اخوتي الكرام الأفاضل بعد السلام أرجو أن يطيب لكم الكلام : فهي قصة رواها لي عمي موسى ابن آحمد في أيام العيد المنصرم أما السوقي فهو سيدي محمد ابن أمية و قد صادف أن رافق في رحلة مع زعيم افوغاس الطاهر بن ايلي حتى دفعهم الليل إلى حي من أحياء البادية بصحراء تمسنا و هي كما هو معلوم أرض قاحلة لا رطب فيها و لا يابس على حد ما سمعت عنها و لم يكن بالحي إلا امرأة يقال لها هتو التواجية فقامت إلى ناقة عشراء لها فنحرتها و عمدت إلى أعمدة البيت و قامت بحرقها لطهي اللحم و القراء للضيوف و كانت كلمااحترق الحطب ارسلت الفحم إلى الضيف لتحضير الشاي فهو سيد الموقف في مثل هذه التجمعات ، و في الصباح تفاجأ القوم من فعل هذه المرأة فاتفق الزعيم و الفقيه السوقي بتعويض المرأة ما خسرته اعجابا منهم و مكافأة لها على فعلتها التي لم يسبق لها مثيل فقام الزعيم بإرسال ناقة محملة بكل مسلزمات الخيمة بما فيها الهودج و قام السوقي سيدمحمد ابن أمية بكتابة هذه القصيدة التي بلي البيت و ما فيه من أثاث و أبت إلا أن تكون شاهدة على هذه الحادثة و هي التي قال فيها :
جرى من بنت أحمدوش صنع **** تقاصرت دونه همم الرجال
أرت من نفسها عجبا عجيبا **** يدل على المروؤة و الكمال
أتينا حيها ليلا وقالت **** حياة الحي في نحر الجمال
و ساقت ناقة عشراء و شدت **** قوائمها بأطراف الحبال
فأنفذت المقاتل و هي ترنو **** بمصرعها و لكن لا تبال
فلو كانت النساء كمن ذكرنا **** لفضلت النساء على الرجال
كمثل كريمة الأتواج هتو **** محددت المكارم و المعال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب **** و لا التذكير فخر للهلال