جهزتها لأحفظها ولدي أسعد، وابنتي فاطمة، لأغرس فيهما الاعتزاز بقومهما..

قرأتها سابقا.. وأعجبتُ بها..ثم رأيتها كاملة تامة فبوأتها هذه المنزلة..

قرأتها من جديد قراءة فاحصة.. فما عثر فيها الفكر على عثرة، ولا نبا النظر فيها من كبوة..

نسختها للوورد وطبعتها بخط أنيق، وقرأتها بصوت مرتفع لأسمعها مني فزادت جمالا..

لذا قررتُ تسميتها بهذا العنوان..

واقترحت تحفيظها لأولادي..

وأرجو من إخواني ذلك خصوصا المغتربين..

ولا يسعني إلا أن أتسمر أمام قريحة عمي الكريم، أبي هذه اللؤلؤة قائلا:

بارك الله فيك، ما شاء الله

أبدعت..

فحق على كل سوقي أن يحفظها

قال الشيخ/ أداس بن أحمد الأنصاري اليعقوبي السوقي:

يا درة السوق ، ويا نعم المره *** جعلتنا سوى الثنائي نكـره

بل كلنا معارف ومهـره *** فينا الحريريُّ وفينا عنتـره

وإن يكن أحدنا في دسكـره *** منه ذوو العلم تكن(1)منبهـره

أوخط رَقـه وحط مزبـره *** عاد السوى كالقشر وهو الثمره

والعلم في صحرائنا من نشره؟ *** ألم نكن حلتــه المشتهـره؟

صبينا في العلم عدل عشـره *** من السوى. سلي بذا مَن خَبَرَه؟

هَا لَكِ دَرْسًا شئتِ تحت شجره *** وفي عمارة وفوق القنطـره

إن شئت نحوا فإليك درره *** متونــه شروحه وطرره

أو شئت فقها فخذي مختصره *** أي لخليل بشروح الخيـره
أو البلاغــة فمنا المهـره *** من ناقشوا السعد ومن قد نصره
أو التفاسير فــذي ميسـره *** من آخر الناس لرأس البقره
أو مفردات اللغة المعبــره *** فقد حفظنا التاج بعدالجمهره
والشعر أحكمنا عليه السيطره *** فمثلنا في الشعر عين لم تره
والخط طفلنا يجيد أسطره *** قويمة دون احتياج مسطره
والذكر نحفظ جميعا سوره *** طواله مئينــه وقصــره
لقد حلبنا الدهر كلا أشطره *** وَدرُّه اصطفينا منه أخْيَره
والضيف إن ينزل فإنّا نحَرَه *** ما حضرت من ناقة أوبقره
ومن أتانا شاكيا لمعسره *** يؤب غنيا قد ملأنا صُـَرره
من يهدنا معروفه لن نحقره *** لو قل بل شيمتنا أن نشكـره
ومن يجي محتميا لن نُخفره *** ولو أتى طالبُه وعسكــَره
أولاك قومي إنهم لمفخره *** مِن كنتَ أو أشرافِنا من حيدره
كذاك من آوى النبي ونصره *** أيمــة كلهــم وخيـره
سلي الزمان عُرْبَه وبربره *** يخبرك أنا عينُه والجوهـره
وفضـلنا أقـره وسطـره *** جيرتنا نظما وبعض نثــره
والسوق إن عادت قفارا مصحره *** فأصلها حضارة ومحضـره
وأورثتـنا قــلما ومحــبره *** وصون ذين الإلّ حتى المقبره
وأسأل الله العظيم المغفـــره *** لكــلنا وأن يقينا سقــره
مجاوزين هول تلك القنطره *** لجنة الفــردوس دارالبـرره

عمي الكريم: اسمح ما يلي:

أولا: جعلت (معارف) الزرقاء بدل (معرفة) في الأصل، علما بأني لا ألحن ما في الأصل، بيد أن الجمع أقرب إلى ذهن الناشئة..

ثانيا: أرجو أن تعيدوا النظر في هذا البيت وتصوغه لنا بطريقتك الذهبية، وهو:

وإن يكن أحدنا في دسكـره *** منه ذوو العلم تكنمنبهـره

فإن (تكن) لا بد أن تكون مرفوعة؛ لأنه لما قدم عليها اسمها (ذوو) صار مبتدئا، وصارت هي وضميرها المستكن فيها جملة هي خبر المبتدأ، والمبتدأ وخبره جملة جواب الشرط، وإذا سمحنا لك تعريته عن الفاء فإنه ليس بوسعنا أن نجزم تكن..

وإن كنت غير محق في هذا يبقى ما كان على ما كان ..

بارك الله فيك ووفقك

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari