عندما قرأت أرجوزتي الشاعرين المفلقين الشريف الأدرعي الجلالي وتامكوتات عن السوق وآله ، وأعدتهما، بانت لي صعوبة مجاراتهما ، فما من شيء تفكر فيه إلا قد سبقاك إليه، وعلى سعة اللغة العربية، ورحابة حرف الميم فقد استحوذا على مواقع الإيقاع منه، ولم يدعا لراجز على وزنهما ما يمكنه من مساجلتهما.
وإن وجد من يثلثهما فتلك معجزة شعرية.
أردت أن أقرظهما بأبيات من قصيدة للشيخ العلامة الورع عيسى بن أحمد الإدريسي الأضغاغي (المعروف بالحَرَيْكَا) رحمه الله تعالى المتوفي سنة 1407هـ .سنة وفاة الشيوخ، فقد توفي فيها الشيخ محمد أداس الأنصاري اليعقوبي ، والشيخ عالي بن الأعريب من المغرب سكن كيدال قديما وشارك في النوازل والفتاوى ، وهي التي توفي فيها شيخ الشيوخ المحمود بن حماد الإدريسي كما أنتم به أعرف.
والقصيدة قالها الشيخ عيسى ردا على بعض أقارب السوقيين - ولا أريد تسمية قبيلته- وتأويلها تنزيلها.
قال:
بـاي ابنَ خالتنا لأجـل عيلتــنا........وشّيت مكتوبك الواشي بلعنتنا
كنا رجوناك تحمينا وتنصـرنا......فصرت تتحــف من تلقى بسبتنا
العلم ديدنا والصفـــح شيمتــنا.......والجود ما إن تعدى جنب حلتنا
فسل أباك وعميك الذيــن ثووا.....فينا بما قد رأوا من حسن عشرتنا
فينا بنو سيدي لم تقبض أناملهم......مـن فـرط جـود لغيــرما تحيتنا
ومنهـمو حمتيـس لا يبالي بما.......يعطي ولكنـه مـن فـرط عــدتنا
ومنهم السيـد البـكاي إن لــــه.....في الجود أبسط كف يا ابن خالتنا
أبوهما حاتم يحثو براحتــــــه.......ولا يبــالي إذا أعـــطى بعيـلتنا
إلى أن قال فيها:
آلافُ فم مَّدحونا قبل ذا فإذا.......آلاف فم مَّدحوا ما ينفي فَمْ فُتنا
والقصيدة غير تامة ، ولعل الله ييسر لنا من يحفظها كلها.
أخوكم أداس السوقي