عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2012, 02:15 PM   #2


الصورة الرمزية التنبكتي السوقي
التنبكتي السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 10-07-2014 (02:58 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: كتاب البرابيش (بني حسان)




أحياء من عبيد السلطان . واحد من هذه الأحياء المسمى كيروني – سيبونغو (3) يوجد بالمنطقة المحاذية لكندام ، وكان يرأسه يوما ما تلاغا البربوشي . ومن السهل فهم أن تلاغا هذا رئيس القرية – إن كان النص صحيحا – كان بربو شيا ، أو على الأقل حفيد البرابيش القاطنين على ضفاف النهر الذين بقوا في خدمة الأسكيا من إمبراطورية الصونغاي . أما العبيد الزنج كما يوحي أسمهم ، فليسوا إلا شوا رد من الزنوج ، جمعوا من هنا وهنالك ، وأستخدموا في هذه المنطقة التابعة للمتلكات السلطانية .وفي الحقيقة ، فإن دراسة هذا النص العربي في عين المكان ، قد سمحت بالتعديلات التالية : فالمعني ليس تلاغا البربوشي بل تلافي بن بوشي . وبذلك تسقط الحجة البديلة هي الأصح . والروايات الحالية عند البرابيش ، لا تؤكد إلا قليلا ، وجود أجداد لهم وسلف من البربر
ولا يوجد لدى هؤلاء المستعربين افتخار بهذه الأصول البربرية . ومع ذلك فعلينا الاعتراف بأن كل البرابيش الذين هم من الدرجة الثانية اجتماعيا ، ليسوا إلى أتباعا . وهم مستقلون كثيرا عن بقية الأفخاذ الذين نعرف أنهم من أصول عربية . وهؤلاء الاتباع مختلطون كثيرا بغيرهم ، مما يتميز عند الاستماع إلى لغتهم ، الممتزجة بالكثير من لغة زناقة ، وهم يسكنون عادة بالقرب من تمبكتو وعلى ضفاف النهر وفي أزواد .
ـــــــــــــــــــــ

( 1) وهذا اللفظ أخذناه من مثقفي كندام ، بدل اللفظ الوارد في ترجمة هوداس . ودلافوس الذي يجعل الاسم ((كيروني – بولونغو))
-----------------الصفحة 16 ---------------------
وهذا كله يسمح لنا بالجزم أخيرا بوجود قبيلة بربرية ، قبل البرابيش ، انضمت نهائيا بمرور الزمن مع العرب المنتصرين عليها ، وتعربت كثيرا بانضمامها إليهم كما اعتنقت الإسلام كلية . ولنر الآن الهجرات العربية الغازية : لقد قامت العصائب الأولى من العرب ، وهي أولاد حم بن حسان بهذه المهمة ، في الأراضي الواقعة في قلب الصحراء . ونعرف حسب المتفق عليه والروايات التاريخية الموريتانية ، أن حسان – المثال الحي للمهاجر العربي الغازي والذي كان بجنوب المغرب – كان له ثلاثة أبناء : أدليم وأودي ، وحم ( القرن الخامس عشر ) .
وأختص أدليم وأبناؤه وأتباعه وذراريهم بشاطئ المحيط الأطلسي ، ووادي الذهب الحالي ، حيث ما يزال الانتجاع قائما لأولاد أدليم . وأختص أودي وذووه بموريتانيا والساحل السوداني ، حيث ازدهرت شعب (( فودي بوبولي )) الوارد في خارطة غيليو صانتو ، حيث ما تزال قبائل حسان المنحدرة منه تنتجع هنالك . وأختص حم ، بقلب الصحراء ، من أكيدي إلى نهر النيجر . وكان لحم بن حسان خمسة أبناء : شبل ، عمران ، سعيد ، غنام ، وعكرمة .
وكان شبل جدا لقبيلة أولاد شبل التي كانت تحتل آدرار (الموريتاني ) والتي تفرقت وتنتشر الآن من النيجر إلى توات . وأولاد غيلان الموجودون هنالك حاليا ليسوا سوى بقية من أولاد شبل . وكان سبب إبعادهم من آدرار أنتصار أبناء عمومتهم عليهم
--------------- الصفحة 17 ------------------------
وهم : أولاد رزق بن أودي
وقد استولوا على نخيلهم وممتلكاتهم ، وفقدوا أربعمائة من رجالهم بينهم ((بن حوا )) الذي لم يتمكن أحد من العثور عليه ومعرفته ضمن القتلى . وهكذا غادر معظم أولاد شبل آدرار مصحوبين بأبناء عمومتهم أبناء عمران وسعيد وغنام ، وعكرمة (1) .
وبقيادة بربش وهو إبن غير محدد من أبناء حم انتقل هؤلاء إلى أزواد في نهاية القرن الخامس عشر وأواسط السادس عشر ، وكانوا أولى العناصر التي عربت إيموشاكن (2) . وهؤلاء البرابيش ، أو أهل بربش ، هم الذين تتحدث عنهم كتب تاريخ السودان ، وعندما نزور اليوم أحد أفخاذ البرابيش ، مثل أولاد عمران ، وأولاد سعيد أو أولاد غنام ، نرى أن الأصل التاريخي معروف لديهم حيث يكون ردهم : (( نحن ذرية عمران بن حم ، أو ذرية زيد بن حم أو ذرية غنام بن حم . وإخوتنا أبناء شبل ، قد تفرقوا ، فأنضم منهم البعض إلى قبائل أخرى . أما أولاد عكرمة ، فقد انضموا إلى أولاد غنام )) . ولكنهم لا يعرفون أكثر من ذلك . ولا يمكنهم تحديد زمن هجرتهم ، أو حروبهم مع أولاد رزق .
ـــــــــــــــ
( 1) يعتمد المؤلف – فيما يبدو – في نصه ، ابتداء من توزيع أبناء حسان على كتاب الشيخ سيدي المختار عن أنسب عرب بني حسان ، ما يزال مفقودا غير أنه بحوزتنا نبذة صغيرة منسوبة إليه . (المعرب )
(2) يطلق الكتاب العرب على هذا الاسم مقشرن ، وهم الطوارق الذين كانوا أول من بنى تمبكتو ورغم إن المؤلف يذكر ذلك في حديثه الآتي عن أروان فلم يدرك أن الاسمين هما لمسمى واحد . ( المعرب )
-------------- الصفحة 18 -----------------------
ولدينا من جهة أخرى عن طريق مار مول ، معلومات عن ( أولاد بريوس ) كما يسميهم ، ويؤكد بالتالي ما كنا قد ذكرناه . وهذا نص مارمول : (( تتفرع من أولاد حسان سبع سلالات هي : أدليم ، بربوس ، فودي ( أودي ) ، الرحامنة ، أعمر ، أبو منصور ، أبو عبد الله . ويسكن أولاد بربوس أيضا في الصحراء الليبية في اتجاه السوس الأقصى الذي هو أبعد حد لسلطنة المغرب . ومع كثرة عددهم ، فهم فقراء بالرغم من وجود قطعان من الإبل لديهم ، وقد كانوا يوما ما سادة مدينة تست النوميدية )) . بهذا يتأكد الأصل العربي الحساني للبرابيش وسنرى من خلال النص التالي لمارمول أن أولاد رحمون هم أخوة لهم ويقطنون معهم مدينة تست نفسها ، والتي لا يمكن أن تكون تيشيت . والكاتب يجعل موقع هذه في نوميديا والتي هي بالرغم من بعض التحديدات الدقيقة ، تعتبر عادة لدى مؤلفي ذلك العصر هي بلاد النوميد أو سكان البادية . ونرى تحت تاودغوست ( أو أوداغوست ) مكانا يحدده المؤلف موقعا لنوميديا هذه في الوقت الذي نعرف فيه أن الحاضرتين متجاورتان . وتحدد خريطة صانون دابفيل الملحقة بكتاب مارمول ، موقع البرابيش بدقة في بداية القرن السابع عشر . فهو يخصص ((للشعب )) البربوشي ، المناطق العليا من الصحراء فوق (( شعب فودي )) ( أبناء أودي ) ، الذين خصص لهم غرب تست (( تيشيت )) . ويذكر مارمول أيضا في حديثه (( أن مساكن نون ( قصور وأدنون ) تعاني كثيرا من غزوات عرب الصحراء المسلمون بيربش ))
--------------- الصفحة 19 -----------------------
ويضيف في فقرة أخرى قوله (( إن تست ( تيشيت ) قرية صغيرة أقامها الأفارقة السابقون في أحياء البربش )) . وهنا نصل إلى المرحلة الثانية من الهجرة العربية التي قام بها ذراري رحمون بن رزق ، بن أودي ، بن حسان . ويقول مارمول : (( إن الرحامنة ، يعيشون في الصحراء ويعودون شتاء إلى تست ، وكانوا يشكلون فيما مضى أكثر من عشرة آلاف مقاتل ، بينهم سبعمائة فارس ، وقد نقلهم الشريف محمد الذي استعان بهم لاحتلال تست ، إلى بربريا ، مكافأة لهم )) (1) .ومن المفيد أن نشير إلى أن الهجرة الأولى لأولاد عبد الرحمن إلى الصحراء الوسطى ، لم تترك أثرا يذكر في الروايات المحلية . أما بعد ذلك وفي حوالي 1580 ميلادية ، وحسب الروايات المتداولة من قبل العارفين والموروثة عن المهاجرين الغزاة ، فإن الهجرة الثانية تركت صداها حتى الآن . فقد قام أولاد عبد الرحمن ، حسب كتاب
ـــــــــــــــــــــ
(1) أنشئت مدينة تيشيت التاريخية وهي اليوم جزء من ولاية تكانت في أواسط موريتانيا ، في القرن الثاني عشر الميلادي ، من قبل الشريف عبد المؤمن جد شرفائها . وقد أصبحت من ذلك التاريخ حاضرة ثقافية وتجارية ، كانت تضاهي شنقيط . وقد انتقل جزء من سكان وادان إليها ، ثم انتقل معظم سكانها إلى ولاته التي عمرت بدورها تمبكتو التي كانت وريثة لها . وهذه الهجرة من الشمال إلى الجنوب ، تعود في معظم الأحيان إلى الجفاف والتصحر ، الذي تتأثر منه المناطق القريبة من الصحراء شمالا ، ثم ينتقل ببطء إلى الجنوب ومعه السكان . انظر عن منشأ تيشيت ، كتاب المؤرخ الكبير المختار ولد حامد . ( المعرب )
--------------- الصفحة 20 --------------
الحوليات بعد احتلال العقفة من قبل المغاربة (1591 م ) ، بالوصول إلى المنطقة . ومن المؤكد أن الذي عناه تاريخ السودان في ، الفقرة التالية ، هي أحياء الرحامنة ، المتجهة إلى الجنوب الصحراوي ، والتي تحدد خريطة صنصون (1665 م ) موقعها جنوب تافيلات وشرق درعة .
(( لقد أرسل قاضي تمبكتو ، عمر سنة 1592 م ، سفارة إلى السلطان مولاي أحمد الذهبي ، سلطان المغرب ، ليحقق في أمر دخول سكان المدينة في ثورة على القوات الشريفية ، وأثناء عودة السفارة من فاس ، ووصولها إلى تغازة ، علم قائد الحراس المرافق ، القائد بوختير ، وهو مرتزق مسيحي ، بانقلاب السلطان عليهم . فأطلع شمس الدين رئيس السفارة على الأمر ونصحه بالنجاة بنفسه عن طريق الهرب ، (أواخر 1593 م ) . ولجأ شمس الدين عندئذ إلى عيسى بن سليمان البربوشي ، رئيس أولاد عبد الرحمن الذي كانت مخيماته آنذاك خلف تغازة
ووضع نفسه تحت حمايته طالبا نقله إلى مدينة ودا . وقد أوصله الزعيم نفسه إلى المدينة التي بقي بها حتى عودة عالم تمبكتو أحمد بابا من محنته في مراكش ، حيث أرسل إليه فجاءه في تمبكتو )) . وبذلك يتضح أن البرابيش كانوا يحتلون في نهاية القرن السادس عشر الأراضي
المتواجدين اليوم بها ، وأنهم لم يهاجروا منها كما فعل عدد من جيرانهم مثل كنتة . وأن حمايتهم كانت كافية للسلامة من غضب المخزن الشريفي في الشمال ، أو غضب باشا تمبكتو في الجنوب .
---------------الصفحة 21------------------------
وبعد ذلك بعدة سنوات ، قام رئيس البرابيش الفلالي بن عيسى الرحماني البربوشي القاطن قرب تمبكتو ، بإجراء أقل شرفا من سلفه ، حيث سلم الباشا المخلوع الذي أستجار به ، وهو علي ابن عبد القادر . (( فقد سلمه بنفسه في تمبكتو للقاضي ، طالبا منه التوسط لدى الباشا الجديد لصيانة حياته )) . ولكن سيد المدينة الجديد أعدمه ، وعلق الجثمان في السوق ( يوليه 1632 م ) . ونفس هذا الباشا هو الذي غزاه الزعيم البربوشي في العام الذي سبق ذلك بالقرب من أتوات ، بينما كان متجها إلى مكة قصد الحج . وقد لجأ الباشا المغدور ليلا ، إلى خيمتي صالحين كانا برفقته . (( وقد ترك له المهاجمون حياته أحتراما للرجلين الصالحين ولكنهم قتلوا عددا من جنوده )) . واضطر الركب الحاج إلى العودة إلى تمبكتو ، ولم يتخلص الباشا من الحجز إلا بدفع غرامة مالية كبرى . ولم يتصرف الخليفة ولد سيدي محمد ولد أمهمد ، رئيس البرابيش الثائرين [ على الفرنسيين ] سنة 1916 م ، بأفضل من سلفه أما الهجرة الثانية فهي أحدث من ذلك ، وقد جرت قبل سنة 1650 م بقليل وسنورد هنا كيف تمت حسب ما جاء في تاريخ البرابيش .
لقد قام رجل صالح من الرحامنة هو أبو مخلوف بالهجرة إلى أزواد ، في أواخر حكم السلطان مولاي أحمد الذهبي ( إذن حوالي 1603 م ) ، باحثا عن الوفرة في الرزق والحياة الأفضل . وكان ذلك بعد الهجرة الأولى بثلاثين أو خمسين سنة ، ونجاح المهاجرين الأوائل في تحقيق مآربهم


 
 توقيع : التنبكتي السوقي


أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياة مثاليه أمتلك المعرفة

فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له



عندما انتهيت من بناء سفينتي جف البحر


رد مع اقتباس