عرض مشاركة واحدة
قديم 01-24-2011, 11:01 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تشييد العُمران ......



الموقف الثاني: مثال جميل من الأمثال السائرة في تقوية روابط القرابة السوقية الموقرة القوية الموصولة المتينة.

إن البناء إذا تعاظم قدره***أضحى يدل على عظيم الشان
هذا فإن البيت السوقي الأصيل، هو بيت بني على أسس علمية سامية، وقرابة كريمة عزيزة سانية...
ما جعل من يأوي من أهله إلى ظله الظليل، يتمتع براحة نفسية مطمئنة بقوة الأخوة الشقيقة والمحبة والمودة بين أفراده في مقام كريم جليل.
ومنذ أن ربط بينهم رابطة العلم والقرابة في أحضان بطحاء: سوق العلم الكبير، فهم أشقاء رحماء بينهم منذ أن كانوا في سوقهم العلمي العديم النظير.
فلذلك كان انتقالهم منها انتقال بيت واحد، ولما استضافهم أرض أزواد استضافهم استضافة ضيف واحد، معجب بسمته وهديه في نطاق القرابة والعلم نطاق واحد.
وحيثما حلوا في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق، ازدادوا في شد المئزر على المحبة بين تلك القرابة واحترامها وتقديرها وصونها صون الجوهر المكنون والعض عليها مهما تفرقت بهم المناطق.
ومن البراهين على هذا الملحظ الكريم، أن كل من سواهم لا يراهم إلاّ رؤية رجل كريم فاضل جليل جميل الشمائل واحد، فيمدحهم مدح ممدوح فذ واحد، متعجباً من حسن سبك قرابتهم بالعلم صريع العجب بهم...
إذا قيل أي الناس خير قبيلة***فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا
كما قال الشيخ الكبير الكنتي...
هذا جانب تظاهرت أقوال من أثنى عليهم كشخصية علمية جليلة واحدة...
فحسن أن يحظى باهتمام دراسي بار...
قلت: وأما أهل هذا البيت نفسه فيما بينهم فلشدة تنافسهم في بناء بيتهم التاريخي الجليل ببنيان حصين مرصوص، ما يكفي فيه ـ في هذه اللفتة العجالية ـ قول أحدهم في تلك النصوص.
وآل السوق وإن عدت قبائلهم***فإنها دون شك يثربيات
وذلك ما وقع حقاً إلاّ بفضل الله المحض، ثم ما يقوم الجيل بعد الجيل من تشييد عمارته بتعظيم حرمة القرابة بين أهله، المشار إلى شيء من جوانبها الكريمة بقول الكنتي عنهم في معرض المدح:
لولا الأصالة مغرساً ما عمـــــرت***تلك المئاثر في فـــــلاة جـــــــــدجد
وكل ذلك مما يورثه الاعتصام بحبل الله...
وفقه معاني آية: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم...
فاتقوا كل ما مؤداه كشف الستر من بعد حدود ما أنزل الله...
التي من كبرياتها عدم البر بصلة رحم القرابة: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم....
هذا جانب تظاهرت أقوالهم فيما بنهم من ثناء بعضهم على بعض كشخصية قرابية علمية جليلة واحدة...
فحسن أن يحظى هذا الجانب أيضاً باهتمام دراسي بار...

فلنتق الله أجيال السوق وغيرهم في تعظيم حرمة القرابة بما أمر الله به أن توصل...
من برها والإحسان إليها، واتقاء أن يمس جانبها العظيم من قبل أي فرد من أفرادها جيلا جيلا...
إذ كان من سلامة دعائم بيت الأسرة السوقية التاريخي الجليل قوائمه أعز صلة وارتباطا رحمياً عظيماً، وأطل في العطاء البار مما تقدم، وكل ذلك ناشئ من اتقائهم محارم الله التي منها رحم القرابة....
قلت: ومن براهين تعظيم أهل البيت السوقي لبيت قرابتهم وحرمة جانب رحمهم هذا الموقف الكريم من الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله.
وذلك أنني لما جئت بلادنا جمهورية مالي عام 1423هـ في أولى رحلة لي دعوية...
وأولى عودة لي منذ أن خرجت من حي تنغاكل ـ مكرها أخاك لا بطل.
فلما يسر الله لي تلك العودة الكريمة بمثل تلك الزيارات ما ارتحت نفسياً حتى أتيت إلى ذلك الحي الكريم متشرفاً بزيارته الجليلة...
وسعدت برؤية شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمه الله ـ وقد بلغ به ضعف سن الأعوام، ما يبلغ ضعف الليالي والأيام، بالبدر التم المنير الكريم، فيصير في الرؤية كالعرجون القديم...
فما حب الديار شغفن قلبي***ولكن حب من سكن الديارا
فصار بي الحال ما صار بصاحب المقال: أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
من ذلك جدار الشيخ العلامة عمران ـ رحمه الله ـ فلما حواني بجوانبه الكريمة الجدر، مع الشيخ العلامة عمران، وهو يطلعني على ما كان حاضراً لديه من الآثار لما تساورت المحارب بالرغبة في الجانب التاريخي خاصة الآثار ذلك، فإذا أنا أخرج بعضها بيدي من الصندوق فوقعت على مجلد مصون بالخط السوقي الجلي الجميل القديم قدم الحادثة، فلما فتحته قائلاً للشيخ عمران ما محتويات هذا المجلد؟؟؟
فنظر إليه نظرة أعقبها بقول بار بمواعظ والنذر:
قائلاً لي ما ملخصه: إن هذا المجلد هو ديوان القصائد التي وقعت بيننا وبين بعض قبائل السوقية الشقيقة، في بعض المسائل الفقهية ونحن حريصون سلفاً وخلفاً أن لا يظهر لما لا يخلو منه أي راد ومردود عليه من حرية التعبير، في جانب صاحبه، والعكس كذلك، فلذلك توارثنا عدم استساغة اطلاع القراء عليه...
قلت: فلما عقلت عليه ما يرموا إليه صنيع ذلك السلف وخلفهم الكريم، من الحرص الشديد من صون البيت السوقي الكريم، بالبعد عن كل ما لعله أن يفهم منه ضعفة الإدراك من الأجيال من سلامة وقوة التماسك الشديد المتين الحميل بالبيت السوقي التاريخي الكبير الكريم، وإن كان وقع في مجال علمي محض، كما يقع بين أهل العلم في المسائل الخلافية...
التي يقال عن مثل ما لا يليق من الكرام إذا وقع بقول حاتم الطائي:
[color="blue"]وأغفر عوراء الكريم ادخاره***[color="red"]
إلاّ إن مثل ذلك الخلاف العلمي إذا وقع بين القرابة الكريمة، ينبغي أن تتجاوز الأجيال على نحو ذلك بهذا الشطر: وأغفر عوراء الكريم...
لما يجب تجاه الرحم تعظيم حرمتها الواجبة، التي من أعظم ما قيل فيه ما ملخص من تفسير الإمام القرطبي ـ رحمه الله.
الثالثة - في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - اقرءوا إن شئتم " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم.
أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم.
وبالجملة فالرحم على وجهين: عامة وخاصة، فالعامة رحم الدين، ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم، والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم، والنصفة في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة، كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم، وغير ذلك من [ الحقوق ] المترتبة لهم.
وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة، كالنفقة وتفقد أحوالهم، أن ذلك على جهة التقدير والتمثيل المفهم للاعياء وشدة الاعتناء.
فكأنه قال: لو كانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت هذا الكلام، كما قال تعالى: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله - ثم قال - وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "
وقوله: [ فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة ] مقصود هذا الكلام الاخبار بتأكد أمر صلة الرحم، وأن الله سبحانه قد نزلها بمنزلة من استجار به فأجاره، وأدخله في ذمته وخفارته (2) وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول وعهده غير منقوض.
ولذلك قال مخاطبا للرحم: [ أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ]...
مختتماً لفتة هذا الوقف الكريم بصلة الرحم:
متعلقاً بذيول الإمام القرطبي أيضاً ـ رحمه الله:
قوله تعالى: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ظاهر في صلة الأرحام، وهو قول قتادة وأكثر المفسرين...
(ويخشون ربهم) قيل: في قطع الرحم...
(ويخافون سوء الحساب).
جعلنا الله وإياكم ممن يصلون ما أمر الله به أن يوصل:
(ويخشون ربهم) في قطع الرحم...
(ويخافون سوء الحساب).


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس