عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2009, 06:57 PM   #2
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي لغة الحمقى



[---الإقتباس الأصلي بواسطة (أبوعبدالله)---
*ظاهرة منتشرة تشيع في أوساط الناس، وتتغلغل في كثير من الطبقات، تلكم هي ظاهرة التعميم. ولأجل أن يتحدد الموضوع، *
نشكرك يا أبا عبد الله على هذا المقال الهادف .
لقد تناول المقال ظاهرة تعتبر -في نظري-من أخطر الظواهر على المصداقية والاتزان .
ولا شك أنها مستشرية في هذا العصر وبشكل مخيف , فلا تكاد تجد عادلا في تقويمه وحكمه على الآخرين , فأصبحت الأوصاف تكال جزافا .
إن من أحسن ما مر علي أو مررت عليه من خلال قراءاتي من تشخيص التعميم هو وصف من وصفه بأنه لغة الحمقى .
وعلى كل حال فهو يعتبر على رأس قائمة أساليب التفكير المعوج والمنطق الخاطئ المرتج .
إن من ابتلوا بهذا النوع من الخطاب تجدهم دائما واعرفهم من خلال حكمهم على شخص ما فإنهم - أحياناً - لا يحكمون عليه فقط .
بل إن هذا الحكم يسري إلى عائلة هذا الشخص وربما قبيلته وبلده ؛ فتراهم يحكمون عليهم من خلال هذا الشخص أو ذلك التصرف.
إذا عرفوا إنساناً على خلق كريم حكموا على أسرته كلها من خلال هذا الإنسان أنها على ذلك الخلق الكريم.
ولو رأوا إنساناً بدرت منه شراسة في خلق فإنهم بطريقة (لا شعورية) يحكمون ويرون أن كل عشيرة هذا الرجل على مثل هذا المنوال السيئ.
ولا ننفي أن جزءا من هذا القياس قد يكون في بعض الأحيان صحيحاً في عمومه .
ولكن يبقى أنه ليس قاعدة مطردة في كل الأحوال وكل الأزمان.. فكم من امرئ اتصف بأسوأ الصفات وهو من أسرة كريمة نبيلة.
بل إنك تجد أخوين شقيقين: أحدهما يتمتع بأفضل السجايا وأنبلها، وشقيقه الآخر يجسد أسوأ الأخلاق وأشنعها.
لكن أقصى ما يمكن أن يستفاد من هذا القياس أن مسؤولية الفرد كبيرة جداً.
فهو ليس مسؤولاً عن نفسه، بل وعن كل من يمثله من عائلة أو قبيلة أو وطن.
إن الناس يكونون انطباعاتهم عن أولئك من خلال فرد واحد، ويسحبون كل صفة سواء كانت مضيئة أو مظلمة من خلال ما يرونه من سلوك فردي.
* تُرى كم تُظلم أسرة أو حتى وطن بسبب تصرف فردي أهوج. وكم ترتفع أسرة أو وطن من خلال سلوك فردي مضيء ورائع.
هناك حقيقة يجب ألا تغيب من خلال انفعالنا بعمل رديء أو تعامل مشوه، أنه ليس كل منبت جيد ينتج نباتاً حسناً، (فليس في كل عود ريحة العود)، وكذلك الشأن في المعادلة الأخرى، فليس كل منبت سيئ يخرج نباتاً سيئاً.
إن الحصيف من لا يحكم على أسرة من خلال شخص.. أو على وطن من خلال موقف واحد سواء أكان الحكم سلبياً أو إيجابياً.
التعميم ببساطة كما يقول المناطقة:
(هو لغة الحمقى)
( ولا يجرمنك شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ).

منقوووووووول بتصرف.


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس