عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2009, 06:45 PM   #7
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تبسيط الأمثال السائرة 3




الإخوة الفاضل هذه هي الحلقة الثالثة من مسلسل ( الأمثال السائرة )



من 50-65 عرض آراء المخالفين ومناقشها :

50- قالوا خوارق قلنا للهواء بنا=لولا الهوى ما جنى خرقا أبو عجب

51- بخطوة القوم قايسوا الخطوط على=خطى ويا بعدها عن خطوة النجب

52- الخرق ثم دوامي وإن خرقت=هذي ففي البدء لا في الحال والعقب

53- قالوا تقاس بأم العجل قل أعلى=ركوب ذي الظلف قست أسهل الركب

54- ما خلقها هي إلا للركوب وتي=له وللحرث ثم الأكل والحلب

56- فالحصر في الحرث لا يرضى وإن نطقت=به على ما سمعتم ربة الغبب

57- فقول أحمد إذ يحكيه : أومن , في=تصديق خارقها لا نهي مرتكب

58- أفاد ما قلته الأبي مقتصرا=عليه فانظره في فضائل الصحب

59- نعم المطي مطي لا تكل على=طول الدؤوب ولا تخشى أذى نقب

60- ما أنس لا أنس إذ تهوي بنا ولها=دوي راعدة من صيب سكب

61- فقلت للقوم لا تأسوا فموعدكم=عند الحبيب حيال القبر والقبب

62- إن لم أقف بالتجاه في غداة غدصبح ثانية يا طيب مرتقب

63- حتى إذا جازت الخرطوم وانتشقت=أرواحنا من نسيم القرب والقرب

64- طبنا وقر بنا فيها القرار فلو=نعاين الموت لم نرهب ولم نهب

65- فنعم مزدحم العشاق جؤجؤها=تفديه في سبحه خطارة النجب
القاموس اللغوي :

23- الخوارق : الأمور الخارجة عن العادة المألوفة . الهواء ممدود: ما بين السماء و الأرض ، والجمع أهوية , وكل خال هواء. والهوى مقصور: هوى النفس ، والجمع أهواء. أَبُو العَجَب : الشعوذي ، وكُلُّ مَنْ يَأْتِي بالأَعَاجِيبِ , ومن كنى الدهر .
24- خطوة القوم : يقول الصوفية : تطوى لهم الآفاق ويصبح البعيد قريباً، أو بعبارة أخرى : يصبح من أهل الخطوة ( أولئك الذين يطيرون في الهواء ويمشون على الماء ).
25- ثَمَّ : اسم إشارة للمكان البعيد. دوامي : نسبة إلى الدوام , وهو استمرار البقاء في جميع الأوقات . هذي : إشارة إلى الطائرة . البدء : النشأة . الحال : فاصل اعتباري بين الماضي والمستقبل , يعبر عنه بالآن .العقب : مؤخر القدم , ويقصد به هنا مؤخر الزمان ( المستقبل ) .
26- أم العجل : البقرة , والعجل: ولد البقرة، الظِّلْفُ : من الشاء والبقر ونحوه , كالظفر من الإنسان والجمع "أَظْلافٌ" مثل حِمْل وأَحْمَال . الركب : بضم الراء والكاف جمع رِكَاب وهي الرَّواحِل من الإبل . وقيل : جمْع ركُوب وهو ما يُرْكَب من كل دَابَّة فَعُول بمعنى مَفْعول . والرَُّكُوبة أخَصُّ منه .
27- الركوب : مصدر ركب .تي : إشارة إلى البقرة . الحرث : إصلاح الزرع . الحَلَبُ: استخراج ما في الضرع من اللبن، يكون في الشاء والإبل والبقر. حَلَبَها يَحلُبُها ويَحلِبُها حَلْبا وحلَبا وحلابا .
28- الحصر : تخصيص أمر بآخر . الغَبَب : ما يتدلى تحت الحنك من الإنسان وغيره0 وخص بعضهم به الديكة والشاء والبقر , ربة الغبب : البقرة .
29- أحمد : نبينا –صلى الله عليه وسلم- . يحكيه : ينقله . الحكاية : الإتيان باللفظ على ما كان عليه. مرتكب : راكب .
30- الأبي : صاحب إكمال إكمال المعلم , شرح على صحيح مسلم : وهو المالكي : أبو عبد الله محمد بن خليفة من أهل تونس ـ والأبي نسبة إلى " أبة " من قرى تونس ـ المتوفى سنة ( 728هـ) ، جمع في شرحه بين المازري وعياض والقرطبي والنووي . مقتصرا : ( اقتصر ) على الشيء اكتفى به ولم يجاوزه . فضائل الصحب : كتاب فضائل الصحابة من صحيح مسلم .
31- المَطِيَّ والمطايا : جمع مطية وهي : الناقَةُ يُرْكَبُ مَطاها (ظهرها ) ؛ أَو البَعيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه ؛ تكل : كَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة : أَعْيا وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت وكذلك البعير إِذا أَعيا . الدُّؤُوْبُ : المُبَالَغَةُ في السَّيْرِ .تخشى : تخاف . الأذى : ما يصل إلى الحيوان من ضرر أو مكروه في نفسه أو بدنه .النقب : الجرب .
32- الدَّوِيُّ : صَوت ليس بالعالي كصوتِ النَّحلِ ونحوه .ولكن المقصود هنا أن الطائرة التي تخترق حاجز سرعة الصوت تتسبب في إحداث موجة صدمية تصل إلى الأرض حيث يسمع الناس على الأرض دويًا صوتيًا حالما تصل إليهم تلك الموجة . راعدة : سحابة يسمع منها الصوت . الصيب : السحاب ذو الصوب والمطر . السكب : بكسر الكاف : المطر ذو الصب المتتابع .
33- لا تَأسوا : لا تحزنوا .الموعد : المواعدة أو وقتها أو مكانها والأخير أنسب بالسياق .الحبيب : نبينا –صلى الله عليه وسلم- . حيال القبر : يقال قعد حِيَالَهُ وبحياله أي بإزائه .القبب : جمع قبة والمراد بها : القبة الخضراء التي تعلو الضريح ، وقد أضيفت إلى المسجد النبوي في عصر دولة المماليك.
34- التجاه : بضم التاء :المكان المواجه لقبر النبي –صلى الله عليه وسلم- هو وُجاهَك، ووِجاهَكَ، وتُجاهَك، وتِجاهَكَ، أي حذاءك من تلقاء وَجْهِكَ، واستعمل سيبويه التُّجاه اسما وظرفا. غداة : بكرة ( الوقت المعروف أول النهار ) المرتقب : المنتظر .
35- الخرطوم : عاصمة دولة السودان .انتشقت : انتشق الماء، وغيره : جذب منه بالنفس في أنفه. النسيم : الريح الطيبة .القرب : الدنو .القرب : جمع قربة , وهي ما يتقرب به إلى الله .
36- قر بنا فيها القرار : اطمأن . نعاين : نشاهد .نرتب : من الريبة وهي الشك . نهب : المهابة، وهى الاجلال والمخافة . وقد هابه يهابه .
37- المزدحم : مكان الازدحام وهو التراكب والتراكم . العشاق : العشق غاية الحب . جؤجؤها : جؤجؤ الطائر والسفينة: صدرهما .تفديه : أصل الفداء أخذ المال مقابل الأسير ثم استعمل في أخذ الشيء مقابل ما هو أهم منه .سبحه : السبح بسكون الموحدة : المر السريع في الماء والهواء .خطارة : ناقة خطّارة : تحرك ذنبها إذا نشطت في السير . النجب : جمع نجيبة .
القاموس الأصولي :
القياس: في اللغة التقدير, ومنه قست الأرض بالخشبة أي قدرتها بها.وفي الاصطلاح : إثبات حكمٍ معلومٍ في معلوم آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت .
23- ناقش الشاعر الجانب الخطابي من استدلال المانعين حيث استدلوا بأن الطائرة من خوارق العادات ولا تبنى عليها الأحكام , فنرى الشاعر يستخدم الأسلوب الحكيم ؛ لأن الموضوع خرج عن الاستدلال البرهاني إلى الاستدلال الخطابي , فهو يوجه ( الخوارق ) بأنها إن صح وصف الطيارات بأنها خوارق , فمعنى ذلك أنها تخترق الهواء بالراكبين , وليس أنها خارقة للعادة , وغمص في هذا الاستدلال بأنه ناتج عن الهوى , كما تنتج المخاريق والألاعيب التي يأتي به المشعوذون عن اتباع الهوى , وكذلك المستدل بهذا , إذ لولا اتباعه لهواه , لما أتى بخرق العادة في هذا الموضوع , إذ لا علاقة علمية له بما نحن فيه .
24- هذا بالنسبة للمانعين عموما , وبعد هذا ألزم الكنتي , بقياس الطائرة على ما تقول به الصوفية , من أن الأولياء يحجون بخطوة واحدة , فإن صح ذلك فما أبعد تلك الخطوة عن خطوة الناقة ! التي تقول بحصر الإباحة فيها , فلما ذا هذه لم نقل بأنها خارقة للعادة , أما الطائرة فمستغربة وخارقة للعادة ؛ لأنها لم تكن فيما نص عليه الشرع ؟.
25- أضف إلى ذلك أن خرق العادة في مسألة الخطوة دائم , لا يمكن أن يكون مألوفا بحيث يتعود عليه الناس , أما الخرق للعادة بالنسبة للطائرة , فعلى القول به لم يكن خارقا إلا في مبدأ ظهورها , أما الآن فقد انتشرت وعرفت كيفية تصنيعها , وأنها متماشية مع السنن الكونية والنواميس الفطرية , وستستمر في المستقبل ؛ لأنها مبنية على قواعد علمية ثابتة , عكس الحج بخطوة واحدة , الذي لا يمكن وصفه بأقل من أنه خارق للعادة , ولا يمكن أن يصبح مألوفا بحال من الأحوال , ومع ذلك وجد من يقول بجوازه !.
26- ثم انتقل إلى القياس الأصولي للمانعين ليبدي عواره بإبداء الفارق فيه , حاكيا عنهم قياسهم للطائرة على البقرة ( أم العجل ) فكما لا يجيزون استخدام البقر للركوب ؛ لأنها لم ترد في قوله تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ) قالوا : إن قياس الطائرة على البقرة المسكوت عنها مع وجودها في عصر الوحي أولى من قياسها على الأصناف المذكورة , فبدأ الشاعر يظهر مكامن الخلل في هذا القياس , حيث إنه ليس قياسا مع الفارق فقط بل هو قياس مع الفوارق , فنحن أصلا لا يحق لنا أن نقيس هذا المركب الوطيئ السهل الجانب اللين العريكة , وهو الطائرة على أبطئ الحيوانات المركوبة , وهي ذوات الظلف التي منها البقرة .
27- كما أننا لا ينبغي أن نقيس وسيلة لم تخلق إلا للركوب على وسيلة أخرى خلقت للركوب والحرث والأكل والحلب .
28- أما قولكم بأن الحكمة من خلق البقرة منحصرة في الحرث فقط , مستدلين بحديث أبي هريرة عند مسلم الذي تكلمت فيه البقرة ( ربة الغبب ) لراكبها قائلة : ( لم أخلق لهذا ) فإننا لانرتضي الاستدلال به , ولو نطقت به السيدة بكامل غببها وأبهتها , فإنه يستلزم تحريم حلبها , ولا شك أن حليبها أهم من آرائها الفقهية .
29- ولا نحمل قول النبي –صلى لله عليه وسلم بعد حكاية القصة : ( أومن أنا وأبو بكر وعمر ) على أنه تقرير لقولها , وإنما نحمله على أنه تصديق فقط لهذه الواقعة الخارقة للعادة , من كلا م الحيوانات والبهائم , كما أننا لا نفهم منه نهيه – صلى الله عليه وسلم عن ركوب البقر .
30- ثم تبرأ الشاعر من عهدة هذا التفسير للحديث بعزو المعلومة إلى مصدرها وهو إكمال إكمال المعلم على صحيح مسلم للأبي , وأحال على مكان المعلومة وهو باب فضائل الصحابة في صحيح مسلم .
31- بعد ما تحدث المحمود عن ربة الغبب واستنكر قياس الطائرة عليها , أعاد إليه ذلك ذكريات تلك الرحلة الماتعة التي تمكن من تحقيقها بسبب هذا المركب العجيب , هذا المركب الذي لم يخف عدم تحمله للنيل منه ولو كان من ابن الطيبين فما انتهى من مناقشة دلائل الفريقين حتى استولت على ذهنه ظلال تلك اللحظات التي يتربع فيها على ذلك المركب الوطيئ والذي لا يخشى منه - رغم طول الرحلة- أي كلال , ولا يتخوف من تأثر ظهره بما يحمله من أثقال , عكس ما ألفه من خيار المطايا , مهمى بلغت من النجابة والعتاقة .
32- فنراه يخصصها بالمدح والثناء ؛ لأنه يراها أهلا لذلك , مستعيدا ذكرياتها الحميدة أثناء هويها , متطامنة للهبوط مجلجلة بأزيزها الذي لا يدانيه إلا هينمة الرعود وسط السحاب , في عرانين الوابل الغزير الانهمار.
33- تلك اللحظات التي لم يسمح فيها للحزن بأن يخترق حمى فؤاده هو ولا أيا من مرافقيه , إذ كيف يجد الحزن محط قدم في قلوب امتلأت من الشوق إلى مرقد حبيبها , حتى ارتوت وتضلعت , فهاهو شاعرنا في هذه اللحظات الحرجة ولا سيما بالنسبة لابن الصحراء الذي لم يألف سوى هدوئها وصمتها الرهيب , يركز على الركاب .
34- لتبقى قلوبهم مرتبطة بالهدف الأسمى الذي وضعوه نصب أعينهم , وهو الوقوف تجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الكرام . قافزا بأذهانهم ؛ ليشعل فيها غريزة الحنين إلى تلك المعاهد التي قد أصبحت بالنسبة إليهم قاب قوسين أو أدنى , تلك المعاهد التي لم يكن الباعث لهم أصلا إلا لاعج الشوق إليها , مرتشفا لرحيق السعادة والهناء متعجبا من طيب ما يرتقبه من أصناف الموانسة والإمتاع .
35- وكيف لا وقد التقطت أنفاس أرواحهم نسيما غير عليل , نسيما لم يكن ما أهداه إليهم سوى تضوعات من ريا روضة الحرمين , يتنفس فيها نرجس الأعمال الصالحة المقربة إلى الله زلفى .
36- ما غمس أرواحهم في بركة من الهدوء والطمأنينة , وأسدل عليهم ستارا من السكينة والوقار , بحيث لو تمثل الموت أمامهم لما أعطوه أي اعتبار , ولما أثار على يقينهم أي ارتياب .
64- ثم رجع إلى الطائرةليخصصها بمزيد من المدح ولا سيما المقاعد الأمامية منها , والتي لم تذكره إلا بصدر الطائر حينما يمر سريعا في الهواء أو بصدر السفينة حينما يشق حيزومها حباب الماء , وفداها في تلك الحالة بكل النجائب العتاق من النوق , مهمى شالت بأذنابها .


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).

التعديل الأخير تم بواسطة alsoque.net ; 06-21-2009 الساعة 07:23 PM

رد مع اقتباس