114. إنباكو / سيد محمد بن أمية الأنصاري التكرناتي السوقي :

هو الشيخ سيد محمد المعروف بإنباكو بن أمية بن السَّاي بن أهاد بن أغوالم بن محمد المعروف بإغدنْفَس ينتهي نسبه إلى محمد بن يوسف المعروف بإدِّ إنْتكَرنتْ(1) .
قال فيه الشيخ العتيق : وهو كأبيه فيما بلغني من جهة التنسك والصلاح والإعراض عن لذات الدنيا وشهواتها فضلا عن مناصبها ، مقيما ببلاد كِدَالْ إلى أن وقعت الفتن التي وقعت بين أهل ذلك البلد وبين حكومة مالي عام ألف وثلاث مائة وثلاث وثمانين 1383هـ فكان ممن قتله رئيس كِدَالْ في ذلك الوقت وهو الفاجر دُوبِ وكان مولعا بسفك الدماء ظلما وعدوانا لم نسمع مثله في ذلك وقد لحق به مكره السيئ بعد أعوام فأخذه الحكام وحبسوه حتى مات في الحبس رحم الله سواه ورضي عن غيره . وسمعت من بعض الثقات أن هذا الولي سيد محمد بن أمية لما أراد الظالم أن يعدمه استدعاه فقال له اعلم أنك ستقتل غدا فأخبرني عما تريد أن أصنع بك فقال له سيد محمد لقد بشرتني بإجابة دعوتي فإني قرأت القرآن طفلا صغيرا ولم أزل أختمه آناء الليل وأطراف النهار من ذلك الوقت إلى الآن وكلما ختمته دعوت الله أن يميتني شهيدا فإن قدر لك أن تقتلني ظلما فذلك من إجابة دعوتي ، ثم إني لا أريد منك إلا اثنتين أحدهما : أن تريني موضع قبري وتتركني حتى أحفر فيه قبرا على طريق السلف ، وتمكنني من أن أعلم كفني بنفسي حتى لا يبتدع فيه الناس . والثانية : أن تخبرني بساعة قتلي حتى يكون آخر ما أعمل فيه الصلاة فسخر الله له ذلك الفاجر فمكنه من كل ما طلبه منه من عمل كفنه وقبره حتى فرغ مما يرتضي من ذلك ثم لما أصبح آذنه بساعة قتله فاغتسل كما يغسل الميت ثم اشتغل بالصلاة فكان آخر عمله رحمه الله وعامل قاتله بما يستحقه(2) .