هذه قصيدة المقنع الكندي وقد أسرني ما تحمله من قيم نبيلة فأحببت أن أنقلها لكم
وهو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي الحضرمي. شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية, وله محل كبير وشرف في قومه وكان يستر وجهه بقناع, ولذالك لقب بالمقنع
عاتبني في الدين قومي وإنما $$ ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
ألم ير قومي كيف اوسر مرة $$وأعسر حتى تبلغ العسرة جهدا
فما زادني الإقتار منهم تقربا$$ ولا زادني فضل الغنى منهم بعدا
أسد به ما قد أخلوا و ضيعوا $$ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا
وإن الذي بيني وبين بني أبي $$ وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم إلى نصري بطاء وإن هم $$ دعوني إلى نصرٍ أتيتهم شدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن $$هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم $$وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وإن زجروا طيرًا بنحسٍ تمر بي زجرت $$ لهم طيراً تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم $$وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
لهم جل مالي أن تتابع لي غنى $$ وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
وإني لعبد الضيف مادام نازلاً$$ وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا