ملامح من التأثير المغربيّ في الحركة الإصلاحية للشيخ المجدّد عثمان بن فُودي
الدكتور عبد العلي الودغيري
رئيس الجامعة الإسلامية بالنيجر
شهد القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي حركة إصلاحية دينية وثقافية واجتماعية وسياسية كبرى، شملت منطقة واسعة من غرب أفريقيا جنوب الصحراء، وتُوجت في النهاية بإقامة دولة إسلامية على يد مؤسسها وزعيمها الوحي الشيخ الداعية المجدد عثمان بن محمد فودي الفلاني([1]) (1168 ـ 1232 هـ/ 1754 ـ 1817 م).
ولم يكن هذا الشيخ الذي استطاع أن يبني أسس دولة دامت مدة قرن كامل (1804 ـ 1903 م)، في حقيقة أمره، إلا رجلاً تشبع بثقافة إسلامية واسعة، ومُنح من الصفات الخلقية، والمواهب العقلية، والشجاعة في الرأي، والصدق في الإيمان، والإخلاص في العمل، وحسن الموعظة، ما هيأه الله تعالى به ليقوم بدور المصلح الديني المجاهد في سبيل نشر الدين ومقاومة الكفر والوثنية، وقمع البدع والخرافات، وتخليص المسلمين من بني قومه مما كانوا عليه من الانحطاط في الأخلاق والسلوك وسوء الاعتقاد والجهل بحقائق الشرع، وشدة الفرقة والانقسام.
http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/adad11partie6.htm