ما أظن أن الله سيسأل أي أحد عن فهم الآخر يوم يقف بين يديه ، -ممن لهم آلية للفهم كما يرتضيها أهل العلم -ولم أجد ما يشير إلى ذلك في قليل من القراءات التي مرت علي خلال عمر التعلم ،
وإذا ادعيت لنفسي شيئا من ذلك فبالمكيال الذي كلت لها أكيل للآخر من أبناء العلم الشريف
نعم هذا في الشرعيات
أما في الفكريات وتكييف مصالح الحياة وتسيير المجتمعات ودعمها بفكر معين أراه ربما مفيدا فيقال فيه نفس ما قيل في السابق

طرحت فكرة تعريف السوقيين أخيرا كإحدى نتائج متواضعة توصلت إليها من خلال بحث تعبت عليه وتكلمت فيه عن السوق والسوقيين كلاما إجماليا في حدود ضيقة،
وقد تقدم رد الأخ أبي أسعد لها وشكرنا له على ذلك وتأييد من أيدها وشكرنا له أيضا وتقدم تعليق على تعليقه وكتبناه على عجل ،ولذلك اضطررنا إلى تكميله ليتم التصور عند الرد ونطلب منه ما يلي

أولا :تجسيد ما لايرضيك من سلبيات الفكرة بأسلوب رصين -كعادتك - بعيدا عما سميته بالتشويش -ونصحت في مقال سابق بالبعد عنه، ليصل بنا نحن والقراء إلى حيث وصل به الفهم ، وينطلق بنا من حيث انطلق فلعلنا نلتقي ولو عند الهدف -ولو بعد فترة من الحوار ، وربما جاءك من العلم ما لم يأتنا
ثانيا : أن يعلم الشيخ-سدده الله- أن قضية التقويم تختلف من شخص إلى شخص ومن ميزان إلى ميزان كما أشرنا إليه -سابقا- فهذه الفكرة التي كانت عندك ما كانت من عدم التسليم وعدم الاطمئنان لها كأنها تقبلها بعض القراء من غير إيعاز مني لهم بذلك وغير تواص منهم -فيما أظن -على ذلك وأنتظر لردك عليها مثل ذلك فينتج أن التقويم نسبي ، وبالتالي يخف الإنكار دائما ويسع الصدر الخلاف
ثالثا : أرجو أنك إذا ادحضتها كليا -والله يعينك بالحجة - إن علم في ذلك خيرا أن تعطينا بديلا إن رأيت أنها تحتاج إلى بديل

وأخيرا أشكرك -والله- من أعماق القلب
وأشكر الأخ الأخ الخرجي الذي كان آخر المعلقين
وأشكر القراء
وأشكر على حد سواء دائما عبر حياتنا المخالف بالقدر الذي أشكر فيه الموافق ،أو أزيد


 

رد مع اقتباس