عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2012, 05:57 PM   #7
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بروق المسا المطرة سحب المآثر بلآلي مناقب كل تينقّسا



المدخل:
ولقد كان من الحال أن استأذنت المضيف الأخ الكريم عزيز بن آحمدْ الإدريسي السوقي الجرتي ـ حفظه الله...
وكان منزله الكريم محط رحلي، لما يتمتع من الفضل والبر والكرم كغيره، وزاد ذلك ما بيننا من الموانسة ورفع الحرج التي بين ابن عم وابن عمته في العادة.
وذلك من عادات المجتمع الطارقي الاجتماعيات الحسان، المسماة: تَبُّوبَشا باللسان اللطارقي.
وعلى كل حال فهو من الإخوة الأفاضل، فاستأذنته، هو وبقية من كان في المجلس الكريم الحضور، لأننا كنا على الجلسة الصباحية لتناول كيسان من الشاي الأخضر:
شِرب إذا ما صب في كاساته***يكسى احمرارا كالخضاب بالأصبع
وعلى احمرار الكاسي تعلو رغوة***وتخـــــــالها شيبا بهامة أصلع
فعلا إنه عادة كريمة متوارثة منذ ظهور الشاي الأخضر في أفقنا ـ مضارب الطوارق ـ كمشروب ممجد لدى أمم أفقنا، خاصة عند أهل الفضل والمقام الأسنى، المعبر عنه قول الشاعر نفسه:
فلأجل ذا أفنيت ما جمعت يدي***لأحبة رشدا وما لم أجمع
فلما أكرمنا بالطوجة ـ ما يقدم له مما هو من مكارم الضيافة، ثم بالأول والثاني منه على الشاعر نفسه أيضا:
وتنازعته حــــــلاوة ومرارة***كلتاهما عن شــــــــأنها لم تنزع
كلتاهما لم تذر بالأخرى وما***شرب الأمــــاجد دون تين بمقنع
هذا ولما تم الاستئذان، توجهنا خطى إلى مقر نزل الشيخ آحمد وإذا بنا ونحن قد وصلنا تلك البيوتات الأصيلة الحسان ـ بيوتات الشيخ الفاضل محمد بن المهدي بن محمد الشيخ الأنصاري السوقي التنقسائي ـ حفظهم الله ـ وإن الوقت كساعة من نهار، لما حزت مطالبي كاملة ـ حسب أما أتحفتني به ذاكرة التاريخ...
ولا سيما ما معي من ارتباط سابق، وفي الحقيقة إننا قضينا وقتا شملت معاني فضائله قول الشاعر:
وقنعت باللقيا وأول نظرة***إن القليل لمن تحب كثير
فعلا إنه كما قاله الشاعر، إذ الجميع في تبادل حفاوة أخوية جليلة جميلة...
هذا وبعد أن عرف بي صاحبي بلغت المحبة والود معانيهما الحسان، في ترحيب وأنس وكرم بلغت مبلغ معاني قول الآخر:
لا عيب فيهم سوى النزيل بهم***يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
قلت: ومن لطائف العتب ما واجهني به الشيخ آحمد حين قال لي: نحن في انتظار زيارتك لنا في منطقتنا سابقا، خاصة يوم سمعنا أنك في منطقة تغارست العام الماضي 1432هـ.
فابتدرته الشعور الأخوي الكريم بمعاذير تقبل لدى أولي الأباب، مستأنسا بما واجهني بقول من قال:
وإذا كان ذنبي كل ذنب فإنه***محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا
بل قديما قيل قولا حكيما: ويبقى الود ما بقي العتاب.
ولا سيما إذا ورد العتب إلى جانب من يسعى في تحقيق معنى من معاني المثل المشهور: من عرف ما طلب هان عليه ما بذل.
فلأجل تحقيق مطلبي التاريخي، بعد التقرب إلى الله بصلة تلك الرحم الجليلة، ظهرت نفسي في مظاهر النفس اللوامة لنفسها، فضلا لناصحها المحب الودود ـ المشكور له عتبه الأخوي الكريم، الذي أثلج صدري لأن كثيرا من الألباء، يترك نصح من فيه شبه بمن قال القائل عنه:
وأخاف إن عاتبته أغربته***فأرى له ترك العتاب عتاب
بل قلت له على لسان الحال، مقالة إخوان الود والصفاء كما قال صاحب هذا المقال:
أنت عيني وليس من حق عيني***غض أجفانها على الأقذاء
هذا ولما تجاوز بنا العتاب، ساحته رحب ترحيب أهل الود الفضلاء النبهاء، ثم تفضل بما طلب منه ـ حفظه الله ـ أن يشرف قراء التاريخ من مآثر القبيلة المكرمة:
مفيد ومتلاف إذا ما سألته***تهلل واهتز اهتزاز المهند
عند ذلك شرعت في لقط درر من المآثر الآتية منقولة عامتها عنه ـ حفظه الله تعالى ـ كعمدة هو في النقل، ومن عداه من الثقات المتعلقة أقوالهم بهذا الموضوع مسندة إلى قائليها، كما سيأتي ذلك ـ بإذن الله تعالى ـ في مواضعه على قول القائل:
وليس لي فيها سوى ذا النظم.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-22-2012 الساعة 09:59 AM

رد مع اقتباس