عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 12:00 PM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المعلقة الحادية عشر:



المعلقة الحادية عشر:

أجمل جلالة الدلالات المضمنة في قصيدة: أدب الرحلات..
الأستاذ الأديب، السوقي الخرجي الباحث النجيب ـ بارك الله في أثر قلمك المدرار بالدرر، من الموضوعات التاريخية والأدبية الفريدة النضر.
ولقد صحب قلمك الأدبي هذه القصيدة الدعوية المتينة، بأسلوب بياني بديع.
وإنه مما امتازت به هذه القصيدة المتوج بها أدب الرحلات السوقية ما تركزت عليه عند ما انتهت بها الرحلة إلى أفق هذا العلم الدعوي المفرد العلم الشيخ اللعلامة والحبر البحر الفهامة الشيخ الداعية عبد الله بن المحمود الرائد الأول في فتح باب الدعوة إلى الله تعالى على نهج سيد المرسلين، القائل: قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين.
ولقد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على عظم أمر الدعوة إلى الله تعلى، كيف لا، وهي الصراط المستقيم لتبليغ الرسل رسالات الله تعالى.
وصدق الله إذ يقول: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
كما أنها هي النهج القويم في حق من آتاه الله من العلم ما يدرجه ضمن من تناولهم قول العليم الخبير: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
والدعوة إلى الله تعالى هي منتهى المجد والشرف على الإطلاق، وكل ذي قول مأثور، دون من أثر قوله الدعوي في سبيلها، وصدق الله إذ يقول: قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
هذا ولقد تناولت هذه القصيدة الدعوية بعض المعانات الشاقة التي تعرضت لهذا العلم الجليل، ولقد يذكر تلك المعانات ما أشار إليه الشيخ العلامة حسن الددو كما في ملتقى أهل الحديث، في قوله بعد كلام له حول متعلقات الداعية في سبيل الدعوة إلى الله تعالى: الذي يقطع المسافات الشاسعة، ويغامر، ويقطع السيول، ويجلس في المستنقعات، وفي البيئات الموبوءة؛ ليعلم الناس الخير..
كذلك فإن كثيراً من بلاد المسلمين بحاجة إلى الرحلات الدعوية النافعة... دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي.
هذا علت القصيدة بما تخلص هذا العلم الدعوي الشامخ ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ من بيان بعض المحدثات المنكرة في ملة أبينا إبراهيم الحنيف ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.
لا ذكر للغوث في الذكر الحكيم ولا**للقطب كلا ولن يروى بإســـناد
فقل لمن يدعي الإثبات من ســــــفه ** هاتواأدلتـــكم وأتوا بأشهـــــاد
بل ذلكم سَنن الماضــــــــين من أمم**التابـــعين لآباء وأجـــــــــــداد
وصدق الله إذ يقول على لسان نبيه يوسف ـ عليه السلام: أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ.
كما تميزت هذه القصيدة الدعوية أيضاً بذكر بعض أعلام الدعوة إلى تعالى في عصره ـ رحمهم الله.
يا(عاليا) فوق أضــــــــــــداد وأنداد ** لازلتفي (أربند) ركن إـنشاد
وشد أزرك (اغلس) من معــــــارفه ** دكت قوىكل إضــلال وإلحاد
مرصعاً ذكرهما الجميل، بدعوته أقرانه أن يدعوا إلى الله تعالى، كما تمثل ذلك بقول:
وقل (لأحمد) لايكتم نــــــــــصائحه ** وينشرالسنة الغراء في النــادي
متعرجاً إلى الهدف الحقيقي النبيل، وهو إفراد الله بالعبادة ـ جل العظيم الجليل:
إني استعذت برب العرش خاـــلقنا ** فلامعاذ بأغـــــواث وأوتـــــــــاد
وقد يعوذ رجال لاخلاق لـــــــــهم ** بالإنسوالــجن قد باؤا بإبـــــــعاد
مختتماً قصيدته الدعوية البديعة البليغة الرائعة، بالثناء على من يحيي السنة خاصة زمن غربة إحيائها، كما انتهى إلى الوصية بالصبر على هذا النهج النبوي الجليل:
أحييتم سنة الهادي علــــى زمــــن ** يعزوالله مــــــــحيو سنة الهادي
صبرا جميلا على مافيه من احــــن** ومنهنات ومن بغــــــي وحساد
وصدق الصادق المصدوق:
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم.
رواه البخاري

قلت فختام القول، أن هذه القصيدة تفردت بميزات حسان متميزة، منها: أنها قصيدة يتيمة الدر لتناولها أهم أنواع الرحلات، وهي الرحلة الدعوية، فمن أصولها التي أسست أكمل التأسيس وأشدها قصة ذهابه داعياً إلى الله تعالى ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ من مكة المكرمة إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الله جل شأنه.
المستهل بيانها المبين:

لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ شِدَّةَ ، وَأَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ..كما عند البخاري
فما أجلها من قصيدة، وما أحسنها، وما أعظم أجر من انتظم في سلك ما دعت إليه هذه القصيدة الجليلة من الدعوة إلى الله تعالى لمن يبتغي بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة.

قاله الراجي عفو ربه ورضاه يحيى السوقي.
مختتماً بقوله جل في علاه:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-06-2010 الساعة 06:28 PM

رد مع اقتباس