عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2012, 06:01 PM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بروق المسا المطرة سحب المآثر بلآلي مناقب كل تينقّسا



التذنيب:
هذا وإن الكلام عن مفاخر السوقيين ومآثر مجدهم العلمي هو من المعلوم المستفاض تبوؤهم أسنى مقامات العلم والمعرفة في أفقهم، فإن من يتناوله بعد معرفته بهم، فإنه حري به أن ينشد ـ في معرض بيان جلالة مآثرهم وحسنها ـ قول القائل:
وأما إذا كان الجمال موفرا***كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا
ولقد قال أحد علماء الكنتيين في حقهم عظم مقامهم العلمي: إن مثل السوقيين في التبحر في العلم وتفننهم فيه، كمثل ظباء، التي ما إن رمت صيدها إلا تصور لك أن كل واحد منها أجرى من الآخر، فكذلك السوقيون في العلم...
قلت: إن هذا العالم الكنتي ـ رحمه الله تعالى ـ وصف لنا حال السوقيين العلمية في عصره، وهو كذلك إلى زمن قريب ـ حسب من أدركناهم من الطبقات العلمية...
أما آثارهم بعد مآثرهم الجليلة العزيزة، فمن اطلع على فهرس: مخطوطات أحمد باب التنبكتي.
سيرى الكثير منها ما بين مؤلفات السوقيين، أو مؤلفات نسخها السوقيون، وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ مزيد بيان حول كثرة تراثهم العلمي.
وأما من كان من أهل أفقهم، فلا يحتاج إلى ضرب الأمثلة في معرض البراهين على عظم دورهم، وقدمه، وتراثهم العلمي، إن كان من أهل العلم والمعرفة بعلماء أفقه ودورهم، بل القول في جانبهم العلمي كقول القائل:
وليس يصح في الأذهان شيء***إذ احتاج النهار إلى دليل
قلت: وإن كان قد عفا الدهر على ما لا يحصى كثرة من ذلك، مما يحزن القارئ الكريم ضياع ذلك التراث العلمي الكثير، فضلا أن لا يحزن حفدة ذلك المجد العلمي الزخار، المتوارث عصرا عصرا صغارا عن أعلام كبار...
فلما رأيت ذلك، بل وذهاب جماهير العلماء الأعيان من أولئك، دون الوقوف على من خلد شيئا من ذكرهم، رأيت أن أونس نفسي بتدوين ما أمكن مما أدركت ذكره بين حفظة التاريخ من أعيان عصري...
فوقع مني تدوين ما تم تدوينه سابقا، ويقع مني ـ بإذن الله تعالى ـ لاحقا، الذي منه أنني هذه السنة 1433هـ، لما رجعت من ملتقى علماء كيدال الأول، تشرفت بزيارة قبيلة كل جرت السوقية في منطقة إنتهقا، فصادفت الزيارة وقت صلاة المغرب، فلما صلى بنا شيخي المؤرخ الشيخ إسماعيل بن المصطفى الإدريسي السوقي الجرتي، ألقيت كلمة طالب بين يدي علماء كرام، تناولت فضل العلم وأهله، بل وشكرت لعلماء أفقنا عموما وخصوصا السوقيين عظم دورهم العلمي، وحسن تحملهم رسالة العلم دينيا وسياسيا واجتماعيا، وهو دور في الحقيقة كبير جدا بل صعب مع توفر شروط الأهلية بتلك المقامات الجليلة العزيزة.
لذا ولقد وقفت على بعض الحقائق هذه السنة، منها أن الأمة في كل عصر لا بد لها من مرجعية دينية علمية، ورأيت نفسي في نموذج من نماذج المرجعية الدينية العلمية، فرأيت نفسي دون ذلك بكثير ـ عفا الله عني.
ولقد وددت أن أجد ركنا شديدا آوي إليه في ذلك، لا أنا الركن الديني العلمي الذي يؤوى إليه في المهمات العلمية والدينية، لقلة بضاعتي العلمية، فضلا عن بقية شروط المرجعية العلمية الدينية ـ فالله المستعان.
وبعد ذلك الابتلاء تبين لي أن من تقدم من علماء أمة أفقنا كغيرهم من العلماء، قاموا بدور ديني وعلمي عظيم...
فمن نحن في أهلية تحمل تلك المسوؤليات الدينية الكبار؟ إنه حقا بيننا وبينها مفاوز، بل أين الثرى من الثريا ـ اللهم تداركنا برحمتك الواسعة...
فهذه حقيقة يجب على أهل العلم في كل عصر أن يستعدوا لها بمعدات علمية متميزة، وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
من العجز أمام مهام أفقهم الدينية والعلمية، أو يستحوزهم الشيطان إلى التقول على الله بلا علم، تلك المعصية من المصيبة العظمى، والجريمة النكراء، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }

ما أعظمها من آية وأشدها لدى من: ألقى السميع وهو شهيد. لا سيما في جرم الكبيرة التي ختمت بها من التقول على الله بلا علم ـ نعوذ بالله من ذلك الذنب العظيم، وغيره من الذنوب كبيرها وصغيرها ـ يا سميع الدعاء.
لذا فكل من رزقه الله تعالى شيئا من العلم، فليستمر في التحصيل مكثراً من الدعاء بآية: رب زدني علما وألحقني بالصالحين.
ومن كان في بداية انخراطه في التعلم فلم يشمر على ساق الجد جدا في سبيل تحصيل العلم الشرعي، إذ: من جد وجد، ومن زرع حصد.
هذا ولقد بت تلك الليلة كغيرها من ليالي تلك الفترة، على مشاهدة واقع ديني وعلمي مر، فاتعظت به وإن فات ما فات من الأوان، ومن لم يفته شيء من الأوان لصغر سنه من الأبناء البررة خاصة من قبائل أهل العلم، وغيرها، ولا سيما زراري السوقيين، لظن كثير من مجتمعاتهم بهم خيرا خاصة في جانب العلم والدين، لذا فليتعظ الجميع بقول من قال:
إذا ما الفتى لم يبغ إلا لباسه***ومطعمه فالخير منه بعيد
فلما أصبحت زارني الأخ الفاضل عبد الله ـ بُولاّ ـ بن الحسن الأنصاري السوقي جنششي ـ حفظه الله ـ وكان ممن يشرفني بزيارته الكريمة عند قدومي تلك المنطقة، وذلك لحبه فن التاريخ، خاصة بعد ما رآني في زيارتي جل اهتمامي تدوين ما يتعلق بتاريخ علماء المنطقة وآثارهم، وغير ذلك من تاريخ المنطقة، حتى أفادني في رحلة مضت أنه وقف في بعض قرى سنغي على مخطوطات سوقية قديمة كثيرة استودعت هناك قديما، فتوارث أبناء تلك القرى الحفاظ عليها كأمانة مستودعة عندهم، قرونا...
فطالبته بالتأكد منها لنقوم بزيارة تلك القرى، بعد ذلك ـ بإذن الله تعالى ـ فأتاني ليبشرني بتلك البشرى بعد أن ذهب فتأكد منها مرة ثانية...
هذا ونحن في ذلك الحديث، إذ فاجئي ببشرى أخرى، وهي: أن الشيخ آحمدْ بن يحيى بن إبراهيم بن نوح بن محمد آلمين ـ الأمين ـ بن المرتضى الأنصاري السوقي التنقّسائي ـ حفظه الله تعالى.
هو في منطقة إنتهقا نازلا عند بعض بيوتات قبيلتهم المكرمة، أتى في مناسبة كريمة بحضوره لزفاف بعض قرابته الكريمة...
فقلت له ـ في أهمية زيارة مقر إقامته ـ معنى مقالة الشاعر: عجل علي فللتأخير آفات.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-19-2012 الساعة 09:57 AM

رد مع اقتباس