عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2009, 09:53 PM   #8
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تبسيط الأمثال السائرة




بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام هذه هي الحلقة الرابعة من مسلسل ( الأمثال السائرة )
من 65-80 ( وصف الطائرة والدفاع عنها )
65- ما تنقمون من الطيار إن له=عندي محاسن تربو عن حصى الكثب
66- ظل ظليل كراس صففت دعة=نوم على لذة في مضجع رحب
67- واها له سمكا يعلو بأجنحة=فوق السحائب أو طيرا بلا زغب
68- سبرتها فإذا صنع قد أتقنه=ذو فطنة حاذق فيما سوى القرب
69- شد المسامير سدد النوافذ عن=تدقيق فكر فلم يفتح سوى ثقب
70- كأن ألواحه من حسن ما التأمت=لوح وتحسبها شقت من الهضب
71- ما ثم من وصمة إلا ارتجاجتها=عند الهبوط وإلا ضجة اللهب
72- هذي تصم وهذه تغم وما=ضرت بشيء وإن أفضت إلى رعب
73- ولا أعد عليها ذنب مرتعد=بالخوف أو قلق بالميد مضطرب


74- ما أحدثت فيهما أمرا فإن نشرت=سرا فلا بدع في إبراز محتجب
75- إن قلت إني بريء من أبي لهب=فمم رغبت في حمالة الحطب
76- لقب بنسر وطاوس فإن تك لا=ترضى بغير الكنى فاختر أبا عجب
77- رميت بالسوء طاوسا وما هولو=كنت المجرب أهل النبز باللقب
78- شوهت مزدحم العشاق وصلتهم=إلى الحبيب فتب مستغفرا وأب
79- ولا تقل أبدا تعنيه تب ولا=تبت يداه وقلها في أبي لهب
80- بالفضل سخرها المولى ( ويخلق ما=لا تعلمون ) فأغنتنا عن النصب



القاموس اللغوي :




65- نقم منه : يفيد أنه أنكر عليه إنكار من يريد عقابه .الطيار : الطائرة .تربو : تزيد .الحصى : صغار الرمل .الكثب بضمتين : جمع كثيب وهو ما اجتمع من الرمل.
66-الظليل : دائم الظل .كراس : جمع كرسي .صففت : رتبت .الدعة : السكون .مضجع : مكان الاضطجاع . رحب : بكسر الحاء : واسع .
67- واها له : كلمة تعجب , إذا تعجبت من طيب الشئ قلت: واها له ما أطيبه ! يعلو : يرتفع . أجنحة : جمع جناح. السحائب : جمع سحابة .الزغب : الريش .
68- سبرتها :سبر الشيء : قاسه وأصله من المسبار , الآلة التي يعرف بها قعر الجرح .أتقنه : أتقن الشيء: أحكَمَه، وأتى به على أتم صورة .الفطنة : كالفهم. تقول: فطنت للشئ بالفتح . حاذق : الحذق أصله حدة القطع يقال حذقه إذا قطعه، وقولهم حذق الصبي القرآن معناه أنه بلغ آخره قطع تعلمه وتناهى في حفظه وكل حاذق بصناعة فهو الذي تناهى فيها وقطع تعلمها .القرب :جمع قربة وهي العمل الصالح .
69- شد :يشد شَداً، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره .المسامير :جمع مسمار وهو أداة التثبيت المعروفة .النوافذ :فتحات التهوية ,التدقيق :إثبات المسألة بدليل دق طريقه لناظريه .ثقب :جمع ثقبة وهي الفتحة الصغيرة .
70- التأمت :التصقت ببعضها البعض . شقت :قطعت .الهضب :بكسر الهاء وفتح الضاد جمع هضبة وهي : جَبَلٌ خُلِقَ من صَخْرَةٍ واحِدَةٍ .
71- الوصمة : العيب والعار.ارتجاجتها : اضطرابها .الهبوط : نزول تعقبه إقامة .الضجة : الصياح والجلبة . اللَّهْبُ واللَّهَبُ واللَّهيبُ واللُّهابُ بالضمّ واللَّهَبَانُ محركةً : اشْتِعالُ النَّارِ إذا خَلَصَ مِنَ الدُّخَانِ .
72- تصم : تعطل السمع , من الصمم .تغم : تورث الغم .أفضت : أدت وأوصلت . الرعب: الخوف.
73- مرتعد : مضطرب منتفض . القلق : الفزع .المَيْد : ما يُصيب من الحَيْرة عن السُّكْر أو الغَثَيان أو ركُوُب البحِر ونحوه.
74- لا بدع : لا جديد ولا محدث ولا مبتكر .الإبراز : الإظهار . المحتجب : المستور .
75- أبو لهب : عبد العزى بن عبد المطلب , والمقصود به هنا الطائرة كما يلقبها الكنتي . حمالة الحطب : العوراء بنت حرب ( زوجة أبي لهب ) والمقصود هنا : السيارة البرية لأنها يجلب عليها الحطب في الصحراء .
76- اللقب : ما أشعر بمدح أو ذم , النِّسْر : طائر من الجوارح ... وله منقار معقوف مُذَبَّب ذو جوانب الطّاوُوس : طائرٌ حَسَنٌ ويُقال للشَّيْء الحَسَن : إنه لمُطَوَّسٌ . أبو عجب : كل من يأتي بما يستغرب , أو الشعوذي أو من أسماء الدهر .
77- رميت بالسوء : قبحت وعبت النبز : اللقب المشعر بالذم .
78- شوهت : قبحت . مزدحم : مكان التراكب والتراكم . العشاق : جمع عاشق , والعشق غاية الحب . الوصلة : بضم الواو ما يتوصل به إلى الشيء . الحبيب : نبينا –صلى الله عليه وسلم -.
79- تعنيه : تقصده . تب وتبت يداه : دعاء بالخسارة والهلاك . أبو لهب : عبد العزى بن عبد المطلب .
80- الفضل : ابتداء إحسان بلا علة . التَّسْخِيرُ : التَّذليلُ .المولى : الله . النصب : التعب .
تبسيط الأبيات :
65- لم يزل الشيخ المحمود مستمرا في الاستمتاع بظلا ل الرحلة التي قضاها مع هذا المركب الوطيئ الذي لم يدع لغيره من المراكب مأوى في ذاكرته مع سعتها , فها هو ذا يخاطب المولعين بذم الطائرة , مستخدما أسلوب الاستفهام الإنكاري , ومستوضحا منهم تلك الأسباب التي جعلتهم ينكرونها هذا الإنكار الذي جعلهم كأنما يتمنون الانتقام منها , ومستكشفا عندهم الجانب السلبي أو الزاوية المظلمة التي يدندنون حولها , والتي لم يفتح عليه فهمها مع ذكائه وشبوب قريحته , بجانب اطلاعه على الطائرة ومشاهدته لها رأي العين , لكنه رغم تفحصه لجوانبها وتردده في مساربها , لم يكتشف فيها إلا ذلك الكم الهائل من المصالح , ذلك السجل الحافل بالحسنات , والواصل من الوفرة درجة تطأطئ كثبان الصحراء بما احتوت عليه من صغار الرمل رؤوسها دون مكاثرته , فأين الثريا من الثرى , وأين الجبال من الحصى ؟.
66- ثم شرع في تفصيل تلك المحاسن و ما أجملها , ملمحا إلى أضدادها في المراكب الأخرى بعد ما أجملها . مستغربا كيف يقارن ذلك الظل الوارف الذي لا يزول على ساحاتها , بما يعهده المسافر في الصحراء من السموم ولفحاتها , أم كيف تذكرتلك المساند الوثيرة الأنيقة الترتيب , إزاء خشونة الأقتاب وفراقعها , وأطيط الرحال وقعاقعها , وأنى لوجيف الراحلة وهزته , أن يقاس بذلك النوم الهادئ ولذته .وذالك الهدوء الوادع المريح وغفوته .ومتى تقبل الموازنة بين ذلك الهناء , وبين ما يكابده راكبها من تهاويل المشقة والعناء , وما أبعد الأحلاس بنمارقها عن تلك البسط الهنيئة الواسعة وطراوتها! .

67- فما أطيب السير على هذا المركب الذي جمع بين بين بياض الحوت وهيئته , ونظافته وملاسته , وزاد عليه اندفاع العقاب ورفعتها , وتحليقها بأجنحتها وزخرفتها . ويا بعد ما بين انسيابه بين السماء والسحاب , عن اهتزاز النياق بين الراكب والتراب .

68- هذا المركب الذي غاص الشاعر في أعماقه , وقاس بمقياس ذهنه الوقاد جميع أغواره وأبعاده , فلم ير فيها إلا كل ما يدل على الإتقان والإحكام , وإلى أين وصل الرقي في العقول والأفهام , هذا المركب الذي يدل على فطنة صانعه وذكائه , واستماتته في الإخلاص لعمله وفنائه , مايدل على تعمقه في كل ما يضمن له التقدم والازدهار , باستثناء ما يضمن له السعادة في دار القرار .

69- متعجبا من هذا المهندس الذي لم يشغله ما تحتاجه آلات التثبيت من التقويه , عن التأنق في تسديد نوافذ البصر ومسارب التهويه , فأعطى كل ذي حق حقه , فما أنفذ بصره وأدقه !.

70- هذا الصانع الذي نجح في إبراز هذا الهيكل العجيب , وتوصل من خلال تفكيره إلى هذا الإبداع الرهيب , فركب هذه الصفائح العريضة حتى وصلت من كمال الانتظام , درجة يحسبها الناظر كأنها لوح واحد من شدة الالتصاق والالتئام , وكأنها في صمود جثتها الهامده , قطعة من جبل خلقه الله من صخرة واحده .

71- وهنا خاف الشاعر من أن يذهب الذهن إلى أن أوصافه الفاحصة مجرد نظرة من عين راض لا تركز على العيوب , فكشف لنا عن جانبين لا ثالث لهما في نظره هما كل ما يمكن أن يتمسك به من يحاول تنقص الطائرة أو إلحاق العار بعرضها النزيه , إنهما تلك الاضطرابة المؤقتة التي تهز الركاب أوان تطامنها عند النزول والهبوط , مضافا إليها الضجيج والجلبة اللذان تحدثهما معركة الحديد والنار في حناياها , وكفاها نبلا أن تنحصر معائبها في هذين التوأمين , حيث إن الضرر المتوقع منهما في غاية البساطة .

72- فليس هناك إلا انزعاج من حاسة السمع قد يتصور منها عطلها لغير المتعود أو ذلك الغثيان النفسي الذي يحدث عند البعض جراء عجز الجهاز العصبي عندهم عن التماسك أمام هزاتها العنيفة , وكلاهما غاية في البساطة وإن سببت نوعا من الرهاب عند بعض المعانين من توتر الأعصاب .

73- ثم قرر المحمود بناء على حسه القضائي المرهف أنه لا يحمل الطائرة تبعات تصرفات الجبناء , ولا آثار التقلبات المزاجية عند المصابين بزيادة البلغم أو الصفراء .

74- فما أتت لهم بجديد , ولاأنشأت من طبائعهم أي تعديل , وإنما أقصى ما ساهمت به في الموضوع أنها كشفت بعض الأستار عن مكنونات الصدور , وأنها نقلت بعض الأسرار من حيز الكتمان إلى حيز الظهور , ولا غرابة في إظهار الأمر المكتوم , وليس من الضروري أن كل نشر للسر مذموم .

75- بعدها انتقل إلى أخيه الكنتي معاتبا له على ما بلغه عنه من تلقيبه للطائرة بأبي لهب لغرض التشويه على حد من وصف العسل بأنه قيء الزنابير , وملزما له باتخاذ الموقف نفسه في السيارة البرية التي يروج لها , فلما ذا لا يسميها بحمالة الحطب إلحاقا للنظير بالنظير .

76-ثم لفت نظره إلى أن الألقاب الشعرية لم تنحصر في هذا اللقب الحقير , الذي يحمل ظلال التشويه والتشهير , فما أنسب الطائرة بأن تلقب ببعض ألقاب سادة الطيور , فمنها ما تحاكيه في الجمال كالطواويس أو في القوة مثل النسور , وإن كان ولا بد من تصدير اللقب بأم أو أب , فلما ذا لا نسميها بأبي عجب .

77- ثم انتقل إلى تأنيبه على تنقيصه لهذا الطائر الجميل , الذي ينسي الطاووس بما لريشه من الألوان والتهاويل , مشيرا له إلى أن الحكم قبل التصور ليس من سيرة أمثاله , وأنه متأكد من تغييره لرأيه لو عرف حقيقة حاله .

78-وهنا يعتمد المحمود على قدرته الخطابية ليحرك من الكنتي عاطفة الورع تجاه الطائرة , فيخوفه بأن التنقيص من قدرها يعتبر وقوعا في محل تتزاحم فيه أحباب النبي –صلى الله عليه وسلم –وتشويه لوسيلة توصل هؤلاء إلى حبيبهم , الأمر الذي يحتم على الورعين أمثاله إخلاص التوبة وتجديد الاستغفار من كل ما يمت بصلة إلى النيل من موصوف كهذا .

79- فلا يسمح بإطلاق الشتائم عليها ولا بالدعاء عليها بالخسارة أو الهلاك , وإنما الأولى بهذه الأوصاف من نزلت في شأنه وهو عبد العزى بن المطلب لعداوته للنبي –صلى الله عليه وسلم – .

80- أما مزدحم الأحباب فليس إلا نعمة من نعم الله –تعالى – وتسخيره ولا تقابل إلا بالشكر , مشيرا إلى قوله –تعالى -: ( ويخلق ما لا تعلمون ) وأنها دالة على هذا المركب الذي قيضه الله لنا فأغنانا به عن كثير من مشقة السفر وعذابه ,وللأمثال السائرة بقايا .


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).

التعديل الأخير تم بواسطة م الإدريسي ; 06-22-2009 الساعة 11:28 PM سبب آخر: تصحيح

رد مع اقتباس