بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام
بقلوب ملؤها الحزن والأسى نودع بعد صلاة فجر الأحد الموافق 27/7/1433هـ - 17/6/2012م
فقيدنا العزيز محمد بن محمد بن محمد أحمد - باجَ - بن محمد الصالح - مَدادَ - بن محمد المختار - حُمَّت - بن محمد - إزكغ - بن محمد الأمين - حمَّنانَ - بن محمد - الذاكر - بن محمد أحمد بن أُعالَّ ينتهي نسبه إلى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, المرسي ثم السوقي ثم الأزوادي ثم المكي نشأة ودارا المعروف بكنيته أبي عاصم الإدريسي.
أسرته تعرف باسم ( كل تموكسين ) ومعناها جباة الزكاة وكان دورهم في السابق - كغيرهم من الأسر السوقية - جباية الزكاة من قبائل إمغاد الغنية وتفريقها على الفقراء وهم الذين أطلقوا عليهم هذه التسمية إذ كانوا يأتونهم في مواسم معينة وكثيرا ما تصادف هذه المواسم أيضا وقت إرسال قبائل إيموشاغ لمندوبيها لأخذ الخراج من الرعايا فكانوا إذا رأوا الركب مقبلا عليهم من بعيد قالوا هؤلاء كل توسِ - أي أصحاب الخراج ( إيموشاغ ) أو كل تموكسين - أي جباة الزكاة - فدرجوا على ذلك حتى صار الاسم علما عليهم بالغلبة, وهي أسرة من الأسر السوقية ذات مكانة علمية واجتماعية في محيطها في غاو العاصمة الأزوادية كما أن لها امتداد في كل من: بركينا فاسو, والنيجر, والجزائر, وليبيا, وصولا إلى المملكة العربية السعودية
ولد فقيدنا العزيز حوالي عام 1950م في موطن قبيلته الأم في واحة مرسي من أعمال إن تيللت التابعة لمحافظة غاوا - العاصمة الأزوادية - هاجرت به أسرته وهو في عامه الثاني من الولادة إلى مكة المكرمة التي استقر بها إلى أن وافته المنية بها في مستشفى الملك فيصل بحي الششة ظهر السبت الموافق 26/7/1433هـ - 16/6/2012م .
نشأ رحمه الله يتيم الأب تحت رعاية عمه الذي تزوج بأمه بعد وفاة أبيه قبل أن توافيه المنية أيضا ولم يزل فقيدنا رحمه الله بعد صغيرا, تولت أمه تربيته واعتنت بتعليمه وتثقيفه إلى أن تخرج من المعهد العلمي والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم اللغة العربية سنة 1397هـ لم يحالفه الحظ في إكمال دراسته الجامعية لظروفه العائلية فاضطر بعد سنتين من دراسته إلى أن يترك الدراسة ويبحث عن مصدر رزق لإعالة أسرته لكنه لم يتخل عن ملازمة العلماء ومطالعة الكتب العلمية وحضور الحلقات العلمية والنوادي الأدبية وكان يميل إلى الأدب لازم كثيرا من الشيوخ في عصره منهم الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله وكان الشيخ زوجا لأخت الفقيد ومنها أبناؤه كلهم, كما لازم عمه الشيخ محمد نوح المرسي رحمه الله وكان آية في الزهد والورع, كان لهذين العلمين خصوصا أثر بالغ في حياة فقيدنا الشيخ أبي عاصم رحمه الله تعالى ما ظهر جليا في حبه للعلم والعلماء, وجمع الكتب فرغم قلة ذات اليد كان جماعا للنوادر من الكتب والمخطوطات حتى أن مكتبته تعد مرجعا مهما في حي الخنساء الذي يقطنه, وكلما سمع بكتاب جديد حاول بشتى الوسائل أن يقتنيه غير مبال بما يدفعه من حطام الدنيا من أجل امتلاكه, وكان قد سلمني في آخر لقاء بيني وبينه قبل وفاته بخمسة أشهر قائمة من الكتب طلب مني أن أبحث له عنها في مكتبات الرياض,
كان رحمه الله كريما كثير الإيثار شهدته مرة وقد حصل على خمسة عشر ألف ريال أو ما يزيد عليها فما أمسى حتى وزعها مع أنه كان محتاجا إليها,
لا يألف الدرهم المضروب صرته# لكن يمر عليها وهو منطلق
هكذا كان رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتجاوز عنا وعنه.
له من الأبناء سبع أحدهم مفقود منذ ما يزيد على سبع سنوات, وثلاث بنات.
نسأل الله أن يعينهم على استكمال طريق والدهم في حب العلم والعلماء.

[img3]http://pv2qqw.bay.livefilestore.com/y1p0ITUxHGlenHQKidjsgCjGg18L9lPV0yLSPK3i5oKvsjqqxZ m0eOuJCOrGsm4D0ppSAe7oxyj1JE[/img3]