عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-17-2012, 02:14 PM
التنبكتي السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5535 يوم
 أخر زيارة : 10-07-2014 (02:58 PM)
 المشاركات : 93 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : التنبكتي السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كتاب البرابيش (بني حسان)



كتاب البرابيش
نص كتاب :بول مارتي
البرابيش
(( بنو حسان ))
تأليف : بول مارتي
عربه وعلق عليه
محمد محمود ولد ودادي
------------------الصفحة 3 ---------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
ما نزال نواصل ، بترجمة وإصدار كتاب ((البرابيش )) ، التعريف بالعرب المتواجدين في البلاد التي تضم أكثرية غير عربية . وهي بلاد تدين غالبية سكانها بالدين الإسلامي الحنيف ، ونعني بها البلدان الأفريقية الشقيقة الواقعة في جنوب الصحراء مثل مالي والنيجر .
والبرابيش المتواجدون في هذه المنطقة منذ القرن السادس عشر الميلادي ، يشكلون ثالث أكبر أتحادية عربية قبلية بعد كنتة (1 ) وكلنتصر (2 ) .وهم ينحدرون من الهجرة العربية الكبرى إلى المغرب العربي التي انطلقت من مصر تحت أسم بني هلال . فهم فرع من الأفخاذ العربية التي واصلت الهجرة حتى نهري صناهجة (سنغال) والنيجر ، وكان لها الفضل في تعريب هذه المنطقة بشكل نهائي ،
ـــــــــــــــــــــ
(1) وتنطق بكسر الكاف (* ) أو ضمها ، والنسبة إليها كنتى ( المؤلف )
(*) إن كسر الكاف ليس ممكنا إلا في حالة النسبة (المعرب ) .
( 2 )كلنتصر أو كل انتصر (المعرب
----------الصفحة4 ----------------------------- وترسيخ الدين الإسلامي ولغته ، بفضل الانصهار الذي تم بين السكان الأصليين والمهاجرين الجدد .
والبرابيش كغيرهم من القبائل الكبرى التي نطلق عليها (( اتحادية قبلية )) يضمون في صفوفهم أعداد مهمة من قبائل شتى ولكنها جميعا تقريبا من أصول عربية صميمة
وكانوا قد انطلقوا من الجنوب المغربي ثم استقروا بشمال موريتانيا الحالية ، ثم انتقلوا إلى غربها ثم شرغها ، ومن هناك استقروا في غرب الصحراء التابعة الآن لجمهورية مالي إلى الشمال والغرب من مدينة تمبكتو . وهذه المنطقة كلها الممتدة من وادي درعه شمالا إلى نهر صناهجة (سنغال ) جنوبا ، وإلى تمبكتو شرقا كانت تعرف ببلاد شنقيط ، وذلك قبل الغزو الاستعماري في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي الذي قسمها إلى دول حسب المصالح الاستعمارية والمنطق الاستعماري .وقد لعب هؤلاء العرب دورا سياسيا واجتماعيا كبيرا حيثما حلوا ، خاصة انهم يحتلون موقعا استراتيجيا على طريق القوافل الكبرى بين شمال الصحراء وجنوب
والتي تربط بين جنوب المغرب والجزائر وليبيا ، مع بلاد السودان (1) وجوهرته مدينة تمبكتو الخالدة
(1) ـــــــــــــــــــ
يقصد ببلاد السودان هنا ، المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الصحراء الكبرى من إفريقيا السودان الممتدة من سنغال إلى نيجيريا ، وليس جمهورية السودان الحالية التي عاصمتها الخرطوم . (المعرب)
------------------الصفحة5 ---------------------
وبلغ نفوذهم حدا كبيرا واحتل العديد من رجالاتهم مراكز حساسة في تمبكتو وساهم في إدارتها وتوجيه سياستها . والبرابيش ليسوا كلهم في أزواد ، وانما هنالك أفخاذ من أصول بربوشية ما تزال تعيش في مناطق عديدة من موريتانيا (‌2) .
ورغم التقسيم الذي قام به الاستعمار ، فان اتصالات ما تزال قائمة بين الطرفين .
وسيمكننا المؤلف – الذي نعتبره منظرا سياسيا واجتماعيا للإدارة الفرنسية – من الاطلاع على الدور الذي لعبه البرابيش في مقاومة الاستعمار الفرنسي . ولا نستغرب وصف المؤلف للأحداث بطريقته المنحازة ، وبأسلوبه القاسي جدا ضد أبطال ، قاوموا الاستعمار بكل الوسائل ، رغم تشتتهم وقلة عددهم وألحقوا به الهزائم المنكرة ، برغم قوته العاتية ، وتصميمه على تحقيق أهدافه مهما بلغت التضحيات والأضرار بالسكان المحليين . فالاستعمار قد كتب التاريخ لصالحه ، وهذا لا جدال فيه .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وسنستشهد هنا مع التصرف ،بما جاء في كتاب الحسوة البيسانية في الانساب الحسا نية للعالم والنسابة صالح ولد عبد الوهاب الناصري ، المتوفى سنة الموافقة 1855 م ، فقد أورد في بعض حديثه عن البرابيش وعن موقعة بينهم واحدى القبائل الحسا نية عند توغ ما يلي : (( تفرقت فيها حشاشة البرابيشوهم مائة طفل على ما قيل ، فدخل الحرش منها أولاد يونس وصاروا في عدادهم ، ومنهم برابيش أولاد الناصر ، وبرابيش أولاد علوش ، وأولاد كانى من الزخيمات ، وآغزازير شنقطيط ، والكنابش الذين في أولاد سيدي من الأغلال ، وفي زناقة ، وفي أولاد الغويزي ، وينتسب اليها بعض الصناع ومنهم الظفيرات وأهل بو الخنافر . ومعلوم أن الحشاشة لم تكن كلها من صميم البرابيش لانها على ما قيل مائة طفل ، فلا بد أن يكون فيهم الصميم وهو الاكثر ، والحليف والمولى الاسفل والصانع ..، ومن بين هؤلاء عائلات عرفت بعلمها وأخرى بجمدها . (العرب)

--------------الصفحة 6 ------------------------
والدرس الذي يستخلص دائما من تمكن الاستعمار من الغزو والسيطرة ، هو أنه لو كانت هنالك وحدة بين القبائل ، وبين شعوب المناطق والأقاليم ، لما كانت النتائج التي حصلت . وعلينا – كجيل ما بعد الاستعمار – أن نضع ذلك نصب أعيننا حتى لا تكون شعوبنا لقمة سائغة للأطماع الأجنبية ، وذلك عن طريق تكاتفنا وتضامننا ووحدتنا .
وعلى القارئ أن يعرف أيضا أن تغييرات جذرية قد حدثت بعد صدور هذا الكتاب في العشرينات من هذا القرن ، وعلى كل المستويات .
ومن أهم هذه التغييرات ما سببته كارثة الجفاف التي تدخل اليوم عامها الخامس عشر ، والتي كادت تقضي على السكان الرحل ، ودفعت بهم إلى القرى والمدن كلاجئين لا حول لهم ولا قوة . كما دفعت بشبابهم إلى الهجرة نحو الدول المجاورة والبعيدة أحيانا ، طلبا للعيش الكريم ، وخاصة موريتانيا والجزائر وليبيا والسعودية
وأخيرا ، فإننا نرجو أن يكون هذا العمل ، وما قبله (( كنتة الشرقيون )) ,أعمال أخرى قادمة بحول الله ، حلقة في المجهود الجاري للتعريف بالعرب وحضارتهم ودورهم في جنوب الصحراء ، حيث كانوا حاملي شعلة الإسلام الحنيف ، والعروبة الصافية وحققوا في العصور الغابرة ، ما نرجو أن يكون مثلا تقتدي به أمتنا العربية الإسلامية ، في مواصلة رسالتها الخالدة والعناية بأبنائها المنتشرين في الدول المجاورة لها خاصة في إفريقيا .
وأخيرا نرجو المعذرة عن كل الأخطاء التي لا يمكن تجنبها في أي عمل إنساني . راجين من الله العون والتوفيق. دمشق سنة 1405 هجرية 1985 م المعرب
------------------ الصفحة 7 ----------------------

تـــــــــمــهـــــــــيــــــد
نود أن ننبه القارئ الكريم إلى الصعوبة التي نلاقيها دائما في كتابة الأسماء المحلية ، خاصة ذات الأصول الغير العربية . وقد اضطررنا إلى كتابة معظمها بالطريقة القديمة الواردة في الكتب العربية القديمة ، إذ المطابع التي بأيدينا لا تمكننا من الحصول على حروف مناسبة .
لذلك استعملنا بالنسبة لأسماء المواضيع والأعلام الكاف المعقودة ، التي تنطق كالجيم المصرية ، مثال ذلك :
ايكيدي أسم منطقة
وكاءو مدينة ( والصحيح قاوه الولاية السابعة في مالي )
والهوكار قبيلة طارقية
وفاكيبين بحيرة تمتد من نهر النيجر
وركان منطقة وأسم قبيلة أيضا
من جهة أخرى ، استعملنا الاشارة التالية [ ] لوضعها حول الكلمات التي زدناها لتوضيح المعني والتي ليست في نص المؤلف . (المعرب )
------------------الصفحة 9 ----------------------
الباب الأول
التاريخ البرابيش

تقول روايات البرابيش (1) المتداولة بينهم ، أنهم – مثل قبيلة الرحامنة المنطلقين من حوزة مراكش – ينحدرون من جد واحد هو رحمون بن رزق بن أودي بن حسان وكما هو معروف ، فإنه خلال القرن الخامس عشر قامت ذرا ري حسان ، وهي العصائب العربية المسلحة والغازية بقيادة أبناء حسان ، قاموا بالدخول في أقصى الجنوب المغربي ومنه انطلقت الرحلة دون توقف داخل الصحراء الغربية حتى وصلوا إلى تخوم السودان ، أي أراضي الزنج الممتدة على الخط الذي يصل بين مدينتي سان لويس [ أندر ] وتمبكتو . وهذا الغزو الذي قام به أولاد رحمون ، قد جرى في نفس الوقت داخل موريتانيا وفي اتجاه نهر النيجر . وفي موريتانيا عرف هؤلاء بأسم الرحامنة واختلطوا بالتاريخ المحلي .وبجانب نهر
( 1 ) بترقيق الراء . ( المعرب )

-----------------الصفحة 10 ---------------------
النيجر يقول البرابيش أنهم أصبحوا يعرفون بأولاد عبد الرحمن أو أولاد رحمون . وتضيف روايتهم قائلة
(( أن هجرتهم كانت على دفعتين )) .
وأولى هاتين الهجرتين التي لم تعد أخبارها تذكر قريبا ، نقلت الأفخاذ الأولى إلى شواطيء النهر من غندام إلى قاوه على الجانب الصحراوي ، ويذكر أنها جرت في بداية حكم السلطان مولاي أحمد الذهبي ، وذلك في نواحي سنة 1578 م . وبنو حسان هؤلاء هم على الأغلب أولاد رحمان أنفسهم ، غير أنهم قد سبقوا كما سنرى بأبناء عمهم أولاد(( بربوش)) بن حم بن حسان ، الذين هم أجداد القبيلة . وهؤلاء المهاجرين الغزاة ، أصبحوا مثل برابيش اليوم أصحاب قوافل الملح الذي كانوا يأخذونه من تغازة ، ثم بعد ذلك بعدة سنوات (حوالي 1585 ) أصبحوا يأخذنه من تاودني . ومن جهة أخرى ، علينا أن نضيف إلى الرواية البربوشية هذه ، النص الوارد في [كتاب ] تاريخ الفتاش الذي يذكر وجود مفوض بربوشي بتمبكتو في نهاية القرن الخامس عشر ، أي قبل وصول طلائع هجرة الرحمانة بقرن من الزمن
ويقول تاريخ الفتاش أن أسكيا الحاج محمد ، كان من عادته عندما يمر بتمبكتو في إحدى غزواته أن ينزل بجيشه بين كامبارا (2) وطويا . وبعد ذلك بيوم يزور المدينة بصحبة ضباطه
ليقيم في حي باكيندي وينصب خيامه(( حيث يكون رؤساء المدينة والقرى المجاورة ، ورئيس السوق ، والبر بوشي مونجو ، - أي مفوض البرابيش – قد أقاموا له العرش الشرقية )) .
------------- الصفحة 11 ------------------------
وعلينا أن نعرف من هم البرابيش المعنيون هنا ؟ ومن الواضح أنه باستطاعتنا الرد على السؤال بثقة : إن قبيلة بربرية (( كانت موجودة )) منذ عدة قرون قبل وصول طلائع أولاد عبد الرحمن . وقد روضت هذه القبيلة وأخضعت من طرف الهجرات العربية الأولى ، خلال القرن الخامس عشر ، وهي هجرات بني حم َ بن بربش . وأنضم هؤلاء المهاجرين إلى القبيلة البربرية وعربوها ثم أدخلوها جزئيا (( الإسلام )) .ويكننا إذن أن نؤكد أن البرابيش ينتمون إلى ثلاثة أصول هي : مجموعة أولى بربرية طارقية (3) ثم مجموعة عربية (حسان أولاد حم ٌ ) ، وأخيرا مجموعة عربية أخرى (حسان أولاد رزق ) أما الانصهار (( الممكن )) للبرابيش )) في بير ورزي - الذين يتحدث عنهم الجغرافيون الأوائل - والذي يؤكده بارث ، فإنه لا يعتمد على أي أساس .
ـــــ
(1) طارقي ، والجمع طوارق تكتب في كل المخطوطات العربية المحلية بالتاء . ويختلف الناس في المصدر . فمنهم من يقول أنه من مادة ترك . أو أسم قبيلة بربرية كانت تدعى تركه . وعلى كل فهم لا يعرفون أنفسهم بهذا الاسم وإنما بأسماء قبائلهم المختلفة . ويطلق عليهم جيرانهم أسماء مختلفة . فبعض العرب يسمونهم الأعجام . والصونغي يسمونهم صوركو مثل أسمهم للعرب . ولا شك أن الطوارق أحتفظوا بالعادات التي كانت للمرابطين ، خاصة اللثام ، وهو شعار قبائل صنهاجة . وقد تعرب الكثير منهم وأندمج في القبائل العربية . (المعرب)
--------------الصفحة 12 ------------------------
ولنعد أولا إلى البربر . إن الرحالة والمؤلفين القدماء أمثال ابن خلدون وليون الأفريقي ، ومارمول والعلماء المتأخرين ذوي المعلومات الاكيدة ، مثل بارث ودلافوس ، يعترفون جميعا بأن أبناء قبيلة لمطة البربرية هم مؤسسوا إمبراطورية كاءو ، وأن السلالة الأولى والثانية (جاو سنى ) تنتميان إلى هذا الشعب : (( إلى السلالة الليبية )) كما يقول ليون الأفريقي .
وهذه المعطيات تفترض إذن وجود، قبائل بربرية من أصل لمطي أو لمتوني في أزواد ، وعلى الضفاف الصحراوية لعقفة النهر . كما تؤكد المعطيات معلومات أخرى مختلفة . أولها وجود هذا المفوض البر بوشي السالف الذكر الذي عرف السيادة خلال السلالتين الأوليتين من قومه ، بينما اضطر مع السلالة الثالثة – سلالة أسكيا – إلى التبعية للسلاطين الزنوج .
وهناك دليل آخر وهو جدا يقدمه لنل ليون الأفريقي . ففي حوالي 1507 (تاريخ زيارته لتمبكتو)
(وصول إلى سهل أروان الأمير الزناقي الذي جاء لمقابلتنا مصحوبا بخمسمائة رجل يمتطون جميعا الجمال حيث قدم له التجار ضريبة الملح التي يتقاضاها عادة دعي الجميع إلى مخيماته)
وقبل التجار هذه الدعوة ، وكانت ضيافته عظيمة . فقد نحر لهم الإبل وذبح الخراف والنعام تكريما لهم . (( وكان الطعام مؤلفا من اللحم المشوي والمطبوخ . وقدم لحم النعام المشوي على الصحون ، مع مزروعات وفلفل أرض الزنج . وكان الخبز عبارة عن عيش
----------------الصفحة 13 -----------------------
مسحوق من الذرة . كما قدم الحليب والتمر في صحون مليئة . ولاحظ المؤلف إن تكاليف هذه الضيافة كانت أثمن بكثير من الهدية التي قدمها التجار إلى الأمير )) .
وختم قائلا :(( لقد أظهر لنا الكثير من الود والبساطة ، ومع أننا لا نفهم لغته فقد كان أعظم استغرابا منا للغة التي نتحدث بها ، ولكن هذه العقبة قد ذللت عن طريق الإشارة والباسطة ، حتى فهم كل طرف مقصد صاحبه )) . إن وجود هذه القبائل (( الزناقية )) التي تعيش بطمأنينة في صحراء أروان ، وتتحدث لغة (( زناقية )) لا يفهمها التجار العرب ، كل هذا يؤكد بجدية أن المعنيين هم أوائل البرابيش ، الذين تذكرهم الروايات الشفهية دون تركيز .وهؤلاء البرابيش الذين بدأ تعريبهم وإسلامهم من قريب ، ليسوا بالتأكيد إلا المجموعات الكبيرة من مخيمات الزناقة والطوارق ، الذين ينتجعون في شمال العقفة وأزواد ، والذين تؤكد وجودهم المخطوطات العربية ، والروايات الشفهية ، خلال القرون الوسطى ، وكانوا آنذاك مجرد إيموشاغن ، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة متماسكة قبل أن تصل إلى درجة اتحادية ، تتألف من أفخاذ ذات أصول بربرية ، وبسبب الغزوات العربية المتلاحقة القادمة من الشمال ، فقد تفرقوا أو تحللوا في قبائل أخرى . وقد سكنت مجموعة منهم تمبكتو والتحقت مجموعات أخرى بالقبائل الطارقية وبإيغلاد المنتجعين على ضفتي النهر لتذوب فيها . أما الباقون وهم الذين نهتم بهم الآن ، فقد بقوا في مناطق انتجاعهم العادية ، وخضعوا لقانون المنتصرين الجدد .
------------------ الصفحة 14 --------------------
وهؤلاء هم الذين يشكلون السواد الأعظم من قبيلة البرابيش ، ويكونون في الخط الثاني بعد الخيام ذات الأصل النبيل ، أي العربي . وهذا السواد الأعظم لا يقدم شجرات النسب ، وإذا قدمها فبدون تأكيد ووسط سخرية الحاضرين . ويمكننا الاطلاع على هذه الظاهرة العرقية ، مثل مشظوف . لقد أدى احتلالنا للحوض إلى عدم استكمال التكوين النهائي لمجموعة مشظوف العربية البربرية الكبرى ، المكونة من أصول شتى . وهكذا افترقت المجموعة ولم يبق تحت أسم مشظوف خلال نصف قرن ، إلا النواة الغازية ، والذين هم فعلا من أصل مشظوفي لا غبار عليه . ولكن البرابيش الذين هم أقدم من ذلك بخمسة قرون قد تمتعوا بالوقت الذي سمح لهم بالاختلاط والانصهار في مجموعة واحدة (1) .
وكنت على ثقة من أنني وجدت إشارة أخيرة في كتاب تاريخ السودان (2) ففي عام 1582 م قام أسكيا داوود بتقديم دية للشريف محمد بن منذر عن القتل غير المتعمد لأخيه ، تمثلت في ثلاثة
ـــــــــــــــــ
(1) علينا هنا أن لا ننسى هذا الخبر الصادر عن الشيخ سيديا [ بابا ولد الشيخ سيديا ] ، والذي أبلغني إياه العقيد غادن ، (( فبعد الزنوج ، أحتل البرابيشالذين هم الآن بأزواد ، بلاد الترارزة ، ثم أحتلتها العزيزات ، الذين هم إيدوعيش )) (المؤلف)
(2) تاريخ السودان : تأليف عبد الرحمن السعدي هوداس . المدرس بمدرسة اللغات بباريس . إصدار اليونسكو 1964 م (المعرب)
-------------الصفحة 15 --------
-----------------



 توقيع : التنبكتي السوقي


أبحث عن الحقيقة شارك في صنع حياة مثاليه أمتلك المعرفة

فإن هناك من يحاول إخفائها عنك حتى تظل أسيرا له



عندما انتهيت من بناء سفينتي جف البحر

رد مع اقتباس