عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2012, 02:16 PM   #3


الصورة الرمزية التنبكتي السوقي
التنبكتي السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 10-07-2014 (02:58 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: كتاب البرابيش (بني حسان)




-------------------- 22 ----------------------- وقد أقام الشيخ أبو مخلوف في أروان بالقرب من الشيخ سيدي محمد آغآدَ جد أهل أروان الحاليين . وأشتهر المهاجر الجديد بتمسكه بروح وأخلاق الإسلام ، ومعرفته الجيدة لفن التجارة . والتحق به عدد من أقاربه ، وشاركوه ممارسة التجارة . وفي يوم واحد قام أربعة أحياء من الرحامنة ، بأسم أولاد أعمر بمغادرة المغرب ، والانتقال إلى ايكيدي . (( وهؤلاء هم : أولاد سليمان ، وأولاد أحمد ، والدلوات ، ( الذين هم بالتأكيد أولاد أعمر ) ، وأولاد إيعيش )) وليس مؤكدا تماما أن الأخيرين من أولاد أعمر ،اللهم إلا إذا كانوا من نسل حمٌ بن حسان . وكان سليمان الكبير رئيس المهاجرين الجدد ، هو الابن البكر للشيخ أبي مخلوف . وهكذا اكتملت النواة العربية الصافية للقبيلة . وبدأت النواة تكبر وتتسع بفضل انضمام خيام ومهاجرين من جهات شتى . وأقام المهاجرون الجدد حلقة تجارية هامة بين ايكيدي وأزواد ، واستمر الحال على ما هو عليه فترة من الزمن ، وقام رئيس أحد المخيمات ، وهو سليمان ، بالزواج من إمرأة من أولاد سعيد ، منتمية إلى حي من المهاجرين الأوائل ، من أولاد عبد الرحمن ، وولدت له أبنا هو الحاج محمد . خلال تنقله بأرض أزواد ، وحيث تناثرت بعيدا عنه أحياء أبناء عمومته الأقربين ، تعرض ايعيش ولد العطشان ، رئيس أحد الأحياء لحادث كان له أثره . فقد هاجمته مجموعة من أولاد عبد الرحمن ، وحلقت لحيته . وتعطينا الأسطورة الظروف التي وقع فيها ذلك : لقد كان أبناء عبد الرحمن يعتبرون كل الإبل ذات اللون الأحمر ملكا لهم وعندما كان ركب منهم يمر قريبا من ابل ايعيش ولد العطشان ، رأوا جملا أحمر فاستولوا عليه . وعندما جاء الراعي
---------------- الصفحة 23 ----------------------
مستغيثا قام ايعيش بملاحقة الركب ، الذين سخروا منه معتبرينه قليل العقل فردوه بعد أن حلقوا لحيته .
ولم يرد الكهل صد قومه عن تجارتهم ومشاغلهم الحياتية ، فتستر على الحادث ، وغطى لحيته بلثامه . وعند عودة ذويه وأبنائه من تجارتهم ، تلاسنت امرأة أحد أبنائه مع زوجها ، وعيرته بأن أباه تعرض لحادث الحلق المهين . وخف الابن إلى أبيه تتأجج فيه نار الغضب حتى أنه كان مستعدا للانتحار ، ولكن الأب أقنعه قائلا : (( لن تتمكن وحدك من إيذاء أبناء عبد الرحمن ، ولكن أنيس بن عيسى قادر تدارك الموقف )) . وتوجه الابن إلى أنيس بن عيسى ، وحط بخيمته ممسكا بركيزتها الأمامية . وكان أنيس شيخا صالحا يحظى باحترام أولاد عبد الرحمن ، الذين بقي بين ظهرانيهم بعد وفاة جده أبي مخلوف . ولكن جهوده لإحلال الوئام باءت بالفشل . وعندئذ أقسم ألا يشرب أو يأكل حتى يعاد إلى إيعيش وذويه حقهم ، خاصة أن إيعيش كان رفيق سليمان عم أنيس . وعادوا جميعا إلى ايكيدي . وبدأوا شن الغارات على أولاد عبد الرحمن لكن هؤلاء صدوا هجماتهم ، والحقوا بهم أضرارا أكبر . وقد اضطر أولاد أعمر بسبب هذه الحوادث إلى مغادرة ايكيدي ، والعودة إلى المغرب ، ولكن بعد أن ألحقوا هزيمة نكراء بأعدائهم في موقعة تنتاهونا . وعند عودتهم إلى المغرب أعادوا علاقات الود مع السلطان ، وطلبوا منه المساعدة والعون . وقام السلطان المعجب كثيرا بشخصية أنيس بن عيسى ، بالسماح له باصطحاب أثني عشر ألفا فارس من الرحامنة وعاد بهم
----------------- الصفحة 24 ------------------
إلى الصحراء. وتقول الروايات المحلية إن السلطان آنذاك ما يزال مولاي أحمد الذهبي .
وكانت الوقعة الأولى عند اطليعت رحال . بالقرب من غونيجفال . ودارت فيها الدائرة على أولاد عبد الرحمن الذين كانوا متوقفين لاعداد جمالهم ، بينما هاجمهم أعداؤهم على حين غفلة . وقد لحقت بهم هزائم متكررة بعد ذلك ، ألجأتهم إلى تشتت شملهم .
وتفرقت أفخاذهم ، حيث سكن ايمراد أرض القصيبة ، وانضم التيشبان إلى الشيوخ ، ولجأت آدوابهم (1) إلى كل تدمكت – تنجر يجف وعاد سعيد إلى أولاد سليمان ، حيث ما نزال نجدهم حتى اليوم . ويعود الفضل في بقائهم إلى الحاج محمد بن سليمان ، الذي كانت أمه سعيدية . وكما يحدث في العادة بين البدو ، أصبح في القبيلة رءوس وأتباع ، وتكونت مجموعة بينها أفراد ينتمون إلى قبائل شتى . وهكذا تشكل البرابيش بصورة نهائية في مناطقهم الحالية . وما انتهت الحروب الخارجية حتى بدأت سلسلة الحروب الداخلية ، فقد ظل أولاد سليمان ، وأولاد أحمد في حرب دائمة . وتذكر في هذا الصدد بينهما استمرت اثنتين وسبعين سنة ، دون أن يتصالحا مرة واحدة . وعند وصولنا [ يعني الفرنسيين ] كانت الحرب دائرة بين الطرفين ، فأولاد سليمان يعتمدون على الطوارق ، بينما اختار أولاد أحمد أولاد علوش كحلفاء . ومن الواضح أن هذه الحروب لم تمنعهم من التجارة وكسب الأموال ،

ـــــــــــــــــــــ
(1) عبارة من أصل بربري ، معناها الأحياء التي لا تنتقل كثيرا ، بسبب عدم وجود وسائل النقل . وتعني اليوم المزارعين الذين يقضون معظم وقتهم في مكان واحد طول السنة . ( المعرب )
---------------الصفحة 25 -----------------------
لأن مرمول يخص بالذكر تجارتهم في أسواق جنى ، وهي بلا شك ( جنى الحالية ) ، وذلك في القرن السادس عشر ، كما يذكر تجاربهم في أسواق سيغوص خلال القرن السابع عشر . وهذا هو المكان المناسب لنضع شجرة نسب خيمة الإمارة في البرابيش ، لنتمكن من المتابعة السهلة لبعض المعطيات المتوفرة لدينا عن تاريخهم
( في هذا المكان صورة الخيمة الموريتانية المستعملة في عرب أزواد حسب الكتاب )
------------ الصفحة 26 -------------------------
أبو مخلوف
ا
ــــ3ـــــــ2ـــــــ1ـــــ
عيسى محمد سليمان

ــــــــــــــــ
شريع الشيخ الحاج محمد
ــــــــ
دحمان
ـــــــــــــــــــــــــ
رحال منصور انتيغميشيت الحاج الحافظ علي يوسف
محمد (جد اليوسفيين )
ــــــــــــــــ
علي عبيدة امحمد الكبير الولي


ـــــــــــــــ
الحاج محمد أحمد


ــــــــــــــــــــــــــ
علي امهمد محمد دحمان بوبه البكاي الولي


ـــــــــ ـــــ
سيدي محمد مينو علي محمود

ـــــــــ ـــــــ
الخليفة البكاي محمد أحمد
-------------الصفحة 27 --------------------------
وتحثنا شجرة النسب هذه على الملاحظات الآتية :
أن البرابيش يعتبرون أن جدهم هو أبو مخلوف ، الرجل الصالح والتاجر الناجح ، وأنه هو الذي قاد الهجرة بهم إلى موطنهم الحالي أزواد . وقد دفن بالمعمورة إلى جانب شيخه الشيخ سيدي محمد آغآدّ . وأصبح سليمان الابن الأكبر لاخوته الاثنين ، جد أولاد سليمان الفخذ الاميري للقبيلة . والاثنين الباقيان هما محمد ، وعيسى أبو أنيس جد أهل حنباءو ، وأهل عبد الله بن إيعيش . وترك سليمان ثلاثة أبناء هم : الحاج محمد ، والشيخ والشريغ ( في أواسط القرن السابع عشر ) . والحلج محمد الذي أنقذ حياة أولاد سعيد ( أولاد عبد الرحمن ) عن طريق ضمهم لأولاد سليمان ، ليس له إلا إبن واحد ، دحمان ، وهو الذي وقعت خلال قيادته تقريبا في بنبا ، الأحداث التي يسردها تاريخ السودان . ففي سنة 1651 م ، قام باشا تمبكتو يحي بن محمد الغرناطيف بإعداد غزو لبنبا حتى يطرد منها النهابة من البرابيش والطوارق الذين عاثوا فيها فسادا . وكان سبب الثورة هو قيام الباشا بقتل أحد المشايخ الكبار المحليين هو إبراهيم بن عبد الرحمن الشبلي ، الذي كان البرابيش والطوارق يقدسونه . (( وقد دفنه رافضا غسله أو الصلاة عليه )) . ودخلت قوات تمبكتو وكاءو مجتمعة ، المدينة في 8 يونيه 1651 م ، وعندها هرب البرابيش والطوارق إلى جهات متفرقة .

--------------- الصفحة 28 ----------------------
وقد أرسل إليهم الرسل مرات عديدة عارضين الأمان ، ولكنهم لاذوا بالصمت . وفي الأخير بعث إليهم الباشا حاكم المدينة حينئذ ، القاضي علال بن سعيد الحروسي ، ورفضوا أيضا محتجين برأي بعضهم الذي يعتبر أن الباشا خائن . وفي الحقيقة فإن الألم الذي تركه في نفوسهم مقتل الشيخ إبراهيم الأرواني ، لم يفارقهم . وهكذا نرى أن البرابيش كانوا يرفضون الانصياع لسلطة حاكم بنبا ، مثلما رفض أجدادهم قبل قرن من الزمن سلطة سلطان مراكش نفسه . ولم يترك لنا التاريخ المحلي أية آثار عن الشيخ هذا ، الذي كان البرابيش والطوارق يحترمونه إلىهذه الدرجة . وقد ترك دحمان عددا من الأولاد ، كان كبيرهم رحال ( بداية القرن الثمن عشر ) الذي يقدمه التاريخ المعاصر ، كزعيم كبير للبرابيش . ومن ذرية الباقين ، تكونت الأفخاذ الفرعية الحالية أولاد يوسف الصغير ، إلى آخره . المنضوون تحت لواء أولاد سليمان ، أو في التفرعات الأخرى
للقبيلة . ورحال – جد أولاد الفخذ الحالي : أهل رحل ، الذين هم الخيمة الكبرى من العائلة الأميرية – قد ترك أثره كزعيم عظيم . والصادر المحلية لا تقدم لنا الكثير عن حياته . وحوليات ولايته ، تذكر أن البرابيش قد احتلوا هذه المدينة ، كما تقول التذكرة أن صراعاتهم الداخلية قد أدمت جميع منطقة تمبكتو . (( فقد جاء البرابيش ، كما تقول الحوليات ، إلى ولايته 1704 – 1705 م ، وغادروها 1710-1711 م )) . وفي نفس الوقت تسرد تذكرة النسيان ، صراعات داخلية عنيفة من الممكن أن يكون
--------------الصفحة 29 --------------------------
سببها الحاجة إلى توازن بين السلطة المركزية للقبيلة ، وسلطات رؤساء الأفخاذ . وابتداء من عام 1703 م ، قام البرابيش بالاقتتال فيما بينهم في نبكت أغومار . (( وخلال عمليات المطاردة المتبادلة وصل بهم المطاف إلى دخول تمبكتو)) . وتجددت هذه الحوادث ابتداء من عام 1736 م ، وعلى مستويات أوسع . ففي 25 مايو ، قام عدد من أفخاذ أولاد أعمر البربوشي وأولاد رحمان ، وأولاد بوخصيب ، بالانتقال إلى أغومار ، وذلك بعد معركة حامية الوطيس ، وجرت بين أولاد أعمر والمحافيظ ، ومات فيها ثلاثة اخوة من الأخيرين . وخوفا من أن يلحق بهم أعداؤهم ، واستئناف معركة جديدة ، طلب إليهم الباشا أحمد ولد القائد سنبير ، الرحيل والابتعاد عن المنطقة . ولكن العرب رفضوا الاستماع إلى النصائح التي قدمت إليهم ، وبقوا في أماكنهم حتى بعد أن طلب إليهم الباشا تغيير اتجاههم ، واستمروا على موقفهم متجاهلين أوامره مثبتين غطرستهم وفظاظتهم وتمردهم . وبعد أن بقوا في أماكنهم ، جاءتهم الفكرة بمغادرة المكان من تلقاء أنفسهم ، ودون الانصياع لرأي آخر . واتجهوا إلى آبراز ونزلوا به . وعندئذ وصل وفد من أروان يضم مجموعتين من العرب ، معهم الكاهية ، وقاضي أروان ، العالم الوافي بن طالبنا ، محاولين إعادة الوئام بين الأفخاذ العربية عن طريق تدخل الباشا . ولكن الباشا حمادي منعهم من دخول المدينة ، ورفض بيع الحبوب لهم ، وذلك بعد وصولهم وبداية اتصالاتهم لتحقيق مهمتهم
------------------الصفحة 30 ---------------------
التصالحية . (( وقام مناد في المدينة ، بأنه من المحظور أن يبيع أي شخص الحبوب لهم )) . ونتيجة لذلك انتشرت المجاعة في أروان وتاودني وقضي العديد من الناس لهذا السبب . واضطروا إلى أكل الجلود اليابسة والعظام المرمية في النواحي . وكان سكان تمبكتو حينئذ منشغلين في إعادة بناء جامع المدينة . وفي الأخير قام عدد من البرابيش بالتدخل لدى جنود الباشا طالبين السلم ، ومقدمين مبلغا من المال . وقد قبل الباشا العرض مما سبب له الطرد من منصبه في اليوم التالي ، (30 مايو 1736 م ) . (( وفي اليوم التالي غادر تمبكتو ، القاضي الوافي ، وسيدي عبد الوهاب ، بحثا عن أفخاذ أخرى من ايعيش والنهارات في أزواد من جانب آروان ، وكانت هذه الأحياء متواجدة في مكان معروف على طريق آروان سدرت الايدام . وبعد أن قضوا ليلتهم الأولى عندهم طلبوا منهم أن يصطحبوهم في اليوم التالي إلى تمبكتو أبناء عمومتهم . وأضافوا (( لقد جئناكم من بعيد احتراما لكم ، وأملنا أن يكون موقفكم مماثلا منا )) . وقد قبل هؤلاء الثائرون العرض ، وتوجهوا معهم حتى نزلوا بالقرب من المدينة ، عند آبراز ، وهم يتمتعون بالأمان وكل الحماية المطلوبة . وكانوا تحت قيادة أثنين من شيوخهم . ولكنهم بمجرد وصولهم انطلقوا من جديد في اتجاه الغرب ، إلىأكمكام يارو ، وتلة أم عيش الدعاجي . ومن الواضح أن نزولهم بهذه الأماكن كان بسبب وجود أعدائهم في آبراز ، قبالتهم تماما . وأرادوا البقاء في هذه المنازل حتى يحل السلام بينهم وأبناء عمومتهم . غير أن الأمور سارت عكس ذلك

------------------الصفحة 31 --------------------


 
 توقيع : التنبكتي السوقي


أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياة مثاليه أمتلك المعرفة

فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له



عندما انتهيت من بناء سفينتي جف البحر


رد مع اقتباس