عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2012, 02:18 PM   #4


الصورة الرمزية التنبكتي السوقي
التنبكتي السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 10-07-2014 (02:58 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: كتاب البرابيش (بني حسان)




تماما . فما أن شاهدت أحياء آبراز أعدائهم يتبعون شيوخهم حتى نظروا إليهم كما يفعل العطشان مع بالماء وانقضوا عليهم في منازلهم الجديدة ، كانقضاض الأسود الجائعة على قطيع البقر ، فأشتبك الفريقان في معركة حامية الوطيس ، مات خلالها ستة وعشرون رجولا من الطرفين ، كما قضى أبو الخير بن أبو ، من خيرة رجالهم وأصيب عدد كبير من الناس بجروح . (( وقد أنهزم المحافيظ وأولاد عمران ، وفروا هاربين أمام أولاد أعمر واتجهوا غربا يطاردونهم حتى إلى قرية غندام(1) ، ودخل الباقون في تمبكتو ، مع نسائهم وأطفالهم ، وتفرقوا في المدينة حيث التجأ البعض منهم إلى الدور ، وسكن الباقي في خيام بنوها في الساحات العامة والطرقات . وكان العديد منهم مصابا بجروح )) .
وجذبت الخلافات إلى تمبكتو ونواحيها ، العديد من النهابين حيث كانت مسرحا لصراعاتهم الدامية . فبالإضافة إلى العرب البرابيش ، تدخلت قبائل عربية أخرى ، منها محمد ولد الحسين ولد حديد ، كما تدخل طوارق ايلمدن (2) مع زعيمهم أغمبور . وقد قام الباشا الجديد،سعيد بن القائد علي (2 يوليه 1736 م ) بالتدخل ، وحاول إعادة السلام – وذلك حسب
[ مخطوط ] تذكرة النسيان ، والنص غير الواضح الذي ورد فبها – وفرق الباشا الطرفين بإعادة مجموعة من البرابيش إلى آروان ورقابة مجموعة أخرى في نواحي تمبكتو .
ــــــــــ
(1) لعله غوندام (المعرب)
(2) أوليمندن وأم لمدن في بعض المخطوطات وأولمدن في أخرى ( المعرب)
--------------الصفحة 32 -----------------------
ولكن هذا لم يمنع من جولة جديدة من المعارك بعد ذلك بعدة أشهر (أكتوبر 1736 م ) . فقد علم أولاد أعمر بأن أعدائهم يجوبون أزواد بحثا عن مواشيهم للاستلاء عليها ، مما دفعهم إلى التوجه إليهم لمجابهتهم وشاركت في ذلك جميع الشخصيات المهمة في القبيلة ، ونشبت المعركة في مرتفعات الحما وكانت الدائرة فيها على أولاد أعمر . وفقدوا شيوخهم البارزين ، من أمثال : الحاج يوسف ولد أحمد ولد الحاج ، والحاج احفيظ ، شقيق الشيخ رحال ، ومرزوق ولد الشيخ ، والحاج ولد مرزوق . وأصيب الشيخ علي بن دحمان بجروح قاتلة . وأدت هذه الكارثة إلى توقف الحروب الداخلية مدة طويلة من الزمن . وقد تولى رئاسةالبرابيش بعد رحال ، بن أخيه محمد بن يوسف ، جد اليوسفيين ( أواسط القرن الثامن عشر ) . وخلال هذه الفترة ( يونيه 1742 م ) وصل ضابط بربوشي من الرماة في تمبكتو إلى منصب قائد كتيبة مراكش في حامية تمبكتو ، وهو الهادي ولد البربوشي الغربة . وكان ذلك بأمر من الباشا سعيد . ولكنه لم يبق في هذا المركز إلا فترة قصيرة من الزمن . ولهذا السبب أصبحت للبرابيش كلمتهم إلى حد ما ، في الحياة السياسية والعسكرية بتمبكتو ، حيث شاهدنا أحد أبنائهم يحتل أعلى المناصب في قوات الاحتلال المغربية ، بالرغم من أن الفوضى كانت سائدة في صفوفها . وإذا ما صدقنا كتاب الطرائف [ للشيخ سيدي محمد ] ، فإن الشيخ سيدي المختار هو الذي دعا على محمد إبن يوسف ، ففقد منصبه ثم حياته .
------------------- الصفحة 33 -------------------
والقصة ، أن الشيخ في عودته الثانية من المغرب ، وعند مروره بآروان حوالي سنة 1760 م ، كان عرضة للاحتقار من قبل الشيخ البربوشي ، في مجلسه بحضور جمع غفير من الناس (( فكان يقول – استهزاء – إنني لم أر في حياتي شخصا أكثر قوة واعتزازا بنفسه من هذا الشاب الكنتي )) . وكان عند تفوهه بعبارته جالسا إلى جانب إبن عم محمد بن يوسف وغريمه محمد بن رئيس القبيلة السابق رحال . ونقل محمد بن رحال هذه الحادثة إلى الشيخ الذي رد عليه قائلا (( سأجره من رئاسته وأضعها بين يديك )) . وبد ذلك بوقت قصير اغتيل محمد بن يوسف في حيه ، على أيدي مجموعة تضم محمد الأمين ولد بوراس ، ومحمد ولد أعمر ولد الأمين ، وشخص آخر من أولاد ديدة .وجرت بعد ذلك نزاعات على الرئاسة بين محمد ولد بورأس ومحمد بن رحال ،
ولكن الأخير كسب المعركة ، فتحققت بذلك أقوال الشيخ . وعلينا أن نشير من جهة أخرى إلى أنه ابتداء من هذا التاريخ . أصبح قبول طوارق ايلمدن شرطا أساسيا في تولي الرئاسة في البرابيش ، فلم يصبح محمد بن رحال رئيسا فعليا إلا بعد أن نصبه أما أغ الشيخ زعيم ايلمدن . ويذكر كتاب الطرائف أيضا عدة مشاكل حدثت بين محمد بن رحال ، وفخذ الرقاقدة الكنتي . وقد فكروا يوما في الجهرة إلى أتوات ولكن تدخل الشيخ فأثناهم عن عزمهم بحصولهم على مبتغاهم . وقد انحلت مشكلة أخرى بالتفاهم أيضا بين الشيخ والشيخ البربوشي ، تمثلت في أن الشيخ أعفى الشريف مولاي علي ولد محمد العلوي ، من المكوسات التي كانالبرابيش يفرضونها على التجار .
---------------الصفحة 34 ----------------------
وبفضل مكانة الشيخ الكبرى لدى البرابيش ، تمكن من تعبئته
لمواجهة أعدائهم الخارجيين . ويخبرنا كتاب الطرائف والتلائد ، أنه بعد عدة غزوات ، ونهب قطعان الشيخ وحلفائه من قبل أولاد المولات من أولاد أدليم ، نجح الشيخ في إرسال غزوة كبرى من البرابيش ضد أولاد المولات . فكانت الدائرة عليهم فقدوا خمسين رجلا ، ورئيسهم محمد المعلوم ولد محمد الأقرع ، واستعيدت كل المنهوبات ( حوالي 1780 ). وقد حل محل محمد بن رحال في نهاية القرن الثامن عشر ، ولمدة قصيرة أبنه الكبير علي ، الذي وقعت بينه مشاكل مع الشيخ سيدي المختار ، ثم انتقلت الرئاسة إلى أبنه عبيدة . لقد كان علي ولد محمد معروفا لدى الجميع بأنه رجل رعديد . ولم يكن له أصلا ، كبير حظ في تولي الزعامة كما يقال ، لو لا تدخل الشيخ الكبير الكنتي الذي ضمن أختياره . وليوطد سلطته ، أوصى له بجباية رسوم على قوافل التبغ القادمة من أتوات والجنوب المغربي ، وبذلك ضمن له دخلا مرموقا . كما سمح له بأخذ أتاوات على الأفخاذ التي ترتاد نهر النيجر ،وبعبارة أخرى شرع له إجراء كان البرابيش يقومون به منذ زمن. وكان الشيخ يرغب –عن طريق القرار بحق الجباية هذه لزعماء البرابيش على القبائل والقوافل من المستضعفين- في أن يصرف أنظارهم عن قبائل كنتة .ولكن هذا لم يتحقق ، إذ بمجرد امساك علي بزمام السلطة ، هاجم في أحد الأيام ((أزلاى)) الملح (1)التابع لكنتة ،كما نهب في اليوم نفسه
ــــــــــــــ
(1) كلمة أزلاي بتفخيم حرف الزاي ، تعني قافلة الملح بالبربرية وهي مستعملة في الحسانية لهجت عرب جنوب الصحراء . (المعرب)
----------------- الصفحة 35 ------------------
مخيمات ترمز الذين كانوا ملتحقين بكنتة . وعلى اثر توبيخ وراء توبيخ ، تطور الأمر الى نزاع مكشوف ، غير أن عليا الذي كان يفتقر الى الشجاعة ، كان دبلوماسيا . فبذل كل جهوده في إقاع الفتنة بين الفريقين الدينيين المتخاصمين ،أي بين الزعيم كنتة الديني ، وبين حمادة أغ ايميلين ، وهو الزعيم الديني لقبيلة كلنتصر الذي حل محله ولداه داو ود ، وهوالن . وعدما ادرك الموت عليا بعد ذلك بقليل ،كان يرفض التصالح مع الشيخ وقد حل عبيدة محل أخيه علي ، في نهاية القرن الثامن عشر ويذكر لنا هنا كتاب ((مغترب العبادة )) ،الذي خصص للموضوع فقرة قصيرة ما يلي :((إن عددا من مشائخ البرابيش الدينيين اصبحوا يتمتعون بالحظوة لدى طوارق ايلمن ، وساهموا في حل مشاكلهم مقابل تعويض من قبلهم )) . ويشير كتاب الطرائف أيضا إلى أن عددا من البرابيش قد اختلطوا بكلنتصر ، وأخذوا عنهم عددا من العادات والسلوك غير المحمود ، وهذا يعني إن المؤلف كان ينتقد هذا التقارب بين البرابيش وكلنتصر الذين كانت علاقاتهم غير ودية مع كنتة . ويدعي الكتاب ، إن الشيخ عرف كيف يؤذي هذا التقارب . وبعد وفاة عبيدة سنة 1820 ، تولى السلطة بعده ابنه احمد . واحمد هذا هو الذي يخلده التاريخ بخسيسة [!]
اغتيال الرحالة الإنجليزي المأجور غوردن لينغ .وكان رني كييى ، وبارث ، من الذين نقلوا إلينا شهادتهم على ذلك وقد سماه ريني كييى ، حمد ( أو احمد) ولد حبيب هو تحريف منه لعبيد أو عبيدة .
------------------الصفحة 36 ----------------------
وقبل ذلك كان سكان مدينة تمبكتو قد خصصوا أسوأ استقبال للرحالة مما اضطره إلى مواصلة الرحلة الشمال . وكان ذلك بضغط من الفولان (1) القادريين التمعصبين ، الذين كانت المنطقة خاضعة لهم الشيخ أحمدو ، وكانت مغادرته لتمبكتو إلى أروان في 22 سبتمبر 1826 م ، ومعه دليل بربوشي قدمه له رئيس القبيلة أحمد ولد عبيدة ، بطلب من عثمان الكاهية رئيس تمبكتو . وفي الليلة التالية ألتحق به الرئيس البربوشي نفسه في مكان يدعى سحاب ، على بعد 50 كم ، شمال تمبكتو ، يرافقه محمد فرجي ولد أعلي ولد عبد الله ، وعدد من الأتباع . وعرض أحمد في الحال على الرحالة الدخول في الاسلام . وبما أنه رفض ، أمر أتباعه بإمساكه فضربه برمحه في صدره . وأتم محمد فرجي العملية بقطع رأس الإنجليزي البائس . وفي هذه الأثناء قام أتباع الزعيم البربوشي بقتل رفاق لينغ ، وحرق أمتعته وسجلاته . ودفن لينغ وأتباعه بعد ذلك بعدة أيام ، من قبل بربوشي عابر سبيل ، هو إبراهيم ولد عمرولد صالح ، من أولاد سليمان ، وكان ذلك رأفة منه يمليها الإسلام ، بالنسبة لهؤلاء الناس ، الذين تركوا
ــــــــــــــــــــــ

(1) الفلان : هو الاسم الذي يطلقه العرب في إفريقيا الغربية على شعب يطلق على نفسه فولبي . كما يسميهم العرب أيضا ايفلان . ويسميهم الطوارق فولاني وفولاوا . والهوسا : فلاتا ، وفيلاتا ، والماندي : فولا . والولف : بّل ولهم لغة مشتركة مع التكارير وهي البولارية . والشعب
الفولاني أكثريته مسلمة بالرغم من اتساع الأرض التي سكانها والتي تغطي كل أفريقيا الغربية وجزءا من الوسطى . ومعظم المؤرخين يعتبرنه ساميا ، ومن الهجرات التي أتت من المشرق . كما أن معظم العائلات الفولانية تدعي الانتساب إلى الشام واليمن . ( المعرب )
------------------الصفحة 37 --------------------
في العراء مجردين من ملابسهم وغير مدفونين ، ولكنه ندم على ذلك بعد قليل ، عندما علم أن الميت كان مسيحيا .
وقد كشف التنقيب الذي قام به في نهاية 1910 م ، بونل دمزيير ، عن عظام وبقايا ملابس في المكان الذي دفن الرحالة ، تجعل من الممكن إثبات إنها كانت للمأجور غوردن لينغ . ونلاحظ أن رني كيي ، الذي مر بالمكان سنتين بعد الحادثة ، يحدد موقع الوفاة في مكان يقع أكثر شمالا على بعد عدة ساعات جنوب أروان . وكان أحمد مايزال يعيش ، عند وصول الرحلة الإنجليزي الثاني ) [ بارث ] إلى تمبكتو ( سبتمبر 1853 م ) ، ولكنه طاعنا في السن ،وينوب عنه ابنه البكر ،علي . وكان هذا طموحا لتكرار فعلة أبيه ، مصمما بدوره على اغتيال المسيحي الجديد . وكان قد وصل إلى المدينة مع أزلاي الشتاء 1853 م (بداية دجنمبر) ،وأقسم هو ورفاقه على قتل بارث . ((ويقول الرحالة)) أن علي أعطى تأكيدات لاعتريها الشك على كرهه إياه . وقد أهمل زيارة الشيخ (البكاي) بسبب ترحيبه بي. غير أن عليا هذا ، ولحسن حظ بارث الكبير ، قد فاجأه الموت بتمبكتو نفسها في التاسع عشر من دجنمبر 1853 . وكان لذلك وقعه الكبير . إذ يعرف الناس أن عليا هو ابن قاتل الماجور لينغ .وكانوا يظنون أن بارث ، هو أيضا ابن لينغ ،وفي هذه المعركة بين الابنين ،كانت العناية إلى جانب عبدالكريم (بارث ) وضد علي .
---------------الصفحة 38---------------------


 
 توقيع : التنبكتي السوقي


أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياة مثاليه أمتلك المعرفة

فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له



عندما انتهيت من بناء سفينتي جف البحر


رد مع اقتباس