الموضوع: الدر المنضود
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2010, 10:05 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدر المنضود



تمهيد:
قلت: ولدماثة أخلاق سعادته وطبعه الهادي، ودقته العلمية، وحسن عطائه في إيجاز أكبر أثر في قيد إملاءات سعادته المتينة الدقيقة في تناول سمط للآلي هذه التراجم الجميلة السير.
فالحقيقة إني محظوظ بلقائي مع هذه الشخصية العلمية التاريخية، سعادة الدكتور أحد رجال العلم المشاهير، ورجال سياسة الدولة الأكابر، عالم علامة عذب المنهل، أستاذ المعارف مربي الأجيال، أحد أركان الثقافة الإسلامية أديب، علم فهامة لبيب أريب، لين الجانب، سامي المناصب، جميل العشرة، من سلالة كريمة الأسرة.
ولقد تمتعت بمقابلته لا سيما ما أفاض فيها من الحديث المسلسل بالتراجم الآنفة ـ تراجم إتحاف الأنام ـ إضافة إلى مده يد العطاء بترجمته الجميلة المستأنفة، وغير ذلك من إفادات تاريخية هي بمثابة ذاد المستقنع.
اسمه:
إن اسم سعادة الدكتور، هو:
محمود بن عبد الرحمن بن الزبير القابري ـ حفظه الله.
شيوخه:
**- الشيخ العلامة محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس التنغاكلي السوقي ـ رحمه الله.
وهو من أوائل شيوخه الأعلام، إن لم يكن أولهم، لما في هذه اللفتة التاريخية الجميلة، حين انتقل بنا سعادته إلى ذكرى من ذكريات انخراطه في سلك التعلم في وقت مبكر، استهلها مع هذا البدر المنير الشيخ العلامة مرة، حين سعى سعي من يحتسب الأجر في نقل الرسالة العلمية إلى أبناء زمانه بغض النظر في مستواه السني، ولا عن منتماه القبلي، كدأب الصالحين المخلصين لأممهم، ضارباً مثلاً حقيقياً لما قيل عن ركنه العلمي الشديد ـ آل سوق العلوم:

وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى.
إذا قيل أيّ الناس خير قبيلة***فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا
كما قال أحد أعلام الكنتيين المشاهيرـ رحم الله الجميع.
فهل هناك فوق العلم شرف يعد من المناقب؟، لا ورب الكعبة ولقد تظاهرت النصوص على علو مرتبة العلم وأهله فوق كل مرتبة كما في السنة والكتاب.
وسنتعرج الآن تعرج المتشوق لحديث سعادة الدكتور، حين كان في أحضان علمية كأحضان ابن عصفور، قائلاً: إن الشيخ العلامة محمد أحمد ـ مرة ـ شيخه ـ رحمه الله. أخذه من والده، وهو ابن ست سنوات، وهو قرين الشيخ ألاّ بن مرة بن مفلح شيخه المذكور آنفاً، وهو كان معه في السفر الذي أخذه من والديه ـ بادئ ذي بدء ـ في تلك السفرة.
وتوجد السباع المفترسة في ذلك العصر، والمسافرون هم، نصيب الأسود، وما في معناها، فكان الشيخ العلامة محمد أحمد ـ مرة ـ شيخه ـ رحمه الله. حين ينامون في مراحل تلك السفرة يضع سعادة الدكتور أمامه في الفراش، وابنه ألاّ ـ رحمه الله ـ خلفه، وذلك من شدة اهتمامه بسعادته لصغر سنه، الذي يجعله يتخوف عنه هذا التخوف والقلق الجليل.
وقد جر سعادته ذيل السعادة الكبيرة بهذا الموفق الأبوي الكريم، قائلاً إني: لا أستطيع نسيانه لهذا العالم الجليل ـ رحمه الله.
هذا وقد قرأ عليه سعادته حروف الهجاء، وشيئاً من القرآن الكريم، ثم توفي شيخه العلامة محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس التنغاكلي بعد ذلك بنحو ثلاثة شهور ـ رحمه الله رحمة واسعة.
وهنا وقفة لطيفة:
وهي قوله: وابنه آلاّ ـ رحمه الله ـ خلفه...
قلت: إن الشيخ آلاّ بن محمد أحمد ـ مرة ـ بن مفلح بن حماس، من خيرة من رأيته من أهل العلم الكرام، توفي ـ رحمه الله ـ هذه السنة 1431هـ.
وهو أحد أهل العلم، وممن تتلمذ على شيخنا الشيخ زين الدين ـ رحمهما الله ـ ولقد تعلق بالذهن له موقف كريم، وهو أنه: صادفته مرة يقرأ على الشيخ زين الدين كتاباً، فقرأ فيه جملة: اسم إن وخبرها منصوبين.
فتوقف أدباً حين وقع ذلك في المطبوع، فقال له شيخنا ذلك مما يخرج على قول ابن مالك في الكافية:
وناصب بليت يحيى الخبرا***وبعضهم عموا ومما سطرا.
فجرى شيخنا ـ رحمه اله رحمة واسعة ـ على نهج أهل الظن الحسن خاصة في أهل الفضل المأثور، وكان صنيع شيخنا بهذا التخريج يتجلى فيه تنزيه المطبعة عن الوقوع في خطأ محض، قد يشوش على السامع من طلبة العلم من جهة الثقة المتناهية بالمؤسسات العلمية، فوجهه بالتوجيه السابق اللائق بأهل المعرفة المعارف الإسلامية.
قلت إن البيت المذكور كان أول يوم سعته في تلك الساعة، لأني وقتئذ في الخلاصة ـ فالحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.



 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس