عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2011, 10:07 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تشييد العُمران ......



صحيفة الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله تعالى:
التمهيد:
بادئ ذي بدء: إن العلامة الشيخ عمران من أعيان العلماء الذين ينبغي أن تفرد له ترجمة لائقة بمقاماته العلمية السامية، وستكون موضع الاهتمام مني ـ بإذن الله ـ من ضمن جهد المقل، الذي أبذله في مثل ما نحن بصدده، من باب تدارك ما أمكن لي من تاريخ المنطقة على أي وجه بري كان، إذ لا يحقر من المعروف شيء.
علماً أن التنظير أمر يحسنه كثير من الناس خاصة فيما يليق بتدوين تاريخ مثل هذه الأمة في صحرائها المترامية الأطراف، الجليلة مناقب أهلها الجميلة الأوصاف.
لكن الأمر الحاسم لأي تنظير، يتضمنه هذا الأثر الكبير:
عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أنه قال: إنكم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال...
فلما كانت السيول من القطرات، والجبال من الحصيات، كان ينبغي على كل جيل أن يسعى خيرة السعي في زمانه من عدم احتقار أي معروف، فيعاقبوا بترك ما يتوجب عليهم فرادى وجماعات تاجه أمته، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فتصبح أمة زمانهم مشئومة بهم ـ والعياذ بالله من عار الخذلان...
ومن لم يستطع إلاّ القيام بواجب أهله بيته، فليبر به، ومن لامه في ذلك، فهو الملوم...
وإن كان هو القائم مقام الذهبي في تاريخ الإسلام...
ومن استطاع أن يتجاوز أهل بيته إلى من في أفقه، فكان من واجبه العرفي أن يحتسبه، كما أن من حق أهل سعيه أن ينافسه فيه خيرة بقية الأفق، لتسعد الأمة بسعي كامل جليل خاصة سعي أهل الإخلاص الصادق، والنهج المتميز البديع الفائق...
فكان مما لا أرجو ثواب مساعيه ذات البضاعة المزجاة، إلاّ ممن أغنى وأقنى رب العالمين رفيع الدرجات.
هو ما يرتفع المقام الكريم، بمثل ما تناولته هذه الصحيفة من مقامات شيخنا الشيخ العلامة العلم زين الدين التنغاكلي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
إذ كنت لما وقفت على كثير من درر آثار أقلام أبناء الأفق البررة بهم، فوجدت جهتنا من أرجاء المعمورة، في شبه نسي منسي، فيسر الله لي من زيارات صحرائنا الغالية هذه الزيارة، التي وجدت شيخنا في ضعف لا يقوى قلبي أن أزيد في جرحه المليم، لذلك تفننت في حسن الطلب بين يدي الشيخ العلامة عمران، ليتحفنا بهذه الأثارة العلمية منه عن شيخنا ـ رحمهما الله رحمة واسعة، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صارا إليه.
فكان من بر تلميذه البار أحد أبرز الأعلام في أفقه الشيخ العلامة عمران بن يوسف ـ رحمه الله تعالى ـ ما يلي نصه:
((بسم الله وكفى، وصلى الله على المصطفى، الحمد لله الذي جعل العلماء زينة للدين، وجعل العلم وصلة يتوصل بها إلى معرفة واضحة البراهين، وحجبه عن بصائر الطغام الطاغين، وألقاه من قرن في قلوب الأنقياء المحققين.
والقرينان الأزهران على الصفوة المصفاة، والروضة المرتضاة، محمد الذي عييت به ألسنة اللسن البلغاء، وأدقعت منه رقاب الجبابرة الأقوياء.
وبعد: فهذه سطور تستطر للتماس الشيخ يحيى بن إبراهيم من الشيخ عمران بن يوسف، أن يكتب له رسالة تتضمن تقريظ الشيخ العلامة زين الدين بن محمد الصالح ـ زاننا الله بزينة علومه، وتحنن علينا الحنان ـ فأسكننا وإياه وسط الجنان.
فحملنيها الشيخ أيها الكويتب، فتحملتها مكتحلاً بالحزن، إلى أن كادت الدموع تنباع، وذلك لما بي من قصر الباع، ولكن مع ذلك عللت نفسي بالاتكال على من لا يخب للنفوس أطماعها، وربطت يدي بمربط مستطاعها، ثم شرعت في الملتمس بعد أن قدمت رجلاً وأخرت أخرى، وصرت أحير من ضب الكدى.
الشيخ زين الدين بن محمد الصالح المعروف بإنقنا بن الحاج عمر بن حمّدا بن حماس، ولد في مطلع القرن العشرين الميلادي، وتوفي عام 2004م، الموافق سنة 1424هـ ذي الحجة.
فقلت: إن الشيخ زين الدين قد نبت أقلام النقاد في إكداء صفته، منزلة، وذكاءً، وفطنة، وتديناً، ومذهباً، وصفة، وخلقاً.
فإن منزلته العلمية، فكان فيها بالمحل الأعلى، فقد تصدر في عنفوان شبابه بالإقراء، والتدريس، مع توفر فحول العلماء في ذلك الزمان، وتوجهت إليه القبائل كلها شرقاً وغرباً لاقتناء الأدب، وتتلمذت عنده الكبار والصغار، وبلغ الغاية في الفنون كلها قبل أن يبلغ أشده، حتى صار فائقاً لأساتذته ومشائخه، فضلاً عن براعته أقرانه ومعاصريه.
فهو بالنسبة إلى ذلك بحر خضم، لا يدرك قعره، ولا تكدره الدلاء، وليث عرينة لا تغشى حماه، وتسربل النحو والتصريف، وحفظهما جودة، وإتقاناً.
فهو نحويّ أوانه، ونبراس خلانه، وتخلع بخلاعة البلاغة، فهو حلف المعاني، والبيان، والبديع.
وأقرت له الأشياخ بالدراية الخارقة، وآذنت له المعالم والمدارس بالفراسة البارقة، وتدثر باللغة، فيسبح في لجة القصائد، والرسائل، والخطب.
فهو سحبان لداته، وترجمان عصابته، وتعمم بالفقه، والأصول.
فهو يتبختر بأفانين المسائل، ويحور الجواب عن المسألة ولا يحار، ويسوق القضايا والأحكام مساقها، ويصدرها عن مصدرها الكتابي والسني، وغيرهما، ولا يدانى في ذلك ولا يجار...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-26-2011 الساعة 02:00 PM

رد مع اقتباس